حمد في حانة الاعترافات .. غسل القرآن بالنبيذ والحشيش .. جوليان اسانج القطري


ماأبشع الصلاة والتراتيل التي يؤديها من جاء من الحانة مضمخا قلبه بالنبيذ .. وماأبشع كلمات القرآن والانجيل التي تتقلب على ألسنة منقوعة بالخمر وينبت الحشيش على اطرافها ويعرّش الكوكايين على أنفاس قائليها .. ولكن الابشع منهم هو من يستمعون اليهم ويصغون اليهم .. وهم يتنشقون أبخرة النبيذ وجشاءات الحشيش .. وكلمات الله مغلفة بالنشاز ورائحة الخمور كأنها رائحة البخور .. ويصلون خلفهم جماعة في الحانة التي يعربدون فيها ويسكرون فيها وسط الغانيات والمومسات .. ان الحانات هي مساجد المنافقين والكذابين .. وكل صلواتهم مزروة .. ولاتقبلها السماء ..


وكم الله في غنى عن ان يحج الى بيته الكثيرون ممن يخربون امته ودينه وبعدها يزورن بيته وقبر نبيه طالبين النجاة من غضبه والصفح والغفران .. وشطب كل ذنوبهم كما تشطب ديون الدول بجرة قلم .. ان الاعترافات للتائبين تشبه رحلة الحج الى ديار مقدسة .. لأن الاحساس بالاثم والخطيئة حالة من حالات الايمان العليا والصلاة الانقى .. ولكن عندما تكون الاعترافات مونولوجا للشيطان فانها تصبح أغنية للشياطين ولحنا لأبناء ابليس ..


المجرمون والاوغاد واللصوص ومتعاطو الحشيش ليست لديهم أخلاق كي يمارسوا الاعتراف بما اقترفته ايديهم .. واذا مادخلوا غرفة الاعتراف فانها حتما ليست غرفة اعتراف الكنيسة حيث تغسل الاثام والخطايا بل لايليق بالعترافاتهم الا غرفة التحقيق حيث يجب ان تسمع أقوال القتلة والخونة واعترافاتهم .. ولذلك فانك اذا مارأيت مجرما يقرر التوبة فاياك ان ينثني قلبك من الرحمة وان تطفر عيناك بالدمع .. لأنني لست من أولئك الذين يغفرون الخطايا وتجرفهم الدموع ويفيض السماح والغفران من قلوبهم .. لأن قلبي لن يستجدي الرحمة لأولئك القتلة الذين يتوبون ودم الضحايا الطازج الساخن لايزال على اسنانهم .. وصراخ ضحاياهم سيبقى كالصدى الابدي والنحت على جدار المجرة .. هؤلاء القتلة لاتقبل توبتهم .. وليست لهم توبة الا القصاص ..


اليوم يتداول العرب اعترافات حمد بن جاسم آل جبر وكأنها اعترافات جان جاك روسو .. أو أنه جوليان اسانج القطري .. وكأن الرجل قال كلمة واحدة لانعرفها .. فكل ماقاله نعرفه عن ظهر قلب .. ولاندري لماذا تجشم عناء المقابلات والشرح والعرض وكأنه جنرال عسكري يحكي عن فتوحاته وانتصاراته .. فنحن كنا أقدر على ذكر كل التفاصيل التي ذكرها في اعترافاته وبشكل أدق منه .. بل ان اي طفل سوري يعرف من اشترك في المؤامرة والاجتماعات والادوار والميزانيات التي انفقت من كل جيب خليجي وحصة كل مجرم من دمنا ..


بل لاادري كيف يريد هذا الرجل الأفاق ان يقول لنا انه شرب حليب السباع وصار ينتقد الغرب والامريكان والمؤامرات وينتقد حالة الذل الخليجي وكيف ان دول الخليج ليست مستقلة ولاتملك قرارا .. وترك له المذيع الكويتي الحبل على الغارب كي يخاضر في الحرية بل واكتشف رعاه الله – ولاسدّ فوه – ان قوة الحكام ليست في القواعد الاجنبية والغطاء الغربي بل في ولاء الشعب للدولة .. يقول قوله هذا وهو الذي يعامله اي سفير امريكي ويعامل اميره كما كان الحجاج يعامل خصومه ويقول انه يرى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها .. وانه سيحزمهم حزم السلمة وسيضربهم ضرب غرائب الابل ..


وهذا الرجل قاتل وخائن وعميل وبلاده محطة الجواسيس والخونة واستراحات لجنرالات الناتو بعد كل رحلة غزو وفتوحات .. وفي جسده يجلس جيش من الخونة ..من بلاده انطلق الموت بالطائرات والقاذفات وأحرق العراق .. ومنها انطلق الربيع العربي أحرق نصف العالم العربي .. ولذلك فان اعترافاته الحالية المنقوصة والتي لايزال يقول فيها ان ماحدث في سورية ثورة وان كل الضخايا قتلهم (بشار الاسد) .. رغم انه يقول انه دفع مئات المليارات لتغيير النظام في سورية .. وهذه الميارات لم تكن لشراء قذائف الورد والياسمين طبعا .. بل لشراء المتفجرات والذخائر والانتحاريين ..وكانت هذه الميزانية تكفي لتدمير اسرائيل 10 مرات على الاقل .. لايمكن للاعترافات الناقصة المفخخة ان تكون بريئة ولاصادرة عن صحوة ضمير ولا عن قلب شجاع .. وانتقاده لامريكا واملائها لرغباتها على الخلايجة ليس لأنه قبضاي وبطل وحر .. فلاتحتاج اميريكا – اذا أغضبها – لشحنه الى غوانتانامو الا الى قرار من اي محكمة امريكية بأنه ممول للارهاب كي يتم اعتقاله بثياب النوم في قطر وارسالة بالسلاسل الى جهة مجهولة وكيس اسود يغطي رأسه .. ولن يهب العالم لانقاذ البطل الهمام من أجل حرية الرأي .. والدليل ان جوليان اسانج قال كل هذه الحقائق عن اميريكا وتدخلاتها ولكن امريكا وبريطانيا لم تتحملا حقائقه وتم اعتقاله من قلب سفارة وتحاولان الآن قتله ببطء .. لذلك فان حمد بن جاسم يريد ان يلعب دور جوليان أسانج القطري ولكن اعترافاته واستئساده على الشيوخ والامريكان في الحقيقة جزء من اللعبة المستمرة والدور الخياني لهذه المشيخات النفطية .. والعائلات المريضة بالخيانة والشعور بالضآلة والتبعية والعبودية .. وغالبا انه يتم اعداده من أجل دور لاحق لبذر الشك والريبة والضياع في نفوس العرب المساكين الذين أخذتهم حزيرته الى ضياع وتيه الربيع العربي .. فما يقعله هو بالضبط مافعلته الجزيرة التي خدرت العالم العربي عبر حقن مخدرة طويلة الامد .. ثرثرت فيها عن المقاومة وعن فلسطين وتحدت امريكا والعرب لايفهمون كيف تتجرأ الجزيرة على اهانة اميريكا .. وظنوا ان السبب هو حرج اميريكا من حرية الراي والراي الاخر .. ليتبين انه زرع لليقين والطمأنينة في العالم العربي لينام بسلام فيما يتسلل الربيع العربي الى غرف النوم ويذبحنا فردا فردا ونحن نحلم بالحرية والديمقراطية والثورات ..

حمد بن جاسم هو عبارة عن محطة جزيرة شخصية .. اي كما ان الجزيرة خدعت الناس فانه يريد خداع الناس من جديد .. فالجزيرة وهي مؤسسة اسرائيلية بلسان وتمويل عربيين فخخت العالم العربي طوال سنوات وهي ترفع شعارات الحرية والمقاومة الى ان اطمأن اليها الناس .. واقتربوا منها ولم يكونوا يدركون انهم يقتربون من انتحاري مفخخ .. نسفهم جميعا في أكبر مجرزة جماعية في التاريخ قتلت بضعة ملايين بالتحريض والكذب والافتراء والاستدراج للموت .. فكيف لابن الجزيرة وخادم الجواسيس ان تكون له أخلاق الفرسان والشجعان ..؟؟ وهو لص وقاتل وكذاب أشر ..
والجاسم لم يكن لافي غرفة اعترافات في كنيسة ولافي غرفة التحقيق وهو يعترف .. ولكنه كان يمثل انه يغتسل امام الناس من آثامه ويخلع أقنعته المسرحية .. ليبدأ دورا مسرحيا جديدا منوطا به .. ليكون فخا جديدا او ليزرع فتنة جديدة .. فهؤلاء الناس ليسوا أحرارا .. ولايمكن ان يكونوا احرارا طالما انهم لم يعرفوا طعم الحرية .. وطالما انهم عبيد الناتو ويحرمون الشعوب من حرياتها ..


اعترافات الحاسم لاقيمة لها على الاطلاق .. لأنها جاءت بعد ان عرف الشرق والغرب اللعبة في سورية وفي الربيع العربي .. واعترافاته ان الخليج محتل ويخضع للاوامر ليست جديدة لكنها جاءت بعد ان صار سكان القطب الجنوبي يعلمون ذلك .. وبعد ان قال ترامب لكبير الرؤوس في الخليج العربي علنا: أيها الملك .. ادفع والا فاننا سنزيل عرشك في اسبوعين .. ففي زمن ترامب سقطت الأقنعة الملكية وتبين ان اعظم ملك .. واعظم شيخ نفطي .. ماهما الا لعبة بيد ترامب وغيره .. وانهم اكسسوارات في معصم اميريكا ..


لذلك هذه الاعترافات جاءت فقط لمحاولة استرداد الثقة المفقودة من خائن لدينه وبلاده وقومه وأخلاقه ونبيه .. فالاعتراف بأي شيء هو شجاعة .. والجاسم اراد ان ينال وسام الشجاعة ويقنع حماهير العرب بان له الشجاعة التي يقول فيها مايريد ولايخشى لومة لائم وانه مستقل وان مايقوله يخضع لقراره هو فقط .. اي ان كل ماسيقوله بعد ذلك سينال مصداقية كبيرة .. فاذا قال (انا أشرفت على لقاء بين عماد مغنية والموساد فسيصدقه الناس) .. واذا قال ان (الاسد عرض ان يقدم الجولان لاسرائيل مقابل انهاء الثورة السورية) فسيصدقه الناس .. واذا قال ان اسرائيل هي التي هزمت الثورة السورية فقد يجد من يصدقه .. فكيف لا وقد قال ملايقله مالك في الخمر وهو يحدثنا عن وقائع المؤامرة التي كان هو طرفا فيها .. ثم أفاق اليوم واكتشف ان الشعوب هي التي تمنح الشرعية وليست اميريكا .. تكبيرررر ..


هذا رجل كذاب ومخادع وطرطور في السياسة .. وهو فقط ممثل للادوار .. لاشجاعة فيه ولارجولة .. ويحتاج الى هرمونات الرجولة كي يقول مايقول .. ولكنه قرأ علينا منشورا موساديا وصله الى قطر .. وغايته سنعرفها قريبا .. في موجة رعب وقتل في العالم العربي .. العالم العربي المسكين الذي ابتلي بأكبر نسبة من الخونة والعملاء الملوك والامراء على مر التاريخ .. حتى صارت الخيانة مهنة خاصة بالملوك والامراء .. والمعارضين والثورجيين والمؤمنين المسلمين ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to حمد في حانة الاعترافات .. غسل القرآن بالنبيذ والحشيش .. جوليان اسانج القطري

  1. BaseL كتب:

    حمد بن جاسم
    عبد الله النفيسي
    تلاميذ عزمي بشارة
    كُن جاسوساً ولا تستحي
    دمت بخير و دامت كلماتك سيفاً يخترق أنفس الخونة
    تحيا سوريا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s