منذ أن بدأت الحرب كنت أعمل على رفع شأن المصالحات بالتزامن مع توحش الفتنة وشهية النصر بالنار فقط فكانت تلك المحاولات في رؤية البعض كمن يحاول حياكة النار مع الماء ولم يعلم البعض منا ممن رفضها ودعى الى ردة فعل على الفعل بأن هناك تحت غطاء الحرب ولادة حرب أخرى تتراكم متولداتها بعيدا عن زفير المدافع واحاديث البنادق كنا نحارب المفرزات قبل تفجرها وجعلها واقعا وكان البعض يعتقد بأنها عملية عاطفية بعيدة عن قيادة العقل الإجتماعي والعسكري للحرب حيث غابت الحقائق عن أن السوري والأرض هما الوجود وليست الأرض والألة العسكرية فقط ومهما تقدس السلاح فإن أعظم ما يفعله هو إعادة الحياة وهذا ماقام به الأسد وللمفارقة فإن هذا البعض لم يكن على دراية دقيقة بأن الجيش العربي السوري هو من كان يقود المصالحات للجم نزيف الدم ولملاقاة قبح الحرب بصدر سوري تلتحم فيها جهات سوريا الأربعة..
المصالحات كانت ومازالت تعني أن لايجوع السوري ولكي لايذهب قمح سوريا ونفطها لما تنتجه عمليات الاحتراب والتي يدعمها المشغلون بشكل جنوني ويصغي اليها الجاهل المسلح بكل تطرف وعمى فكان الأسد يشق بحار الدم والبارود للوصول إلى سوريا موحدة فمن لايذكر ما قالته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حينها بالتزامن مع دعوات القرضاوي لتغذية الاحتراب قالت هيلاري للسوريين :لاترموا السلاح عندما شرعت الدولة السورية عودة المسلحين من هنا كان للفكر النقي أن يعلم أن المصالحات ليست بمعركة الظل بل هي أعظم موقعة سورية لأن السوريين جميعا انتصروا فيها على الحرب..

فالقمح والنفط وبعض المعابر اليوم هي خارج مقومات سوريا نتيجة الجهل الاجتماعي الذي تولدت عنه استمرارية الحرب من قبل الذين حاصروا أنفسهم وقيدوا معتقداتهم في دائرة القتال فقط ولايمكن أن يكون لهم مواجهات أخرى وجرأة في أن يكونوا ضمن أمة حيث أن جميع ماجاءت به الرسالة المحمدية الاجتماعية العظيمة لم تنجدهم للخروج من ضياعهم وهذا لغلبة الحقد على الحق في معتقداتهم ولرفع أراء البشر على أحاديث الله فلايمكن لمن ثبت في ضياعه أن يعترف بضياعه بل يعبر عنه بأن الثورة مستمرة فهو يعترف بأنه من ثار ونحن نقر له بأنه ثائر لكن على نعمة سوريا التي سلبتها ثورته والواقع اليوم هو نتيجة عمن ثار وليس نتيجة من لم يثر وهنا يواجه السوريون هجمات الكذب والسخرية ممن بقي في سوريا فهل تستنقذ أمة بالسخرية .نعم الثورة مستمرة والهجرة في قوارب الموت مستمرة الثورة مستمرة والأمريكي المحتل في التنف والشمال مستمر الثورة مستمرة وسرقة القمح والنفط مستمرة والتركي الذي دخل الشمال السوري مستمر في استثمار ثورتكم وإطلاقكم عبر البحر إلى المجهول كيفما تتطلب مصالحه .الثورة مستمرة والبؤس مستمر في مناطق ((المحرر)) الثورة مستمرة والمقاومة اللبنانية استرجعت نفطها من الاحتلال الصهيوني لأنها وجهت سلاحها إلى المكان الذي لا يمكن لليهودي المحتل أن يوجه سلاحه إليه فكيف لايستمر شتاتكم وثورة الضياع مستمرة وسوريا فيها هذا الكم القبيح من المعارك الوجودية ولو كنتم أهلا للثورة لمادخل الأمريكي ولا حتى دخل الروسي فمن رفض المصالحات منذ اليوم الاول هو من أباح دخول الأقطاب في المعارك وليس من دعا إليها فمن كان يدعو إلى المصالحات كان يجنب السوريين مشهد اليوم ولو آمنتم بالمصالحات لكنا جميعا سنعمل في المفاوضات مع الأمريكي على خروجه من المنطقة كلها وليس على مقاومته للخروج من الشمال الشرقي حيث حقول القمح والنفط .
إلا أننا في سوريا نواجه جماعات تجاهد عكسيا منذ اثني عشر عاما ولم تصنع لنفسها قوة لهم لتعيد على الأقل النفط المسروق لأن كل جهاد مؤذ للمصالح الأمريكية لسوف ينتج عنه جذب الأمريكي لقتاله وذلك على خلاف مايجري في سوريا فيما يتعلق ب (الثوار) فالأمريكي لايحاربهم إذ أن القوة الجهادية الحقيقية لايمكن للأمريكي أن يأمن جانبها ولو كان هؤلاء مجاهدين حقيقيون لكان الأمريكي سيخضع عند أقدامهم خاضعا لشروطهم أو على أقله سيعلن الحرب عليهم بالإشتراك مع اليهودي المحتل ولكن ماحدث هو العكس فجميع ماصنعوه هو جلب القوة للأمريكي ليأخذ النفط .لم يحدث في التاريخ أن تندلع ثورة والأمريكي يحلق آمنا مطمئنا إليها إلا في ثورات الربيع الخليجي البرناري وثورات مشابهة لنفس الداعمين وقعت سابقا .لقد استطاعت المقاومة اللبنانية استعادة نفطها بعد خضوع اليهودي المحتل وبعد تراكم قوتها في خيار المواجهة إلى جانب دمشق فمن وقف إلى جانب دمشق قوي سلاحه وموقعه وموقفه ولهذا استجاب كل من الأمريكي والعدو الصهيوني اذلاء لحقوق لبنان في النفط ولولا الخيارات الوجودية في التموضع مع قرار دمشق والجهاد المحق لكان النفط اليوم بحوزة تل ابيب فكل سلاح وجهته ضد تل ابيب فلن تضيع حقوق حامله وكل سلاح موجه ضد دمشق سوف يضل أهله مع حقوقهم والواقع أعظم شاهد.
الجهاد الذي تنطلق فتواه من خلف دخان محركات قاذفات المحتل الامريكي في قطر لن تنتج عنه سوى قواعد أخرى للمحتل الأمريكي و الأمريكي الذي وصفه القرضاوي بالمجاهد في سبيل الله إن قصف سوريا هو نفسه الأمريكي الذي قتل أيمن الظواهري فإن كان سيد من جاهد ضد السوريين هو من افتى بهذا من مستعمرة قطر فما هي أبعاد القدرات العقلية لمن صدق القرضاوي وهل تجيز له معرفته الهزيلة بأن يجد الفرق بين الثورة والتدمير فقد خرجت إليه الدعوات من بلدان دمرت العراق ونظام صدام حسين وأعدمته فيما بعد فهل التفت إلى أن اعداء صدام وقتلته هم من يدعمونه اليوم فلماذا لم يفكر ولماذا نحن علينا دفع ثمن جهالته ؟؟!! ولهذا نكتب نحن اليوم لأننا لن نسمح بطمس الحقائق و لا بتزوير التاريخ مجددا .لن نسمح بأن ندفع ثمن جهالتكم وأحقادكم لعقود أخرى لسنا نحن من يجب أن نفكر عنكم ونقول لماذا لم تتدفق سيول المليارات من الدولارات لانقاذكم بطريقة سلمية ولماذا لم ترفع أجوركم في الخليج و لنفترض بأن الخليج كان يريد منكم أن تصبحون أثرياء في أوطانكم ولستم مواطنين راضين بحالة العيش السورية التي جعلتكم بغنى عن الذل والحاجة إلى الآخر .ماهي الكرامة التي يحياها الخليجي حتى يدعي بأنه يريدها للسوري فهل استطاع الخليجي مع أمواله أن يجعل لنفسه كرامة أمام دونالد ترامب الذي صفع شيخهم واميرهم و كبيرهم وصغيرهم عندما قال ترامب للسعوديين يجب ان تدفعوا و لولا امريكا لم يبق لكم كرسي ومن بعدها استقبل السعوديون أبا ايفانكا استقبال الفاتحين .كما أن السعودية خلعت معتقدها الوهابي وقال محمد بن سلمان في مقابلة مع وكالة اخبار غربية: الوهابية فرضت علينا من الغرب؟؟!! فأي كرامة هذه يقدمها لنا من يجلسون على كراسي مقابل الحماية الأمريكية والذين يعتنقون المذاهب بحسب ما يفرضه الخارج عليهم؟! ليقدموا الكرامة لأنفسهم ومن بعدها فليقدمها هؤلاء للغير فهل تفكر هنا الثائر السوري في أي محيط يحيا أم نحن كما في كل مرة من يجب أن يفكر عن هؤلاء ونعمر مادمروه .. أيها الثائر الضال لماذا لم يرسلوا إليك هذه الأموال لتتمكن من شراء أراض والزواج كما حلل الشرع أربعا وانجاب اعداد كبيرة من البنين لتحكم سوريا بأعداد مضاعفة لماذا اختار الامريكي أن يستمر الخليج على القتل في بلادك لماذا لم يجعلوا منك سلطانا ماديا لقد أدخلوا اليكم الزواج بطريقة أخرى لماذا خلطوا الدم السوري بالحرام اسألوا أنفسكم لماذا تم دعمكم بمليارات الدولارات فقط للقتل وللدم لماذا التمسك بالقتال دون خيار آخر…هل توقف أحد منكم هنا وتفكر؟؟!!’ هل يظن أحدكم أنكم نجحتم في ليبيا فماذا يجري الآن في ليبيا فهناك لا علويين ولاشيعة فإن كانت معضلتكم في النصر وبناء دولة في سوريا هي طائفة ففي ليبيا لاحجة لكم .
يجب أن يكون هناك دول تمثل حلم كل مسلم وعربي ويجب أن ينقلب السعودي على وهابيته لكي يجذب افكار الشباب له لبناء أمبراطوريات من ابراج الحجر والحديد فيها كل شيء من الرفاهية وإقامات ذهبية في بلاد لايمكن أن تقدم إقامة ذهبية للشرف في تطبيق مقدسات أخلاقية انسانية قبل الدينية للعمل الأخلاقي ولن أقول العسكري ضد الأمريكي واليهودي فإن الأمر الذهبي في هذا الموضوع ليس إلا في نزع ذهب القضايا الوجودية من فكر المسلمين وتوسع اسرائيل في مساحات النزاعات الفتنوية والبلدان الفارغة من البشر ولتبقى الأمعاء والمادة هي أبراج الفكر العربي والمسلم ..ويجب أن ترى وطنك قبيحا جدا والمفارقة هي أن من حوله إلى القبح و الذي جعلك تنفر منه هم أصحاب الجمال الوهمي اصحاب البلدان المتقدمة في كل شيء الا في جمال الشرف ..
إعلم أيها الثائر العجيب أن المال الذي دفع للأسد لكي يصبح خليجي العقيدة هو من دفع للحرب عليه وهو المال الذي دفع للأسد ليبيع المسيح مجددا إلى قتلته وليصافح من في حصن خيبر الجديد ويدع محمدا وجيشه .
أنتم اليوم تحاربون بمال حرام بمال المشروع الذي رفضه الأسد والذي حمله له اردوغان ومملوك قطر..
مع كل هذا لم يلتفت أحد لمن بقي في سوريا الجميع يعصف به الغضب تعاطفا مع من خرج من أرضه ولو فكر أحدهم بعمق لطيف لتعاطف أكثر بألف مرة مع من بقي فمن يختار الهروب لو موتا فماذا اختار الذي بقي أليس خياره أخطر بحسب نظريات المحامين عن الهجرة ؟؟!! من بقي في سوريا هم من اعادوا جسدها المصلوب من داعش والنصرة هو ذاك الشرطي الذي يعيد مبلغ اثني عشر مليون ليرة سورية أمانة في حوزته ومثله كثر ممن بحاجة لأي مبلغ ينجيهم من سطوة فجور الغلاء هي تلك السيدة التي قدمت ابناءها لعودة الحياة بخلاف من يقدم ابناءه للبحر فهل بقي في سوريا بشر عاديون أم هم حقيقة خارج التأثر.ومن هو الذي تبقى الأمم ببقائه هل هو من فر من الألم أم من بقي في قلب الألم إن من يفر من آلامه ليس كمن يحيا معها.
هناك منابر فضائية وغيرها مبرمجة للسخرية من معيشة السوريين ومن يفر من هذا الواقع تعمل نفس الماكينات القبيحة على التعاطف معه عندما يخرج لانه نفذ غاياتها التي تعمل لأجلها .انها برمجة الكفر بكل حقيقة فكيف تسخر مما هو عليه وتساهم في رميه في قاع البحر وتبكي مع أهله عند غرقه ..اعرفوا من يقتلكم ايها السوريين اعرفوا بأنكم وصلتم إلى هنا بسبب حجم قذارة هؤلاء هؤلاء الذين يهللون لقصف دمشق من قبل تل ابيب ويمارسون الشذوذ الفكري ضد أبناء وطنهم بالسخرية من آلامهم على مرآى من سكان الأرض ..