حراس اسرائيل يلقوننا في البحر .. اذا مات البحر .. فأي قبر سيتسع له؟؟

كل مانراه في لبنان يدل على ان هذا البلد مريض ومصاب بمرض نفسي يودي بصاحبه الى أفكار وميول انتحارية .. وهذا المرض العضال بدأ مع انفصاله عن سورية منذ ان أعلن استقلاله وسلخه عن سورية .. والتحم مع عصابات الطوائف وصار مثل الطفل الذي فصل عن أمه .. متشردا لايملك من ينصحه ويربيه كما الاطفال .. ولذلك تجده متسكعا في الشوارع السياسية .. لايذهب الى أي مدرسة .. يبيع البضائع الرخيصة على الأرصفة ويتجول ليبيع العلكة السياسية للناس أو يمسح زجاج السيارات ..


في لبنان الذي كان الرومانسيون العرب يسمونه سويسرا الشرق .. بحرياته وصحافته واعلامه صارت صحافته مزرعة للخشخاش والأفيون الفكري .. هناك في لبنان وضع شاذ جدا وهو أن الثقافة تتردى وتمشي مع الطوائف فيما الطوائف تتحول شيئا فشيئا الى حدائق للحيوانات والمحميات الطائفية التي صممها سايكس وبيكو اللذين وظفا حراس الطوائف لحماية هذه المحميات المعزولة التي تعامل من فيها من الناس كما يعامل الحيوان .. الكل طليق وينهش مايلاقيه من المخلوقات المغايرة ان تمكن .. وهو دليل على ان هذا الكيان لايصلح للاستقلال ولايقدر على البقاء دون رعاية ..
لايوجد بلد في العالم بلد تتحكم فيه الأرواح والأشباح كما لبنان .. ولايوجد بلد في العالم تفلس بنوكه ويبقى حكام البنوك وحكومات البنوك على حالها .. ولايوجد بلد في العالم يخشى ان يأكل الخبز كما لو انه حلال او حرام ومذبوح على الطريقة الاسلامية .. فالخبز في لبنان يذبح على الطريقة المسيحية او الشيعية او السنية او الدرزية .. والويل لمن يأكل خبزا ليس من خبز طائفته .. ولايوجد بلد يغرق في الظلام والعتمة والفقر والجوع ويمد له المتبرعون يد المساعدة فيخشى الارواح والاشباح ويفضل ان يغرق في مستنقع الطوائف والموت مثل هذا اللبنان .. ويموت الناس فيه اما غرقا وهم يفرون او تسولا ..


لبنان الذي كان سويسرا الشرق صار ثقب الشرق .. ومنصة كبيرة لمهاجري القوارب العرب الذين يأكلهم البحر حتى تكرّش بطن البحر من جثثهم .. لبنان هو مركب كبير مثقوب .. ثقوبه في طوائفه وفي مذاهبه وكل رجل دين فيه هو ثقب في قعره .. ولذلك فان لبنان سيغرق يوما في مياه البحر المتوسط طالما ان الناس لايزالون يثقبونه كل يوم بأنفسهم ويحافظون على ثقوبه .. ويسمحون لكل السفراء والزعماء الطائفيين وعائلاته السياسية ان تتسلى بثقبه .. السفيرة الاميريكية تثقبه والسفير الفرنسي والبريطاني والسعودي والقطري والتركي ووو .. وزعماء وعائلات الطوائف كل واحد منهم يحرس ثقبه ..


ان هؤلاء المهاجرين من بلاد الشام الذين غرقوا كان أفضل لهم لو انهم جمعوا شتاتهم وصنعوا ثورة على زعماء الطوائف ونسفوا كل النظام السياسي الطائفي وأعلنوا ان القاء النفس في البحر ليس حلا .. بل القاء الزعماء السياسيين في البحر .. والقاء الطوائف في البحر .. والقاء المذاهب في البحر .. والقاء الاحزاب اللبنانية في البحر .. ورمي حدود سايكس بيكو في البحر ورمي حراس سايكس بيكو في البحر .. ورمي كل تركة الاستعمار الفرنسي في البحر .. كل شيء سياسي في لبنان يجب ان يرمى في البحر .. كي يبقى الانسان فيه .. ولكن مايحدث ان الانسان يرمى في البحر .. وتبقى الطوائف والمذاهب والاصنام المذهبية والتماثيل والزعماء والحكيم والبيك والآلات العائلية التي لاتختلف عن آلات الخليج ..


ليت حلمي يتحقق وتتمدد حملة الرمي في البحر لتشمل كل هذا الشرق الذي ملأه حراس اسرائيل .. من العراق الى شمال افريقيا .. أتمنى لو أذهب الى العراق وأرمي كل طبقته السياسية في البحر ولاأستثني أحدا من البيوت الجديدة التي فقست في العش الامريكي (الفقس السياسي الشيعي والسني والكردي) .. وأصل الى شواطئ ليبيا التي لايجب ان تقذف الناس والفقراء في البحر .. بل على كل السياسيين الليبيين ان يتم القاؤهم في البحر طالما انهم لم يقدروا على الوحدة من أجل بلدهم اليائس رغم اجتماعهم عشرين ألف مرة .. وفي الخليج العربي المحتل كل العائلات الحاكمة التي تتولى حراسة البوابة الشرقية لاسرائيل الكبرى يجب ان ترمى في البحر وترمى معها مسروقاتها ومجونها وفسادها وذهبها المسروق ويخوتها وأرصدتها التي جمعتها من بيع عرض الجزيرة العربية وشرفها في خمارات السياسة ومن هتك ستر الكعبة وبيع استارها في اتفاقات ابراهام والتطبيع ..


كم أشفق على هذا البحر وعلى هذه المحيطات التي يجب ان تتحمل هذا الكم الهائل من القمامة والقذارة والنتانة وهي لاتقدر على ابتلاع كل ماأنتجته هذه المرحلة العربية من الصراع .. فحجم القمامة سيغرق البحر وسيقتل ملوحته .. فكم يجب على مصر كي تعود الى الحياة أن تقذف في البحر من حراس كامب ديفيد الذين جعلوا من مصر مسخا بمساحة قطر وتأثير جامايكا في الشرق الاوسط .. وكم على فلسطين ان تتخلص من حراس أوسلو وكبيرهم العتيق المزمن محمود عباس الذي جعل فلسطين تحرس اسرائيل .. هل تتخيلون ان فلسطين محمود عباس تتولى حراسة اسرائيل رسميا وتلاحق المناضلين وتقتلهم كما قتلت نزار بنات او تسلمهم لاسرائيل ؟؟؟
بل في فلسطين مايرفع منسوب البحر مترا اذا القيت فيه خيانات حماس التي سرقت فلسطين وباعتها في خانات استانبول وزينت ببنادق فلسطين قصور آل ثاني وجعلتها مثل بنادق الصيد القديمة على الحيطان او جعلت فلسطين مثل طائر محنط او غزال بري على بوابة قاعدة العيديد والسيلية .. وفي الاردن هناك عائلة عريقة في الخيانة وثقيلة في الخيانة ولاتحتاج ان نربطها الى الأثقال كي تغرق كما فعل الاتراك بالامير فخر الدين اللبناني وولديه .. لأن مافي البطون الهاشمية الاردنية من خيانة وعمالة ثقيل جدا كالرصاص وكفيل بان يوصلها الى قاع المحيط في لحظات ..


سامحنا أيها البحر أننا نفكر ان نلوثك ونفسدك ونحولك الى مستنقع آسن ونحن نرمي في قلبك كل هذا الفجور وكل هذا الفساد وكل هذه الدساتير العربية المجرثمة وكل هذه الطوائف المريضة .. واغفر لنا أننا سنملأ قلبك قيحا اذ نفكر ان نطعمك زنخ السياسيين العرب وعملاء العرب .. وانك ستصاب بالتخمة وبعسر الهضم والاسهال والاقياء وانت تتذوق هذا العفن الذي نما في أرضنا .. وانك ان فعلنا ذلك ستطعم أسماكك طعاما ملوثا ومهرمنا بهرمونات الهندسة السياسية الوراثية التي تشرف عليها مخابر اميريكا البيولوجية التي تنتج الفيروسات والسياسيين العرب .. بعد أن تعودت أن تأكل لحم شبابنا ورجالنا واطفالنا الغض النقي ..


ماذا ألقي فيك ايها البحر؟ .. فلايزال عندي الكثير الكثير .. هل ارمي اليك كل المؤمنين الضالين والزنادقة والمجاهدين المسلمين الذين لم يجدوا عملا سوى قتل الناس وتضليل الناس وتكفير الناس حتى أحرقوا هذا الشرق وأفقروه ؟.. هل أرمي فيك كل الملتحين المافقين من كل الديانات؟ هل ستصفح عني اذا أطعمتك نكهة الاخوان المسلمين التي لن تنساها أبدا وهي اقرب الى طعم الزرنيخ في المجتمع؟؟ هل أرمي اليك طبقة كثيفة من المثقفين المتعبين والفنانين والاعلاميين المرقطين الذين يفعلون مالايكتبون ويكذبون وهم يعرفون انهم يكذبون .. ويجهّلون الناس أكثر مما ينوّرون .. وينشرون العتمة على سطح الشمس .. متسولون يبيعون الشعر والكتب والمدائح ويتحولون الى مذيعين وطبالين ويكتبون في حب الحرية والديمقراطية مالم يكتبه وودرو ويلسون .. ويغنون للدبابة الامريكية وصواريخ كروز وهي تمسح عواصمنا مسحا ..


واغفر لنا اننا نفكر أننا لن نطعم فمك الازرق الكبير بعد اليوم من أجساد شبابنا .. وشاباتنا .. وأولادنا .. ومستقبلنا وأحلامنا وفقرائنا وعقولنا ونخبنا التي علمناها .. وتركنا أقبح مالدينا .. فأنت تأخذ أفضل مالدينا .. وتترك لنا أحقر الجثث التي نشم رائحتها وهي تسير في القصور والمنتجعات والمؤتمرات وفي ثرثرات الجامعة العربية .. ان رائحة هذه الجثث من الحكام والأنظمة الفاشلة صارت خانقة .. لم نعد نستطيع التنفس في هذا الشرق الذي تحكمه الجثث الذي تأتي الينا بالصناديق من أميريكا ومن السفارات الغربية .. خذها أيها البحر .. واذا قتلت أو مت مسموما بهذا الكم الرهيب من السم .. فلتكن شهيدا من أجل الشرق .. فحتى البحر سيموت اذا عاش فيه من يعيش في هذا الشرق ويفسده ..


ولكن اذا استشهد البحر فاين سأدفنه؟ هل من قبر يتسع للبحرالذي صار قبرا جماعيا لنا؟
اذا مات البحر ياسادة وهو يفتدينا ويموت في سبيلنا .. فانه سيكون شهيدا .. والشهداء ندفنهم في السماء دوما ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to حراس اسرائيل يلقوننا في البحر .. اذا مات البحر .. فأي قبر سيتسع له؟؟

  1. مرام أحمد كتب:

    آخ آخ بس
    الموضوع فعلا يدمي القلب. لا تعليق أكثر

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s