(الفيديو من داخل البوندستاغ الالماني)
أول الغيث:
إنها أغبى حكومات اوروبا على الإطلاق !..
ما هذا الغباء وما هذا التخَّبط الذي سيطيحُ بكل تاريخ المانيا!؟.
هكذا خاطبت بالأمس نائبة حزب اليسار في البرلمان الألماني السيدة البارعة سارة فاغنكنشت المستشار وحكومته الرعناء بخطابٍ مزلزلٍ و ناقدٍ غير مسبوق لم يسبق لي ان عايشته هنا !!.
إنتقدت البرلمانية القديرة السيدة فاغنكنشت سياسات الحكومة الداخلية والخارجية على حدٍ سواء بلهجةٍ صارمة موَّبِخة واضحة وصريحة وبكلماتٍ هجومية غير مسبوقة .. حين قالت انها سياساتٍ غبية عشوائية ستطيحُ بالتأكيد بكل انجازات المانيا على اكثر من صعيد!..
نالَ وزير الاقتصاد الالماني “هابك”الآتي من حزب الخضر القسط الأكبر من الإنتقاد المهين حين وصفتهم “بنصف مجانين” ، هو نفسه حزب الخضر ووزيرة خارجيته المراهقة السياسية فاجأني سلباً و أثبتَ ويُثبِت لي ( وللكثيرين ) يومياً ان ما نادى به حزبه ووزرائه ونوابه وقادته من مبادئ وقيم تنادي بالسلام وتكره الحروب وتنادي بالحفاظ على البيئة وخفض الإنبعاث الحراري ووو وكل ما تغَّنى به وبالنضال من اجله… هذا الحزب الاخضر سقط وسقط وزرائه بعد إطلاق اول رصاصة على الجبهة الروسية الأوكرانية فكان له حصة الأسد من هجوم السيدة النائبة اللتي وصفت سياسته في الداخل الالماني بالكارثية أفقرت الشعب وأفلست شركات عديدة وتسببَّت سياساته ايضاً بغلاء فاحش جداً جداً ونحن على ابواب الشتاء في الداخل الالماني لا سيما على صعيد جنون اسعار الطاقة والغاز .. الغاز الذي قامت روسيا بالتوقّف عن ضخِّه نهائياً الى المانيا منذ ايام !!.. توجهت النائبة الالمانية له بالقول حرفياً:
انها ليست حربنا..
سيد هابك : تختلف مبادئ ادارة الاعمال عن
اصول ممارسة السياسة والوزارة .. للأسف عندما تعجز المصانع و الشركات الالمانية عن انتاج وبيع اي شيء بسبب ارتفاع الاسعار الجنوني هنا، يمكنها كما قلتَ انت تقديم طلبات تعثُر تمهيداً ل إعلان افلاسها وانت ستوصي بتسهيل اعلان الافلاس ، وانت ايها الوزير شخصياً أفضل وخير مثالٍ مُفلس على ما طالبتَ به من افلاسٍ على رأس وزارة الاقتصاد !!.
ما مدى غبائكم عندما تعتقدون اننا نعاقب بوتين ونقاطعه ونساعد اوكرانيا ونهديها السلاح في الوقت الذي تُغرِق حكومتكم ملايين الأشخاص هنا في المانيا في الفقر الشديد!؟؟.

سياستكم في هذه الحكومة ستقضي حتماً على تاريخ الصناعة الالمانية بشركاتها العملاقة والقوية كما الشركات الصغيرة والمتوسطة!!. سينتهي العهد الذهبي للإقتصاد وللصناعة الالمانية وسيصبح من التاريخ وستترحمون على الايام الخوالي !!. ادعوكَ للإستقالة فوراً ايها الوزير !
بالأمسِ ايضاً كنا على موعد مع مسرحية ركبكة ( وتشبه مسرحيات برلمانات العالم العربي جداً جداً ) تحت قبة البرلمان الألماني الذي تحوّّل الى ساحةً مواجهة مُسّلية وساخنة جداً للتراشق وتبادل الاتهامات بين الإئتلاف الحكومي نفسه ونواب المعارضة ما إضطر المستشار شولتز شخصياً للرد على وريث المستشارة السابقة بكلمة هجومية ارتجالية مشحونة مليئة بإنتقاد ستة عشرة سنة من حكم ميركل وووو وطبعاً بدون ان يعطي اي جوابٍ مقنع عن الاسباب والنتائج والخطط ومن المُتسبِب في ظهور شبح الإفلاس ومن السبب في هذا الغلاء الفاحش في كل شيء في المانيا!؟.
تكاد لا توجد اي دولة في العالم تعتمد كلياً على استيراد المواد الخام والطاقة من روسيا كما تفعل المانيا!! ومع هذا قامت حكومة المستشار الالماني الغر شولتز ( الإشتراكي) بمهاجمة روسيا بشخص رئيسها بوتين وبمقاطعة روسيا وحصارها واعلان العقوبات عليها ووووو واعلان المانيا صباحاً و مساءً بتأييد اوكرانيا تأييداً كاملاً، والقيام باعلان حملات الحج والتضامن دورياً الى اراضيها و تم ويتم تزويدها بكل ما يلزم في حربها ضد روسيا ، ضاربةً بعرض الحائط كل ما سوف ينتج عن تلك السياسة الرعناء بل المجنونة في الداخل الالماني من غلاءٍ فاحش في اسعار الطاقة والغاز وحتى المواد الغذائبة والمواصلات ووو ! ما هذا الغباء!؟.
هل تعاقبون بوتين وتفرضون عليه وعلى الشعب الروسي العقوبات أم تعاقبون شعبكم في الداخل الالماني!؟.
ماذا كنتم تتوقعون او تنتظرون من الرئيس الروسي بوتين اذن!؟
تتوقعون ان يمدّكم بالطاقة ووو وكإن شيئاً لم يكن!؟. أم تتوّقعون ان يشكركم على أَبلسَة وتشويه الحقائق عن روسيا !؟.
لي عائلة المانية صديقة كانت تسكن المانيا في قلب الشرقية قبل الوحدة اصبحت بفضلكم ترى في بوتين بطلاً وملكاً بلا تتويج ، بدأت هذه العائلة بفضلكم ايضاً وبفعل الغلاء المستشري تترَّحم على ايام المانيا الشرقية قبل الوحدة !!. هل يُعقَل !؟
لم اكن يوماً من انصار المستشارة السابقة ميركل ولم اعطها صوتي طوال الستة عشر سنة التي حكمتها، ولكني اليوم أشهدُ لها بحكمتها عندما عارضت وخالفت الكثيرين و اقامت علاقة استراتيجية واقتصادية مع روسيا وحافظت عليها بأشفار عيونها رغم كل الضغوط عليها والتجسس على هاتفها!!. .. يُحسَب للمستشارة انها عملت جاهدة لمصلحة وطنها ومواطنيها، بينما الاحزاب الالمانية في الإئتلاف الحاكم اليوم باتت تفتش عن مصلحة اوكرانيا أولاً ورفاهية شعبها اولاً ووحدة أراضيها اولاً حتى ولو على حساب الالمان وحتى لو عارض المُنتخبين الألمان سياسة وزيرة الخارجيه فهي “لا يهمها ان يرضى عنها الالمان او لا” … حسب ما قالت حرفياً في حديثٍ لها في براغ ، ولم تعد تشبه نفسها ولا مبادئها ولا حتى اسمائها، فالحزب الديموقراطي الاشتراكي يبدو هزيلاً تابعاًو كإنه اليوم لم ولا يفقه في الإشتراكية شيئاً .. وحزب الخضر ربما سيضطر لتغيير لونه و سيصبح اسمه مرتبطاً بالحرب المقدسة ضد روسيا ولون الدم الاوكراني الاحمر .. يا للهول
انظروا اليها تكاد تتصَّدع … تكاد تُفلِس .. هذا هو حال المانيا اليوم بعد أشهرٍ معدودة فقط من بداية الحرب الروسية على اوكرانيا ..
لكم يا رعاكم الله ان تسألوا وتُخبروا عن حال سوريا وعن اقتصاد سوريا والغلاء في سوريا بعد سنوات الحرب الكونية عليها وعلى أراضيها !!.
أهلاً بكم في حكوماتٍ وبرلماناتٍ سقط القناع عن وجهها ” السينييه الحضاري” وأصبحت تشبه حكوماتنا وبرلماناتنا.. بل تجاوزتها بأبعادٍ وأبعاد …وما حدا احسن من حدا
وشهِدَ شاهدٌ من خيرةِ أهلِهِم !!. نصف مجانين أم أشباه الرجال أيضاً؟!!.