أيها السوريون: اسمعوا وعوا .. كلمات مؤثرة من الأب الياس زحلاوي

ان كان من شيء أريده في حياتي هو ألا تلاحقني عقدة الذنب تجاه وطني وأهلي .. وأمنيتي ألا تنتهي حياتي وأنا أعيش لحظة لحظة ندم وحسرة .. فلايوجد مايضاهي ألم الندم .. لأنه ليس هناك من يغفر للنفس الا النفس ذاتها .. فان لم تغفر لك نفسك فلن ترتاح روحك ولو غفر لك الناس جميعا ..


وفي حربنا الوطنية للدفاع عن بلدنا .. كم أصابنا احساس بالذنب عندما استشهد المقاتلون والمحاربون الشجعان ونحن في بيوتنا آمنون.. وكم أصابنا احساس بالذل واحتقار الذات عندما جاع الجنود وعطشوا وحوصروا ونحن نتنقل بين الموائد ومشاهد المحطات الفضائية على أرائكنا .. وكم داهمنا ذلك الشعور بالتقصير ونحن نرى عمالا يعملون تحت وابل القذائف ورصاص القناصين الغادر فيما كثير منا في مكتبه يقرأ الجرائد ويتابع أخبار الحرب كأنها رواية او قصة مثيرة .. وكم أصابنا شعور بالأنانية المريضة واحتقار الذات ونحن في بيوتنا فيما شباب الجيش يقفون في الطرقات المظلمة ليلا وفي عز الثلج والعواصف ونحن نتدثر بالشراشف الدافئة والأغطية المخملية ..


اليوم هناك اصرار غربي وقح على الانتقام من الجميع .. الجميع ولا يستثنى أحد .. كلنا يعني كلنا .. لأننا صمدنا وقهرنا من لايحب أن يقهر .. وهذا الاصرار تجلى في حصار على الكرامة واللقمة والخبز وحصار على الاحلام والأمل ..


صهاريج أميريكا التي تغادر حقول النفط لاتسرق النفط أيها السادة .. وشاحناتها وقوافلها لاتحمل القمح المسروق الى خارج الحدود .. بل ماتحمله تلك الصهاريج هو أحلام شعبنا وآماله وكبرياؤه .. كرامتنا وأماننا وثقتنا بالغد هو ماتحويه تلك الصهاريج التي تحرمنا من كل شيء كي لا نحيا .. وماتنقله الشاحنات الى خارج حدودنا هو أرواحنا ومعنوياتنا وضحكاتنا وقصص حبنا .. وحكايا عشق الشباب والشابات .. ومستقبل أطفالنا ..


لذلك علينا وفيما نحن ننتظر معركة التحرير التي طال انتظارها .. علينا أن نوزع الأمل ونوزع الثقة بالنفس والايمان بالحب بين الناس .. علينا ان تكون لنا صهاريج من الحب والامل والرغبة في الحياة .. بأن نتكافل ونتعاضد ونوزع الخير وأن نجعل لقمة الخبز هي صلاتنا وزكاتنا .. ويجب ان تكون لنا ناقلات ليس للنفط ولاللقمح بل ناقلات للأمل .. والمعنويات الصلبة .. وحب الناس للناس ..


المغتربون في هذه المرحلة ربما هم اليوم جنود الوحدات الخاصة التي يجب ان تنفذ انزالا خلف خطوط العدو في مواجهة مختلفة عن المواجهات الميداني بالسلاح الناري .. وهم من يجب أن يعيد قصة جابر عثرات الكرام .. فاعداد المغتربين كبيرة وقدرتهم على عمل شيء مهم للغاية لمجتمعاتهم ربما ستفاجئ الكثيرين .. وعملهم الانساني والخيري يجب ان يتطور وأن يكون ممنهجا .. وكما ان للارهابيين عقلية الذئاب المنفردة .. وتنظيمات عنقودية لاتعرف بعضها وتعمل بشكل آلي دون ان تتواصل مع بعضها .. فان الكثيرين في الداخل والخارج يمكن ان يقوموا بأعمال ممنهجة في مجموعات منظمة لصالح الفقراء ولصالح المشاريع الاجتماعية والمبادرات الخلاقة لدعم من سرق الحصار قدرتهم على الامساك بايمانهم بالغد والذين كثروا في وطننا بسبب الحرب والذين لايزال مستوى العناد والوطنية فيهم لاتقدر اميريكا على استئصاله الا بسرقة أحلامهم وآمالهم وثقتهم بالمستقبل ..


الأب الياس زحلاوي يريد ان يسبق احساس بعضنا المتأخر بالذنب .. وان يلغي احتمال الندم في علاقاتنا الانسانية الوطنية .. فوجّه هذه الرسالة النبيلة .. الى كل السوريين والاحرار ان يقدموا مبادرات لدعم الشعب .. وأن نستعيد فكرة جابر عثرات الكرام .. تلك القصة النبيلة التي تعلمناها صغارا .. وآن أوان ان نطبقها .. فليس هناك أصعب من أن ننتصر ونندم .. ونكسب الحرب ونخسر أرواح الناس .
.

هل يردد دعوته رجال الدين من كل الاديان والمذاهب .. والعلمانيون .. والوطنيون الغيورون .. والمثقفون .. وكل من يحب الحرية ويدرك ان الحرية لاتكون الا بتحرير الناس من اليأس؟؟


أيها الناس .. وياايها الوطنيون .. وياأيها السوريون .. اسمعوا وعوا .. هذه الكلمات وهذا النداء الذي أطلقه الأب الياس زحلاوي من قلبه وحط في قلوبنا جميعا:
.مايقوله الاب الياس زحلاوي

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to أيها السوريون: اسمعوا وعوا .. كلمات مؤثرة من الأب الياس زحلاوي

  1. عزيزي نارام…
    اكثر من نصف الشعب السوري لايوجد عنده مغتربين يمدونه بأسباب العيش.
    فهل هؤلاء مصيرهم الموت او الموت السريري؟؟!!
    لقد شائمتني اكثر واكثر من حيث لاتدري

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s