وانتصرت أنصار شحود !! .. اعادة انتاج بدر وكربلاء .. عندما يذهب الضمير في عطلة وتتدلى ألسنة الكلاب في الماء العذب

يابلدي متى سنشرب ماءك العذب دون أن تتدلى فيه ألسنة الكلاب ؟؟
يابلدي الجريح المتعب متى ستتركك الذئاب؟؟
يابلدي هل ستغفر لنا اننا نسينا او أخطأنا وتركنا في لحمك تلك الأنياب؟؟


أيها الاصدقاء .. تحاول المعارضة ان تلعب اللعبة الاسرائيلية في اعادة كتابة سرديات المعارك والصدامات في الصراع العربي الاسرائيلي .. وهي تتبع نفس المبدأ الغربي في الاعلام الموجه حيث تبدأ الاحداث فقط من اللحظة التي تحدث فيها عملية عنيفة ضد الاسرائيليين .. وتقدم على أنها السبب الرئيسي لسلوك اسرائيل العنفي تجاه العرب .. ثم تقدم العملية الاسرائيلية على انها انتقام طبيعي للحدث .. فالعربي يفجر المحلات التجارية ويقتل المدنيين الاسرائيليين في المقاهي وهو ينسف نفسه في الأعراس الاسرائيلية والحافلات .. ومن ثم تبدأ الماكينة الاسرايلية والغربية في رسم الخبر من هذه اللحظة متناسية ومتجاهلة عمدا أن هذه اللحظة هي تالية لزمن طويل من القهر والعنف الاسرائيلي والمجازر الاسرائيلية تجاه العرب ..
وهكذا تقدم المدعوة أنصار شحود عملها على انه التفسير الجامع للعنف وللأحداث في سورية .. وهي تقدم الدولة السورية على أنها راعية العنف وحاضنته .. وتقلب الرواية الحقيقية رأسا على عقب وتقدم لنا فيلما من النهاية وليس من البداية .. وتقول بشكل موارب خبيث ان طائفة ظلمت الطوائف الاخرى ..


وتظن أنصار شحود أنها أوقعتنا أرضا بالضربة القاضية وأحرجتنا وأربكتنا باظهار فيديو قديم من بين ركام الحرب .. وانها أحضرت عمار بن ياسر بشحمه ولحمه الى معسكرها لتقتله الفئة الباغية التي هي نحن .. فيهلل الثوار ويكبرون للنصر المبين .. ولكن العاقل لاينظر الى هذه الحركة الدعائية الاعلامية الا على انها عملية تزوير اضافية للحقيقة .. وعملية تجميل وقحة ومحاولة تبرئة للقتلة عن طريق قتلة .. لأن حدثا واحدا يختصر كل الحرب ولاداعي لفهمها الا من خلال حفرة (التضامن) ..


نعم انها عملية تزوير بشعة .. ومن جديد هذا الفيديو سيكون أحدث تزوير للرواية السورية ولن يكون الاخير في هذه المحاولة المستميتة للتغطية على الحقيقة .. الرواية السورية الحقيقية لاتزال تتعرض للتزوير الممنهج والذي لايكل ولايتعب لأن الاحداث الحقيقية وأشخاص المرحلة واعترافات الكثيرين كشفت فضائح وعيوب أخلاق كل من دفع الى الثورة السورية وورط الناس جميعا فيها .. وعندما تتكشف الاوراق كلها سيجد المتورطون والحرضون على القتل أنهم يجب ان يقدموا للعالم في محاكمات دولية مثل محاكمات نورنبرغ ..
ولذلك فاننا نلاحظ ان هناك كثافة في عمليات اعادة كتابة التاريخ لهذه المرحلة عبر مقابلات ولقاءات ودراما ووثائقيات متخمة بشتى أنواع التبرير .. لأن أفضل عملية لاثارة الغبار والضباب وتغطية الجريمة هي في ضخ المعلومات الملفقة بشكل متواصل .. او استعمال اي قطعة خبرية عشوائية لجعلها ملخصا .. والاستعانة بأي صورة او جهد او موقف او تصريح من أجل ليّ ذراع الاحداث كي تدين الدولة السورية الوطنية وتسخر من انجازها الوطني الكبير .. انها نوع جديد من أنواع الهجوم على الرواية السورية للحدث العظيم لتحطيمها وتسميمها كي تموت الرواية الحقيقية وكي ينجو القتلة والمتورطون ويصدر حكم التاريخ ببراءتهم ..


المشاهد التي تتباهى بها انصار شحود لاتغير في الرواية الحقيقية للحرب .. بل انها ادانة كبرى لمن كان في صف الثوار .. لانها محاولة اخفاء الشمس بغربال وبمجزرة فردية الدوافع .. لانها توثيق فقير ولاتتقبله اي جهة أكاديمية لسبب بسيط انه انتقائي جدا ولم يتم اخضاعه للتحليل الدقيق المنصف .. والتوثيق الانتقائي ليس عملا أكاديميا .. والانحياز الفاقع ليس عملا أكاديميا .. والقصة المجتزأة لا يمكن أن تبني حقيقة .. وكان من الأجدى والأصدق ان تقدم الوثيقة الشحودية مع وثائق اخرى في الاتجاه الاخر كي نقول ان العمل اكاديمي ويرتقي الى مصاف التوثيقات الناجحة والتي تسكت كل المعترضين وكل المنتقدين وكل المتعنتين في رفض المادة المقدمة ..


ولاأدري ان كان من الممكن لنا ان نستميحها عذرا وأن نطلب منها ومن أستاذها التركي بأدب جم ان يقتربا من مكتب حقان فيدان رئيس الاستخبارات التركية لاعطائنا فرصة الاطلاع على بعض أبطال المجازر التي أشرفت عليها المخابرات التركية وضباطها .. وهل يمكن ان نتطفل عليها لاخراج أسرار المجازر التي أشرف عليها حقان فيدان بنفسه في كل الشمال السوري واعطى تعليماتها من مكتبه ونفذت بعنف اقصى من اجل استعجال النصر كي يصلي اردوغان في الجامع الاموي عام 2011 .. فالمخابرات التركية علنا وبكل الوثائق كانت وراء كل مجازر الشمال السوري ومنها مجرة خان العسل الكيماوية .. وطبعا لن ننسى اول مجزرة موثقة ببصمات تركية والتي كانت مجزرة مفرزة الامن العسكري في ادلب .. وكلها موثقة في أدراج ومحاضر اجتماعات حقان فيدان .. ولكن أنصار شحود واستاذها سهيا .. وجل من لايسهو .. رغم ان الحصول على هذه الوثائق – اذا كانت تريد الحقيقة والعدالة للشعب السوري – لايتطلب سوى زيارة وفنجان قهوة وسط في مكتب حقان فيدان لتطلب منه بشجاعة الملفات السرية للمخابرات التركية عن تلك المجزرة التي تم توجيهها من مكتبه بالذات .. لتكتشف انه لم تقم مجزرة في كل الشمال السوري دون اوامر تركية رسمية .. ولاادري ان كان يمكننا ان نطلب من انصار واستاذها التركي تزويدنا بملف كتيبة الزنكي و فرقة السلطان مراد (التركية) الشهيرة بدمويتها التي اعدمت الطفل الفلسطيني عبدالله عيسى ذبحا في احد مخيمات حلب .. ولايزال الذابح طليقا وتخبئه المخابرات التركية برموش عيونها .. ورفاقه لايزالون يتجولون في شوارع تركيا طولا وعرضا ويدخلون استانبول آمنين .. ولم تفكر انصار في استدعائهم للمثول للاعتراف عما فعلوه هم وعناصر الخوذ البيضاء الذين كانوا يشكلون فرق اعدام ميداني موثقة بالصورة والتي حصلوا بعدها على جائزة الاوسكار الدولية لبطولاتهم .. ولم تفكر أنصار في التواصل مع اي منهم واصطيادهم من أجل العدالة والتوثيق المتوازن وتقديمهم للعدالة الدولية .. واذا طلبت منا عناوين بيوتهم فسندلها عليهم واحدا واحدا ..


ان عملية بث جزء من حدث وسط الحرب او نهايتها كمن يشاهد فيلما من نهايته او من وسطه دون ان يحاول ان يرى البداية .. مشهد حفرة التضامن مأخوذ من وسط الحكاية التي بدأت عام 2011 وليس عام 2013 .. وربما كان عام 2014 هو نهاية الحكاية العنيفة التي بدأها ثوار أنصار شحود وأنهاها تدخل الجيش السوري لوقف العنف الهستيري .. لأن حادثة مجزرة التضامن التي هي الانجاز البطولي لأنصار شحود واستاذها التركي سبقتها مجازر لاتعد ولاتحصى ارتكبها مسلحون بتعليمات المخابرات التركية والعربية والاسرائيلية .. وكان ترويع الناس بالمجازر سياسة مقصودة من أجل نشر قدر اقصى من العنف في المجتمع ودفعه دفعا للاقتتال .. فانتشر العنف انتشارا مروعا بين الناس .. وماحدث بعدها هو تفاعلات الحرب المتوقعة .. لأن الحرب نوع من أنواع الجنون التفاعلي .. كل من يتورط فيها يغويه جنونها أحيانا .. ويصاب فيها بعدوى الجنون ..


الشريط هو تزوير للحقيقة لأنه يطمس الدقيقة الاولى للحرب .. واليوم الاول للحرب والسنة الاولى للحرب .. والسنة الثانية للحرب .. ويبدأ الرواية من لحظة فوضوية عشوائية اختارتها أنصار بخبث وانحياز لتكون قصة الحرب كلها ولتكون منصتها للشهرة كما كل الباحثين عن الشهرة من أجل مكافأة ..


ان الانسان بانتقائه لحدث ما في التاريخ دون ان ينسبه الى اساسه هو تسميم للرواية والتأريخ وضحك على الناس وضحك على الله وضحك على الذات .. كأن تصور معركة كربلاء او صفين على انها حدثت من دون مقدمات ومن دون انها نتيجة مباشرة لمعركة بدر وأحد والخندق.. وكأن الحدثين (بدر و كربلا)ء منفصلان .. رغم ان بدرا هي التي حملت بكربلاء .. وبدر هي أمّ كربلاء .. فمن قتل في بدر انتقمت له قبيلته في كربلاء ضد من انتصر في بدر .. أي البيت الاموي انتقم من البيت الهاشمي وحمل ثأره معه من يوم بدر الى يوم كربلاء .. ويقدم المحللون بسذاجة الحدث الكربلائي على انه فتنة اولى مستقلة بين المسلمين وليس استمرارا لمعركة بدر ونتيجة مباشرة لها .. ومن يومها ونحن نعيد انتاج بدر وكربلاء بشكل دوري لايتوقف … مرة ننتج بدرا .. ومرة ننتج كربلاء .. واليوم تعيد المدعوة انصار شحود تصوير معركة عبثية على انها معركة الحق والباطل دون البحث الموفق في المجرمين الحقيقيين الذين حركوا العنف العنيف .. ومافعلته أنصار هي انها قدمت لنا قصة معركة الجمل ونسيت حكاية السقيفة التي انطلق منها الجمل .. وقدمت معركة كربلاء ونسيت معركة بدر وثاراتها التي لم تنم بين القبائل ..


ولذلك فان رؤية المجزرة التي ظنت أنصار شحود أنها انتصرت بها على رواية الدولة الوطنية هي رؤية ناقصة وشهادة غير موفقة ومحاولة بائسة لتثبيت هذه النظرية التي تقول بأن كل الحرب في سورية تلخصها هذه المجزرة .. وأنها يجب ان تعتمد كوثيقة لادانة الدولة والوطنيين السوريين والجيش السوري ولتبرير الثورة وعنفها .. عنف الثورة الذي كان يصول ويصول برعاية دولية وتصفيق المجاهدين والمجاهدات طوال 3 سنوات قبل حفرة التضامن ..
ان التوثيق البائس لأنصار شحود مثل محاولة محام لأحد المجرمين يدرك ان موكله مدان وان الجريمة تلبسه وانه يجب ان يشنق وان لاقاضي في العالم يمكن ان يحكم ببراءته لأن الموكل مغمس بدم ضحاياه وكل المدينة شهدت عليه في المحكمة .. فيستميت من أجل تبرئة موكله باي ثمن .. فيحضر موكله وقد فقئت عينه ليريه للقاضي على انه ضحية بريئة وفقد عينه في اعتداء الخصم .. ولكنه يخفي الحقيقة ان عين المجرم فقئت بعد أن فقأ عيونا كثيرة .. والقاضي العادل لن يتأثر بالعين التي ظهرت مفقوءة بل سيقول أحضروا الخصم فربما فقئت عيناه الاثنتان ..


البطلة أنصار شحود شاهدة زور للأسف .. لأنها تدرك ان مارأيناه في حفرة التضامن كان هو غاية الحرب ضد سورية .. وهي ماأراده وتمناه المتورطون في الحرب في قطر واستانبول وتل ابيب .. كان المتورطون يريدون بأي ثمن ان يندفع الشباب السوري الى حفلات الدم والانتقام والاعدامات المتبادلة .. ولذلك كان مطلوبا من الثورجيين ان يصوروا عمليات الاعدام والعنف والذبح والسحل .. كي ينهض شعور الانتقام العشوائي الذي يخرج عن السيطرة لدى الطرف الاخر .. وهذا ماسيعطي الحرب نكهة الحرب الأهلية بدل انها صراع محاور دولية ومؤامرة حقيرة تركية اسرائيلية اوروبية .. ولولا تدخل الجيش السوري بحسم وضبط أعصاب رصين لتحول المشهد كله الى حفرة التضامن ..وانتقل أفراد الجيش جماعات وأفرادا من مقالتين وطنيين الى منتقمين بلا ضوابط ..


وربما لاتريد أنصار شحود ان تتذكر اطلاقا أننا ومنذ اللحظة الاولى للحرب ونحن نتوسل للثورجيين ألا يباهوا بعنفهم وألا ينشروا صور العنف مهما كانت لأنها ترسم مسارا وتجد من يتبعها ومن يقلدها .. فالعنف مدرسة كما الحب مدرسة .. والصفح مدرسة كما الحوار مدرسة .. ولكن كان اغواء الدم أقوى .. وكان الثورجيون يسرفون في القتل ويسرفون في تصويره بتعليمات حقيرة من الغرف الاستخبارية السوداء التي كانت عمدا تريد تلويث الروح وتلويث السلام والاطمئنان لأنها تدرك ان العنف سيجلب مزيدا من العنف المضاد .. وان من يرتكب العنف سيصبح مدمنا عليه ولن يتوقف طالما انه يحمل السلاح فيما الآخر لايحمل الا جسده .. وتدرك ان ثقافة العنف اذا نشرها الثورجيون فانها مثل العدوى ستصيب الجميع وسيفقد الجميع أعصابهم ويتبادلون العنف ويتراشقون بالمجازر ..
وكان هاجس الدولة السورية ابعاد العنف ومشاهده عن الناس ماأمكن كيلا يتحول الناس الى وحوش تتناهش بحجة الانتقام .. ولكن ذلك كان مستحيلا .. فالجزيرة والاعلام العربي والغربي ووسائل التواصل الاجتماعي كانت تحمل طوفانا لايحتمل من العنف ليتحول الى وجبات يومية على مدار 24 ساعة وخدمات توصيل للمنازل والمدارس والهواتف النقالة .. نراه في التفجيرات الانتحارية وفي قصف الشوارع بالهاون .. وذبح الأسرى .. وسحل العسكريين .. وتم تطبيع العنف في الشارع السوري حتى صار طبيعيا وحتى صار الناس يمرون بالدم وينظرون الى عيون الجثث وكأنهم ينظرون في عيون الجواميس البرية .. عنف لم ير مثله في التاريخ .. أطفال داعش وجيش الاسلام يذبحون العسكريين والمدنيين السوريين ورجال داعش ينحرون أطفال خصومهم .. وزهران علوش يحرق الاطفال في الافران في عدرا العمالية .. وكل ذلك تحت تكبيرات الله .. وكنا أخشى مانخشاه ان العدوى ستصل الى الجميع لأن العاطفة أقوى من العقل وغريزة الانتقام لها غواية لاتقاوم ..

***********************************


قول لابد منه:

من المعيب ان ننكر ان الحرب ليست فيها فظائع .. ومن المعيب ان نقول اننا لم نصب مدنيين خطأ .. ومن العيب ان ننكر ان في الحرب نوعا من الجنون يصاب به الرجال .. ومن العيب جدا ان نبرره .. لأننا اذا بررناه علينا ان نقبل تبرير الاخر لعنفه بحقنا .. ولكن من المعيب ان نتجاهل مفجر العنف ..ومن المعيب والظلم أن لانقول ان الدولة مارست أكثر أنواع ضبط النفس وضبط أعصاب الناس .. ولولا انها تحركت بحزم وحكمة لمنع انزلاق جمهورها نحو العنف المفرط الانتقامي واستدراجه من قبل الخصوم نحو فخ الانتقام وعقلية الثأر لكان مشهد مجزرة التضامن هو ثقافة علنية وكانت كل سورية حفرة تضامن كبيرة .. بسبب انفعال الافراد النزقين والغاضبين والخارجين عن السيطرة تحت ضغط الحقن الاعلامي للخصوم لتحريض الغرائز بين الجميع ..


ولست أنا من يدافع عن الجريمة بل أنا من يبحث عن العقاب .. ولست أنا من يميز بين الضحايا وأرى الفروق في ألوان الدماء .. فالدم احمر وليس له لون آخر .. فليس هناك دم أزرق او دم بنفسجي .. وهذه جريمة حرب يجب التحقيق فيها وانزال العقاب بمقترفيها دون اي لف او دوران .. وفق تحقيق شفاف ومحاكمة عادلة لأنه من الضروري اثباتها واثبات شخصياتها وموقعها وفتح موقع الجريمة فمن حق هؤلاء الناس والضحايا ان يلاقوا دفنا كريما ..


هذه الجريمة المقززة التي تخجل كل وطني ذكرتني بجريمة قتل مفرزة الامن في ادلب حيث دفن الضحايا بنفس الطريقة .. التي لم تكلف جهة دولية واحدة في التحقيق بها وهي التي ارتكبتها المخابرات التركية بايدي مسلحين سوريين ..ومن يبحث عن فيديوات المجزرة سيجدها في مكاتب حقان فيدان ..
وذكرتني هذه المجزرة بمئات الجرائم وحفلات الاعدام الجماعية التي نفذها الارهابيون الذين سموا أنفسهم ثوارا وافتتحوا مهرجان الدم والقتل وحفلات التوحش وفتحوا مدارس وأكاديميات لتعليم الخسة والنذالة والرعب والانتقام المقزز حتى صار الكل يتسابق لتقليدها في عدرا العمالية وفي حلب وادلب .. وكانوا يلاقون التهنئة من جمهور مجنون يصفق لهم ويربت على أكتافهم بل ويدافع عن جريمتهم بحجة انها انفعال ورد فعل للمقهورين يجب تفهمه ..


أنا لن أرتكب نفس الجريمة التي ارتكبها من يسمون مثقفو الثورة وتباروا في الدفاع عن كل سكين وكل خنجر بدافع عاطفي أعمى وانتقموا من الجراح بدل السكاكين .. وأدانوا الضحايا لأنهم عاندوا الخنجر والسكين .. ولن أحس بأن من واجبي ان أدافع عن اي قاتل لأنه في معسكري لانني ان فعلت ذلك صرت مثل أي ثورجي منافق .. ولأنني عندها يجب أن اقبل أن الثورة الاخوانية العثمانية الوهابية طاهرة وان حفنة صغيرة فقط من المجانين فيها خربت سمعتها العطرة ..


ولكن لماذا يتصرف الاعلام الغربي وتتصرف أنصار شحود بهذه العنصرية مع دمائنا لتتبرع بالدموع والعدالة والنصائح لفريق دون آخر ؟ لماذا يعتقل جوليان اسانج لفضحه المجازر الامريكية فيما تموت المجازر التركية بحقنا ؟؟ ولماذا من يسرب فيديوات تدين الجيوش الاخرى يتم الترحيب بها واكرامها ؟؟ .. فطوال عشر سنوات كانت مشاهد المجازر والاعدامات والفظائع بحق الجيش السوري والوطنيين السوريين والآمنين في بيوتهم تفوق الخيال .. وملأت اليوتيوب علنا وبكل فجاجة ووقاحة ولكن لم يتبرع باحث واحد للذهاب ال الغارديان وتقديم الوثائق والصور وحمل الملف الى محكمة الجنايات الدولية التي كانت ستحقق مع ضباط المخابرات التركية والسعودية والاسرائيلية؟؟


لم تتبرع صحيفة واحدة او محطة واحدة بأن تنشر صورة واحدة لما حدث مع ضحايانا .. وطوال عشر سنوات من التقارير اليومية عن سورية لم يسمح لاي رافض لما سمي الثورة السورية ان يظهر على اي وسيلة اعلامية غربية ليقول كلمة واحدة .. فقد أخفي الجميع قسريا .. ودفنوا أحياء وتصرف معهم الاعلام الغربي كما تصرف القتلة في مشهد الاعدام في الحفرة دون زيادة أو نقصان .. ودفنت الكلمات حية .. ودفنت كل الاصوات .. ولاصوت بقي الا صوت المعركة الثورية .. وكل الصور البشعة تمت تغطيتها بأغطية ثقيلة من التجاهل اللئيم ..
هل اشتغلت أنصار على كشف منظمي تفجير مدرسة ابتدائية في حمص بحق أطفال المدارس ؟؟ حدث لم يرتق الى مستوى نشره في اي وسيلة اعلامية غربية .. ولم تكلف انصار نفسها عناء البحث في قتلة الاطفال .. ولم تشر اليه وسيلة اعلامية غربية الا بطريقة مواربة من ان تقارير فقط (تزعم سقوط ضحايا بين المدنيين في حمص) .. وانتهى الخبر .. لا صورة ولا نقل مباشر .. ولا لقاء مع الباكين ولادموع ولا ثكالى ولا مفجوعون .. بل ان دعوة الدكتور بشار الجعفري للأمم المتحدة للتحقيق فورا وارسال موفدين للتحقق من الجريمة ونقل الصورة للعالم في تلك المدرسة المفجوعة لقيت ردا حقيرا من الامم المتحدة التي ادعت ان موظفيها لايقدرون على الحضور لأنهم جميعا سيذهبون في عطلة واجازة !!! ولايقدرون على الغاء اجازاتهم …وتركونا نلملم أشلاءنا وبقايا أطفالنا .. وذهب الاعلام العالمي كله في عطلة مع الامم المتحدة .. ولايزال منذ تلك اللحظة في عطلته ولم يعد الا اليوم .. مع صور لمجانين ينتقمون بشكل مقزز ..


تخيلوا ان تفجير باصات الاطفال في الراشدين – التي لم تسمع بها أنصار شحود لأن ضميرها كان في عطلة عيد – كانت فاجعة بشرية وهستيريا لمجموعة من المجرمين الذين استدرجوا الاطفال الى أكياس حلوى وبطاطا ثم نسفوهم بتفجير انتحاري .. وكان الامر باشراف المخابرات التركية التي لاتزال ترفض الافراج عن مئات المخطوفين قسريا من القرى السورية وفجرت الباصات لمنع صفقة لانهاء مشكلتهم .. وكانت أشلاء الاطفال معلقة على أغصان الشجر وعلى سقوف الباصات .. واكتفى الاعلام العربي والغربي بالاشارة الى العملية بشكل مقتضب وكأنها حادث مروري وليس كارثة أخلاقية في الحروب .. وتابع الحديث عن جرائم الجيش السوري فقط وانحطاطه الاخلاقي .. ولكن لماذا لم يشغل هذا العمل الفظيع ضمير أنصار شحود الرقيق؟ العلم عند حقان فيدان طبعا ..
تخيلوا ان من يحاسبنا اليوم في الغاردبان هم أصحاب فضيحة ابو غريب .. وصاحب مشاهد قتل المدنيين في الفالوجة وصانع ملجأ العامرية وطريق الموت في الكويت .. ومع هذا فقد قرر الغرب اليوم ان يبث هذه الصور والافلام .. لأن المطلوب هو تحريض الناس واشعال الفتن واشاعة الكراهية بين الناس وتلويث مابقي من سلام فيهم .. وهذا ليس غريبا في تحريك الغرب للفتن .. وهو انحياز وقح لأنه يعرض جريمة واحدة ولايعرض الجريمة الاخرى التي ارتكبتها القوى الارهابية التي سماها ثورية ..
ومع هذا .. فقد تعلمنا في فترة الحرب ان كل ماينشر يحتاج الى تحقيق وتدقيق وان الرواية الأولى مدسوسة وتعتمد على قدر من الصدمة والروع .. لاحداث الانفعال السريع ورد الفعل العاطفي عند الجمهور .. ومن ثم عندما نكتشف اللعبة يكون الناس قد تشتتوا وتقاتلوا وقتلوا بعضهم .. و لم توجد رواية واحدة او صورة واحدة صحيحة ودقيقة طوال الحرب .. منذ صور حمزة الخطيب الى اليوم .. ومن حقنا اليوم ان ندقق في الفيلم ليس لانقاذ القتلة بل لأننا معنيون بأن ننشر العدالة والقصاص وان نطلق عقلية المحاكمة العادلة والقصاص العادل .. فليس من حقنا ان نحاكم مجرمين ثم ندافع عن مجرمين ..


فهل الفيديو حقيقي ام مركب او مدمج؟ هل فيه عناصر تقنية تلاعبت بالصور وركبت الاصوات؟؟ من هم هؤلاء الأشخاص الذين ظهروا؟ الضحايا والقتلة على حد سواء؟ اين وقعت الحادثة وأين هذا القبر الجماعي؟ هذه أسئلة يجب ان تصدر عنا نحن وعن جهات رسمية وليس عن اي جهة أخرى .. دون خجل او وجل .. لأن الصور تقول انه تصرف فردي لأن عملية التصفية تمت في غياب أي تواجد عسكري لقيادات عسكرية تشرف على تنفيذ اعدامات بأوامر قيادية اذا وجدت .. فكيف تتم العملية بهذا الحجم ولايوجد من يشرف عليها من الضباط؟ لأنه يتوقع في كل المجازر عبر التاريخ التي ترتكبها الدول او الجيوش ان يكون هناك عدد كبير من الجنرالات والعسكر يشرفون عليها .. ويمكنكم ان تفتحوا أي وثيقة مصورة وستجدونها تغص بالضحايا ولكنها تغص بالجنود والضباط .. ولاينفذها واحد او اثنان ..


أقول هذا لأنني عندما شاهدت سابقا الصور التي قيل انها صور اعدامات قيصر والاعدامات أحسست بالجزع من أن الصور حقيقية .. وفاجاتني الرواية الاولى المزعومة من انهم ضحايا اعدامات في أقبية الامن السوري .. ولكن عندما دققت في الحقيقة علمت من مصادر حقيقية وقالت لي الحقيقة من ان معظم هؤلاء هؤلاء هم ضحايا المعارك التي كان الجيش السوري يخوضها ضد المسلحين والارهابيين .. وفي كثير من الاحيان بعد انتهاء المعارك يجد العسكريون انفسهم امام عشرات الجثث المجهولة لمقاتلين ومسلحين لايعرفونهم وقد تركهم قادتهم جثثا في الساحة .. واقتضت تعليمات القيادة ان يتم توثيق جميع الاسماء والضحايا بطريقة شرعية .. وكانت هذه الجثث على كثرتها تنقل الى اماكن ومقرات الطب الشرعي الخاصة بالجيش والطبابة العسكرية التي تغص بها .. حيث يتم تصوير جميع الضحايا كما يتم في كل تقرير شرعي حيث تصور الجثة عارية كي تؤخذ منها كل علاماتها الفارقة ويتحدد سبب الوفاة .. ولذلك ظهرت هذه الجثث كلها عارية.. وكانت صور كل جثة تحفظ في ملفات وتدفن في اماكن مخصصة لها وتؤخذ عينات لفحص ال (دي ان اي ) من اجل اثبات الهوية اذا تشكك ذوو الضحية بهويتها .. وكان من المهم أخلاقيا وقانونيا ان يتم ذلك لأن هناك دفنا شرعيا يستحقه الجميع ومن حق الاهل دفن موتاهم بطريقة لائقة كما ان هناك حقوقا شرعية وورثة وقضايا قانونية ومدنية لاتحل الا باثبات الوفاة .. وقد تم ابلاغ ذوي جميع من تم التعرف اليهم لاستلام جثثهم رغم انها جثث ارهابيين ومسلحين وقتلة أحيانا .. ولذلك تم توثيق جميع هذه الوفيات في أرشيف طبي .. وهو الذي تم التلاعب به وسرقة بعض صوره على انها مجازر .. وكانت مدخلا وذريعة لعقوبات قيصر التي نعيشها اليوم بسبب تقارير طبية شرعية لاعلاقة لها بأي شكل بجريمة او اعدامات ..


أنا شخصيا لن أقبل هذا المشهد السادي الذي ظهر في الفيديو الشحودي وسأدينه .. ولن أدافع عن أصحابه وساديتهم .. ولكنني لن أقبل بأي شكل ان يعتمد كوثيقة قبل ظهور التحقيقات الوطنية فيه (وليست تحقيقات دولية تعلمنا منها تسييس القضايا) .. ولن اقبل ان نعمم وأن نقول بأن الجيش الذي كان يدافع ويحرر ويستشهد يجب ان يدفع ثمن خطأ هذه الحفنة من المنفعلين الذين لارحمة في قلوبهم والذين يجب ان ينقلوا للعلاج في المصحات العقلية .. والذين ان كانوا بيننا فانهم جلبوا العار على أنفسهم وعلى ذويهم .. وعلى دينهم ومذهبهم ان كانوا يتبعون محمدا او عمر او عليا او المسيح .. لأن من يتبع عليا او الحسين او عمر او المسيح .. فان عليا لايقتل الأسرى بهذا السلوك الهمجي .. وان عمر لايقتل بهذه السادية .. ولايلجأ اليه لا النبي ولا السيد المسيح ..
يجب ان تكون هذه المشاهد درسا لنا لنتعلم كم دفعنا ثمن هذه الحرب والتحريض المجنون الذي انطلق من اعلام الغرب واعلام الخليج .. فتحول الناس الى وحوش ينهشون بعضهم .. انها نتيجة منطقية لاعلام مخصص لحيونة الناس .. بعد ان كانوا يعيشون بوئام وسلام .. بل ولاأستغرب ان الضحايا التقوا صدفة بقتلتهم يوما وتصافحوا او تبادلوا السلام في مقهى او شارع او سرفيس قبل ان يدخل اهل قطر بينهم ويفسدوا مودتهم ..

********************************


سؤال مشروع !

هذه التسريبات يجب ان تطرح سؤالا هو: لماذا يصر الغرب على اثارة الحقد بين الناس؟ .. واثارة الكراهية؟ .. هل هو توقع للعدالة؟؟ كيف نقبل قاضيا كذابا مثل الغرب؟ .. كيف نقبل شاهد زور على قضايات مثل الغرب؟ .. كيف نقبل قاتلا ليعلمنا العدالة ؟؟ بالطبع لاأثق بالغرب مهما كانت الصور حقيقية لأن غايته منها هي قتل من بقي منا بالفتنة .. بل ان السبب هو أن تستمر المجازر والمجازر المضادة .. ولن يوقف هذه الحلقة من العنف المتبادل الا ان نرفضها ونحاسبها ونتعامل معها على انها نتيجة طبيعية لعمل الغرب في تسميم عقول الناس ..


انني اتمنى من اعلامنا الوطني ان يتعامل مع هذه القضية بشجاعة وذكاء ولايكتفي بالنوم في العسل والتجاهل .. لان الصمت يعني ان يترك للغرب الحرية في ان يبني الحكاية التي يريد .. وعليه ان يتعلم من ان تجاهل الاشياء يهبها للعدو ليحولها سلاحا ضدنا .. يجب ان يتحرك الاعلام بجرأة وشفافاية وصراحة وأن يقول الناس جميعا كلمتهم في هذه الواقعة الشنيعة .. وان تتبرأ عائلات من اقترفها منهم .. وان يكون مكانهم السجن او المصحات العقلية .. والعلاج النفسي ..


أخيرا … لايسعني الا ان أقول نصيحة لأنصار شحود بأن تتعلم من جوليان أسانج ان تقول كل الحقيقة وان تتعامل مع ضميرها كما تعامل جوليان أسانج مع ضميرة وقال ان الاعلام الغربي يتوجه الى الجعلاء بتزوير الحقيقية .. وتزوير الحقيقة ليس في ان لاتقول الحقيقة بل في أن تخفي جزءا منها .. فالجزء المخفي هو الذي يضيء الجزء القاتم منها .. وأنا على يقين ان أنصار شحود التي يرحب بها الباحثون عن العدالة والحقيقية وحقوقو الانسان ان اتبعت نصيحة جوليان أسانج فانها ستنتهي مثله في سجن مظلم وسيتم تسليمها لاحدى الدول الغربية او المخابرات التركية .. لتمضي حياتها في السجن كما حدث مع أسانج الذي عرض للعالم حقيقة من يحرض على الحروب ويقتل الناس بالناس .. وينشر الكراهية بين الناس ..


اسمعي ياأنصار مايقوله أسانج .. كأنه كان يخاطبك ويقدم لك نصيحة لك أنت بالذات ..ويدينك أنت بالذات ويتهمك بأنك توقدين الجهل والجهالة عندما تنتقين من ضميرك ما يريده اصحاب المشاريع الكبرى والحروب الكبرى في هذا العالم ..

https://fb.watch/cLWq9K4MEz/

=================================================


يابلدي ..
كم أنت متعب .. وكم أنت تتعرق محموما .. وكم أتعبتك مؤامرات الغرباء .. مؤامرات الأقرباء .. وغباء بعض أهل الدار ..
يابلدي سامحنا واغفر لنا ان نسينا أو أخطأنا ..
يابلدي سامحنا أننا خذلناك مرارا .. ونسيناك بين أيدي المجانين ..
يابلدي .. متى سنشرب ماءك العذب دون أن تتدلى فيه ألسنة الكلاب ؟
يابلدي سامحنا واغفر لنا ان نسينا أو أخطأنا او تعثرنا .. واغفر لنا .. انك يا بلدنا من يتوب علينا ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s