.
و أنا أدقق في النظرية (H) للسيطرة الأميركية على اليابسة انطلاقاً من شبه سيطرتها على المحيطين الأطلنطي و الهادي و بالتالي على ما بينهما لكاظم هاشم نعمة مخالفاً دراسة ماكندر التي تقول “من يسيطر على قلب العالم يسيطر على جزيرة العالم و من يسيطر على جزيرة العالم يتحكم بالعالم ” بينما يقول صاحب النظرية (H) :”من يسيطر على اليابسة يسيطر على جزيرة العالم , و من يسيطر على جزيرة العالم يتحكم في العالم ” لم أجد أنَّ البعد البوتيني في التمدد نحو سوريا بطلب قانوني من القيادة المنتخبة شعبيا , و في بدء عملية تصحيح تاريخي في أوكرانيا وفق ما أسميه أنا “نواة الطريق السوراسي نحو الوجود التحالفي الأوراسي” ضرورة حتمية فحسب و إنَّما تجسيد حقيقي لبداية انهيار الهيمنة الأميركية انطلاقاً من دمج اللاشيء في عقلية الأشياء المتضاربة و من دمج الشيء في مزاج اللا أشياء المتعاقبة بهدف تعطيل كمَّاشة أميركا المائية بعد تحويل اليابسة إلى بعد انفراجي ضاغط لا انحساري مضغوط …….
و عليه لا يمارس بوتين طيش الحروب العبثية و لا يغادر بايدن خبث الأكاذيب السلمية في معضلةٍ من معضلات التكوين الجيوبوليتيكيّ على خرائط التحليل المدمج في التطابق و التضاد نحو طرق السيطرة العالمية المشتركة و مقاومة السيطرة الأحادية غير المشتركة في قارات العالم أجمع!…….

إنَّ ما تخوضه روسيا اليوم يحرِّض الصين على القراءات الواثقة لمقاومة السيطرة الأحادية غير المشتركة خاصة و أنَّ أميركا لا تترك بحر الصين بشقيه الجنوبي و الشرقي بحراً سيادياً بقدر مسعاها إلى تطويقه أكثر بحجة مضيق تايوان بل بحجة تايوان نفسها و بحجة اليايان و كوريا الجنوبية حلفاء البعد المقصوم بعد وضع أميركا ثقلها عليه لحصار قوى مقاومة هيمنتها الآيلة إلى زوال !…….
في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الرئيس الأسد المنظِّر الأول للأبعاد السوراسية و البادئ الأول في قياسها و بسطها على أرض الواقع طبقاً لمداه السياسيّ العالميّ غير المفصَّل على مقاس الهيمنة الأحادية بقدر ما يشبكه بمقاسات سيطرة عالمية مشتركة تنبذ هذه الهيمنة الأحادية غير المقبولة بعد الآن وسط قوى الترسيخ المتوازن الذي لم يعد فانتازيا تاريخية و إنَّما بات صلب و محور النظام العالمي الجديد في مثلث الرعب المنتشر و الباحث عن أضلاع المساواة و السلام بعد طول سكون و استسلام لصالح ضلع الجبروت المستدام !…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
سورية حماة