من ثبت في قلب الزلزال السوري لايشبه من ثبت مع المبدأ لأن الظرف المعيشي كان معه مؤات للحياة ثم عاد لينطوي ميتا مع تبدل الظرف إلى الأسوأ وليست النظرة الأولى للحدث هي التي توثق الحقيقة مكتملة فمن يخوض اشتباكا مع النتائج هو من تخلى عن إدراك الأسباب وكل أمر لاتدرك أسبابه لن يصل بك إلى معرفة بل إلى عداء وصراع مع عدو وهمي أنجبته قراءتك السطحية للأحداث وليست الحقيقة .لا أقص عليكم قراءة استمالتها العصبية ولا انحرفت أعين الفكر عن جبال الألام التي تعلو فوق صدور السوريين بل أكتب لكي لانعتقد بأننا نتألم لأننا اخترنا القرار الخطأ بل لأننا اتخذنا القرار الحق فجميع الألام التي ترافقنا اليوم هي ارث قرارنا مقابل ألا نشاهد أمهاتنا في أقفاص زهران علوش وأن لا تكون طاهرات سوريا سبايا للجولاني ولكي لايكون المهرج جنبلاط حاكما لجبل الكرامة ولكي لا تكون معلولا مصيفا لسمير جعجع ..نحن لم نحارب خوفا من وقوع مجاعة بل خشية على سوريا من أن يحكمها الجائعون أخلاقا وشرفا وكرامة .
لوحدثتني عن سوريا على أنها شركة تتاجر بالبشر وقلت لي أنها باعت رؤوس المقاومة الفلسطينية للأمريكي وأوقفت الدعم الوجودي للمقاومة اللبنانية ومارست شذوذ انظمة التطبيع وأنه مازال الوضع كارثيا كنت سأتفق معك بالنزول إلى الشارع بل وإذ ربما سأكون أول الثائرين على الدولة ولكن هل لسوريا أن تبيع كل تلك الدماء المقدسة التي أهرقت وكأنها دماء خونة لكي تصبح دمشق في الصباح جارية في بيت بن سلمان ولقيطة في قصر اردوغان العثماني وهل حاربنا في سوريا كل هذه الحرب إلا لكي لانكون كما يشتهي هؤلاء عبيدا مصفدة ونساء ابطالنا في الاقفاص و هل تخلصت سوريا من كل تلك القباحة البهيمية المتدينة كفرا و التي ازاحت دمشق عن الحياة والآمان لكي نزول مع الظروف أم لكي نحيا معها تذكروا أنه و من المحيط البعيد للمنطقة بدأت الحرب على دمشق حيث لم تتلق دمشق الطعنات من الداخل فقط بل تذكروا جيدا من كان يستهدفها من أبعد الدول ومن قبل أشخاص مشاهير من اعلاميين وسياسيين وفنانين غير سوريين بل وتذكروا جيدا من كان المستهدف كان الجيش وقائده لطمس وجود الدولة مع حملات مبرمجة طائفيا مازالت مستمرة ضد السوريين حيث تظهر جلية ضد العلويين طائفيا وضد أهل السنة الوطنيين الذين هم عماد الدولة السورية ومازالوا فهل ما نجنيه اليوم من المخاطر الوجودية من غلاء في مقومات الحياة هو بسبب سياسة الدولة السورية أم بسبب سياسات المحيط الاقليمي القريب والبعيد ضد سوريا ..إنه لمن الخطير جدا أن لانعي حقيقة هذا فمن هنا نبدأ لنشهد معا جوهر هذه الحقيقة فإن لم نفعل لن نفهم ماذا يجري ولسوف نزداد عداوة ضد الدولة السورية وليس ضد من كان هو السبب فيما يجري..

العراق الذي ((تحرر )) تلك البلاد النفطية الأغنى في المنطقة تعاني من سرطان الطائفية والتدخلات الاقليمية والعالمية حتى أصبحت مركز التجاذبات الدولية وأرض التناقضات السياسية الاقليمية فهذا مثلا الأردن (الملكي )يتحدث بقماءة عن دعمه الطائفي بنوع من التحريض المذهبي هذا الأردن الملكي الذي حمى من طعن صدام حسين في الظهر وأسقط العراق يتظاهر بالدعم لأهل السنة في العراق وهو لايمكنه دعم مقاوم سني فلسطيني بحبة قمح و لن نقول رصاصة هل سأل أحدكم لماذا يحيا شعب العراق في عزلة رهيبة عن نفطه فقد غزاه الفقر والفساد الطائفي لن أقول هنا لأنه أسقط الدولة فقط ولم يفرق بين الحكم والدولة بل لأن الكثير من الشعب العراقي سرقه تجار الدين .العراق قدم الشهداء في مواجهة داعش وامتزجت دماء السوريين والعراقيين معا في محاربتها ولكن أين هو العراق اليوم وهو لم يتعرض لما تعرضت له سوريا فإن كانت داعش في العراق ففي سوريا مئة من داعش لقد تحرر العراق من داعش ولكنه لم يتحرر ممن هم أكثر خطورة من داعش وهم كهنة السفارة الامريكية في بغداد وتجار الدين .
أنا لا أخشى على سوريا إلا عندما أنظر إلى العراق ولبنان أخشى من الجهل فإن نظرت إلى العراق سوف تشاهد المرجعيات الدينية وهي تخنق بلدا ثريا نفطية بالدرجة الأولى وقد تخلص مما كان يؤرقه سابقا من حصار لقرابة العقدين ولكن خرج إلى الحصار الأسوأ وهو حصار المذهبية التي طوقت العراق بحصار لايمكنه من تجاوز المرجعيات المذهبية وخلافاتها وهذا ما نحاربه نحن اليوم في سوريا هذا ما أريد قوله .سوريا لاتحارب فقط لكي تنتصر على داعش وأخواتها فقط بل لكي لايكون لدينا عراق منتصر على داعش ولم يتحرر بعد من داعش العمق النفسي والاجتماعي الذي يؤسس للفساد المذهبي المقدس..لوكانت سوريا مكان الوضع العراقي كان قد حق عليك أن تتفجر لغما في وجه كل مسؤول وأنا هنا لاابرئ المسؤول من التقصير ولا انفي الفساد وقذارة الفاسدين ولكنني أكمل المشهد دائما لأن الرؤية الكمال هي منطق العقل لكي نتجاوز بالفكر قيود الظرف الآني ولانبقى أسرى التغيرات .
منذ مدة ليست ببعيدة تداول صبيان النشر على الفيسبوك خبرا مفاده أن فنانا مصريا شهيرا تحدث عن البطاقة الذكية مستغربا كيف يحيا السوريون بهذه الطريقة ولنفترض أنه حقيقة فقد تفاجأ الكثير منا أن مصر بدأت تقنن المواد التموينية وحددت المستفيد منها حيث منعت ملاك السيارات الحديثة وغالية الثمن من الاستفادة منها هذه مصر قناة السويس و السياحة وشرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي والبحر الاحمر والنيل والمتوسط والتي كذلك تحيا افضل العلاقات مع الأنظمة النفطية الثرية في الخليج ولاتتدخل بأي ايذاء لتل ابيب ولايوجد على أرضها انفصاليون ولاقواعد أمريكية محتلة ولاجيش تركي ولاتعاني من عدوان خليجي امريكي عالمي مستمر منذ عشر سنين مع ضخ مئات المليارات من الدولارات لحذف بلادهم عن الخارطة .إنني هنا لا أقارن بل امنح الواقعية حقها .فماذا كان ليحل بمصر لو تعرضت لما تعرضت له سوريا وأذكر هذا لأن الكثير من المحللين العرب بل وحتى قائد مصر يلمحون في كلماتهم إلى أن مصر ليست سوريا ولكن ألا يجب أن نكون واقعيين لنقول وهل تعرضت مصر لما تعرضت له سوريا حتى تصح المقارنة ولو شاء الأمريكي والخليجي ومعهم اوربا على نقل مافعلوه بسوريا إلى مصر لكانت مصر اليوم عدة دول اول دولة دولة لحماس السياسية في سيناء وأخرى لمعشر المخدرات وثالثة للأقباط ثم دولة لجماعة الأخوان وأزهرية دينية إننا عندما نريد المقارنة مع سوريا فيجب أن نكون قد مررنا بتجربة نقل مئات آلاف المسلحين من الجنسيات كافة إلى كامل الجغرافية المصرية مع اسطول اعلامي طائفي خليجي يواكب الهجمات الدموية على إنها ثورة و يحرض بين المسلمين في مصر من جهة وبين المسلمين والاقباط من جهة أخرى مع نقل ملايين الاطنان من الذخيرة والسلاح ودعم عالمي كامل لتدمير البنية التحتية المصرية على مدار عشر سنوات من بعدها لنقارن بين مصر وسوريا ونحن نعلم أن بيئة ادمان الحشيش والمواد المخدرة لها بيئة قوية في مصر فكل شيء مهيء لزعزعة أمن أي دولة فعندما يقرر العالم قتالك عليك أن تستعد للقتال لا أن تستعد للقول بأنك لست سوريا.
العلاقات المصرية القطرية تعود ولكنها لاتعود مع سوريا رسميا وبشكل علني .قطر التي تسببت بالأذى لمصر اخوانيا تعود وسوريا التي لم تلحق أي أذى بمصر تؤجل معها عودة العلاقات وهذا مايؤكد أن مافعله الاخوان معد مسبقا لكي يبقى وإن سقط الاخوان فما فعلوه متابع من قبل حكومة كامب ديفيد و هو نتاج عمل مبرمج ضد سوريا فقد تخلصت مصر من حكم الاخوان ولكنها لم تتخلص من الأذى الذي تسبب به الإخوان لسوريا وهذا مريب ويؤكد أن سوريا تحيا مواجهة سياسات المنطقة حتى لو كانت العلاقات الاستخباراتية متواصلة إلا أن دمشق تحاصر رسميا .من حق أي دولة أن تعزز مصالحها ولكن نحن نتحدث عن أسلوب التعامل مع دمشق لكي نؤكد بأن سوريا تحيا مواجهات قريبة وبعيدة في الاقليم وخارجه وليس في الداخل فقط.
مايحدث لسوريا ليس فشل دولة بل دولة تحيا في قلب محيط بشري فيه الفشل الاجتماعي يمثل ارقى حالات الفكر لكثير من شعوب المنطقة فسوريا تعرضت لحرب همجية مرعبة على الرغم مما حدث للعراق ولو كان لدى الأكثرية من الشعوب العربية والاسلامية وعي عميق لما سمحوا لعربي ولا لمسلم ولا لغيرهم بطعن دمشق التي كانت حائطا تستند إليه بغداد بعد أن دمرها جنون العرب والمسلمين وخبث الأمريكان فقبل أن يكون لسوريا لاجئين حول العالم كانت سوريا تستقبل ملايين العراقيين فعندما غدروا بدمشق أعادوا الطعن في صدر بغداد وتسببوا بأذية العراقيين في سوريا من جديد لقد نسفوا آمان بلاد كانت ملاذ ا لخلاص من حولها فقد كانت دمشق متنفس بغداد الاجتماعي والوجودي وكانت لقمة لبنان من دمشق وماء الاردن من دمشق وجامعات دمشق لكل العرب وكانت الرصاصة التي تنتقم من الأمريكان في قلب تل ابيب تخرج من دمشق إلا أن ماحدث لدمشق يخبرنا بأن بغداد لم تسقط بسبب الاحتلال الأمريكي فقط بل لأن الكثير من شعوب المنطقة اعتقد بأن مفهوم السقوط هو التحرر .ابحثوا عن المحيط دائما قبل أن يشكك أحد بحجم الحرب التي تعرضت لها سوريا دققوا سترون أن كل حجر وبشر لم تسلم سوريا منه و لدينا في سوريا اكتفاء من البضاعة البشرية الفاسدة مع محيط أنظمة فاشلة أخلاقيا فإن كان المسلم يموت في فلسطين وهذه الانظمة لايمكنها أن تكون مسلمة بل يهودية أكثر من اليهود المحتلين أنفسهم فكيف لهؤلاء أن يقفوا مع سوريا ونحن نراهم منذ عقود يتاجرون بالفلسطيني..تأثر سوريا بالحرب على أرضها مزلزل لأكبر الأمم فهذا الاتحاد السوفييتي النووي العملاق هزم شر هزيمة في أفغانستان بعد أن واجه واحد بالمئة مما واجهته سوريا لن أتحدث عن قوة خرافية وارفع طاقات الأنفس بل سأقول لكم حقيقة أنه عندما حاربنا جميعا على كافة الجبهات كنا نؤمن بأن هناك من هو ثابت في دمشق وكنا نستمد ثباتنا من ثبات الأسد ولو أن الأسد تزحزح قيد انملة لكانت سوريا ستواجه مصير لبنان اليوم وأقبح بكثير فمن كان ينتظر سقوط الأسد ويعد له الأسابيع ليس مشعوذا أرعن بل عشرات الملايين من شعوب المسلمين والعرب واليهود والأوربيين والامريكان وعلى رأسهم القادة و الاعلاميون والمحللون والشخصيات الفنية والسياسية حتى قالها شيمون بيريز يوما بأن مجيء القاعدة للحكم في سوريا أفضل من بقاء الأسد لأن الأسد يعرفونه ليس مجرد رئيس دولة أوموظف رئاسي بل هو تجسيد لبقية الكرامة البشرية في هذه المنطقة ولأن اليهودي يعلم تماما أن من لهم كرامة لايمكن لهم أن يكونوا معه سوى أعداء بعيدا عن أي نزاع فلسطيني اسرائيلي سورية الأسد ليست فتيل قنبلة ولاحالة طارئة ولا نظام حكم بل هي نبض في قلب سيد يطلب منه العبيد أن يكون عبدا وهيهات منا الذلة أن نكون عبيدا متخمة بالمال ومنتفخة الكروش ويقال أننا تخلصنا من سوء الحال وأي خلاص هذا عندما تشبع البطون وتداس الكرامة لا أحدثكم عن صمود ولا عن تصدي أعلم بأنها صدعت رؤوسكم لأنها خرجت من اجساد سكان المكاتب الباردة ولكنني أقول لكم إن يسوع هنا كان مقاوما ولم يفر من سوريا الطبيعية يسوع هنا كان نبيا وهنا كان مخلصا هنا أما أن نكون مع الرب أو نكون مع من قالوا لنبيهم: ( إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون )….