طلسم طائر في مطار دمشق الدولي فهل يفكُّ الأسد و بوتين طلاسم إسرائيل ؟! – بقلم: ياسين الرزوق زيوس

….

لم يكنْ كاتب رواية ” الطلسم ” والتر سكوت عام 1835 التي تدور أحداثها حول الحروب الصليبية جالساً على مدرجات مطار دمشق الدولي منتظراً فرسان المائدة الصهيونية المستديرة , و لم يكنْ دمه على سيف صلاح الدين الأيوبيّ الذي خاطبه غورو أمام قبره في دمشق قائلاً ها قد عدنا يا صلاح الدين منتظراً ريتشارد قلب الأسد كي يمضغ قلبه كما مضغت هند بنت عتبة المختلف حول براءتها قلب أو كبد الحمزة عمّ النبيّ العربيّ “محمد بن عبد الله ” , و لعلّ مفتاح القدس الغارق في الطلاسم يعرف معانيه كلّ من ضرب بعرض الحائط جلسات المائدة المستديرة , و كلّ من اخترع المائدة المستديرة كي يبتلع النبلاء قوت الفقراء و كي يمضغ الأشرار قلوب و أكباد الأخيار في هذا العالم التائه ما بين محتليه و المدافعين عنه في ميادين تطهير موائد الجوع من دنس فقدان الكرامة و تعبيد طرق الرفاهية بالكرامة الحقيقية لا بالكرامة المختزلة بالمأكل و الملبس و المشرب , و كأنَّما قطعان البشرية يجب أن تمرَّ مرور الكرام بلا أثرٍ يذكر و بلا مواقف وجودية و وجدانية تعطيها معنى الأبدية لا الزوال , فعندما نتلو “كلُّ من عليها فان و يبقى وجه ربِّك ذو الجلال و الإكرام !” إنما نتلو الفناء الجسديّ لا الفناء الوجوديّ الأبديّ , و عليه فإنَّ الحياة موقف لا بدَّ من ترسيخه في النفوس الشجاعة و العقول المقاومة للخضوع الدائم و الاستسلام المقيت غير نافين لغة المصالح في السياسة و طرق إدارة الحدث كما تقتضيه هذه السياسة , فماذا ستفعل روسيا العظمى و إيران الكبرى لحماية شريان سورية المعتمد عليه بشكلٍ متعاظم لإيصال الدم إلى الرأس و القلب و الأطراف “مطار دمشق الدولي” , و هل ستنظر روسيا إلى جسد سوريا على كرسيّ الشلل المتزايد بينما تتعثَّر إيران بشللٍ نوويّ بغية إبعادها عن ضخّ بعض الهواء في رئاتنا المصابة بضيق تنفّسٍ شبه قاتل ؟!…….

الطلسم وحده في قاعات الموائد المتنازع عليها بقدر الاتفاق الواحد الأحد فما يدور من نزاعات له سقف لم يهدم بعد و لن يهدم ما دام النظام العالميّ الحالي قائماً , و لم يحلّ محلَّه نظامٌ عالميّ جديد بعد فنتمنَّى ألَّا نكون بين هذه القوى كدولة سورية مصابة بسرطان الأزمات محطَّ تجارب قادمة و مهبط تعطيل ما تبقَّى من أماكن تشغيلٍ و إنتاج تعطي الشعب السوري بعضاً من رمق الحياة المتبقي عنوةً و تبعد عنه أشكال الموت السريريّ المحفوف بالطلاسم إثر الطلاسم , و التي كانت رميتها أخيراً شبه قاتلة على مطار دمشق الدوليّ بحجَّة تسليح حزب الله الواهية لأنَّ مؤشرات تسليح حزب الله لن ترسم خطوطها البيانية حكماً من مطار مكشوف أو من مرفأ فتح سقوفه للسماء !…….

في مؤسَّسة القيامة السوريّة الفينيقية لم يكن الأسد رقماً عابراً في تاريخ رؤسائها و لن يكون فما يحمله هذا الرجل رغم كلِّ دوائر و ملفات التشويش يستحق تحويل الحقب الطويلة إلى أملٍ بصيصه قريب , و مهما سقطت محافل الموت في مؤسَّسة عبَّاس بن فرناس لن يكون الطلسم المجهول سيّد الأجناس , و لنا في سورية ما بين الإيمان و الإلحاد صلواتٌ و أقداس !…….

بقلم

الكاتب المهندس الشاعر

ياسين الرزوق زيوس

روسيا موسكو

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s