يا للهول ..
جملة واحدة قلبَت وتقلب المانيا بأسرها رأساً على عقب ويشعرون بالإستياء والغضب العارم الشديد!..
يا للهول فعلاً..
محمود عباس ثقيل الدم خفيف العرب والعروبةو المُصاب بفقر الوطنية ، المطبّع الوفي والمنسِّق الدائم والأمين على معاهدات الذل وبيع فلسطين ، فعلها اليوم في برلين ولمرة واحدة وأخيرة !!.
للأمانة الأدبية ليس الا، لا اعرف عمّا اذا كان ما قاله في المؤتمر الصحفي مع مستشار المانيا هو رأيه فعلاً في الاحتلال والقتل المستمر ، أم ان ما قالهُ كان مكتوباً له وقرأه ربما غيباً عن ظهر قلب وصفحة .. قال كلمته ومشى ، ثم أختُتِم المؤتمر الصحفي بكلام السيد الرئيس الوريث الابدي لعرش الرئاسة الفلسطينة مسيو محمود عباس !..
لم يمر كلام عباس مرور الكرام أبداً ، حيث أثارت تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس في ديوان المستشارية في برلين غضبا واسعاً عرمرمياً في ألمانيا، جُلَّ ما قام به المسكين محمود عباس انه قبل انتهاء المؤتمر بقليل قام بوصف الواقع الفلسطيني في جملة واحدة لا غير ، حين قال إن :”اسرائيل ارتكبت منذ عام 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعاً فلسطينياً” وأردف “50 مجزرة 50 هولوكوست”.!! قالها وقام المسؤول الالماني بعدها بإنهاء المؤتمر الصحفي فوراً كما كان مخططاً له!!. ويا لهول الألمان هذه المرة !.

لم يتمكن المستشار الالماني من الرد على محمود عباس بسبب انتهاء المؤتمر او لاسبابٍ اخرى علَّ احدها ان المستشار الالماني حديث العهد بالمستشارية ولم يشأ ان يخرق الأعراف الدبلوماسية بالرد على محمود عباس ، فكان صمت المستشار على كلام محمود عباس فرصةً ذهبية للمعارضة (وللموالاة على حدٍ سواااااء ) التي إستشرست وهاجمت المستشار بشراسة لافتة جداً لانه لم يطرد الرئيس الفلسطيني فوراً بعد وصفه المجازر الفلسطينية ايضاً بالهولوكوست !!.
من جهته كتب المستشار الألماني مستدرِكاً على حسابه بموقع تويتر صباح اليوم الأربعاء: “أشعر بالغضب الشديد من التصريحات التي لا توصف للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص، فإن أي تقليل من الهولوكست هو أمر غير مقبول. أدين أي محاولة لإنكار جرائم الهولوكوست”.
ومع هذا لم يشفع للمستشار ما كتبه وادانته لأي محاولة للتقليل او مقارنة وإنكار لجرائم الهلوكوست لم يشفع له ما قاله وربما ما سيقوله وسيفعله لاحقاً !. وقع في المحظور !
واجهَ ويواجه المستشار الألماني انتقادات حادة لاذعة منذ انتخابه وحتى الساعة ، لا سيما بالنظر الى سياسته الداخلية الكارثية و الخارجية ايضاً خاصةً فيما يتعلق بانحياز المانيا بالكامل لاوكرانيا ووووو واليوم بسبب عدم تعقيبه على تصريحات الرئيس الفلسطيني مباشرة خلال المؤتمر الصحفي.
فيما بعد، قامت المانيا ولم تقعد!!. يا للهول
هل لفظ كلمة هولوكست !؟.
انها حِكر لهم !!.وكيف يجرؤ عربي على لفظها ومقاربتها وإسقاطها على القتل المتواصل في فلسطين المحتلة !!؟.
اذن ايها المستشار الالماني الآتي من حزبِ اشتراكي إنَّ ما جرى في فلسطين المحتلة من مجازر منذ النكبة واختها النكسة وما بينهما وما بعدهما وحتى الامس القريب حين استشهد خمسة اطفال فلسطينين دفعة واحدة جراء القصف الاسرائيلي لا يمكن ان يُقارَن ولا يُعَرّف بالمجازر والمحارق لا سيما بالهولوكوست!!. لانها يا رعاك الله حكراً لهم!!.. فلا تُسقِطوا ايها الشهداء والجرحى والعوائل والأرامل غصن الزيتون الاخضر والسلام من ايديهم الملطّخة بالدم العربي هنا وهناك!!.
أمامَ مشهدٍ كهذا ، وامام موقفٍ كهذا تسقط كل الاقنعة الاوروبية والغربية المزّيفة التي تدَّعي الحرية الديموقراطية والحضارة وحرية الكلمة والتعبير!!.
ثم يحاضرون فيكَ بالحضارة والعلم والمنطق والتاريخ والجغرافيا ويُنزِلون المنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية في بلادنا بالبراشوت وينادوكَ بحرية الرأي والتعبير والديموقراطية والسلام واحترام الاديان والتطبيع والتطبيل وووو بالسلام مع غازي ومعتدي
والسلام !.
وبما أن الاسرائيليين لايرتكبون الهولوكوست ولايقتلون حتى الفراشات فقد خطر ببالنا انه يحق لنا ان نضيف صورة شهداء العدوان الاخير على غزّة التي تداولتها على استحياء بعض منصّات الاعلام الالماني !! طبعا يجب التذكير ان هؤلاء الاطفال لم يموتوا بالحصبة ولا من التحسس للفستق .. بل قتلوا بقصف قنابل شديدة الانفجار مصدرها اسرائيل ودول الغرب الراقية اللطيفة الوديعة ذات القلب الزجاحي الشفاف الذي انكسر من تذكر كلمة .. هو لو كو ست
حسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية فإنّ عدد. الاطفال الذين ارتقوا شهداء فاقَ ٤٤ طفلاً … وزاد عدد جرحى العدوان الاخير الى ما فوق المئتي جريح !.
لكن مسيو محمود خفيف عباس ما كاد بالأمس ينطق بالحَّق وللمرة الاولى والأخيرة بالتأكيد، حتى كاد ان يلتهم نفسه اسفاً عضّاً وندماً على ما صرَّح به قبل ساعات فقط!!… وبدأت حملات التأويل والتجميل لتصريح عباس ومن ثم بدأت فوراً اجمل سيمفونيات لحس الكلام الذي اغضب الالمان حد الجنون وأحبط أولاد العم وكاد ان يصيبهم في مقتل !..
يا فرحة ما تَمِّت !!. فرحة لم تدُم طويلاً ..هي ساعاتٌ قليلة بل بضع دقائق ذهبية قبل ان يقوم محمود عباس بتلاوة فعل الندامة والإعتذار ويحلف بأغلظ الايمان انه لم يقصد إغضاب الالمان وأبناء العمومة … وما كِدنا نُهلّل ونُكَّبر ونرفع ايدينا عالياً تقديراً لكلمة الحق الفلسطينية التي سبقت ما حصل بعدها من تراجُع وتخاذُل وتمَلُّق حتى عاد محمد عباس وتمَلَّص من تلك الجملة الشهيرة التي سرعان ما ذهبت مع الريح بإتجاه الهولوكوست !…وكإنّ لا حق فلسطيني كان .. ولا كانت كلمة حق لمرة واحدة وأخيرة !!. يا للهول …
