في أوقات ما مشؤومة من حياة دولة قد يشعر مسؤول أو وزير أنه يمثلها و قد يشعر معظم المسؤولين و الوزراء أنهم يمثلونها .. دون أن يخطر لهم ما قد يجره شعورهم الشاذ ذاك على الدولة من تبعات .. في تلك الأوقات المشؤومة التي تفسح المجال واسعا لاستشراء البطر دون توفر قوانين أو قيم تردعه أو تحد منه فيستطيل ليتمكن من إرساء قواعد وطنية جديدة شاذة بدورها .. وزير أو مسؤول بحجم وطن .. يكون معها مجرد الإشارة لأداء سئ هي محاولة للنيل من هيبة الوطن .. ورم واضح في الذات و مرض خطير .. و عليه و حرصا على الهيبة و السلامة علينا أن نجد الأعذار للمرضى و أن نخلقها خلقا كما نراهم يخلقون المٱسي من قلب الماساة و الكوارث من قلب الكارثة .. علينا ان نكون مجانين لنصدق أن كل ما يفعلونه هو لصالح الوطن أو أن نبقى عقلاء و نتابع أفعال الجنون و التخريب بتفهم و صمت .. بعد أن قدمنا الدماء لنحفظ للوطن عزته و هيبته .. حفظ الوطن المهمة الأخلاقية الاسمى يجب أن تمارس مؤخرا عبر الصمت أو الخرس حسب اللوائح الجديدة ..
١٠ سنوات لم نسمع فيها غير تشك حكومي من الحصار في سعي دؤوب مخجل لتبرير القعود عن العمل لو بالحد الأدنى الممكن و اليوم إذا اشتكى مواطن فإنه يعاقب .. ١٠ سنوات لم نسمع خلالها غير الاصوات النشاز و القرارات النشاز الملائمة لمصالح النخب التي انبثق عنها الاستثمار في الحرب على حساب المصلحة الوطنية و اليوم صار الإنصات للنشاز تفهما و وعيا وطنيا .. ١٠ سنوات لم يبق نوع من أفانين قيادة القطيع إلا و مورس بكل وضاعة لإخضاع الوطنيين و لي ذراعهم باسم سورية و ما تتعرض له مستنفدين ما تبقى لهم من قدرة على الصبر و مستغلين ما في قلوبهم من حب و إخلاص لها و لقائدها .. متناسين عمدا أن هؤلاء من وسموا سورية بطابع العقل و الوطنية و رسموا خطوط المرحلة القادمة من المواجهة حين اختاروا القائد رئيسا دون قيد أو شرط .. لكن بثقة و أمل .. لم يعد هؤلاء النواة الصلبة التي يجب يبنى عليها بل السندان الذي يجب أن يحتمل ضربات المطارق الحكومية .. التي يسميها البعض هفوات أو قلة خبرة أو اي تسمية مريبة أخرى لحجب الحقيقة المتمثلة بالتخريب الممنهج لمقومات الدولة المقاومة ..

يريدون منا أن نقتنع أن عمل الحكومة هو شرح أسباب عدم العمل و أن إظهار الدولة عاجزة هو ما يحفظ للدولة هيبتها .. و إن أي شك او وجع او انتقاد للفشل و التوجهات المريبة هو انتقاص من تلك الهيبة .. إن مجرد حديثك عن ضآلة مدخولك و عجزه عن تأمين حاجاتك يجعل منك مجرما إلكترونيا حداثيا تستحق العقاب لأنك تسعى للنيل مما سمي ” هيبة الدولة المالية ” أما الصرفيات و المواكب و الرفاهية الحكومية فهي أحد مظاهر الهيبة التي تزيد اللحمة و ترفع رأس سورية المالي عاليا ..
ملاحظة ..
في مرحلة ما من الحصار راهنا على احتمال الأطفال الرضع فقدان حليبهم من السوق و حتى من صدور أمهاتهم و لم نراهن حتى الآن لو للحظة على صحوة عقل او ضمير أو نخوة او خجل لو بحده الأدنى لدى من يشعرون أنهم بحجم سورية فيشاركونا مقاومة الحصار بممارسة شئ من التقشف كأي طفل رضيع و كأي طالب مدرسة يقرأ في العتمة .. الحرب بحكم العقل هي حرب على الدولة بكل من فيها و ليست فقط على الناس القطعان .. أمر لا يستوعبه العقل الإنطوائي الإقصائي للمسؤول الذي يرى أنه صمد في منصبه رغم كل الهزات و تنامى شعوره بالنجاح و الانتصار و صار يحتاج لمزيد من المكتسبات و الإجراءات الحمائية التي تليق بمقامه بعد أن قرن نفسه بالدولة أو قرنها بنفسه ..
الرحمة للشهداء و المجد لسورية