عبارات لاضفاف لها .. وعود من الفم الكريه


دعونا نتخلى عن مصطلح العبارات الفضفاضة ونستعمل مصطلح العبارة التي لاضفاف لها .. فهي أكثر دلالة على المتاهة اللفظية .. وأعني بها العبارات التي لانفهم منها شيئا لو قرأناها من الشمال الى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال .. شرقا او غربا .. فهي لابداية لها ولانهاية .. لذلك فانني عندما اقرأ في القمم السياسية الدولية فانني أفتش الكلام الذي يخرج من القمم واستجوبه بحثا عن الأسرار والاخبار .. وأنأى بنفسي عن العبارات الفضفاضة أو التي أقول انها لاضفاف لها .. والعبارات التي لاضفاف لها هي مانراه في لغة القمم العربية او التي يسميها البعض قمم الغنم .. فليس في جيوب الكلام العربي سوى النجوم والتنجيم وفناجين القهوة وحرف السين والمجهول .. وليس في جعبة القمم أي خارطة طريق ولا خارطة نهر ولا ساقية ..
رغم الاحتفاء بقمة طهران فانني لم أجد فيها أي حل او أمل لزحزحة اردوغان عن خطته الهمجية التي لايعنيها الا ان يعود السلطان سليم الى سورية والمشرق وفقط .. كلام الاتفاق كان تظاهرة للكلمات الجميلة والوعود .. وكان الخطاب التركي اعادة انتاج لخطاب مراوغ منافق لأردوغان .. فما قاله اردوغان لم يختلف عما قاله من عشر سنوات .. فهو يحارب الارهاب كما يقول ولكن في داخله معنى أخر .. فارهابيونا غير ارهابييه .. وهو يقول كالببغاء بأنه يريد وحدة الاراضي السورية ويريد سيادتها .. ولكن العبارة ناقصة كما يقولها لسانه ونهايتها في قلبه تقول شيئا اخر .. فهو يريد وحدة الاراضي السورية وسيادتها تحت حكم الاخوان المسلمين وتحت الراية التركية والتعليم التركي والتتريك .. ولذلك فانه لن يقول بانه يؤيد وحدة الاراضي السورية تحت الحكم الشرعي الوطني للحكومة السورية الحالية في دمشق ..
وهو يريد مكافحة الارهاب في ادلب .. أما كيف سيفسر لنا هذه الطريقة الفذة في محاربة الارهاب فلا نعرف .. وقد نحتاج الى علم الفلك واللغات كي نفهم كيف سيحارب الارهاب في ادلب وهو يفعل المستحيل كي لايتقدم الجيش الروسي والسوري الى ادلب .. كيف سيحارب الارهاب والارهاب ينمو حول القواعد التركية ويشرب من لبنها ويترعرع في كنفها وهي تربطه بها بحبل سري كالام الحنون؟ .. الارهاب يستحم في القواعد التركية وينام في ظل جدارها ولحم أكتافه من تركيا؟؟..


أنا لاأحب الاتفاقات التي فيها كلام يسبح على هواه .. والتي تبدو مثل اتفاقات السلام العربية الاسرائيلية التي فيها عبارات لاضفاف لها أيضا .. وكما كان الرئيس الراحل حافظ الاسد يصفها بأن كل نقطة في الاتفاقات العربية تحتاج الى اتفاقات .. فاسرائيل مثلا في تلك الاتفاقيات ستزود الاردن بالمياه وفق الاتفاقات ولكن اي مياه؟؟ الاردنيون ظنوا انها مياه كما يفهمها العقل الطيب الساذج .. مياه للري والشرب من نهر الاردن العذب .. ولكن اسرائيل اعتبرت ان المياه لم تحدد مصدرها الاتفاقية .. فهي تقدر ان تزود الاردن بمياه البحر المالحة ان أرادت .. ولكنها كانت أكثر لطفا ونفذت الاتفاق بأن مياه المجارير الاسرائيلية العذبة هي التي فهمت على انها المياه التي سيتزود بها الأردن .. وتم تحويل كل مجارير وحمامات الاسرائيليين التي كانوا حائرين في طريقة تصريفها والتخلص منها .. فحولوها الى الاردن ليشربها ويتعافى منها الاردني كما يتعافى السعودي من بول البعير .. ولكنها في الاردن بول الاسرائيلي ..


ففي قمة طهران ذهب اردوغان وكذب على كيفه ووعد على كيفه .. وشتم الامريكان على كيفه .. وأغدق علينا بحرف السين وبعض التنجيم ووزع كلاما جميلا نكتبه في جرائدنا ونشرات أخبارنا .. ولكن لاجدول زمنيا للانسحاب من ادلب ولاخطة سوى التفاوض مثل تفاوض اسرائيل مع الفلسطينيين في عملية السلام .. أطول عملية في تاريخ البشرية التي لم تتوقف ولانهاية لها .. وسنصل الى يوم القيامة ولن تصل عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية الى نهايتها السعيدة .. ولذلك لاقيمة لاي تعهد تركي طالما ان التتريك لن يتوقف .. وطالما ان الطرق لاتزال مغلقة .. وطالما ان جبهة النصرة ترضع من أثداء امينة اردوغان .. وطالما ان اردوغان لايزال يماطل ويحشر أنفه في دستورنا وحياتنا وكأنه ولي أمر السوريين ويجب ان يعتني بهم اعتناء الاب بابنائه .. والحقيقة ان وعود اردوغان وكلماته وعباراته التي لاضفاف لها يجب ان تنضم لمياه الصرف الصحي الاسرائيلية فلا فرق بين الاثنين .. في المذاق والنكهة .. والمصداقية ..
غاية القمة كانت موجهة ضد اوروبة وأميريكا من وجهة نظر روسيا وايران .. ومن وجهة نظر اردوغان فانها كانت موجهة ضد أمريكا واوربة لاثارة غيرتها واظهار انه يمكن ان يكون زبونا جيدا للروس والايرانيين اذا لم يعطه الاميريكيون خجلا او مراعاة لقسد مايريد في الشمال السوري .. ولذلك فانه مارس هوايته في الكذب والتسويف وبأنه سيخرج الزير من البير .. ولكنه لم يقترب من البير ولا من الزير ..


لعبة اردوغان مكشوفة .. ويعرفها الروس والايرانيون والسوريون .. وفيما هو يمارس هوايته في الكذب والمبالغات والبحث عن الزير والبير .. كان شعارنا هو الحقوا الكذاب إلى ماوراء الباب .. ونحن لانصدق حرفا واحدا قاله ولانصدق كلمة واحدة خرجت من فمه الذي صمم ليكذب وصمم ليكون مصدرا للصرف الصحي .. ولذلك خذوها من الآخر .. لن يخرج اردوغان بالقمم .. بل انه يهوى القمم كي يكذب فيها ويعد فيها ولاتلزمه بتغيير شيء سوى كلماته كما كل كذاب ..
اردوغان لن يخرج الا بالسيف .. وكما قال السيد المسيح من اخذ بالسيف فبالسيف سيؤخذ .. ونحن نضيف ان من دخل بالسيف فبالسيف سيخرج ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s