آراء الكتاب: خيار الانسان الصرصار في جحر زيلينسكي مابين ثلاث ميتات من واشنطن الى كييف وبروكسل – بقلم: ياسين الرزوق زيوس

ما بين رواية الإنسان الصرصار لدوستويفسكي و رواية ثلاث ميتات لليوتولستوي لا نقدِّس أيّ سياسيّ على هذه الأرض من باب أنَّه بشر و إنَّما نرى من باب أنَّه رمز كبير في الخير أو في الشرّ في الشحّ أو في العطاء في الفساد أو في الاستقامة , لكن من حسن المنطق و التحليل السليم ألّا نضع رجالاً كالأسد و بوتين في نفس خانة من هم أمثال بايدن و زيلينسكي و عبّاس و مقطوش و قطيش , و إنَّما نحاول أن نكون معهم في أن يطؤوا هذه الصراصير في حال أخلَّت بالتوازن الوجودي العالمي , و كلُّنا نعرف دور صراصير أميركا العملاقة في السعي إلى تحويل الدول بأكملها إلى مخبأ صراصير كبير تابعٍ لها و لأذنابها و لرقيقها بجعلها مستعمرات و كانتونات تدين لها بالولاء بغضِّ النظر عن طبيعتها يسارية أم يمينية , دينية أم إلحادية , قذرة صراحةً أو تخدع الرائي بالنظافة , طائفية أو لربَّما تطلُّ علينا بإطلالات الحملان الوادعة في أوكرانيا و غيرها , و كأنَّ ما تحكي عنه أميركا سيِّدة الكذب و النفاق و جحر الصراصير الأكبر ككتاب منزل أو كرسالة سماوية يجب التهيؤ لاعتناقها و دخول صراصير العالم بيت طاعتها البغيض !…….

هذا لا يعني أنَّ سورية بلدنا الأم و وطننا الجميل تخلو من صراصير كثيرة مضرَّة بالتوازن البيئي والاجتماعي و الاقتصادي و الإعلامي و التنموي و التخطيطيّ و بكلِّ الجهات التي تزيد فيها عن حدود التوازن المنشود , و لا بدَّ لنا من أن نبدأ عاجلاً و ليس آجلاً في مكافحتها , فما يغزو العالم من آفات نتأثر به نحن ضمناً كجزء لا يتجَّزأ من هذا الوجود , و عليه ليس من العبثية أن نكافح عدمية السياسات الحكومية المتتالية بترسيخ الفشل إثر الفشل و بتعميق تخلُّف البنى الإنسانية و التحتية العمرانية إلى أبعد الحدود حيث لا تقف معالمها عند خطوط الحياة الحمراء بل نرى كلّ لحظة خطّ موتٍ جديد لا يمكن تخيُّله من قبل , و هذا الكلام ليس من باب اليأس و الاستسلام للفاشلين بل من باب محاولة إزالة الغشاوة في سبيل الوصول الحقيقي لحالة تنموية لها آذان تصغي و كلام يُسمَع و ليس لحالة تراكمية من الفشل اللاتنموي الجديد بغلاف خادع للأبصار و الإبصار متمنين أن يملك وزراء حكوماتنا الأفاضل فهم و لو بعض المفاهيم العريضة للمشروع الوطني للإصلاح الإداريّ الذي طرحه رئيس الدولة السورية الدكتور بشار الأسد إذا لم نقل أنَّ شيطان التنفيذ الحقيقيّ يكمن في تفاصيل إرادة التطوير لا إرادات التعطيل الوبائية !…….

و إذا ما رفعنا راية الشكِّ كي نصل بعضاً من عوالم اليقين ندرك أنَّ السيِّد بوتين قد قرأ دوستويفسكي و ليوتولستوي بعمق ممَّا جعله يفتح باب التفاؤل مهما جاوره الإحباط و يبدأ مقاومة الإنسان الصرصار إذا ما أخلّ بالتوازن المنزل بثلاث ميتات من طعمٍ مختلف فما يكتبُ على باب هيكل زيلينسكي بالأسلحة الأميركية الأوروبية لن تشفع له دموع المبكى الوهميّ بأن يبقى خارج محاور التلاشيّ لأنَّ ما ابتلع خارج إرادة قوة الأصالة سيبقى عسيراً على الهضم حتى تأتي قوَّة من الصحوة تشقُّ بطن من ابتلعه لتعيده ركناً من أركان المعبد الوثنيّ أو الإلحاد العلنيّ بكلّ ما كان مسروقاً من تاريخ الأباطرة ليدخل مصابيح السماسرة !…….

في مؤسَّسة القيامة السوريَّة الفينيقية ما زالت سورية بالأجنحة المتكسِّرة ترى الفينيق بوضوح و ما زال الفينيق يحاول تجبير بدايات الأزمات و أحداثها الانغماسية في ضياع و تضييع التاريخ لتكون خاتمتها تطويراً و حداثة مستوحاة من إنقاذ رماد القيامة لأنَّ ما تحت الرماد لن نرضى أن تبتلعه جيوب المتاجرين و أوهام المقامرين حتَّى لو تدحرجت كلماتنا على مذبح المنافقين !…….

ما زال عبَّاس بن فرناس يبحث عن سماء تنقذ رفرفة جناحيه بذنبٍ مبصر لا بأذناب عمياء فعن أيِّ خارطةٍ كان يبحث كي لا يسرقه الهباء ؟!…….

بقلم

الكاتب المهندس الشاعر

ياسين الرزوق زيوس

روسيا موسكو

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s