مقال جدير بالقراءة: يقين بلا حدود .. – بقلم: علي سلمان


في صلب العقيدة السياسية السورية ما يسمى سياسة الصبر الطويل والتي تترافق دائما مع العناد واليباس الايديولوجي فلا مكان في الدولة العميقة السورية لاي تنازلات كبرى مهما كان الثمن طبعا لست بوارد ذكر امثلة ولن اعود الى الماضي لكي لا ادخل في سجال مع اصحاب شعار “في الليلة الظلماء يُفتقد البدر ” للغمز من سياسات الرئيس بشار الاسد بل ساتكلم عن مرحلة العداون على سوريا ومرحلة قيادة الرئيس بشار للبلاد ومواجهته لهذه الحرب العالمية .
هناك فرق كبير بين البراغماتية السياسية وبين راقصة الستربتيز الخلط بينهما غباء مطلق فسلم التنازلات يبدأ بخلع البلوزة ويلي ذلك تنازلات متتالية وصولا الى خلع ورقة التوت ، بامكان اي رئيس دولة ان يصنع شعبية كبيرة ان قرر ان يتنازل عن مصلحة الدولة كان بامكان الرئيس بشار ان يوافق على قروض البنك الدولي وان ينعم الشعب بوفرة اقتصادية مؤقتة تليها كوارث لاحقة ، كان بامكانه ان يوافق على مشاركة الاخوان في الحكم بكل ما يعني ذلك من وجود اجحشة طروادة داخل السلطة السورية ، كان بامكانه ان يوقع اتفافية استسلام مع العدو ويصبح بطل الحرب والسلام والعبور وان ينال جميع جوائز نوبل واوسكار واي جوائز عالمية . كان يستطيع ان يسلم كل اوراقه للمفتي او لامريكا ، كان يستطيع ان يبيع اي تيران او صنافر سوريتين ، كان يستطيع فعل اشياء كثيرة تجنبه كل هذه الشيطنة وان يضمن حكما مستقرا له الى حين على حساب مصلحة البلد .
كل من راهن على ضعف القيادة السورية او ليونة ما في القضايا الاستراتيجية اصيب بخيبة الامل وحتى في ذروة ما اعتقده البعض انها فرصة ذهبية وهو على بعد امتار قليلة من القصر الجمهوري للي ذراع القيادة السورية فاذ به يتفاجئ بردة فعل صادمة وكأن كل هذا العدوان على سوريا لم يقع . لا الامريكي ولا التركي ولا الصهيوني ولا اي دولة عربية او اجنبية عادت النظام السوري ومن ثم عرضت عليه مكاسب كبيرة لكي يلين موقفه او يتراجع قيد انملة عما يؤمن به الا وكانت صدمتهم كبيرة بهذا البرود القطبي وهذا الاصرار على رفض كل ما يمس مصلحة الدولة السورية او ان يفرض عليها شروطا تطيح بقوة الدولة وتجعل منها دولة تابعة وذليلة لا يجرؤ رئيس حكومة فيها على ان يوقع عقد استجرار الفيول او الغاز او ان يصدر اي قرار سيادي دون موافقة سلطة الوصاية .


مناسبة ما كتبت هو اصرار البعض على تصوير التقارب التركي السوري وكانه تراجع ما في السياسة او تنازلات كبيرة ستقدم للتركي هؤلاء واهمون واغبياء وخصوصا من ما زال يجلس في مخبأه في ادلب او ريف حلب ويضع خلفه صورة اردوغان او ذلك الذي رسم خريطة كردستان من المريخ الى زحل او نبتون او كريبتون كوكب سوبرمان انا اشفق على هؤلاء وعلى ما ينتظرهم من مصير اسود . دعكم من كل ما يحكى في الاعلام ودعكم من كل التحاليل والشروحات وكل ما قد تروه من انتصارات اعلامية يبدع النظام السوري في اغماض احدى عينيه عن تداولها بين الناس هو يؤمن بعقيدة ان يسمح للبعض ان يحلم طالما كل ما يحلم بع مجرد وهم لا وجود له على الارض فليتكلم به وليسوقه وليدعي ما يدعيه من انتصارات طالما في لحظة ما سيفيق من حلمه ولا بأس ان تجري المياه تحت سرير الحالم او المتوهم او المتعلق بفتافيت خبر من هنا وهناك تبرد النار في قلب كل من راهن وآمن انه يستطيع ان يهزم هذا النظام .
كنت وما زلت وسابقى أؤمن ان ما يملكه هذا النظام من حنكة ودهاء ومكر وقدرة هائلة على استيعاب الصدمات وتحويل الهزائم الى انتصارت ونصب الافخاخ للاعداء ورمي كيدهم في نحورهم ما يجعلني دائما مطمئنا وصابرا ومدركا ان موعدنا مع النصر يقترب وانه في يوم من الايام ليس ببعيد سيكتشف الجميع كيف استطاع نظام لدولة في العالم الثالث وبقدرات بسيطة ومتواضعة ان يهتز العالم من اجله وان يصمد امام ما لا يمكن الصمود امامه وان يبقى محافظا على ثوابته في زمن اصبح العري الكامل حشمة وسترة وابداع واصبح الخائن محاضرا في العفة من الدرجة الاولى والممتازة .
آخر خبر :
الدفاع الامريكية تعلن عن ضربات بتوجيه من بايدن استهدفت جماعات مرتبطة بالحرس الثوري في دير الزور السورية .
كلمة اخيرة وانا اعلم حجم الغضب لدى كل من يعشق سوريا ويتساءل عن سبب عدم الرد اقولها وبكل صراحة انني لا اعلم ما هو السبب ربما في اعماقي اتمنى ردا مزلزلا شمشونيا مجنونا وحربا مفتوحة ربما في اعماقي اتمنى ان ان يقطع الزير سالم خمس رؤوس بضربة سيف واحدة او ان يصد عنترة جيش من الخيالة ويوقعهم ارضا انا احلم مثلكم تماما ولكن وانا في قمة حلمي متاكد انني عندما اصحو ساجد نفسي على فراشي وفي بيتي وفي وطني وانني ساكون آمنا وستكون سوريا بخير وربما لاحقا ساعرف سبب عدم الرد بالتفصيل الممل جدا جدا .

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to مقال جدير بالقراءة: يقين بلا حدود .. – بقلم: علي سلمان

  1. رائد زياد كتب:

    التقارب التركي السوري هو تنازل تركي (ومن ورائه تنازل غربي) _ وليس تنازل سوري.. والاعتقاد بعكس ذلك هو حَوَل عقلي!

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s