ان من يملك سلاحا ولايستعمله في المعركة فانه يموت كما يموت الاعزل .. وعندما نملك الحقيقة ونكتمها في قلوبنا فاننا نخسر كمن لايعرف الحقيقة .. وان من يجادل العبيد والخدم والغلمان والاولاد الذين يرشقونه بالحجارة ويتراشق معهم بالحجارة فانه لايستحق ان يكون سيدا .. فمن يستحق الضرب بالحجر هو سيدهم الذي يعملون لديه .. فاياك أن تبالي بالعبيد والغلمان عندما ترمى بالحجارة بل اضرب من يملكهم ملك اليمين فيسكتون كما تسكت كلاب الحراسة عندما تزجر ..
الرد على الغلام والعبد من سيد حر عزيز يرفع من مقام الغلام الى مرتبة السادة رغم انه في المساء يعود الى غسل القدور وتنظيف المطابخ وكنس الارض .. والركوع تحت قدمي سيده ..
هذا هو حال قطر التي تعامل معها العلام الحر المقاوم وكأنها دولة ذات سيادة .. وأنها تتصرف وفق طموحاتها وتوثباتها للبقاء في الدور المؤثر في العالم العربي والمنطقة .. ولذلك فانها شنت هجوما عنيفا على الدولة السورية وأعادت انتاج خطاب التحريض ومقابلات عزمي بشارة وفتاوى القرضاوي الدموية ..
لكن القبول بهذا التفسير هو خطأ لايقبل لأن هذا يخلق وهما من أن هذه المشيخة لها عقل واعصاب وقلب وهي قادرة على التفكير والبحث ورسم الخطط ومنافسة الدول رغم انها في الحقيقة ليس لها دماغ ولاأعصاب ولاعضلات ولاتعرف كيف تطفو على مياه الخليج لولا قاعدة العيديد الامريكية التي ترفعها وتمنع غرقها كما يرفع البالون وطوق النجاة غريقا في البحر ..
من الخطأ ان نعيد توصيف هذه الدويلة المستعمرة على انها تكلمت بقرار منها وأنها ارتكبت جريمة الربيع العربي بقرار منها .. ومن الخطأ المطلق ان نقدمها على انها تهديد وانها قررت التدخل لزعزعة استقرار المنطقة المقبلة على تسويات ..
في السياسة الاعلامية الخليجية والغربية الرسالة واحدة وهي يتم ترديدها بعناد رغم انها رسالة كاذبة ولكن الاصرار على الرسالة يحولها الى حين الى حقيقة في اذان من يسمع .. فكل الاعلام الخليجي لم يعترف حتى هذه اللحظة ان ماحدث كان مشروعا اميريكيا رغم ان حمد بن جاسم آل جبر (هوميروس العرب) قال الكثير عن الصيدة وعن دور تركيا والامريكان والاموال التي طلبت وأنفقت وتوزيع الادوار في دعم التسليح والعنف .. ومع هذا لايزال اي تقرير او مذيع عندما يتحدث عن سورية يعيد نفس الكلام عن النظام المجرم وعن أطفال درعا وعن خنق الحرية والقتل الكيماوي .. اما ماقاله حمد بن جبر فانه لم بكن ولايمر احد عليه عاى انه اسقاط لكل ماقيل ويجب الانطلاق في التكيكي بكل ماورد من أخبار عما سمي الثورة السورية ..
الاعلام الخليجي والعالمي لايزال ملتزما بشكل صارم في توصيفنا على اننا قتلة ومجرمون واننا كيماويون وبلا رحمة ونعشق قتل الاطفال وقصف المستشفيات .. فيما اعلام المقاومة واعلامنا لايزال يضفي على هذه الدول صفة دول مستقلة وان لها رأيا وأن لها أفكارا وانها هي التي تقرر ان كانت سورية ستعود الى الجامعة العربية .. وانها تملك قرار اعادة العلاقات .. ولكن هذا ليس الحقيقة وهو خطأ اعلامي لأنه قبل كل شيء اهانة للحقيقة ومساعدة مباشرة لاميريكا في احتلال الخليج ومساعدة لاسرائيل في ان تقول انها تطبع مع دول قررت الخروج لمعانقتها بقرار من قياداتها التي تطرح نموذجا جديدا لرؤية الصراع العربي الاسرئيلي .. كما قرر السادات في مصر المستقلة ان يأخذ منحى السلام ..
ولكن معالجة الاستفزاز القطري على انه مفاجأة وأنه صراع في البيت الخليجي او أنه قرار الأمير في الدوحة ظلم كبير للمواطن العربي واخفاق كبير في توعية أهل الخليج .. بل على العكس على الرسالة التي يجب تكريسها دوما هي اننا نتعامل مع قرارات اسرائيلية وامريكية تنفذها دول الخليج الواقعة تحت الاحتلالا والتي لاتملك شعوبها من أمرها شيئا .. فكل حكام الخليج لايأتون بانتخابات وليست لديهم برلمانات .. وسجلهم في حقوق الانسان مخجل .. وهم واجهات يتم خلعها في حفل للسفراء الغربيين أحيانا .. والحقيقة هي انها دول وظيفية مؤقتة ومحطات بنزين .. كما وصفها عبد الله النفيسي عندما قال له احد المسؤولين الانكليز ساخرا من وصفها دولا .. فقد قال له: انتم لستم دولا في نظرنا .. انتم محطات بنزين فقط .. لاتملكون حق التفكير والاعتراض وعدم البيع او البيع ..
ماقالته مندوبة قطر في مجلس حقوق الامسان ليس مكتوبا في الدوحة بل هو مترجم عن الانكليزية وفيه عبارات عبرية .. وكل الصف الديبلوماسي الخليجي تتم الموافقة على تعيينه من قبل مكتب في وزارة الخارجية الامريكية بعد دراسة تقدمها الاستخبارات الامريكية التي تضع كل منظومة الامن والاتصالات في الخليج تحت رقابتها .. وواهم كل من يظن ان قرارا واحدا يخص سورية وفلسطين يمكن ان يتغير دون ان توافق اميريكا عليه .. وواهم ايضا كل من يظن ان قبضة اميريكا عن الخليج تراجعت وأن بن سلمان مثلا صار قادرا على تحدي اميريكا ويرفع انتاج النفط او يخفضه على مزاجه .. أو أنه سيؤيد روسيا ضد اميريكا .. فما قاله ترامب للملك السعودي وهو صاحب أكبر مشيخة واكبر ميزانية واكبر تعداد سكاني وأكبر مساحة ويملك مفاتيح أعظم وأقدس اماكن المسلمين .. ومعه سلطه الافتاء وسلطة الكعبة والبيت الحرام .. كل هذا احتقره ترامب وقال له ان قررنا اسقاطك في اسبوعين فستسقط أيها الملك وعليك ان تدفع لنا مقابل ألا نسقطك ..


تخيلوا ان ملوك السعودية وكل الامراء فيها وكل الكتاب الذين يكتبون بأمرها في العالم العربي والاسلامي ويقيضون منها -وهم بالآلاف- صمتوا جميعا وخرسوا ولم تجرؤ هذه المملكة التي تمسك بكعبة المسلمين ان ترد على ترامب .. فيما بالكم بقطر .. هذه القطرة الرملية التي تغرق في الخليج لولا بالونات الرفع من قاعدة العيديد .. كيف بالله سيكون لها وزن وقرار كي تهدد سورية والعراق والسعودية بل وتعتدي في احد الايام على سفير روسيا في الدوحة دون ان تعلم انها منحمية امريكية وانها تضرب بذراع اميريكا .. وأنها تنبح لأن اميريكا أصدرت لها أمر النباح .. وفي مجلس حقوق الانسان .. نبحت ونبحت .. ثم نبحت .. ثم نبحت و نبحت .. ونبحت حتى سمع نباحها في زوايا الارض .. ثم نبحت ونبحت ونبحت الى ان بحّ صوتها .. ولكن عندما يصدر النباح من جرو صغير فان الرد عليه مهما كان عاقلا لايصنف الا على انه نباح .. والجرو لايسكت الا عندما تطلب من سيده ان يسكته .. وسيده لايسكته الا اذا ضرب ضرب غرائب الابل .. وحزم حزم السلمة .. في قواعده المنتشرة في المنطقة .. ولو سقطت قاعدة واحدة في المنطقة في سورية والعراق لغرقت قطر رعبا عندما يثقب طوق النجاة وتنفجر بالونات أميريكا التي تجعلها تطفو كجرو غريق فوق سطح البحر ..