ماذا بقي من صندوق اقتراع مظفر النواب .. أبناء القحبة الجدد .. قلوب كقلوب الخنازير

قد تكون ضربة سيف واحدة تقتل عدوا سببا في ان تجعل صاحبها أسطورة خالدة في ذاكرة الزمن عندما تكون هذه الضربة سببا في تغير عقارب الزمن ومصير الحضارات .. وقد تكون كلمة واحدة قالها صاحبها سببا في تحوله الى حكاية وأسطورة .. ولو صمت بعدها الى الابد .. أفلا يكفي المتنبي قوله الشهير الخيل والليل والبيداء تعرفني .. ليصبح أهم شاعر أنجبته الثقافة العربية؟.. ولانبالغ ان قلنا ان كل من ينطق العربية يعرف هذه العبارة ويعرف قائلها ..
الكلمة أهم ماتصنعه الثقافات .. ومن تكون الكلمة صنعته ومهنته مثل صائغ الذهب فانه يملك مفتاحا الى مقام الاساطير ليعيش هناك خالدا مخلدا أبدا ..
مظفر النواب قال عبارة لاتمحى من الذاكرة العربية والثقافة العربية وهي أهم عبارة صممها ونحتها في كل أشعاره عندما قال غاضبا ومستهجنا ومخاطبا الزعماء العرب الذين تخلوا عن فلسطين: أبناء القحبة .. هل تسكت مغتصبة؟؟ وكل من قرأها كان عقله الباطن يفهم في أعماقه ان المقصود بها هم حكام الخليج العربي وسلالات الخونة من ملوك العرب الذين كانوا يتنافخون شرفا في الخطابات ولكنهم في السر يعملون جواسيس مثل ملك الاردن وأبيه وجده .. ومثل ملك المغرب وابيه وجده .. ومثل ملوك السعودية جميعا .. وكان الوعي العربي يعلم في أعماقه ان مظفر النواب لم يقصد بها رجالا مثل عبد الناصر ولم يقصد بها صدام حسين ولا حافظ الاسد ولا القذافي .. بل ان تلك القصيدة المهينة كانت موجهة للملوك والامراء على نحو خاص ..


ان هذه العبارة التي حملت كل الغضب العربي في قلبها تحولت الى أيقونة عزيزة في قلب كل عربي ولخصت مافي أعماق الروح من خيبة أمل ربما وصلت الى مكانة تنافس فيها (الخيل والليل والبيداء تعرفني) .. وتمكن صاحبها من ان ينافس بيت شعر المتنبي في بورصة الشعر العربي ..
ربما خذل مظفر النواب أهم عبارة صنعها وكتبها وغمسها في روحه .. واختار ان يعيش أيامه الاخيرة بين من هم أبناء القحبة .. وأن يموت في بلاد يحكمها أبناء القحبة .. ولو بقي مخلصا لقصيدته لكانت قصيدته هي التي ستطيح بعبارة المتنبي عن عرشها وسلطانها المديد .. فالمتنبي رغم انه مال الى السلطة وسعى اليها لكنه لم يقبل ان يقتل اعتزازه بنفسه .. ورحل عن حلب التي عشقها وأحبها .. من أجل كرامته .. وقرر ان يموت كيلا تموت الخيل والليل .. فاعطى الخيل دمه و أعطى الليل دمه لتحيا كلمته.. ولايزال دمه يعطيها البقاء والخلود .. ولو انه لاذ بالفرار كي يعيش لعاش طويلا ولماتت خيله ومات ليله وبيداؤه .. بل وتحولت الى سخرية التاريخ والثقافة وربما قتلت الشجاعة في نفس العربي .. لأن اخلاصه لنفسه ولشعره أعطى الشجاعة نكهة عربية رائعة وسقاها من دم المتنبي الى يومنا هذا .. فالموت يطيب من أجل الكرامة عند العربي .. وكرامته في شجاعته ..
لكن مظفر خذل تلك العبارة وتوارى وعاش عمرا مديدا .. وصمت منذ زمن طويل .. وكم تمنيت لو أنه انتصر لعبارته الى أخر رمق في حياته .. ولكنه لم يفعل .. ربما لأنه أدرك انه اضطر ليعيش في زريبة الخنازير مثل الجوهرة بين أقدام الخنازير .. فكيف له ان ينتقم لفلسطين (اخت عروبتنا) وهو في ضيافة حظائر الخنازير في الخليج المحتل .. الحظائر التي دمرت بلده العراق ودمرت سورية ودمرت الجمهوريات العربية ودمرت الانسان العربي ودمرت الدين الاسلامي وباعت الاقصى .. وجعلت العربي مثل دكة غسل الموتى .. لايتحرك حتى عندما يعرف ان اسرائيل دخلت الى بيته واغتصبت امه وأخته .. ويسمع صوت المغتصبات وهو يصلي ولايقطع صلاته ..

أعترف ان مظفر النواب اعطى جيلنا أهم علاج لارتفاع ضغطنا وارتفاع السكر وارتفاع الادرينالين عندما اخترع لنا تلك الشتيمة الشعرية: (أبناء القحبة) .. التي كانت مثل برد وسلام على قلوبنا المحترقة بالغضب ونحن نصوت في انتخابات ديمقراطية عربية بعيدا عن صناديق الاقتراع التي تضحك علينا بها وسائل الاعلام الغربية وتكون كلها مدفوعة الاجر سلفا عبر الدعاية المنظمة فيصوت الناس فيها مثل المنومين مغناطيسيا .. ولكن في صندوق اقتراع مظفر النواب كانت هناك ورقة تصويت واحدة تقول من كل عربي ((هل انت موافق على ان الملوك والامراء ومشايخ النفط العرب هم (أبناء قحبة)؟ .. صوّت اما بنعم او لا)) .. وكانت الجماهير العربية تصوّت بكثافة في صندوق استفتاء مظفر النواب .. تصوّت علنا ودون غرفة سرية .. بنعم .. (نعم .. نوافق على انهم أبناء قحبة) .. وبلغت نسبة التصويت 100% .. ونسبة الذين صوّتوا بنعم 100% .. في انتخابات ليس فيها اي تدخل اعلامي ولا مخابراتي ولا مالي ولا صهيوني ولا اسلامي ولاتشبه طبعا نسب التصويت الخلبية في محطة الجزيرة (احدى حظائر الخنازير الشهيرة) ولا تشبه الانتخابات في الجمهوريات العربية .. بل انها أصدق انتخابات وأصدق وأنزه استفتاءات عربية على الاطلاق .. الامة العربية صوتت بالاجماع وبنسبة 100% على اقتراح مظفر النواب ان الملوك العرب وامراءهم هم أبناء قحبة .. وهذا قبول ضمني ان الامة تعدهم مسؤولين عن كوارثها .. وأنها نصبت مظفر النواب ناطقا باسمها .. وأنه صار أسطورة في التمرد والنزق والثورة والغضب ..


كنت أتمنى من كل قلبي ان تلك الاسطورة وقفت وصمدت دون ان يعلقها أي ابن قحبة في عنقه .. ودون ان تدوسها أقدام الخنازير ..
لكن مايدمي القلب ان أبناء القحبة صنعوا ثقافة أبناء قحبة .. وتحول كثير من الجمهور العربي الى ابناء قحبة لايقلون نذالة وسفالة وحقارة عمن قصدهم مظفر النواب .. لأن أبناء القحبة أدخلوا الناس التي صوتت ضدهم في استفتاء مظفر النواب أدخلوهم في مدارس لتعليم ثقافة أبناء القحبة .. وهي ثقافة التجسس والعمالة والخيانة والتأسرل والتأمرك والتعثمن .. فما هو الفرق اليوم بين أي من أبناء القحبة في قصور الخليج وقصور الملوك العرب وبين اي معارض اخواني اسلامي يهلل لقصف سورية .. ويعتبر ان هزيمة جيش العراق على يد بوش هي انتصار لعلي بن أبي طالب .. وان نفتالي بينيت ينتصر لعائشة ولمعاوية .. وفي عقيدتهم ان ناب اسرائيل في جلد سورية ولحمها .. هو ناب كلب في جلد خنزير ..


وكما ان هناك موجة من المحافظين الجدد والمسيحيين الجدد والاسلاميين الجدد والخونة الجدد .. فان هناك أبناء القحبة الجدد .. نعم ان ابناء القحبة الجدد تخرجوا من مدارس واكاديميات النجاسة والخيانة التي أسسها ابناء القحبة القدماء عبر اعلام متأسرل موسادي .. وانتشر الخريجون العرب وابناء القحبة الجدد في الشوارع وانتشروا في المقاهي وانتشروا على مساحة الوطن العربي .. وصاروا مثل المجانين والمرضى النفسيين الخطرين .. بعد ان كان أبناء القحبة فقط على عدد أصابع اليد في حظائر الخنازير .. فصار في كل مدينة أبناء قحبة .. يخونون علنا .. ويتآمرون علنا .. ويبيعون أوطانهم علنا .. ويقتلون أهلهم علنا .. ويحولون كل وطن عاشوا فيه الى حظيرة خنازير .. يقتلون الجيش السوري والجيش المصري والجيش العراقي والجيش الليبي .. ويتآمرون على مقاومين شرفاء في جنوب لبنان ..


يامظفر .. لقد رحلت وبقيت عبارتك الخالدة .. ولكن أبناء القحبة تكاثروا وتناسلوا ونشروا العدوى .. وصارت العدوى تنتشر حتى أصابت من قلبه ودينه كان مثل جوهرة .. فصار قلبه يقال عنه أن حظيرة خنزير أطهر من قلبه .. وأن أرواح الخنازير وأخلاقها تشمئز من أخلاقهم وأرواحهم .. وانهم أينما حلوا .. تحول المكان الى حظيرة للخنازير النافقة ..
ان أبناء القحبة كثروا يامظفر فينا .. وصار اسمهم ثوارا ومعارضين ..

ملاحظة عابرة من وحي ذكرى أبناء القحبة الجدد .. المعارض السوري احمد زيدان كتب من وحي ثقافة الحظائر معلقا على الغارات الاسرائيلية على سورية على انها ناب كلب في جلد خنزير .. وهو كلام لايخرج الا ممن كان له ناب كلب وقلب خنزير .. فالاسرائيليون أصدقاؤه مهما قال عنهم كلاما سيئا لذر الرماد في العيون .. وكان من الاجدى ان يصمت اذا كان الاسرائيليون يقصفون الجيش السوري لأنهم يخشون هذا الجيش ويريدون اضعافه .. وهم لايقصفون المعارضة لأن الاسرائيليين لايخشون حظائر المعارضة السورية .. فهي لم تطلق عليهم رصاصة واحدة وهم لم يطلقوا عليها رصاصة واحدة .. هل يستحق ان نسأله على طريقة مظفر النواب: ابن القحبة .. هل تخون وطنك الى هذا الحد؟؟

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s