آراء الكتاب: نفق الحكومات مابين المانش وشرق المتوسط .. فهل تعبر الشعوب شرقيتها الاستبدادية أم غربها الاستعماري؟ – بقلم: ياسين الرزوق زيوس

تقرأ الحكومات في شرق المتوسط هذه الرواية المعنونة بنفس الاسم للكاتب عبد الرحمن منيف فتنتج نماذج أشخاص و تكتلات عصيَّة على الفهم ما بين نفاقٍ مستعر و انبطاح موبوء و ما بين معارضة قاسية و عدوانية مفرطة حتَّى في استعداء الجغرافية الوطنية التي من المفترض أن ننتمي إليها كسوريين في شرق المتوسط بدلاً من أن نغامر بتسليمها لِمَن عيونهم على هذه المنطقة فقط لأنَّ من يكرهون السلطة التنفيذية و التشريعية و القضائية و حتى السلطات الرابعة و الخامسة و السادسة في كلِّ الطوابير الأصيلة و غير الأصيلة القائمة يريدون استبدالها و لو أنَّ البلاد بأكملها فقدت أيَّ انتماء جغرافي أم قومي , زمانيّ أم مكانيّ , و لا أرى مبرِّراً لذلك إلَّا بالتشويه الذي أصاب منطقتنا و تاريخنا و بعض شعوبنا فآثرت الانحطاط على الازدهار و العمالة على الانتماء لأنَّ استجرار الحقد من أشخاصٍ كبارٍ يتاجرون بالأوطان في أماكن عليا في الدول جعل هذا الحقد الممنهج الهوية الجديدة المرسومة من الخارج لتسليم الأوطان للمحتلين و المعتدين بدون مقاومة و لبيعها في مزادات العالم دونما ترسيم و دونما سؤال عن حدود داخلية و دولية فهل نغفر للسلطان في داخلنا بأن حوَّلنا إلى أقزام أم نبحث عن قزم الانتماء الخائف لنعطيه دواء التعملق علَّه يغدو عملاقاً فيحمي بعض ما تبَّقى داخلنا من وطنية أسيرة المصالح و من مواطنة سجينة الخوف و الاستعباد ؟!…….

توفيت ملكة بريطانيا وهي تتوغّل فيما وراء البحار غير مستغنية عن توجهاتها الاستعمارية ما بين القديم و الجديد , و لم يغفل بوتين سيِّد الانطلاق من الاندماج السوراسيّ إلى الاتحاد الأوراسيّ و الذي لا يرى من تصرفات الحكومات البريطانية إلَّا النعوت الاستعمارية الحاقدة و العنجهية المتهوّرة عن تعزية العائلة المالكة هناك بوفاة امرأة مخضرمة ما بين حروب عالمية قديمة و ما بين حدود عالمية جديدة لا يتنازل عنها رئيس روسيا الاتحادية و لا يرميها جزافاً في نفق المانش فهل تعي الحكومة الجديدة و الملك الجديد الفرق ما بين حدود العالم الورقية و ما بين حدود العالم الفولاذية وسط استحضار العبيد ؟!…….

في مؤسَّسة القيامة السورية الفينيقية ما زال الرئيس الأسد حامل الروح السوراسية الخلَّاقة يوجِّه بخلق إبداع التنمية لا إغلاق التعمية , و لعلّنا نرى بين جدران وزارة التعليم العالي و البحث العلميّ و بين أسوار وزارة التربية و بين معاقل وزارة الإعلام عقولاً تعرف الفرق بين الوراء و الأمام و بين النقص و التمام و بين الصمت و الكلام , و إلّا ستغدو مؤسَّسة عبَّاس بن فرناس للسقوط الموثوق حاملة الأذيال المفقودة و الأوهام الممدودة باحثة عن رؤوسٍ ناجيةٍ من الفراغ و عن عقولٍ لن ترمى في زقاقات الانحطاط المستساغ ؟!…….

بقلم

الكاتب الشاعر المهندس

ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s