هل أكذب على نفسي أم أن نفسي تكذب علي عندما أقول انني صرت أحس بالشفقة على (ابو محمد الجولاني) .. هذا الصعلوك الذي كان قبل فترة قصيرة يرتدي الكاكي او لباس رجال القاعدة والمجاهدين العنيفين .. وكان حريصا على أن يبدو في صوره عابسا متجهما وهو يكفر الكفار ويقتل ويفتي بالقتل بلا رحمة ويحتقر الحياة الغربية ويراها وصفة للفحش والفجور .. ولانستطيع أن ننسى وجهه الجدي وهو يحدق او يدرس الخرائط المعقدة للمعارك .. وصوته الذي كان يلعلع او يخطب في جمع من المجاهدين يدعوهم فيها للموت في سبيل الله .. فاذا به بعد كل هذا يموت في سبيل الدنيا وفي سبيل السلطة ومن اجل عيون أمريكا واوربة .. وشيئا فشيئا يخلع ثياب الحرب والجهاد وكأن الجهاد انتهى وانتهت مهمته ويظهر في بدلة رسمية يريد ان يقول من خلالها انه صار ديبلوماسيا رفيعا .. ثم بعد ذلك صار يمشط شعره ويضع المثبتتات والجيل ليلمعه .. ولاينسى ابتسامة عريضة على محياه .. وفي لقطة مدهشة ظهر في معرض فني يتابع الرسوم واللوحات ويناقش الفنانين في الفن التعبيري والتشكيلي ..
ولكن أكثر صيحات الرجل هي ماقيل عن حضوره افتتاح كنيسة والاحتفاء بأهلها .. وكأنه صار من حماة الاقليات .. رغم انه لاتوجد فقرة واحدة في كل ادبيات القاعدة التي ينتمي لها عن الاعتراف بهذه الاقليات الا على انها أقليات للذبح والابادة ..
عملية الستربتيز يقع فيها كل اولئك الذين يبيعون الايديولوجيا .. كما فعل أردوغان للوصول الى حكم تركيا .. فقد طلب منه تعديل الدستور التركي لمنع عقوبة الزنا .. ثم طلبت منه طلبات كلها تصب في خانة التخلي عن العقيدة .. فتخلى .. بل وصار بنافس السياسيين في الجلوس مع المثليين وابداء حنانه ودعمه لهم .. هؤلاء الساسة ويبيعون أنفسهم بثمن بخس .. ومافعله أصدقاء الجولاني ومستشاروه الأتراك هو انهم أقنعوه ان يجامل الامريكيين ويحصل على حسن شهادة حسن سلوك .. فصار يتبع النصائح ويغير أزياءه ولامانع لديه من العمل في دور عرض الازياء .. ثم صار فنانا تشكيليا .. واليوم صار حنونا مثل الام تيريزا ويريد ان ينافس الاب الياس زحلاوي في رعايته لرعيته وفي حنانه وأبوته ..


أعيد ان هذا الصعلوك صار مثيرا للشفقة وهو ينبطح للحصول على شهادة حسن السلوك .. ولاأستغرب ان يحضر حفلة للمثليين ليثبت للغرب انه متحضر جدا اكثر من النظام السوري او يرسل رسالة تهنئة لهم في عيدهم السنوي مع تمنياته لهم بالحب الدائم وتسميتهم بالعظماء .. ويوقعها باسم (صديقكم الوفي) كما وقع محمد مرسي رسالته الى شيمون بيريز وختمها بقوله (صديقك الوفي محمد مرسي) رغم ان ملايين الخطابات من الاخوان المسلمين كانت تدعو للجهاد ورفض التطبيع وتعيب على الجمهوريات العربية انها لاتفعل مايكفي لهزيمة اسرائيل .. فلما وصلوا للسلطة باشروا التطبيع معها كما هو التطبيع مع الفجور .. الفجور الذي كان عارا في يوم من الأيام وصار بحكم الليبرالية والحرية نوعا من أنواع الشجاعة والفخر ..
لاتستغربوا .. فهذا النوع من البشر وهذا النوع من العقائد التي تباع وتشترى قادر على التطبيع مع الفجور .. لأن من يقتل أهل دينه وبلده من أجل هدف حقير .. هو شخص حقير وفاجر ورسالته حقيرة وفاجرة .. ولأن من يخون وطنه من أجل وطن بديل هو شخض حقير ووضيع ورخيص وثمنه بخس جدا ..
نصيحتي لأبو محمد الجولاني .. ارجع الى أم محمد والبس الشروال وكفاك تذللا وتمسحا وانبطاحا وخلاعة .. انني لاأريد لعدوي هذا الذل وهذا الانبطاح .. الانبطاح يهينني حتى ولو كان عدوي هو من يمارسه .. وربما كان افضل لو حافظ هذا النذل الصعلوك على سمعته وهيبته واكتفى بأن يعتذر لكل ضحاياه من الابرياء ..
أما كان أفضل ألف مرة لو انه أبدى الندم والاسف وبكى وهو يرى اليتامى والايامى والثكالى الذين قتل أحبتهم ومعيليهم بمدافع جهنم في حلب .. وكنا سنحترمه وسنغفر له اذا مارأينا دمعته من أجل من فقدوا آباءهم ومن أجل من فقدوا أبناءهم وأطفالهم على بوابات المدارس التي كان يفجرها بدموية .. كنت وكنتم ستغفرون له وسأسامحه وتسامحونه لو أنه انحنى ووقف دقيقة صمت صادقة أمام مكان باصات الراشدين التي فجرها بأطفالها وهو يستدرجهم بأكياس البطاطا والقطع الحلوى .. ولكن كل هذا لايخطر على باله .. لأنه يريد شهادة حسن سلوك من أميريكا وليس من الشعب السوري ..
هذا رجل وقح لايستحي .. لايزال يفوح دما وهو يتعطر برائحة الجثث ثم يحضر معارض للفن التشكيلي وحفلات فنية .. ومايفعله نذالة أضافية تضاف الى سجل نذالاته .. ومع هذا فان هذا النذل القاتل المنقوع في الدماء يستحق منا أن نشفق عليه وهو يخلع كل ملابسه ونرى لحمه العاري كما نرى لحم العاهرات .. وسيرقص كما راقصات الستربتيز ليثبت لنا أننا كنا على صواب عندما لم نؤمن بمبادئه ولم نؤمن بمشروعية مشروعه الدموي .. بل صرنا على يقين اننا اتخذنا القرار الصائب في محاربتهم ومنعهم من الوصول الى اي نصر .. وصرنا على يقين اكثر أن استئصالهم واجب ديني وشرعي وأخلاقي ووطني وانساني .. فهؤلاء الذين لاعهد لهم ولاميثاق حتى بينهم وبين دينهم .. لايصح فيهم الا ان نقول اخلعوهم حيث ثقفتموهم ..






أبدعت في وصف مخلوقٍ وقح أجوف فارغ ومتعجرف خائن ومجرم ولكن يا استاذ نارام اسمحلي :
ما ذنبُ الجدي المُسالم النباتي الشريف العفيف النظيف الذي لا يشرب إلاّ الماء الزلال من رأس العين كي تُشبهَهُ مع ذاك المخلوق الذي ما دام يتعّطر ُ بالدم صباح مساء!؟؟
لم ولن انسى ضحكاتي ذاكَ النهار عندما رأيت صورهُ مُحدّقاً محملقاً في الرسومات واللوحات في المعرض الفني .. وقلت في نفسي أين انتي يا جدتي : أبشري …الحمار سيدُّق البيانو !!
اسمح لنا ايضاً أمثلُ هذا يُشفقُ عليه!؟؟.