آراء الكتاب: الرد على الأسد ..- بقلم: يامن أحمد

إن تجريد الحدث من مسببات وقوعه واقصائه بعيدا عن الحقيقة حالة طبيعية تتجلى عند الإنفعال إلا أن هذا ما يحرض على بعث الحنق واليأس ويمسخ المدى ضمن غلاف الحدث فلا تنجو الحقيقة من سطوة التجاهل الآني إلا أنه لا بد للحقيقة أن تفلت من جولات الإنفعال وانا هنا لا أهاجم الغيرة والعاطفة القومية للسوري بل انا معها فهي حق وبها تفوق السوري على ذاك المتسور فهي شحنات قلوب صادقة غيورة عظيمة ولكن كل مانفعله هو التفسير ولكي لاتكون إنفعالاتنا ذخائر شك وريبة مما نحن فيه وعليه ..

ماتفعله تل أبيب هو عملية رد وعلى كل عاقل أن يسأل التالي :

لماذا تنفذ تل ابيب هذه الضربات ضد دمشق ؟؟! قبل أن يسأل أحدنا لماذا لاترد دمشق؟! وهل يجد السوري نفسه طريدة أم أنه في عمق الحرب؟! ..نحن في قلب المواجهة مع تل ابيب ولو كنا خارجها لتمت الصفقات ونجحت مئات المليارات البندرية في تنحي الأسد عن المواجهة..لقد قالوها من قبل تغيير سلوك النظام أي تنحي الأسد عن المواجهة وهذا مالم يحدث .
الحرب التقليدية ليس لها الكلام في هذه المنطقة ولم يعد لها الثقل الأول والأخير فالكورنيت السوري حدد سابقا معادلة أخلت بتوازن القوى البرية لدى الجيش الصهيوني فهي كورنيت ذو ثمن بخس مقابل ميركافا تكلف آلاف أضعاف ثمن الكورنيت أي كانت ضربة سورية عسكرية اقتصادية لم تخترق دروع الميركافا وهيبة السلاح الاسرائيلي فحسب بل والترسانة الاقتصادية والسمعة التجارية لتفوق السلاح الإسرائيلي فما رأيكم أن يكون اليوم صاروخ ياخونت وغيره مقابل ساعر جديدة وطائرة مسيرة مفخخة مقابل مطار حربي في تل ابيب وصاروخ بعيد مطور سوريا مقابل تفوق السلاح الصهيوني فهل يستنبط العقل ميزان المواجهات الوجودية في غير هذا ؟! هل هنا ترسم المواجهات والردود أم لا ؟! وهل يعقل أن نبحت عن توازن قوى في بناء جبهات عسكرية في فلسطين ولبنان وسوريا ونحن لا نتقن الرد ولانعرف كيف نرد أو اننا نخشى الرد؟!’ الذي وشم على جسد تل ابيب عار هزيمة ٢٠٠٦ لم يكن له في تلك الحرب ملامح سورية فقط بل كان النواة التي لأجلها اليوم تعاني سوريا نحن ندفع ثمن الرد الذي لم يتوقف منذ ماقبل مجيء الأسد بشار وإلى يومنا هذا ..

أقول للجميع بأن الوقت مناسب تماما لخوض المواجهات وبات كل شيء مكشوفا ومايختفي اليوم عن المواجهات القادمة هو أسلوب وحجم الرد وهذا مايقلق تل ابيب فلا يعتقد أحدكم أن الواقع اليوم غير مؤات للحرب بل على العكس فإن الأسد اليوم يشن حربا في هذا التوقيت أخطر بألف مرة من الرد اللحظي والرد اللحظي هو الكمين الوحيد الذي تخطاه الأسد فسوريا تريد عودة اجنحة وجودها في لبنان وفلسطين ولاتريدها ضمن دمشق فلا نسر يحلق واجنحته مقيدة ولن تنتهي الردود عند حدود دمشق بل ستكون خارج سوريا فهم من نقلوا الحرب إلى داخلها والأسد يخرجها حيث يجب أن تكون فهو يحارب خارج حدود دمشق وداخلها فهل من هم في الداخل منفصلون عن تل ابيب وهل تل ابيب ليست في الشمال والشمال الشرقي فمن هو أردوغان ومن هم الانفصاليون ومن هم الأمريكان ومن هي داعش ومن هم الذين يكفرون السوريين ولا تمسهم تل ابيب بحبة بارود ؟؟!!

إن الصاروخ الذي يراد منه أن يحط في قلب تل ابيب مخلفا دمارا مهولا هو اليوم في قلب غزة وفي غياهب الجنوب اللبناني وفي بعض من المجهول الذي يطارده العدو الصهيوني ..
إن الصاروخ الذي يريد البعض أن ينطلق من دمشق هو ذاته ينطلق بلا كبسة زر ويخترق مالايخترقه الصاروخ المنطلق من منصة في سورية .الفرق أننا نطلق صواريخنا كيفما نريد حيث تجعل هذه الحقيقة العدو الصهيوني مستنفرا ليل نهار ويفاقم من طلعاته ليس لأنه قوي فقط بل لأن هناك من يخترق هذه القوة ويفاقم قوة الجبهات المحيطة به .

المفارقة أن عدونا يدرك أن دمشق تحيط به ويهاجم ولكن البعض منا ومن غيرة وطنية لايلمح هذه الحقيقة وطبيعي أن العدو لايهاجم لأنه ثمل من السعادة بل لأنه يرتعد من حجم تزايد قدرات المقاومة ..

الصاروخ السوري يهبط في فلسطين ولبنان في قلب الكيان الصهيوني وعلى حدوده المصطنعة فهل هذه المسافات التي تقطعها الصواريخ السورية نزهة مراهق أم تشبيك وجودي خارج عن الرد التقليدي ..

عليكم أن تطالبوا ليس بالرد فقط بل بمحاكمة من لايرد عندما لايرد وهو قد قطع دابر قوافل صواريخه عن فلسطين وعن لبنان فكم سيكون حجم دمشق عندها غير مسافة رد لحظي عاقر لايمتد إلى أبعد من حدود سوريا الحالية.ماذا تقرأ من استمرارية الاسد الملك والسيد في تعبئة مخازن المقاومة ورسم لمسافات مواجهة يتجلى فيها المجهول أمام العدو الصهيوني كما فعلها الصهيوني وأدخل سوريا في صراع هو الأخطر وجوديا مع المجهول ألا تلمح سيادة القرار السوري في المنطقة وليس فقط ضمن سوريا فهل هذا رد ومواجهة للحرب العالمية الاقليمية أم أنه غير ذلك؟؟؟

من يريد عودة سوريا أقوى مما كانت عليه أن يدرك أن قوة السلاح والتأثير القريب والبعيد في المواجهة مع تل ابيب هو أمن لعودة اقتصاد سوريا وأمن لعدم اللعب القذر مع سوريا وأمن في محيط يعج بالحكام من طراز الزواحف والمهرجين . إن من يدعو تل ابيب بالكيان المؤقت يعلم تماما في علم توقيت شن الحروب .

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s