…….
و أنا أدخل إلى قفص ” الهروب من الحرية” أو “الخوف من الحرية ” للكاتب الشهير “إيريك فروم ” , و أرى أميركا تتحدث عن الحرية الإيجابية قبل أن تتخلص من حريتها السلبية المدججة بترسيخ عادات الكذب و النفاق و الدجل في كلِّ تراتبيات العالم الموبوء بها قبل غيرها , و هي على هذا النحو تمارس عامل الحرية الهدَّامة و ليست الحرية البنَّاءة , فما كان يرمي إليه فروم لم تتعلمه أميركا أو لنقل لم تمارسه إلَّا من خلال دعايات الدجل و النفاق السابقين و من خلال أوراق التوت الفضفاضة ما بين عورة وجودها و عورة انحلالها الأخلاقي في معظم المشارب و الممارسات العالمية التخريبية تحت مسمَّى هيئات و منظمات ما هي إلا كاراكوزات و مجمَّعات تهريج لا حصر لها , و هكذا لم يعلِّم فروم الأميركي الألماني دوله أن تتخلَّص من حريتها السلبية قبل أن تنظِّر على دول مثل روسيا و الصين و الهند كي تتبنَّى وجهة نظر محور الشرّ الأميركي بمفاهيم حرية إيجابية بعيدة كلّ البعد عن الإيجابية , فما تبغيه دولة الشرِّ الأولى في العالم المسمَّاة “الولايات المتحدة الأميركية” من هذا المنظور هو التفتيت حيث تريد الوصول بهذه الدول إلى حريَّات التفتيت من وراء قناع الإيجابية المزيَّفة كي تنقضَّ عليها أجزاء متناحرة , و نتساءل هنا هل تكمن الديكتاتورية بكلِّ أبعادها الما ورائية الوجودية في تفكير هذا البنيان المارق أم في تفكير من لم يطل حتَّى جزءاً ضئيلاً من أفعال مصَّاصي الدماء الخاصة به و التي باتت جزءاً لا يتجزَّأ من تاريخه المشبوه ؟!.


ما بين الفرضية و النقيض يظهر عجوز يمثِّل الخرف و يتمثَّله مثل بايدن ليعطي بوتين دروساً اتهامية في التسلط و العبثية و الامتثال متناسياً أنَّ شعبية هذا الرجل صعدت من 70 % إلى 83 % و بشهادة مراكز دراسات الأمة الديغولية بينما شعبيته هو تهاوت إلى ما دون 40 %
و الصفعة الأكبر لأطفال أميركا الرضَّع في الاتحاد الأوروبي الذين قطعت حبالهم السرية عن معظم أشكال الحرية الإيجابية و باتوا سلبيين أكثر من أميركا سيِّدة تجارة الرقيق الأوروبي في حلف الناتو المعصوم عن أيَّة حرية سلبية كانت أم إيجابية حينما أدركوا أنَّ أكثر من 50 % من شعوب أوروبا كلِّها يؤيّدون بوتين رجل الحريات المتوازنة بغضِّ النظر عن شحناتها الوليدة و شحناتها الملقَّحة اصطناعياً في دعايات الغرب البلهاء بخبثها و الخبيثة ببلاهتها !…….
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية لم يتعلَّم القائمون على حكومات الفجوات الوجودية داخل سورية من فينيقها الرئيس الأسد سيِّد الحريَّات المتضادة و غير المتضادة في الخارج و الداخل استعمال مثقب المستحيل لأنَّ لغة المصالح ليس من مصلحة الكثيرين ثقبها , لكنَّ حكومات الغرب التي كانت تخرق اقتصاد سورية بقيصرٍ حاقد جاءها قيصرٌ من زمنٍ آخر و أقام عليها حدَّ الدفع بالروبل بدلاً من اليورو و الدولار , فما أحيلاها هكذا عقوبات تريد خنق روسيا بينما هي تشنق الأسعار الرخيصة في واشنطن و ذيلها الغربي لتنال شعوب ذلك الطير المارق سقوطاتٍ لا حصر لها بعد تضاعف غير محدود في الأسعار و أكثر ممَّا قابله في روسيا بكثير , و لعلَّ عبَّاس بن فرناس سمع بذيول أبناء الكار و بأجنحة السماسرة و التجّار فآثر السقوط في زمن تلعثم الأحلام لافظةً نزاهة الأفكار , و لنا يوماً في قدس فلسطين مسرىً من المهاجرين و الأنصار ؟!
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو