لايمكنني أن ألج معارك فراعنة المزاج من دون الرد حيث يخوضها جنود السخرية والجهل الرهيب في ميادين توهم الفروسية وولائم القيل والقال على أنها الحرب الحق فهناك من يعاني من النرجسية والسادية الفكرية حيث تتعرف عليه من تفجر الرفض في وجه كل كلمة حياة تقال فهناك يمكنك أن تشاهد النعرات الفكرية وكيف تنحدر الادمغة إلى أسفل سافلين وكيف تتحول الأنفس إلى ضباع تنهش من بقايا أجساد الشهداء وكيف تنسلخ آية الجمال عن الإنسان ليصبح شبيها بأقبح أعدائه عندها لن تنتظر المواجهة عري الحياء في حضرة الجهل فإن لجم الشذوذ الفكري لايقل شأنا عن لجم عويل الأحقاد في صدور أتباع الخيانة المتدينة ..
من لايقدمون لأمتهم من كنوز الفكر الاجتماعي ولو تبسما في وجوه الناس المتعبة من أوزار جهلة بعض من قومنا الأجدر بهم مغادرة مناقشة الحرب لأن من لايمكنه أن يقدم شيئا ولو كلمة حياة لن يقدم سوى مزيدا من المجهول و الألسن النارية لن تنجد المحاصرين في قلب النار . إن الأنفس التي لا تظهر كنوزها في المحن هي ليست سوى زيادة في معاناة الشعوب إذ أن كل كلمة لاتنجب رصاصة في بندقية مقاوم وتبث الحياة في قلوب المنهكين لسوف تضع اصحابها في الجهة المقابلة فهي دروع ومتاريس للعدوانيين من الداخل والخارج.
إن مايسيل في شرايين المستهزئ بوطنه ليس دما بل قيحا فإن من يقارن بلاده ببلدان ارتهنت قيامة ابراجها بتفجير أبراج وطنه من قامات لايمكن لأبراج العالم مجتمعة أن تسمو إلى نعالهم وهم فرسان الجيش العربي السوري هو كمن يعظم مومسا أغرته بمال على حساب مقام أمه . إن جماجم فرساننا تفجرت ونسفت وقنصت ونحرت اعناقهم لكي تبقى أمتك . .. فإن من ليس له مايعتز به ومن لا يعظم فرسانه كان مستوطنا أينما حل ولن يكون مواطنا حتى في نظر من يقدسهم لأن كل تطور ينمو على الموت والركام والفتن هو قشرة لايمكن لها البقاء مهما زركشت بالجمال المادي..

عندما يصبح الإنسان موجة من الفرار قبالة كل محنة إذا فمتى و أين سيقف مقاوما؟! أليست المواجهة ترجمة لمكنون معتقدات الإنسان وتجل لقيمته الحقيقية فإن هو ترك المواجهة فأين موقع اقتران شرفه وسموه الاخلاقي مع من دافع عنه ولم يفر لكي يجيء هو ويبقى ؟! أين اقترانه مع عظماء تاريخه ؟! فهل من دافع عنه قبل قرون وعقود اورثه الفرار أم البقاء؟! ثم من هو حتى أمام نفسه ومن هو أمام أمه وأبيه وأهله ومعتقداته فهل نسجت السماء قصص الانبياء وسنت القوانين المقاومة للشر لكي يحيا المؤمن هاربا يهيم في الأرض ألم تذكر الشعوب والأمم كوجود محدد ألم يذكر القرآن تعدد الأمم والقبائل وهل كانت ستذكر لولا حقيقة بقاء الأمم ووجود العبد المتدين فيها لكي يواجه و هل إلا لأن وجود الأمة يعني بالضرورة وجود الإنسان أي جهاده في الحفاظ على الأمة وليس نفيها تحقيقا لقول الحق الأعلى. وأنت حين لا تلتفت إلى جميع هذه الحقائق فأنت تصنع الفراغ حيث تتوغل زواحف الفكر من مشاهير الإحباط وعبيد الأنانية المادية لتغزو هذا الفراغ ولتعمل على نشوء حالة اجتماعية تنادي بالنحيب والسخرية وتعظيم اليأس ظنا أنها تقود الخلاص للأمم المنكوبة ففي المحن يفتح المجهول أفواه الضياع فلا تثبت الأمم إلا بثبات نواة المجتمع مهما اعتصر الدولة من مآس فإن قلب الدولة في صدور تلك النواة وليس في صدور أخرى والنواة الاجتماعية تتفوق فطريا بفهم حقيقة قوة الدولة وتماسك المجتمع والنواة الاجتماعية لايقصد بها المثقفون وأصحاب الشهادات العلمية العليا بل كل إنسان يحمل في قلبه صفاء وهذه النواة تعمل ولاتتوقف عن العمل فكريا وفعليا حتى وإن تخلل الدولة التقصير وتفاقم الفساد فهي تحارب الفساد ليس بمواجهته فقط بل تحاربه بالمحافظة على مفهوم الدولة لأن البديل هو الغابة وأقبح مافي الملاحم أن تظن عينات كسالى العقول وذوي القلوب الشاحبة الذين أجهضهم الهامش بأنهم أرواح ثائرة وهم لايعلمون بأن قلوب اليهود المحتلين تنبض في صدورهم .الأطباء العظماء ينقذون الإنسان وليس المرض وهكذا قلة من أمتي تعتقد بأنها تنقذ أمة انما هي تنقذ عدوها .
فإعلم ياصاح إن ارتفعت أبراج الأعراب في دبي فهي ارتفعت بقدر ما انخفضت كرامة العربي قبالة اليهودي المحتل وبقدر ما خفضت أفواه السلاح في وجوه المحتلين ..ترتفع الأعراب بقدر الخضوع لليهود والامريكان وبقدر دفع الأتاوة لهم وكذلك تشتهر اسطنبول اتاتورك وعثمان بقدر ماتشتهر بقوة العلاقات مع الناتو الصهيوني وتل ابيب وجميلة اسطنبول ساحرة بقدر الجمال الذي سرقته من سحر حلب وسوريا قديما وحديثا لقد سرقوا الإنسان الفنان في كل مهنة حتى ظهرت اسطنبول بهذا المظهر فإن اسطنبول وغيرها في الكيان التركي من أجمل المدن المسروقة من سوريا وغيرها وهذا الكيان التركي يعاني من وباء التفسخ الذي أمسك به الناتو وحاك أوصاله غير المتجانسة فلا أرض للأتراك إلا وغالبيتها مسروقة فهم أرقام في تاريخ غارق في الدم ولمن يريد قراءة التاريخ فلينظر إلى أردوغان فهو أوضح صفحة تحدثك عن العثمانيين فإن أردت قراءة التاريخ فإقرأ ما يفعله من يريد عودته فاقرأ ماذا فعل أردوغان مع صدام حسين سوى أنه في ذاك الوقت أعان الأمريكان مع الأعراب على احتلالهم العراق .اقرأ عن أردوغان هل يمتلك الجرأة على ارسال رصاصة خلبية إلى المقاومة في فلسطين ولماذا يحارب حيث تكون اسرائيل وامريكا في مأزق فهو يرسل البيرقدار إلى الصهيوني زيلنسكي مهرج اوكرانيا ولكن لايمكنه أن يرسلها إلى فلسطين .
إعلم أيها المقارن بين دبي ودمشق أن كل قطعة حديد في ابراج دبي كان قبالتها رصاص قد صب في صدور السوريين و العرب والمسلمين و لاشيء جميل في هذه البلدان إلا وهو مسروق من دمشق فإن الأمان الذي يتغنى به المسؤولون في الإمارات والذي حققوه فقط في عام ٢٠٢٢ كانت قد حققته دمشق من قبل عقود وكانت أكثر البلدان أمنا حتى جاء لصوص الخليج الذين ورثوا قطع الطريق عن أجدادهم ولكنهم اليوم قطاع طرق خارج الأمم وداخلها .قبل أن تتغنى وتنشد وتغازل دبي إعلم أن دبي دفعت مناصفة مع السعودية لغزل عظامك ولحمك وحجارة وطنك بقدر مادفعته لبناء ابراجها واسواقها ومشاريعها ..لقد دفعت دبي لجعلك تقول ما اعظم دبي كلفة مادية تبني دبي جديدة في ثلاث دول ..
عليك أن تعلق في اسقف مسامعك أجراس تدق قائلة بأن وطأة الليل لاتعني غروبا أبديا وعليك أن تَشِمُ على مدى نظرك وعلى جدران افكارك: لاتطلب الحياة من حارس الجبانة فإن جل مايعطيه حراسة الأموات …إذأن قراءة الحقائق من فكر قيدته الظروف لا يعطيك الحقيقة . من غيرته تحولات الظروف في الأصل هو لم يقف مع المبدأ بل هو مع الظرف حيثما كان مؤاتيا له صار معه لا مع المبدأ ولهذا يتغير بعض الأشخاص وفق تغير الظروف لأنه لم تقف يوما مع المبدأ .