كي تفهم ماذا يحدث في الحرب الروسية الناتوية .. الاميريكي سيأكل لحم أوروبة ان جاع وربما لحمه أيضا

كم ترهقنا عملية صناعة الفكرة كي نشرح أمرا او نظرية .. ان شرح النظرية أكثر صعوبة من صناعتها أحيانا عندما تكون بدهية .. وقراءة السياسة في ضباب الثرثرة والمحللين والشارحين والمتدخلين والمتطفلين والمتحذلقين والمنتفعين والذين يبيعون آراءهم ويصنعون البضاعة على ذوقهم وذوق صاحبها .. في هذا الضباب وفي كثافة الاعلام والمواقع على الانترنت وملايين البروفيسورات على الفيسبوك يكون عسيرا جدا ان نختصر الكلام لشرح الاحداث البدهية ..

في أقصر خطبة في التاريخ اكتفى يوليوس قيصر بعبارة (أتيت .. رأيت .. انتصرت) .. وهذا لخص كل ماكان على يوليوس ان يعلمه للناس .. وماقد يحتاج ساعات طوالا كي يصوغه .. ولكن هذا الفيديو القصير يشبه خطبة يوليوس قيصر .. فهو يلخص بعضا مما يحدث وان كان فيه غمزا من روسيا التي يصورها الفيديو على انها ذئب يريد افتراس الخنازير .. ولكن الخنزير الاوكراني بيته من قش .. والخنزير الاوروبي بيته من خشب يحترق .. والخنزير الناتوي بيته ينهار من انهيار حجر واحد .. ولاتجد الخنازير من مأوى لها ينقذها الا بيت الامريكي المنيع .. الذي ينتظرها سعيدا ويدخلها ويؤويها ثم يقفل الباب خلفها ليسن سكاكينه لذبحها .. وعندها تدرك الخنازير انها وقعت في فخ اميريكا وستصير على مائدة العشاء ..

وهذا ربما مايحدث .. الأميريكيون ورطوا الاوكرانيين والاوروبيين وحلف الناتو في الحرب والعداء مع روسيا .. ولكن المستفيد الاكبر من هذا الذعر الاوروبي هو اميريكا التي ستستفيد من انهيارات الاقتصادات الاوربية لينتعش اقتصادها وينتعش الدولار .. وتتسول اوروبة كل شيء من أميريكا حيث تموت الصناعات الاوروبية .. وبدل ان تكون صناعات واقتصاد الصين هي التي تنافس اقتصاد اميريكا فان الاوروبيين وبسبب الذعر من القوة القادمة من الشرق فان اوروبة ستفتح اسواقها وخزائنها للمستثمرين الاميريكيين وللانتاج الامريكي ليحل محل اقتصاداتها المتعبة النازفة ..

الاميريكي وجد انه لانقاذ نفسه في مواجهة اقتصادات الشرق الناهضة لابد من اقتصاد أخر كي يموت او يتبرع له بدمه .. وبالطبع ليس سهلا قتل الاقتصاد الصيني ولا الروسي لابتلاعهما .. ولكن دم الحلفاء الاوروبيين هو ماسيتم حقنه في العروق والشرايين الاميركية وسيتم التضحية بالقربان الاوروبي .. فلايهم ان تموت اوروبة طالما ان اميركيا هي التي ستحيا .. وهذا ماحدث عندما لم تتدخل اميريكا في الحرب العالمية الثانية ونأت بالنفس 3 سنوات وتركت ألمانيا تفترس اوروبة رغم توسلات القوتين العظميين في ذلك الوقت فرنسا وبريطانيا .. الا ان اميريكا تدخلت عندما انهارت الدولتان ونقلتا كل مخزون الذهب وجنى العمر الاستعماري لمدة 200 سنة وصار في بنوك أميريكا .. وتحولت الامبراطورية البريطانية التي لاتغيب عنها الشمس الى دولة مدينة لاميريكا بقروض لم يتم ايفاؤها الا في نهاية التسعينات على ماأذكر .. اي نقل دم بريطانيا وفرنسا الى عروق اميريكا .. فنهضت قوة عالمية لانظير لها وفيها ثروات امبراطوريتي فرنسا وبريطانيا وثروات اوروبا .. فكان العصر الامريكي الذي عشناه على حساب العصر الاوروبي ..

وهذا مايحدث الان ..

القصاب الامريكي ينتظر انهيارات اوروبية وهو يسن سكاكينه ليلتهم الفريسة الاوربية .. وربما يرمي للذئب الخنزير الاوكراني ويلتهم هو كل مابقي من اوروبة ..

الاميريكي لاصديق له الا جشعه .. حتى لحمه ليس صديقا له لأنه سيأكل لحمه ان جاع ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s