هي الدكتورة النزيهة النشيطة فاغنكنشت من جديد، تحاول ان تقوم بالتحذير الأخير قبل ان تقع الفأس بالرأس الأوروبية !..
هكذا كتبت وهكذا صرحت على اكثر من شاشة وموقع ، عبثاً حاولت هزّ الحكومة الفظيعة بمستشارها ووزيراته ووزرائه ، وعبثاً تحاول تصويب البوصلة وكأنها باتت تنفُخ في قربة مخرومة!..
حرب بالوكالة !؟
وكما كان متوَّقعاً،
إِجتمع وزراء الدفاع الاوربيون ومسؤولون عسكريون آخرون من الناتو في القاعدة العسكرية الأمريكية في مدينة رامشتاين – وفور إنتهاء إجتماع ” السقيفة” وبوقتٍ قصير، دعت قيادات في صفوف حزب الخضر ومسؤولو الإئتلاف الحكومي والحزب الديمقراطي الحر وآخرون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بتاع المستشار تنادوا ودعوا إلى إرسال المزيد والمزيد من الاسلحة الثقيلة المتطورة والدبابات الالمانية الفاخرة الأخرى إلى أوكرانيا شرط تسلميها في أسرع وقتٍ ممكن!!. يا للهول
في غضون ذلك ، أعلنت وزيرة الدفاع الالمانية السيدة الحسناء الخارقة “لامبرشت ” عن عزمها رفع وتعزيز ميزانية الإنفاق العسكري الالماني بشكلٍ دائم، حيث يتعين على ألمانيا أيضًا أن تتولى “دورًا عسكرياً رائدًا في أوروبا” حسب قول الوزيرة الخارقة!! ( نعم الخارقة بنظري الشخصي لأنها لو لم تكن كذلك لما تنَّقَلت بين الوزارات من حكومة الى حكومة، ولانها خارقة تمكنت من ترأُس وزارة العائلة ثم انتقلت الى وزارة العدل ومنها الى وزارة الدفاع !!) ( وانها خارقة لأنها غالباً ما يتم وصفها بالماريونيت الاميركية!)

هل جُنَّ جنون السياسيين الألمان؟!!؟
هل فقدوا صوابهم !؟.
سيكون العكس ضروريًا ومطلوباً جداً:
لا بدَّ من العودة إلى سياسة الإنفتاح والانفراج والمبادرات الدبلوماسية كالتي إِتَّبَعها المستشار القدير الراحل “فيلي برانت ” لإنهاء الأسباب التي طالما حذَّرت منها روسيا من العبث بأمنها القومي في الحديقة الخلفية ولإنهاء الأزمة التي تسَّبَبت في إراقة الدماء في أوكرانيا. لا يوجد أي سبب وجيه يُوجِب تسليح الجيش الألماني بمليارات أكثر – هذه الأموال يحتاجها المستهلكون والشركات والشعب أكثر من حاجة وزارة الدفاع إليها … وقبل ان يتم صرفها بلا وجه حق وبلا جدوى .. و بسبب ارتفاع أسعار كل شيء وخاصةً الطاقة والغاز والمواد الأولية فهناك حاجةً ماسة للهجمات الدبلوماسية من أجل وقف إطلاق النار أولاً، وبدء المفاوضات فوراً للتوصل الى حل سلمي قابلٍ للتطبيق من الاطراف المتخاصمة، ونزع السلاح ان أمكن.!!. يحب ان تُساهموا في نزع فتيل هذه الحرب لا أن تزيدوا صب الزيت على النار!!.
إن استراتيجية مقاطعة وفرض عقوبات وإستعداء بل “تدمير” قوة نووية مثل روسيا هي كارثة ولا تزال خطيرة للغاية ولا تفيد الشعب الاعزل في أوكرانيا ولا الناس في أوروبا ، ولكن بالتأكيد تُفيد مصانع وشركات الأسلحة الكبيرة العابرة للمحيطات وتُفيد كارتيلات استيراد الطاقة والنفط والغاز الأميركي!..
إنّ سباق التَّسلُح والإنفاق العسكري الألماني المَهول وتصدير الأسلحة لمناطق النزاع يجب ان يتوَّقف فوراً !!.
ان البنادق والذخائر والدبابات لا تصنع السلام !.. متى تستيقظون!؟.