منذ عشر سنين ونحن نبارز أقذر موقعة باطل شنها الجنس البشري على سوريا لم تكن ملحمة كونية فقط بل تكوينية أعادت الحقيقة من الخاطفين عبر فدية قربانها دماء أمة . حقيقة تم خطفها من قبل بدء الحرب على سوريا منذ ألف وأربعمائة عام ومن يعتقد في هذه الحرب بأنه قد دافع عن سوريا كجغرافية ومكونات بشرية فقط عليه أن يضاعف إيمانه بأنه قد دافع عن الإنسانية جمعاء وإن كنت تعتقد بأنك كنت في قلب معركة أطلقت فيها رصاصة نحو صدر داعشي وآكل قلوب فقط فهذا جزء من الحرب لأنك في الحقيقة كنت ومازلت تطلق هذا الرصاص نحو صدر تاريخ من الأكاذيب والتزوير حتى فتحته فتحا مبينا وأقمت أفقا أبحرت من خلاله شمس الحقيقة إلى الشروق مجددا بعد أن غيبتها قرون من الظلمات و تبين أن الحاكم المسلم وإن قاد سيولا من الكائنات الملتحية فهو ليس بالضرورة فاتحا ومؤمنا وحكيما لأن السوري المقاوم حقيقة كان هو الفاتح فهذا هو أردوغان خير شاهد على أن ليس كل مسلم هو مؤمن وليست كل الجيوش جيوش مجاهدين فأي حق سوف يرضى على عمن عمل بما يشتهي الناتو وتل أبيب وأي مؤمن سوف يخالف قوله: ( ليسأل الصادقين عن صدقهم) ..وبأي صدق عمل هذا المدعي واقرانه من الكذبة ؟!.
إن الألفين مليار دولار من الأموال التي دفعت لقتال سوريا لم تكن لتحضير “المجاهدين ” في سوريا فقط بل لسوقهم من أصقاع الأرض ولاستحضار اتباع التزوير الخفي من تحت طيات الدهور ومن سحيق التاريخ الأسود لقد حرر السوريون حقيقة خطفها المنافقون والأعراب واليهود كما حرروا الحقائق التي كانت مقيدة ومصلوبة وإلا كيف للقرضاوي أن يعتبر مؤمنا إذ أسلم (إيمانه) للناتو لقد أعان أمر القرضاوي وأردوغان على كشف ما خبأته قرون من النفاق وتبين بأن هناك كافرين يدعون أنهم أئمة الإيمان وحقيقة أن هناك من أسلم ولم يؤمن ولوأنهم انتصروا على دمشق لشاهدنا أردوغان يخطب في المسجد الأموي رافعا رأس حسين جديد ولرأينا جورج صبره وهو يبيع يسوع من جديد و برهان غليون مع سمير جعجع يسيرون مع نتنياهو في سوق الحميدية ويسبق كل هذا أنهم قتلوا عمر جديدا في المسجد عندما قتلوا الشيخ الشهيد البوطي هذه الأحداث تريد أن تقول للجميع بأن سوريا حررت التاريخ من قيوده العتيقة و أحضرته من اقاصي زمان الكذب إلى دمشق وجعلته يعيد نطق الحقيقة أمام الخلق أجمعين فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..بمستطاعك التعرف على مانطقت وكشفت هذه الحرب بالعودة إلى شخوصها وما أظهروه من (حق) وفعلوه من باطل .إن الألفين مليار دولار بندري لم تكن لتصفية الأسد جسديا بل لقتل الأسد في فكر السوريين ولو أن القضية عائق شخصي فقط وليس ارتباطا وثيقا بين السوريين والأسد ماكانت تلك الألاف من المليارات أن تدفع لقتال شخص بل أمة تعتنق هذا الشخص وشخص يعتنق هذه الأمة في وجدانه وهو وجدان كل شريف من هذه الأمة لذلك فإن جنونهم وهيستيريا تكرار جملة على الأسد الرحيل هو طمس لحقيقة مايجري و هو خبث منهم وهي حالة ليست عبثية و تحمل حالتين ..الحال الاولى موجهة للسوريين في مسخ مكانة الأسد لديهم بحيث أن الحرب متعلقة بالأسد فقد أرادوا القول: أن إنظروا إلى الأسد أيها السوريون إنه لايريد خلاصكم ويفتديكم ((بكرسيه )) وبهذا يلتفت السوريون إلى الحرب على الأسد وليس لمواجهة ماأعده هؤلاء ضدسوريا بإعترافهم والحال الثانية تكمن في إستكمال مراحل انهيار سوريا بعد طمس الأسباب والمسببين من داعش وتركيا وامريكا والغرب والخليج حيث ييظهر الجميع على أنهم المخلصون للسوريين..

نعم إن الرقم الذي طلبه أمير عملاء الأمريكان بندر بن سلطان هو ألفي مليار دولار لمحاربة الأسد وفق ماقد أعلن فقط وماخفي كان أعظم فهل كانوا حقا يريدون إسقاط رئيس ظالم أم سيد حر؟! نعم إن إسقاط الأسياد يحتاج إلى خزائن الخليج ولكنهم لم يعلموا أن كرسي الأسد لاينزع ولا يسقط لأن كرسيه وسع قلوب السوريين وعقولهم وهو ليس بوسع قصر أو وظيفة رئاسة فقط إن هذا المبلغ يشرح لكم نقاطا عدة لم يبح بها أحد فقد كتبت الأقلام عن اللاثورة والثورة الدموية ولكن أن تتحدث الأرقام بما تحدث به الصغير حمدبن جاسم عن سوريا فهذا مايجعلنا نقول إن أية ثورة في العالم حين تحتاج إلى هكذا رقم مالي هي ليست بثورة بل مخطط ثوري في علوم الغدر والخيانة. إن الذي قدم هذا الرقم الهائل من الدولارات لم يقدمه لعلمه بقوة الدولة السورية وشعبية الأسد فقط بل لعلمه بضعف من يدعمهم ثوارا فالأرقام غير العادية للأموال لاتطلب إلا بعد دراسة عميقة لنفس وعقيدة المدعوم وهي دراسة مسبقة للوقائع وليست دراسة لحظية وهذا مايجدد نفي براءة مايدعى ثورة ويثبت تخطيط كل ماحدث منذ أكذوبة أظافر اطفال درعا إلى يومنا هذا كما أن هذا المبلغ يؤكد لنا قيمة الإيمان الفارغ لهذه الثورة فمن يثور مع المال فيتوقف عن ثورته بدونه فهو ذو عقيدة شديدة الوهن والدليل على هذه الحقيقة يكمن في تخلص السعودية فيما بعد من الوهابية عندما طلبت غرفة العمليات ضد سوريا هذا المبلغ فإن السعودية كانت تعلم أنها تدعم عقيدة مزيفة إن الثورة الحق لاتحتاج إلى طوفان من الأموال بل إلى طوفان من الكرامة إذ إن تشي غيفارا والمهاتما غاندي لم يحتاجا المال لإنجاح ثورتيهما وحققا مالم تحققه اموال الخليج مجتمعة .
إن جوهر بدء الحرب على سوريا أن هذه البحور من الأموال دفعت للحرب ضد دمشق ولم يكن أنذاك على أرض سوريا حليف ولاصديق وقد كان يمكن لسوريا ولوحدها أن تدفعهم إلى استنزاف خزائنهم ذلك لأنهم كانوا يحاربون في سوريا قلاعا وجبالا بشرية لا بشرا عاديين .هكذاذهبت أموال الحج والنفط لتجعل جزءا من السوريين يحاربون لأجل تنفيذ مايريده بندر بن سلطان ثم تراهم يسألونك ويتساءلون لماذا لم ننتصر ؟! ونرد عليهم من الكتاب الذي يعتقدون أنهم أهله : إن (تنصروا الله ينصركم)…إلا أن الحق لاينصر من ينصر بندر وأمريكا والتركي الناتوي ..فتشوا عمن تناصرون قبل أن تتساءلوا لماذا لم تنتصروا .
وتسرد علينا قيمة هذه الأموال السعودية حقيقة تتحدث عن الغاية من تقنين المساعدات المالية لمصر بما يؤكد تحديد دور مصر ضمن سياسة معزولة عن أي تأثير سياسي يسبق دور السعودية في المنطقة ولا يمثل ثقل مصر الحقيقي وهذا مايبرمج دورها ضمن سياسة لاتخرج عن سياسة الخليج ولهذا نقرأ ونسمع عن رئاسة مصر أن أمن مصر من أمن الخليج وحقيقة لو أن أمن مصر من أمن الخليج لكان الخليج شاهد كذلك أمنه في أمن مصر وفتح خزائن امواله لتقوية مصر وليس لمحاربة سوريا ولكن برمجة أموال السعودية أمريكيا واسرائيليا لايسمح لها العمل خارج سياسة حددها الباطن الفكري لهذه الانظمة ولهذا تظهر قباحة وهشاشة السعودية عندما تتحدث عن قيادة المسلمين في العالم إلا أنها تقودهم إلى مزيد من الحروب القذرة والفقر ثم تقول إنها تخشى على المسلمين وتدافع عن ((حق المجاهدين)) حول العالم وكان الأجدر بها لوكانت مملكة مسلمة حقا أن تقدم لمصر الأموال ولكنها لا تدعمها إلا بأرقام لاتتجاوز واحدا بالمائة مما دفعته لترامب ومما دفعته من قبل لمحاربة دمشق إن السعي في الإصغاء للأرقام المالية الهائلة من قبل السعودية يجعلك تشاهد خارطة المنطقة بدقة ويمكنني أن اقول عنها إنها القراءة الرقمية المالية لحقائق انظمة المنطقة فمن يدفع ألفي مليار لخسف دمشق من الوجود بحجة إنقاذ مليون مسلم سوري ((مظلوم)) لماذا لم يدفعها من قبل لمصر لإنقاذ عشرات الملايين من المصريين المسلمين الفقراء الذين يقطنون مساكن الصفيح والمقابر ولدعمهم ماديا لتطوير زراعي وعلى كل الصعد و جميع المجالات إنه يكفيك أن تدعم مصر بكل مالديك من قوة مالية لتصبح مصر اقوى دولة وأمة في الشرق الاوسط ولكن رسم سياسات الأنظمة في المنطقة يحول دون ذلك إذ أن هناك من يريد أن تتبع مصر اقتصاده وقراره السياسي ولهذا لا تعطى السعودية مصر ما تعطيه من نفقات إثارة الحروب..
أخ يامن….أولئك الذين لم يقتنعوا ، وبعد أحد عشر عاماً من الحرب على الوطن السوري ، حتى الآن ! رغم سيل الدماء من الخاصرة السورية ورغم كل هذا المشهد من تداعيات الدم…الآن تكنّسهم آلة التاريخ وحتمية الحقيقة ونكهة نصرها نحو مزابل لإقرار لقيعانها. …
ولكن السؤال…الهاجس…ماذا عن العلاقات مع الذئاب العربية التي كانت جسر عبور سكاكين الغرب…ماذا عن جردة الحساب مع الذات ، حول ذلك ، ومعهم مستقبلاً…ماذا عن أنيابهم المشرعة ابداً لنهش اللحم السوري. ..ماذا عن كل ذلك…رحم الله اجدادنا حين قالوا…من جرب المجرّب. …