لايزال أصل ونشوء الاسلام السياسي مصدر جدل ويكاد يشبه الجدل حول نظرية دارون في نشوء الانواع .. لكن هذا النوع من الفكر الديني المسيس لم يعد سرا لأن التنقيب والتفتيش في كيفية نشوء الحركات الاسلامية فجأة منذ منتصف القرن الماضي يطرح سؤالا عن سر هذا التوقيت هل هو بريء ام له علاقة بنتائج الحرب العالمية الثانية .. خاصة ان السؤال الذي يؤرق الجميع هو سر هذا الميل لمعظم هذه التيارات الاسلامية نحو محاربة كل حركات النهضة والتنوير في المجتمع العربي والمشرقي عموما .. فلايبدو ان الحنين للامبراطورية العثمانية والخلافة الاسلامية كان كافيا لكي يتحول هذا الحنين الى حركة شرسة للغاية لاتموت مثل راس الهيدرا ..
ولايبدو ان جهود حسن البنا كانت قادرة على اطلاق هذه الحركة بقوة لولا ان هناك جهة خفية راعية لها عرفتها وضخت فيها الحياة .. ولكن سر توقيت قوة هذه الحركات مباشرة بعيد الحرب العالمية كان أحد الاسئلة التي لايجب ان نفكر انها صدفة عابرة .. فالوثائق المتاحة تقول ان الألمان كانوا يدركون ان الانكليز يحكمون دولا اسلامية كثيرة وان اعلان الجهاد ضد الانكليز سيساعد في زعزعة وجودهم كامبراطورية من الهند حتى الشرق الاوسط .. ولما كان العثمانيون حلفاء للألمان في الحرب العالمية الاولى فان اعلان السلطان محمد رشاد الخامس الجهاد في الامبراطورية أحيا امالا لعزيمة الإنكليز عبر ثورة إسلامية ضدهم.. ولذلك فان الالمان ترجموا على الفور اعلان الجهاد الى العربية والهندية .. آملين ان يؤدي ذلك الى ثورة اسلامية على الانكليز في كل مستعمراتهم او أن لايطلق الجنود المسلمون في الجيوش البريطانية النار على الجنود الالمان حلفاء المسلمين .. ولكن القنبلة الجهادية التي أطلقت وانتظرها الالمان لم تنفجر كما ظنوا وظل المجاهدون خاملين ..
الفكرة يومها لم تمت .. وبقيت الى الحرب العالمية الثانية حيث استقطب النازيون الجنود السوفييت المسلمين الرافضين للالحاد الماركسي وكذلك المسلمين السوفييت الاسرى لديهم وبنوا لهم مسجدا في مدينة ميونيخ ليكون مقرا للدعاية والترويج لاستقطاب المزيد من المسلمين .. وهذا ماأورده الباحث الاميريكي ايان جونسون في كتابه (مسجد في ميونيخ) الصادر عام 2010 * (راجع الكتاب المهم للدكتور بشار الجعفري “سورية وعصبة الأمم” الصفحة 251) ..

ولكن عندما انهارت المانيا النازية سطا الحلفاء على كل مخزون النازيين العلمي والمعرفي وكل مختبراتهم وأفكارهم من محركات الصواريخ التي تم تطويرها الى فكرة مسجد ميونيخ الذي تم تطويره لاحقا وتحويله الى أحد الاختراعات الالمانية الذي صار في خدمة البريطانيين مثله مثل محركات الصواريخ وكثير من الاكتشافات والاختراعات الالمانية .. ومن تلك اللحظة انبثقت وخرجت الحركات الاسلامية السياسية وخرج تنظيم الاخوان المسلمين في مصر أكثر قوة بعد الحرب العالمية حتى انه صار يحارب اي سلطة في وجهه وشكل عامل عدم استقرار لكل أنظمة الحكم حتى هذه اللحظة في كل المنطقة ..
انتقلت الفكرة من تطوير الجامع الى تحويل العالم العربي الى جامع ميونيخ في خدمة الانكليز فتم تمكين الحركة الوهابية في بلاد الحجاز .. وصار على مسجد ميونيخ ان يكون له فرع في كل بلد اسلامي .. حيث انتقل الانكليز الى فكرة تحريك المجتمع من الخلف او تثبيته من الخلف بمسجد ميونيخ .. وفي مرحلة لاحقة تم وضع محرك مركزي لمساجد ميونيخ العربية في قطر .. واستانبول .. لأن قطر واستانبول هما محركا الاخوان المسلمين النفاثان .. ومنذ تلك اللحظة والعالم العربي في حركة عشوائية فوضوية .. فكل دكان اخواني في اي بلد هو مسجد ميونيخ بنفس الغايات والاهداف ..
الموساد دخل على الخط منذ ان واجه مدا اسلاميا معاكسا تمثل في موجة ايران وحزب الله والانتفاضة الفلسطينية الاولى .. واستنجد بمسجد ميونيخ .. وجاءته النجدة على جناح السرعة عبر مسجد قطر ومسجد استانبول وهما النسختان المعدلتان عن مسجد ميونيخ ..
اذا لم يكن للموساد الا انجاز (الجزيرة) وهي مئذنة مسجد ميونيخ فانها يجب ان تسجل انها عبقرية لم يسبقه اليها أحد .. فكل انجازات الموساد كانت تكرارا لاعمال استخبارية وتقليدا لعمليات لاستخبارات اوروبية .. الا الجزيرة تلك المئذنة الموسادية فانها كانت الانجاز الاهم على الاطلاق .. وفرادتها انها لاتزال تفح من قطر رغم كل الضربات التي تلقتها على راسها الذي قطع عدة مرات وهو لايزال يتحرك وينفث السم من قلب قطر التي صارت قلب الموساد النابض في العالم العربي .. والجزيرة أفعى مرقطة تنتصب في الهواء كمئذنة وتبث السموم في كل اتجاه كما تملي عليها المخابرات الغربية التي تديرها ..

فكل العارفين بما حدث في موجة الموت التي انطلقت من الجزيرة عام 2011 باسم الربيع العربي صار يعرف ان هذه المحطة هي مئذنة اسرائيلية وملك لاسرائيل واستثمار من استثماراتها في قطر .. الى جانب الاستثمارات التي تتمثل في عائلات الخليج الحاكمة التي خدمت اسرائيل كما تخدم الجواري السيد المالك لها على مدار الساعة ..
كل الاحرار والوطنيين العرب يشتكون من هذه المئذنة التي ترفع الاذان الاسرائيلي خمس مرات كل يوم .. وتدعو المسلمين للصلاة في مسجد ميونيخ الذي صار مسجدا لتجنيد المسلمين في حروب الهلاك .. ولايزال الاحرار العرب يضربون كل يوم على رأس هذه الأفعى .. التي تنتصب كمئذنة ولكنها أفعى فوق مساجد المسلمين ..
عندما أعلن الرئيس العصملي رجب طيب اردوغان ان المآذن رماحنا والقباب خوذنا .. صرنا نعلم الان حقيقة هذا الشعار .. لأن الماذن صارت ثعابين او التفت عليها الثعابين .. والقباب التي أعدها لنا هي قباب مسجد ميونيخ للأسف ..
الافعى مئذنة الموساد تنفث السم الان نحو تونس ونحو الرئيس الذي اعلن الحرب على الاخوان المسلمين وثعابينهم في النهضة .. الباحث المفكر رياض الصيداوي يشرح مايجري من هجوم نحو تونس
========================================
- من كتاب الدكتور بشار الجعفري (سورية وعصبة الامم) الصفحة 251
منشور مهم للباحث رياض الصيداوي عن مئذنة الموساد في قطر
من أروع ما قرأت عن الاخوان المسلمين ومشروعهم المدمر للاسلام والعروبة