آراء الكتاب: إنقاذ الحقيقة من الغرق في بحر الكذب – بقلم: يامن أحمد

إن كنت تحدثني عن الدولة في سوريا بأنها سبب كل مايجري هل تحدث الناس عن الوضع المريع في ليبيا وفيه هناك سقطت الدولة وجاء اخوتكم فماذا حدث لليبيا؟؟!! …أليست ليبيا عينة عن حكم خياراتكم ألم تحاربوا فيها وأرسلكم اردوغان اليها وتم القبض على المئات منكم هناك ألم تهاجروا بسفن وطائرات تركية ولكن عند الهروب في البحار يغض التركي بصره وتذهبون في مواكب المجهول ألم تلحظوا هذه الحقائق ولكنكم تريدون محاكمة دولة أنتم من دمرها لم يمر في التاريخ نفاق مريع كما هذا النفاق ومحاولات صنع شاذ عائد من قوم لوط حامل دماء متقيحة من جيف بقية قومه ويريد بيعنا اياها على أنها عطور.

ارسلكم الى قلب الموت ولم يتحدث أحد .. دعمكم عسكريا واستخباراتيا في تدمير سوريا ونهب نفطها وزيتونها وقمحها وذهبتم معه بهذا ولم تبالوا بتدميرها و اليوم يتم اتهام الدولة بسبب كل مايجري وأنتم الجناة.

لنذكر موقعة واحدة لكم : من دمر مشفى الكندي وأعدم الحامية التي كانت تدافع عنه مشفى يقدم الطبابة المجانية لكل سكان حلب والسوريين فقمتم بتفجيره ورميه بكل أنواع القذائف لنفترص أن الغرقى كانوا آلافا في عدة قوارب ونريد ارسالهم إلى مشفى الكندي ولم نستطع من يكون السبب ألستم أنتم ؟؟ من الذي رفض الكهرباء وقال نور ((الاسلام)) ولاكهرباء الدولة ومن الذي مزق بطاقة هويته ومن هذا الذي يصفق للعدوان اليهودي المحتل كلما قصف موقعا في سوريا ومن كان (يطرق على الطناجر) ليسقط الاسد والدولة هل هو جدير بأن يكون شخصا يعلم مايقول ويقول الصدق..؟؟!!

يفاقم اليهودي المحتل من عدوانه ويقتل علماء الصواريخ ويتصدى لناقلات النفط والامريكي يستمر بسرقة النفط والقمح وأنت أيها المعترض تستهزئ من كل هذا ومع كل هذا تريد الكرامة وأن تعود اللقمة التي دستها بقدمك من دون أن تصف العدو بكلمة بل تقول : اللهم اضرب الظالمين بالظالمين ولاتريد استعادة بحور القمح معنا وتسألنا أين الكرامة في هذا البلد وأنت لاتسعى لأجلها بمقدار جهد نفس بذلته وأنت تجازف بحياة زوجتك واطفالك في البحار..

المريب كيف يمتلك البعض القدرة على التحدث بكل هذه السطحية والسذاجة والقول أن الدولة مسؤولة عن هروب و غرق هؤلاء .كيف يمكن لعقل سليم أن يحيل على الدولة تبعة كل مايجري وهي مازالت في طور الخروج من حرب مدمرة اتت على كل مقوماتها ألا ينظر العميان الذين يرجمون الحقيقة بحجارة الجهل إلا أن هؤلاء الذين غرقوا لم يستطيع أحدهم الاستمرار في الكيان التركي أليست تركيا كيانا لم يتعرض لحروب خارجية وعدوان مستمر عليها واقتتال داخلي وحصار مبرمج لضرب الإقتصاد واعلام ثري يفاقم التحريض المذهبي ومع هذا يفر منها السوري إلى مراكب الموت ألا يحلم هؤلاء بدولة سورية يحكمها مثيل اردوغان فلماذا يقذفون أنفسهم في البحار هربا من تركيا أليس من حقنا أن نوقف هؤلاء عن الاستمرار في خداعنا يحملونا أوزار خياراتهم المجنونة..

أين إيمان هؤلاء من قوله تعالى:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/ 155 –

أين الصابرون وهم يعتبرون أنهم أصحاب حق وقضية جهادية اسلامية اين هم من قدس الأقداس كلام رب العالمين ؟؟!! هل آمنوا بهذه الآية وهل نفذوا رسالتها؟؟!! ..إن الواقع الذي يجعل المرء مساقا إلى الخروج من سوريا بقرار هو أقرب إلى الانتحار منه إلى المغامرة هو يؤكد على أن حياته كانت معتمدة على الدولة لأنه لم يقرر الخوض في المجهول حتى تأذت الدولة في الصميم خلال أكثر من عقد من الزمن وبالتأكيد لم تستفق الدولة في عام ٢٠١١ وأعدمت مؤسساتها فمن كان يكبر على ذبح جندي سوري ويعتبر قتاله جهادا وهو يحاصر ثكنات الجيش العربي السوري الذي كان ومازال عماد قوة الدولة وأبرز مقومات بقائها لايحق له أن يسأل أين خيرات الدولة وهو من تسبب في تدمير حماة خيراتها فكيف لك أن تقتل حارس الحياة وتسأل فيما بعدها أين الحياة إنه النفاق في أقبح تجلياته.

يحدثنا البعض متهما كلماتنا بالتنظير وهم أنفسهم من قالوا لنا عن درعا أنها محمية روسية ولن تعود ولايسمح للجيش العربي السوري دخولها وكانوا متشددين في آرائهم إلى درجة تجعلك تعتقد بأنهم أعضاء في جهاز الاستخبارات الروسي وكبار رسم سياسة روسيا القومية الأمنية لقدكنا نخالفهم بكل كلمة من هذا القبيل وتحقق ما كنا نؤمن به وعادت درعا وكذلك حدثنا هؤلاء عن حلب ودير الزور بذات الطرح المريب والمعيب وهم أنفسهم اليوم لايعلمون ماذا يفعلون عندما تتهم الدولة بما وصل إليه السوريين من سوء الواقع المعيشي فهم بهذا يقومون بتبرئة بندر بن سلطان وقطر والامارات واردوغان والغرب وداعش وغرف الموك وماشابه وجمهور بالذبح جئناكم فالجميع في نظرهم براء من واقع سوريا الحالي إلا الدولة هي المتهم الوحيد وكأنها هي التي دفعت مئات مليارات الدولارات لجيش (الاسلام) و الجيش (الحر) ولسعد الحريري ولأردوغان وقزم الأردن وهي التي مولت فضائيات الجزيرة والعربية وصفا واورينت وهي من جندت ثلاثمائة ألف مقاتل أجنبي وعربي للقتال ضد سوريا وهي من جندت العرعور و القرضاوي لحرق سوريا بالفتن والحديث يطول هذا مايتجاوزه ملوك القراءة السطحية ويريدون منا أن نصمت لأننا فقط نظهر المشهد كاملا مكتملا مع الحقيقة في ذكر الأسباب وليس النتائج فقط أي طبيب أصور هذا الذي يريد معالجة المريض من دون معرفة مرضه هذا مايريد قوله لنا هؤلاء ولو عملوا على ربط الحرب على سوريا مع تأثير الفاسدين على حياتنا لكانت الصورة أكثر اشراقا من جهة تبيان الحقائق ولكن أن نفصل السبب عن النتيجة فهذا ما لانقبل به وهنا نحارب طريقة قلب الحقائق وليس الواقع ونحن أول من حارب الفساد فكريا بعيدا عن النقد المزاجي السطحي وأطلقنا عليه مصطلح الإرهاب القومي ويتهمنا هذا البعض بأننا نتجاوز الفساد والفاسدين ونحن نقول لهؤلاء اليوم وفي كل يوم إن الفساد مولود مسخ من ثورة فكر مسخ وهو جزء لا يتجزأ عن ثورة التدمير المنظم وأقول لمن يتحدث ويقول لنا كفى دعوات لبقاء السوريين في سوريا :
تعمل الحكومة الأمريكية على تجنيد الأمريكي مقابل دفع كلفة دراسته الجامعية والطبابة المجانية وترسله حكومته فاحشة الثراء الى بقاع الأرض كافة لكي يقتل ويسحل بعد أن يجلب معه نزاعات دموية خبيثة في قضايا لاعلاقة له بها شخصيا وليواجه الموت لأجل جبروت امريكا ومصالحها المادية ونحن هنا يخرج علينا المثقف لكي لايسمح لنا أن نقول للسوري صاحب الأرض أن ابق في أرضك وواجه معنا ذاك الأمريكي القادم إلينا لكي يبقى هو ونموت نحن..

إن من رمى بكم في البحر هو ذاك الذي يسدد بندقيته نحو رأس انصهر تعبا وفكرا في قيادة المصالحات بين السوريين حتى لحظة كتابة هذا المقال يطارد عمالقة الفتن والدم من يقود المصالحات في درعا وحلب وفي كل مكان كانت تتم فيها المصالحات سابقا وكانت هناك جريمة اغتيال تطال كل من يعمل لها .عندما يرمي بك خيارك في البحر لايمكن لك أن تحدث الناس بأن من رمى بك في البحر هو الآخر الذي رفض اختيارك .

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s