بينما رفقتي من حاملي شعار المواطنة السورية المتسائلة عن معناها الغارق في استفهام الأبعاد المعلومة و المجهولة في سرداب فوريك يبحثون عن منصة سفر إلى سرداب جديد لم تسعفهم منصة الجوازات السورية في وطني المسافر ما بين كلّ أرجاء العقوبات من أدناها إلى أقصاها لأنَّ ضغط المسافرين أكبر من ضغط العائدين , و لأنَّ سعر جواز السفر المستعجل (أو سعر السمسرة على طلب جواز السفر نفسه) بات عملية مشروعة(!) للاحتفاظ بجزء من أموال المغادرين التي ترمى في أحضان دولٍ أخرى , و في جيوب سماسرة اللجوء على بحر ابتلاع الأجساد الفانية و الأرواح المسافرة من ظلمة إلى ظلمة , و هي تطمح إلى ملكوتٍ من بعض الرفاهية أو إلى جناح نعيم في غرفة لن تطأها أقدام الجحيم مترامي الأطراف في سورية ما بين جحافل عقوباتٍ دولية متزاحمة في وجه رئيسها المنتخب بشفافية الدكتور بشَّار الأسد , و في وجه شعبها الذي انتخبه بمحض إرادته خارج رغبات و أوهام الغرب الحاقد , و ما بين جحافل فاسدين في المناصب الداخلية لن ينجو بعضهم من إخفاء تبعيته لشبكة المتآمرين على الدولة و الشعب في الخارج , و ذلك بترجمة هذه التبعية من خلال الأفعال السيئة و المقصودة و الماضية في تحطيم مؤسَّسات الدولة و في تجريد المواطنين من مواطنتهم و إنسانيتهم و كرامتهم بعكس توجيهات رأس الهرم و منقذ قيامة الفينيق السوريّ عاجلاً أم آجلاً !…….


ها أنا في موسكو أخاطب نخبة القطعان الشعبوية لأرى الفرق الشاسع ما بين منتمٍ إلى روسيا و مؤمنٍ بها , و ما بين لا منتمٍ إلى سورية و كافرٍ بها انطلاقاً من العملية الخاصة في أوكرانيا التي رفعت أدرينالين الانتماء إلى درجة وصول الدم إلى الرأس لمحاكمة ما يجري برعاية و حماية روسيا الأم الرؤوم , عكس ما جرى مع الكثيرين في سورية من شعبٍ و سلطات بعد أن أفرغوا الرأس من الدم و أبرزوا عضلاتهم في تخريب الوطن و المواطنة غير آبهين بمستقبل هذا الوطن و غير معنيين بعذابات المواطن الإنسان و الإنسان المواطن , فشتان ما بين من يقلب قاعدة ارتفاع الأدرينالين ليزيد نسبة الدم في الرأس مستنصراً لوطنه , و ما بين مَنْ يستحضر هذه القاعدة لتفريغ رأسه من الدم لصالح العضلات المباعة عن سابق إصرارٍ و تصميم في سبيل تخريب مواطنة الصمود و صمود المواطنة !…….
في مؤسَّسة القيامة السوريَّة الفينيقيَّة لم ترتفع أسعار الاتصالات الخاصة و المشتركة لتجعل التأميم أرخص المكوِّنات في سورية , و لتسميّ القطاع العام خاصة “كهرباء الظلمات” كأوسع ركيزةٍ ضعيفة , و إنَّما لتجعل الكلمة أعلى المكوِّنات ففي البدء كانت الكلمة , و ما زال الرئيس الأسد منقذ قيامة الفينيق السوريّ العائد لا محالة متخطيَّاً أبواب الروم في بيزنطة و مخترقا أكاذيب التشييع الفارسيّ يعمل على تثبيت الحقيقة الضاربة في التغيير المنشود داعياً مؤسَّسة عبَّاس بن فرناس إلى تقديم ملفَّات الزمن المفقود ما بين ذيلٍ تداعى و ذيلٍ ما زال يقود !…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو