آراء الكتاب: حقيقة مراكب الموت …من الذي غرق ومن هو المنقذ ؟؟!!- بقلم: يامن أحمد

جميع الأحداث التي تتبعها ثورة من المشاعر وتقودها الكلمات العاطفية بعيدا عن رؤية العقل سوف تنفصل عن الحقيقة لطالما كانت العاطفة مقترنة بالإنفعال من الحدث وليس بالتفاعل معه فتكون مشاعر انفعالية وليست عملية وهي مشاعر صادقة ولكنها لاتتعدى في غالبيتها العظمى حالة الشعور الناجم عن متولدات أراء مختزنة في النفس لم يقدسها العقل ولو ترجمت مشاعر التعاطف والانفعال لمئات الآلاف من الأشخاص في الواقع الاجتماعي كحالة احتواء مادي ونفسي لكل محتاج فلن تشهد رحلات الابحار في قلب المجهول وبالطبع هذا الكلام غير موجه لمحيط الحدث الضيق بل لطقوس الآراء البعيدة عن كامل الحقيقة .

أما عن قضية الغرق فهي تتعدى غرق القارب فالقصة ليست بمن ركب القارب ولاحتى بمن غرق ونجى او حتى وصل بأمان لكن القصة هي تتعلق بإدراك ما كان يجري من ذي قبل وإذا كان هناك لمن غرقوا ثمة قوة إرادة هائلة للخوض في بحر المجهول مع دفع مبالغ مالية كبيرة للجوء الى حياة كريمة فلماذا رفض أولياء هؤلاء بلادهم سوريا في حالتها قبل الحرب حيث كانت سوريا ملاذا لكل خائف وجائع وعطش ولكل ثري وفقير فهل ترفض نعمة الآمان والرزق إلا لسبب أعمق من خلاف سياسي إن الذي قذف بهولاء المساكين إلى البحر قبل ضيق الأحوال هو ضيق الفكر وتعاظم الجهل وتسيده في قراءة المتغيرات والمسؤول هم اولياء فكرهم وما أضاع هؤلاء الشباب والأطفال والفتيات إلا غرق كبارهم بالجهل قبل غرقهم في المجهول لماذا لم يقرأ هؤلاء بأنه من المحال للخليج أن يقود ثورة كرامة بل ثورة في التدمير كما فعلوا في العراق ضد صدام كيف قرأ هؤلاء أن تركيا الناتو التلمودي سوف تقود الجهاد في سوريا ولم تقودها للحظة في فلسطين.فمن لم يعتبر مما وقع للعراق وكيف اتفق الأعراب والأتراك على صدام حسين الذي دافع عن الخليج بمواجهة عدوهم ايران ومن بعدها اغرقوا العراق بالمجهول ولاذ العراقي بالشام فإنه مازال يقرأ الأحداث من خلال أخطائه .

فهناك من فر من اختياره للتركي وهم بعشرات الآلاف ألم يكن أردوغان خيارهم لاكثر من عقد وعلى الرغم من هذا هدد أردوغان أوروبا بموجات هجرة غير شرعية مرارا عبر قذف السوريين في البحر ..

هناك رواية أخرى أكثر خطورة وحساسية من الفرار في قارب حيث هناك من يغرقون في النار كل يوم وهم على وجه الأرض والغرق في النار لايمكن العوم فيه ولا النجاة منه إلا بالتفوق على الجسد هذه ليست خرافة فمن بقوا في سوريا لايمكن أن يكونوا في غالبيتهم إلا اهل فكر أعظم من الجسد فمن يصنعون أطواق النجاة لأمة وهم يواجهون الغرق في الفناء منذ أكثر من عقد هم أنفسهم يمثلون النجاة واطواقها لأن الغرق الأكبر هو ماحدث ويحدث لسوريا إذا نحن أمام الغرق المهول الذي لم تشهده سوريا غرق لم يشهد التاريخ مثله من ذي قبل ومازال المنقذون ينتشلون منه بقايا سوريا من قاع المجهول ومن يفر من عملية محاولات النجاة من الغرق منذ اكثر من عقد هوهارب من انقاذ هذه البلاد إذ كيف لك أن تفر من انقاذ غريق فهناك فرق عظيم بين من يهاجر لينقذ أهله في الداخل السوري وبين من يهاجرون لينقذوا أنفسهم .عندما مسحت اجزاء كبيرة من اليابان عن وجه الأرض بالنووي والذري ( هورشيما . ناكازاكي ) وأماكن أخرى بالسلاح التقليدي ودخلها الاحتلال الأمريكي ودمرت المانيا تدميرا شاملا فإن اليابانيين والألمان لم يغرقوا في الاستسلام للأمريكي ولم يفر أبناؤهم. هؤلاء كانوا أوفياء لوطنهم لاجدادهم ولمبادئهم واليوم تقوم عمليات اسعاف الغرقى بمعدات يابانية وألمانية وادوات يابانية وكذلك المانية.. ليس الغرق أن تسقط في ماء البحر فهذا هو اهون أنواع الغرق لأن النجاة منه واردة جدا بطوق نجاة وبسباحة طويلة نحو حجر بارز مع دفع الموج لك الى السطح .إنما الغرق أن تغرق بلادك في كذبة ملثمة بالكرامة..الغرق هو أن تمارس الكذب ويصبح عقيدة ومنهاجا في حياتك .

العاقل يدقق ببقاء المحتل الأمريكي ويسأل لماذا جاء الأمريكي من خلف البحار التي تهاجر أنت عبرها؟! لماذا لم تلتفت أيها المبحر في المجهول لترى أن البحر الذي تفر من خلاله جاء من خلاله أيضا المحتل إنه حجم الكذب الذي مارسه اولياء هذه الاكذوبة .. الياباني يعتقد بمعتقد تعتبره ونعتبره مادون معتقداتنا ولكنه لم يدع وطنه لأحد مع مجازر النووي وطعم الموت بالذري وسطوة جحيم ذل الاستسلام لم يستسلم الياباني ولم يتابع مقولات المتفزلكين بل قاوم في أرض ليس فيها حياة وعاد إلى الحياة وتفوق على محتله لأن هناك من لم يكذب عليه ولم يقل له إن بلاده عدو واهله اعداء ..أيها السوري لقد طالت الحرب وتأخرت وأنت تفر لأنه مازال هناك من يكذب ويقول لك الثورة مستمرة وهو قابع في الفنادق والشقق الفارهة أو ينام ويستيقظ في بلد اوروبي..

إذا كانت الآية الكريمة لم توافق جهادك ولاخيارك ولم تثبت لك شأنا في عظمة تبيانها وتحققها في حربك فما ذنب الدولة السورية ..يقول تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.

لم تثبت أقدامكم بل لم تدع مكان إلا ووطأته في غالبية دول هذا العالم فإن كان الجهاد لم يجعلكم باقين ولم يجمعكم فما الذي يجمعكم؟؟!! اليوم تجاهدون من أجل ماكانت سوريا عليه من ذي قبل فكفى مزيدا من طمس الحقائق و حاسبوا من قادكم إلى هذه الأكذوبة واغرقكم فيها من قبل الغرق في البحار ومادام الكذب مستمرا فسوف يزداد عدد الهاربين والغرقى ..المحق لايفر مماخرج إليه بل الذي صدق الكذب ولايريد أن يعترف هو من سيبقى هاربا من كل حق وحقيقة .

فهل يحض الجهاد في العوز والغنى على مغادرة أرض فيها قواعد للمحتل الأمريكي .إن الأمريكي مازال متعلقا بأرض ليست بأرضه على الرغم من كل ماشهده من جحيم في العراق ومقاومة في سورية وأنت مازلت تصنع له حصة الملك بمغادرتك لأرضك وتزيد من قوة وجوده سيقول لنا أحدهم أمن لنا الحياة وأقول : من يمكنه أن يغامر بنفسه وأمواله في قارب صيد يمكنه أن يغامر على ارضه حيث يعلم إن وقع له مكروه هو في أرضه وليس بين يدي الضياع لن أقول لك قاتل و اشتر بندقية وقاوم بل فقط كن هنا .هناك في هجرتك مالاتريد قوله للعلن وهو أن اختيارك الخروج على بركة الشام كان خيارا قاتلا وفي المحيط الذي حولك تقول أن من حولك من اقرباء ومن هم في طوق معرفتك لايمتلكون الرحمة ولا الفكر السليم لكي تبقى وإلا لكنت تهاجر إلى ((المحرر)) حيث تم ((النصر والتحرر )).. هل سأل أحدكم لماذا يتعلق الأمريكي بوجوده في العراق وسوريا إن السبب الأول هو أن لايسمح لهذه البلدان بالنهوض اقتصاديا وعودتها أقوى والسبب الآخر أن يستمد الأمريكي قوة بقائه من جهل المجتمات بفهم إدارة النزاعات وحجم الضياع الفكري الذي يقدسه جزء من المسلمين والعرب على حساب أوطانهم التي يجب أن تقصى عن الخلافات أي أننا في مواجهات وأنت عندما تترك هذه المواجهات لاتترك وطنك.للمحتل فقط بل تهجر فرض الجهاد كمسلم فمن الذي طمسه في فكرك وهو من مقدسات معتقداتك ؟؟!! أين هو من يريد أن ينتقم لإعدام قائد عربي كصدام حسين إذ مهما اختلفنا معه فهو قائد عربي له جمهور لايمكن لعاقل أن يتنكر له أين من يريد الإنتقام لصدام حسين أم مانقرأه على الفيسبوك هو حالات عاطفية لاتجرؤ على أن تفسر واقعيا أليست هذه حالة ناتجة عن تحريف رهيب للحقائق .

قبل أن تغرق وتنجو وتصل أو لم تصل إلى أوربا أذكرك بأن المهندس نزار حسن فجر نفسه مع عائلته لكي ينجو من جيش ((الاسلام)) عندما نجحت خياراتكم جغرافيا وعسكريا لبعض الوقت كانت نجاة السوريين في خيار الموت على أن لا تسلم رؤوسهم لكم فقبلكم غرق اطفال السوريين بالرعب والدم والخطف والتفجيرات والفتن ومقاطع جز الرقاب .تفجير نزار نفسه مع زوجته وأطفالهما كانت أعظم صرخة توضح للعالم بأن سورية كلها كانت غارقة في ظلمات الدمويين وأن من أنقذها من الغرق في بحر الدم هم فرسان الجيش العربي السوري وربان الأمة بشار الأسد .نعم غرقت سوريا لسنين ولم يغادرها ربانها ولافرسانه ففي فراركم من أرضكم هناك اعتراف مدو بأن من سقط لكم في مواجهة الجيش العربي السوري لايستحق أن يبقى أحد لأجل مافعله فما خلف رحيلكم ليس هو السبب المعيشي فقط بل هو خياركم فقط فمن ضحى ببلد آمن مطمئن بمستطاع عائلة محدودة الدخل فيه أن ترتاد في كل يوم جمعة المطعم الذي يرتاده رجل اعمال لسوف يضحي بكل شيء وكل من شوه لكم الواقع وجعلكم تكفرون بنعمة الشام هو المسؤول وليست الدولة التي كانت تؤمن لكم كل شيء بلا أي عائق …

البعض منكم مازال يقول مستمرون في (الثورة) وهو يشاهد بأم العين مافعله أردوغان معكم وماقاله القطري عن الصيدة بحقكم .. مستمرون ومراكب الموت مستمرة و الاستمرار الوحيد هو في دفع الناس الى مراكب الموت فهل ثمة من يخشى عليكم ألا يقف عند القارب الأول الذي غرق ولايتابع في تحريضكم على الفرار إلى الموت المحتم ؟؟!!..مستمرون بماذا؟! بخيار آخر كاردوغان آخر؟؟!! ألا يعلم أحدكم أن قوة سوريا بقوة كل السوريين هل تصدقون بأن من يعمل على تفريق السوريين هو من يريد سلامتكم ألم تساهم الحملات المقززة من شتم واستهزاء من مأساة السوريين بنفوركم من بلادكم ألم تلاحظوا القزم فيصل القاسم والشاذة ميسون بيرقدار كيف أنهما يحرضان ليل نهار السوريين على بعضهم لترك بلادهم منذ عامين وأكثر حتى أن مشغليهم وظفوا منابر للتهكم من حياة السوريين والسخرية من الطوابير أمام الافران وانتظار الغاز و لا يجرؤ هؤلاء على القول لكم بأن هذه الطوابير جاءت من سرقة الأمريكي لقمحنا ونفطنا ولماذا ؟؟!! لأننا يجب أن نبقى متحاربين حتى يتجذر الفالق وتبقى سورية في حالة احتراب فهل ياترى سوف تستفيق العقول أم مستمرون بثورة على نعمة بلادكم التي جحدتم ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

2 Responses to آراء الكتاب: حقيقة مراكب الموت …من الذي غرق ومن هو المنقذ ؟؟!!- بقلم: يامن أحمد

  1. Mohammad Ismail كتب:

    بكل أسف نجحت منظمات المجتمع المدني التابعة للناتو والموساد، بتصوير سورية على أنها الجحيم ،وهي خربت الشباب والأسرة وأصبح السوريين مصابين بفيروس التذمر والجحود للدولة التي تعتبر حالة فريدة بدعم التعليم والصحة والغذاء ،،
    بكل أسف شريحة كبيرة تتهم سورية باغراق المركب ،لن يتوقفوا عن شيطنة سورية ،
    هي حمى أصابت العقل والوجدان .
    اي منطق بركوب قارب صيد بدون اي معدات سلامة واتصال وبمبلغ خيالي ،،وإلى أين يرحلون ،
    شكرا للمقال الرائع

    • ما كتبته صحيح وعميق ومتجزر في حقيقة ماجرى وماتم التخطيط له
      ولكن نحتاج نحن الذين امانا في سوريا وندرنا انفسنا للدفاع عنها لتبقى وتنهض
      اصبحنا بحاجة لثورة من نوع مختلف لنقتلع الفاسدين من مناصبهم
      لنستطيع الدفاع عن الريء الذي كان محفور طمن حروف ما كتبته دون وجود هذا الخنجر (الفاسدين) الذي يستخدمه الجميع للرد علينا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s