في قصة قصيرة عنوانها “التمساح ” لدوستويفسكي هناك نجد كائناً بشرياً أجبر التمساح على ابتلاعه عندما ضايقه لكنّ الصدفة أو قدرة التمساح على قراءة أفكار هذا الخصم العنيد جعلته يبتلع هذا الإنسان دون أن يمزقه أو ينهشه بأسنانه , و المفارقة الأكبر أن يعشق هذا المواطن العيش داخل بطن التمساح بل و يطلب من زوجته التفاوض مع صاحب التمساح ليكون التمساح ملكه أو لعلَّه وجد في بطن التمساح ملجأ عيشٍ يقيه بقية التماسيح البشرية التي تبتلع كلَّ شيء , و كأنَّ هذا التمساح غيفارا أو كارل ماركس أو لينين أو ماوسيتونغ و بقية التماسيح ما هي إلّا جورج واشنطن أو جورج بوش أو ترامب أو بايدن أو بقية الزملاء اللصوص في المنظومة العالمية القذرة فلماذا لا نقرّ و نعترف أنَّ واقع القذارة هو الواقع البرمائيّ الأنسب لنا كي لا نختنق تحت الماء و كي لا نكون فرائس اليابسة المتعطِّشة للدم ؟!…….
عندما نتحوَّلُ عن فكرة الخروج من بطن التمساح و نحن نتذابح ما بين سمين و نحيل بحجة الآيات الشيطانية لسلمان رشدي في وجه ولاية الفقيه المفترض و الذي لن يزيل إسرائيل من الوجود كما نسمعه دوماً مستعرضاً في هذا المجال الذي بات فاقعاً أو الحقيقة الغائبة لفرج فودة في وجه الإخوان المسلمين غير الفقهاء إلَّا بتدمير الأوطان العامرة بتماسيحها أو من دون تماسيحها إلى فكرة الترويج الشيطانيّ لقتل بعضنا متناسين أن فكرة الإذعان التي قاومها الشيطان نفسه ليربح فكرة التفكير و الغواية الدائمة هي التي ستبقينا مجموعات مفتتة متفرقة كلّ مجموعةٍ منها داخل تمساحٍ يقودها بدلاً من أن تقوده و يتاجر بها بدلاً من أن تصنع من جلده حقائب تقطيع الشيطان نفسه و يسخِّرها لأهدافه بدلاً من أنْ تُعمِل عقول مفكريها لإمساك ناصية المستقبل قبل أن ينقضّ عليها تمساح جديد ؟!…….

تصنع روسيا تماسيحاً و دببة على مقاس زيلنيسكي و أمثاله المستمنين أكاذيباً نووية في أوكرانيا و العراق و في الكثير من تعاريف الشقاق و النفاق , و تصنع إسرائيل فيلةً و حميراً على مقاس أميركا و أمثالها فيغدو العالم مركزاً تجارياً للمتاجرة بدماء و أشلاء من لا تتسع له هذه المقاسات من بطون التماسيح و الدببة و الفيلة و الحمير فهل تربح سورية معركة تقزيم التمساح الصهيوني أو لربَّما شقَ بطنه السكنية أم أنَّ هذا التمساح سيقضم أشلاءً جديدة خارج مقاساته القذرة التي لم تسكن بعد ؟!…….
في مؤسسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الرئيس الأسد ينسج باقتدار خيوط حماية سورية من البطون الجائعة وسط كلّ الوقائع المنهكة و المساحات المستهلكة فهل يقدر عبَّاس بن فرناس على الطيران من جديد وسط بطون التماسيح المتناقضة و أنياب المصالح المتعارضة سؤال نتمنى أن لا يتلاشى بين جهَّال أممٍ متباغضة نسيت قمحها في المزادات الفائضة؟!…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة