اغتيلت داريا دوغينا أمام أعين أبيها “ألكسندر دوغين ” المسمَّى “عقل بوتين و دماغ روسيا ” كما يروِّج الغرب لتحويل الاستهداف إلى استهداف شخصي لبوتين نفسه , و هو صاحب النظرية الرابعة في انتصار روسيا الحتميّ وفق الاتحاد الأوراسي المنتظر , و وصل الموت إلى نبيل فياض أيضاً مفسحاً المجال للشامتين الأصوليين المتشدِّدين و النازيين الجدد الذين يتغنَّون بأصوليتهم و نازيتهم بأنَّه لا شماتة في موتٍ يقترب ممَّن يناصرهم جهلهم و أحقادهم , وإذا ما اقترب الموت من أصحاب الرأي و النظريات المضادة يتحوَّل إلى بؤرة شماتةٍ تؤكِّد من جديد أنَّ عمليات بوتين الدقيقة في وجه الكراهية و النازية الأصولية لا بدَّ من استكمالها حتَّى لا تمتدَّ السقيفة أكثر من عمر الخليقة و حتى لا تبقى نظرية ولاية أميركا الأوكرانية بعبع تحريض العالم بأسره في كلِّ لحظةٍ متحركة على كره أنفاس الروس على وجه البسيطة متناسين أنَّ كيان الأمتين السورية و الروسية أو كما يقول و قال الكاتب السوري “ياسين الرزوق زيوس ” في مناسبات سابقة موحِّداً الأمتين بروح سوراسية (الأمة السوراسية ) لن ينطفئ و لن يسقط كبش فداء للأصولية و النازية , خاصة و أنَّ شهداء جيشنا الأبطال الفقراء الشجعان يدفعون ما يدفعون في سبيل الكرامة السوراسية العظيمة و لن يكون دمهم مجرَّد حبر اتفاقيات هشّة لا تعيد وزن هذه الأمة إلى سابق عهده في كلِّ المحافل الضاربة في عمق التاريخ القديم و المتضاربة في صراع التاريخ الحديث !…….

النظرية الرابعة لدوغين لن تميتها الدعاية الغربية النازية و لن تسقطها الانحرافات باسم الله لأنَّه كلَّما علا صوت الفلسفة اقترب الله أكثر من السماء الدنيا فالله يطرب لسماع فلسفة العقل التنويري لا لتكبيرات و انحرافات القطعان التكفيرية في أيَّة جهةٍ كانت من أوكرانيا إلى العراق إلى ليبيا إلى أفغانستان إلى الشيشان إلى كوسوفو إلى واشنطن و عملائها الأقدام المرمية في أوروبا الغربية و الشرقية و في كلِّ بقاع الأرض من آسيا إلى أفريقيا إلى أوقيانوسيا!…….
وصل الاختراق الأمنيّ إلى موسكو لكنّ عقل بوتين لن تزيده دماء الفلاسفة الشجعان إلَّا اتَّقاداً فتضحياتهم تنير طريق إرادة الأمة السوراسية في نفسه ليتقدَّم بها بكلِّ عقله السوراسيّ إلى أوراسيا المنتظرة بعد تصحيح بوصلة العالم , و ها هي الصين تنظر إلى استفزازات أميركا بعقل كونفوشيوس و قلب ماوسيتونغ و روح بوتين رجل الإرادات التاريخية التي حجَّمت أزمان السياسات الدولية الخرقاء !…….
في مؤسَّسة القيامة السوريَّة الفينيقية ما زال الرئيس الأسد ينتصر بروح سوراسية للعقل السوراسيّ , و رغم كلِّ الانهيارات الحكومية المعيشية في سورية لن تنكسر أجنحة النسر السوري في مؤسَّسة عبَّاس بن فرناس لأنَّ الذيل المنسيّ في قالب الخوف لن يُنْسى بعد الآن في حانات أو معابد صانعي هذا الخوف و سنحلِّق معاً حاملين في أجوافنا سعر المواطنة الذي بات أنكى من سعر الصرف ! …….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة