أستاذ نارام
لفت نظري وانا ارى هذا الفيلم الامريكي وهو بعنوان (معرفة) ان علم الفورة السورية موجود على الحائط في احد المشاهد (الصور المرفقة) رغم ان الفيلم من انتاج عام 2009 اي قبل الربيع العربي بسنتين . فمارأيك؟
===============
صديقتي العزيزة
لايزال الكلام عن الربيع العربي شيئا يحيط به الجدل لأن هناك رأيا لايزال يصر على ان ماحدث ثورة شعبية ثم ومن أجل ان يفسر التوافق الثوري مع الغرب يجد فتوى تقول ان الغرب ركب الثورات التي صنعتها عفوية الشعوب ولم يصنعها .. لكن المنطق والتحليل الراجع للاحداث والنتائج يوصلنا الى ان الثورات كلها كانت صناعة غربية وان الجماهير قد اقتيدت الى مصيرها كما يقود الراعي الأغنام الى حيث يشاء .. اي ان الغرب صنع القطار ثم وضعه أمام الجماهير التي ركبت وتدافعت للصعود في قطار الثورات .. القطار الذي وضعه الغرب امامها أخذها كما تؤخذ السبايا أو البهائم ..
هناك أشياء قيلت وحدثت وهناك استعدادات ومخيمات بنيت .. وهناك اعلام عربي كان يطبخ أدمغة الجماهير في قدور عملاقة اسمها الفضائيات العربية فيها البهارات الاسلامية والملح الثوري .. ولكن ظهور علم الثورة السورية في مسلسل عائلة سيمبسون قبل الحرب على سورية (واعلان مايسمى بالثورة السورية) بسنوات لايزال بلا تفسير مقنع .. فقد ظهر علم الثورة السورية في المسلسل في منطقة صراع ميليشات .. وهذا العلم كان من المفترض ان يكون انقرض ولم يخطر ببال أحد ..فلماذا اختارت شركة انتاج مسلسل سيمبسون علم الثورة السورية دون غيره ليمثل مشهدا من حرب ميليشيات قادمة؟؟
وماتقولينه انت يدلي بافادة جديدة وادانة جديدة برأيي .. لأن العلم نفسه (علم الثورة السورية) ظهر في الفيلم الأميريكي الذي تم انتاجه كما تقولين عام 2009 .. والفيلم بعد ان تابعته يتحدث عن نبوءة وضعت عام 1959 .. وقد يفهم المشاهد ان الفيلم يسجل لحظات من عام 1959 ولذلك فان علم سورية في تلك الفترة كان هو ذا النجمات الثلاث الحمراء الذي اختير لاحقا لثوار برنار هنري ليفي السوريين.. ولكن لماذا اختص العلم السوري بالظهور كرمز لعام 1959 دون غيره من الرموز التي تخص عام 1959 ؟ ففي قاعة الصف وضعت مجموعة من الاعلام على الحائط ومن بينها علم ليبيا (الملكية) الذي صار علم ثوار هنري برنار ليفي في ليبيا .. وكذلك علم سورية عام 1959 رغم انه وضع تحت اسم اندونيسيا .. والكاميرا تركز على العلم السوري خلف المعلمة بشكل يدعو للريبة والاستغراب .. فهل هذا كان بمحض الصدفة؟؟ ام انه نبوءة وتوقع واستشراف او اعلان عن اعادة نبش العلم في احداث قريبة؟؟ لماذا العلم السوري دون غيره؟ ألم يجد المخرج اي دليل على عام 1959 سوى العلم السوري (علم الثورة لاحقا) ؟؟


هل هي مجرد مصادفة ام رسالة في منتهى الوقاحة والتحدي من أن الغرب يصنع مؤامراته جهارا نهارا دون خجل او خوف من ان يوجه اليه اللوم؟؟ لكنها اليوم في رايي رسالة لكل وقح يظن ان الثورات الملونة طبيعية .. وانها ليست جزءا من عملية خداع نظري وفكري وانها عملية سبي للجماهير .. الجماهير التي رضيت بلعبة السبي وقبلت بها .. وركبت القطار .. ولايزال بعضها مصمما على ان ماحدث كان ثورة عفوية طبيعية من صنع الله والشعب .. والمسبيون رجالا ونساء تعرضوا لما هو أكثر اسطورية من السبي البابلي والقطار يواصل رحلته الى المجهول وهم على متنه ولايفكرون في مغادرته .. نزل الكثيرون من القطار ولكن المغفلين الحمقى لايزالون في عربات القطار يحلمون بالوصول الى قاسيون .. فيما هو صار في غابات الامازون .. سيلقي بهم وينزلهم في محطات المجهول .. ويعود ليحمل سبيا جديدا ..
