يبدو أن بعض السوريين التحم فعلا في اشتباك مع فجور الفقر حيث وصلت طلائع وحوشه إلى قلاع صبرهم بعد أن تسللت على جيفة ثورة الكفر بنعمة سوريا و من خلال نفاق الفاسدين حتى أنها استقرت في جوف كلمات السوريين فأصبحت معانيها مقترنة بالتعب العظيم الذي لايريد رؤيته البعض هذا البعض الذي يمثل السلسلة الأخيرة من اللعنة التي ألمت بسوريا والتي تدعى ثورة لقد دخل هؤلاء الغزاة الجدد مع جلاديهم وخطفوا من وجوه الفقراء ماأفاضت به نعمة سوريا عليهم سابقا .بعض السوريين يعيشون صولات قتال لايسمع فيها زمجرة محارب ولا صوتا لسيوف لأنها تغمد من الداخل في الداخل حيث يمزق الفقر اكباد البشر من دون صراخ إن لم تواجهه الحقيقة بكامل ثقلها وإن لم يكن هناك حبة قمح مضاعفة و فكر مضاعف يقول قمحا وليس مجرد كلمات فنحن حتما أمام عدو يدب مع جحافله بصمت مريع وجنوده ينسلون ويتكاثرون من الظروف المرحلية و الأخطر أن من تشحذ سيوفهم هم أنفس من أمتي ممن تطعمهم أقلام الجهل بما لذ وطاب من أفكار يقدسها التلموديون ويسقيهم الفساد ماء فراتا عذبا بكلتا يديه النجسة . ومن يعرف شيئا عن خوض معارك الجوع يمكنه أن يعلم أن الكفر يرافقه أينما حل معه وهو يضرب حيث لايمكن للعدو أن يضرب ولهذا فإن للفكر حصة الملك في المواجهة فكما أوصلنا الفكر الدموي إلى مواجهة الجوع كذلك سوف يصل بنا الفكر التقي إلى الإنتصار على الجوع فكل نكبة يجلبها فكر لابد أن يشيعها الفكر إلى الفناء أيضا وبالنسبة لي كسوري فإنني عشت مرارة الفقر الأسود في طفولتي حتى حفر اسمه في عظامي النحيلة لأنني كنت أنحدر من عائلة فقيرة جدا وهذه الأيام تشبه بعض السنين التي عشتها مع اخوتي فلايلومنني أحد منكم إن ولجت قلب الموضوع وذكرت مالم تهضمه الأدمغة الجائعة فإن قول الحقيقة كريه شديد المرارة لاتتقبله جميع الأنفس التي لم تحاور النكبات يوما ولم ترافقها لألاف الليالي ولهذا سوف أتحدث عن المعركة ككل لا كجزء أي من عيني فقير ومن عيني فقير آخر . إنه لايمكن لجيش في العالم أن يهزم الجوع إلا بالقمح والعمل ولكن هناك جيش من السفاحين المنتشرين في كل مكان من الأسواق حيث لم يعد يشعر المتسوق في سوريا بأنه في سوق بل في سراديب اقبية التعذيب يدخلها لكي يجرب معنى الصلب حيث يصلبه الغلاء ولا يخلصه أحد ولكن أمرا واحدا يعلمه هذا السوري اليسوعي بأن الخلاص من هذه الحال لايكون في قطع نقود الخائن يهوذا بل بالخلاص من تشوه حياة واقعنا هذا الخلاص هو المعرفة الكاملة والمكتملة عما يجري..إن جنود الجوع ينسلون من كل مكان مدججين بالفجور والأنانية وقد دربت هذا الجيش وأنشأته تراكمات الحرب فمن امتلك شفافية الفكر رأى في أم عين فكره كيف أن النفوس الكبيرة ازدادت فروسية والأنفس الصغيرة ازدادت عبودية للمادة وهذا أمر طبيعي فطالما كان المرء مكونا من تناقضات ومع ذلك فإنه في النهاية الغلبة لمن نصر الجمال الفكري وإن قطع إربا إربا لن يتحول إلى آخر لأن الإيمان لايزول بزوال النعم كما أن العقول الشريفة لاتزول وإن حكم الجهل مشارق الأرض ومغاربها

من عذوبة الفكر أن تجتاح الكلمة حدود الأراء التي لاتنفذ من أقطار الألم لذا أقول لكم وإن كان هناك واقع مؤلم فإن آلامنا ليست خرافا تنحر وإن ظن أحدنا بأن الحياة قد توقفت فيجب ألايغمض عينيه وقلبه عن صليات الصواريخ السورية التي تدك قواعد الأمريكي فهي ليست سوى ترجمة لنيران آلامكم المقدسة ومسلسل لن ينتهي إلا بطرد عراب حرب تجويع السوريين فمن يقصف هذه القواعد يعلم جيدا واقعكم المرير فلا خوف على المستقبل طالما هناك من يحاور بالنار قائد هذه الحرب القذرة فإن الصواريخ والقذائف التي لاتضل أهدافها سوف تحقق الهدف ومن يجب عليه أن يخشى وقوع المجاعة حقيقة هم غجر الأمريكان في الشمال الشرقي هؤلاء الذين لم يتصلوا يوما بنا ولابأرضنا حتى ننعتهم بالإنفصاليين هؤلاء هم غجر الحروب الباحثون عما ليس لهم ويمثلون العدوان الأخطر ضد كل سوري عدوان احتل كافة تفاصيل حياة السوريين وعمل بشكل مباشر لإبطاء النصر على الجبهات كافة وتأخير واعاقة الحلول في كل المجالات و عمل على انحسار نار دفء شتاء السوريين وقضى على زراعات عدة بعد استيراد النفط من الخارج وتوقفت معامل على كامل الأراضي السورية كما أن تأثير خيانتهم قد اخمد أيضا النار التي تنضج الرغيف و جف بحر القمح وجعل الدولة تشتري القمح بعد أن كانت تتنجه من ارضها إنه عدوان واحد من عدة هجمات غير تقليدية وهو العدوان الأشد فتكا واخطر حضورا وليس بمستطاع أي عاقل أن يعمل على طمسه وتحييده عند ترجمة الأحوال الإقتصادية السورية أوغض عين العقل عن تأثيره العميق في حياة السوريين إلا أن هناك من يتعمد التحدث إلى السوريين بلغة محمومة بالجهل يراد منها محاربة الرئيس بشار الأسد واقتبس مما يقال التالي :
((إنهض ياأبا الفقراء ففي عهدك لم نجع ولم نذل
إنهض ياقديس فشعبك إكتفى من الذل والجوع والقهر..)).
هذا مايقال على عدة صفحات لانعرف من يديرها ولا صحة فكر من ينشر إن كان وطنيا أو غير ذلك .فهو يريد أن يقول لنا إنه في عهد بشار الأسد ذل الشعب وجاع ونسي أن السوريين عاشوا أفضل أيامهم الإقتصادية مابين التسعين إلى عام ٢٠١١ أي نصف المرحلة كانت أيضا في عهد بشار الأسد حتى جاءت الحرب العالمية على دمشق فأي عهد سيكون متزنا اقتصاديا في حرب عالمية؟؟!! هذه دولة لبنان انهارت تماما وافلست وهي لم تواجه واحدا بالمئة مما تواجهه سوريا وهذا الغرب كل مافيه من حاجيات حياتية تتضاعف في الأسعار وهو لم يدخل الحرب بل هو من يحاصر روسيا وليس العكس أنا لا ابحث عن أي مبرر لفاسد بل اتحدث الواقع لأننا لن ننتصر على واقعنا المنكوب بالخونة والفاسدين إلا عندما نكون واقعيين ونوجه الحرب إلى المكان الصحيح لا أن نفخخ الكلمات ونعبث بالحقائق وهذا مايفعله اصحاب الكلمات المقتولة حيث يتم الانتقال بالسوريين من مواجهة قادة تجويع سوريا من خونة الشمال الشرقي والفاسدين إلى مواجهة قائد يحارب من جوع السوريين أي أنه يحارب من يساهم في دعم من يريد الجوع للسوريين فمن يريد أن يواجه من واجه العالم القذر وحيدا بمقارنات لايمكن أن يتم له ذلك لأن ماتشهده سوريا منذ أحد عشر عاما لايمكن أن يقارن مع أي عهد إذ لامثيل لهذه الحرب منذ قيام البشرية
فإن الذي يكتب عن الجزء المظلم فقط من كامل الحقيقة هو كما حفار القبور وحارس الجبانة ذاك لايساعد الإنسان إلا بعد موته والآخر لايعطيك الحياة فإن جل ما يفعله هو حراسة الموتى ولهذا أدعو لهؤلاء بالنهوض لرؤية الواقع من أعين الرئيس الأسد وليس من أعين فيصل القاسم وأدعوهم لعدم زرع الرعب في أنفس السوريين التي لم ترتعب من فاسدي الدين داعش واخواتها إذ لافائدة من هذا مع نواة المجتمع السوري المقاوم المطهر بالفطرة من رجس الإستسلام لأي عدو مهما تجبر والسوري يعلم أن من يجب أن يخشى المجاعة هم المستوطنون اللاسوريون في الشمال الشرقي لأنهم سوف يتحولون إلى وجبات شهية لهجمات المقاومة السورية الجائعة حقا لتفجير صدورهم ونسف جماجمهم ..إن كل محاولة لقتلنا جوعا سوف تتحول إلى محارب يقتلعكم فإنتظروا المزيد من الصواريخ الجائعة لتذوق دمكم ولحومكم..
دخلت جحافل الاحتلال الأمريكي مع اتباعهم ودمروا العراق وحاكموا رئيس عربيا مسلما ونحن مهما اختلفنا معه في الفكر و السياسة هو في النهاية كان ومازال يمثل عددا لابأس به من العرب والمسلمين وليس جزءا من العراقيين فقط الرسالة هنا كانت لمن يقف في المنطقة في وجه سياسات أمريكا و مع هذه الوقائع التي لاتثبت فيها سوى القامات العظيمة كان الأسد ولاغيره وعلى الرغم من هول المتغيرات وقبح ماتعرضت له العراق وشخص رئيسها واذلاله في رسائل تهديد للأسد كان الأسد وحيدا يضع التاج على رأس أمته عندما طرد كولن باول ولم يتخل عن المقاومة واستقبل العراقيين في قلب دمشق وكل سوريا وشنت تل أبيب عدوان 2006على المقاومة والعين على دمشق بدعم خليجي طائفي فتنوي ومادي واعلامي ولم يشهد الإقتصاد السوري أية اخفاقات هنا عليك أن تقارن بين الزمنين لأن المتغيرات كانت شبيهة جدا بمتغيرات الأمس أما مابعد ٢٠١١ فهي لاتقارن سوى مع حروب عالمية لم تحدث أن واجهتها دولة و مع كل هذه الحقائق يعود عمالقة النحيب إلى التحليل سطحيا ومناشدة العظيم حافظ الأسد للعودة ويريدون بهذا مخاطبة الرئيس الدكتور بشارالأسد وكأن الفراغ يحكم دمشق ..
لقد كانت الأوضاع الإقتصادية السورية في الثمانينات شبيهة بأوضاع اليوم على الرغم من عدم وجود محتلين وإنفصاليين على الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة الدولة ومن يقم بالمقارنات غير الواقعية وجب عليه أن يعلم أن من خان وسرق دمشق من كبار المسؤولين هم رهط من الحقبة السابقة تراكمت إمكانياتهم وثراؤهم الفاحش فيما قبل عهد بشار الأسد .المقارنة غير وافرة عقليا ولا واقعيا لأنها إنفعالية ونجزم أن ثوار الدم هم من يدسون ذلك كل فترة أو من السطحيين .والمريب هو لماذا لا يأخذ الشمال الشرقي الحيز الأكبر من التألم والتاؤه من أساتذة النواح .
إنهض وانظر الأسد الذي لم تقم بتحضيره للرئاسة والذي دخل عالم المواجهات و انتقل فجأة من حياته كطبيب عيون إلى العمل العسكري والسياسي شاهده وهو لم يفر من دمشق بل وفي أوج الحرب وعندما تناثرت سوريا إلى امارات فإن الأسد لم يتناثر وبثبات موقفه ثبتت دمشق .
إنهض وانظر رئيسا شابا قاتلوه طائفيا ولم يؤسس دولة طائفية وبقي سوريا.رئيس قاتله ألف ضعف من أعداد من حاربوك وانتصر عليهم ..إنهض واشهد بأنهم حاربوه لأنه حافظ على نهجك ولأنه لم يغير النهج .
إنهض وشاهد كيف قاتله كل العالم المادي القذر ولم يتخل عن المقاومة..