لم أتقفى أثر الأوهام يوما ولكن عندما أنصت للعبيد وهم يدعون بأنهم أحرار وحملة رسالة مقدسة لن أغمد قلمي قبل أن يعلق الحجج أيقونات نور تتدلى من سموات كلماتي لأن الحقيقة لن تنجو من الإشتباك مع عجز العقول التي عقرت بالحقد ولم تنجب سوى الموت فإن لم يكن قاع الشمس موطئ أفكارنا فإنه لن تشرق الحقيقة من سمو قضيتنا .أنا السوري لم أشحذ قلمي بنورالحق كي أبارز فيالق الذباب وضباع الجيف فقد قتلت ضعفي منذ علمت بأنني سوري مقاوم إلا أنني عاهدت الحقيقة العليا أن أكشف الحقائق ماحييت.
بعد تصفية رسالة فيلسوف الجريمة المتدينة برنار ليفي لابد من إنجاب ظاهرة غبية تتقمص دور المتذاكي كي تغطي جغرافية الهزائم البرنارية فلا حجاب لهذه الهزائم إلا بالعمل على إبقاء الصراع داخل الحرب وليس ضد الحرب أي أن نجد أنفسنا أطراف نزاع على سلطة ولسنا أطرافا إتفقت على مواجهة الحرب لأجل الأمة فما يحدث اليوم من ظهور لكائنات التهريج المطعم بالسموم المذهبية ماهو إلا عملية للحفاظ على جثة الثورة كي يبقى جمهور الربيع العربي تحت السيطرة .فبعد فشل ظاهرة (الأحرار والمفكرين) عدنان العرعور والعريفي والقرضاوي في جعل الفتنة جهادا والخيانة ديانة وملل (الثائرين) من أكاذيبهم الجهادية ورواياتهم عن الملائكة التي تحارب مع( المجاهدين) الذين يهزمون في كل موقعة يعتدون فيها على الجيش السوري فقد أصبح الأمر مدعاة للسخرية فلا فرسان لاهوت يرابطون على جبهات الجحيم مع المجاهدين ولا طيور أبابيل ترمي الجيش السوري المقاوم بحجارة من سجيل وبعد هلوسات أزلام الدين التي دامت سنين تقيأت الهزيمة مقدمي برامج لترميم جثة أخطر مخطط تدميري في تاريخ البشرية فما أعلمه هو أن الملاحم الوجودية تلد الفرسان وليس المهرجين وإن أفلاك العقول تخاطب جحود الحرب من منابر السمو وليس من السيرك المتلفز والقهقهات المدوية ..

مايحصل من تهريج وسخرية هو في الحقيقة صراخ يستميت كي يعلو على نحيب الهزيمة بعد أن لقي المهرجون مصرعهم في مواجهة معتقداتهم الهزيلة قبل أن يتلقوا الهزيمة قبالة فرسان دمشق .ما من حيلة تلجم أنين نحيبهم حول العالم سوى أن يعملوا مهرجين يضحكون الذين أبكوهم مرارة على أكذوبة الربيع العربي .فهم لايمتلكون ملكات العقل التي تترجم المجريات والمتحولات الخطيرة فلا يعقل لعاقل أن تنشب النيران في أرضه ومنزله ويجمع من حولها آلاف الساخرين والمصفقين والضاحكين كي يطفئ النار لقد عالج هؤلاء أهوال المنطقة وجحيم المواجهات بالسخافة والتهريج وبهذا قدموا أعظم مالديهم إلى أمم المنطقة وكانت أستوديوهات أعمالهم تمثل القوة الضاربة للعدو المنهزم .في هذه الحالة نحن في مواجهة نكبة فكرية لاتستطيع أن تعمل لأجل الحقيقة بل لأجل المجهول فهؤلاء وجمهورهم الضائع هم أقوى شاهد على أننا في المكان الأخلاقي والوطني من الحرب.
ولو إستطاعوا النيل من قاسيون لجعلوا من دمشق عاصمة للمهرجين بعد أن كانت عاصمة المقاومين ..ولوكان تشي غيفارا بيننا لسخروا منه لأن أصحاب الرسالات الإنسانية لن يكونوا بجانب ثوار أحلام الفيلسوف اليهودي برنار ليفي فلا يعقل أن تشاهد على الجبهات صهيونيا مع تشي وفيديل ولايعقل أن نرى القرضاوي مقاوما على الجبهة الليبية لأنه حارب إرث عمر المختار وليس أعدائه ..
ما أعلمه هو أن الثورة رسالة أخلاقية في مواجهة واقع مذر ومذهب فلسفي خصب بالمعجزات الفكرية كما إنها معجم لجيوش من الحلول تشرق منه العقول التي تنتصر ولاتهزم ولاتقترف الهزليات مادامت القضية قضية أمة . ولهذا فإنه من المحال أن تنجب الثورة مهرجين وساخرين لأن القضية المقدسة لاتحتاج لهؤلاء فلا يعقل أن تتنحى الثورة عن عرش السمو لتصبح كائنا إستعراضيا ساخرا لأن الثائر الحقيقي رسول يبلغ رسالته فإن سقطت الرسالة سقط .
ماذا ستنجب لنا اللعنة الوجودية التي حلت بمن قالوا نحن مظلومون وأعلنوا الجهاد وجاهدوا ولم ينصرهم الله منذ اثني عشرة عاما هذه اللعنة جاءت بجيل يستميت في البحث عن انتصارات بعد أن اجهضته الهزيمة …فماهي أشكال الانتصارات التي سوف يقدمها لجمهوره وهو مهزوز النفس وأين تلك المساحات العقلية لديهم لكي تستوعب هزيمتهم من قبل السماء قبل الأرض فهم لم يتحولوا إلى مهرجين في السخرية بسبب هزيمتهم أمامنا فقط بل امام الله فهم هزموا في مواجهة مع ما يعتقدون أنه دينهم وايمانهم قبل أن يجذب الجيش العربي السوري غالبيتهم من ظلماتهم ويعيدهم إلى الواقع لقد هزموا أمام من لم ينصرهم ولم يثبت اقدامهم قبل أن يهزموا امامنا ولهذا نشهد ثورة في السخرية من السوريين يصنعون منها ستارا لإخفاء هزيمتهم التي لم يجدوا لها سببا في أنفسهم سوى أنهم كفرة ..كفروا بنعمة سوريا وهل هذه أكذوبة فلنتذكر كيف كانت سوريا ولنر الذي حل بها اليوم فهل ماحل بها هو نتاج ايمان وجهاد فريق سوري أم نتاج كفر قوم منا ؟؟! ماذا ستنجب لنا ثورة قادها القطري والسعودي بأقصى عزمهم المالي والاعلامي ..ثورة قرضاوية عرعورية اجتمع فيها المجاهدون من كل اصقاع الارض كجسد واحد لنصرة اخوانهم ولم ينصرهم الله بعد أن قطعوا مسافات في سبيل ((الدين )) ولم تكترث لهم ممالك السماء ولم يصغ إلى استغاثاتهم المليارية ملكها العظيم مجيب دعاء المظلوم ومغيث المؤمنين لم تصغ السماء لهدير التكبيرات وتسابيح الشيوخ والمجاهدين فكيف لعاقل أن يتجاهل تلك الكوارث النفسية والفكرية التي لحقت بهولاء جراء تجرعهم نار الهزيمة لقد أعدمت بهم تلك الذرة المتبقية في الدماغ والتي كانت ترشدهم إلى أنهم مازالوا يشبهون البشر…
كفاح الثوار أقدس من أن ينتهي به الحال في استديوهات السخرية فلا يعقل لمارد من نار ونورأن يمسخ ذواته كي يحارب عدوه . الثائر هو المعلم القادم من ملكوت الفكر الضوئي فلا يلقي المعلم آيات العقل على تلاميذه ثم يسخر ممن لم يستطيع الإنتصار عليهم لأنه مخلص للجميع وليس ليضرب بينهم فالقا .السخرية هي إفلاس العقل من القضية والحجج النورانية فلا يبقى لدى الساذج سوى أن يختلق السخرية عندما يواجه خسارته وهو من كان يظن نفسه أنه الفاتح والناصر والمحق والمؤمن وأن معتقداته هي الدين الحق وإذ به يلقى مصرعه أمام كل مايؤمن به وأن الإله لم يحرك ساكنا لنصرته !! فكيف لايجن عدونا ويفقد ذرة العقل المتبقية لديه إذ أن معتقداته سخرت منه فكيف لايسخر هو ممن إنتصروا على معتقداته المزيفة؟!
عندما تكتشف تل ابيب أن ثمة رجل سوري يدعى( صدقي المقت) وهو الأسير المحرر و عميد الأسرى في سجون الاحتلال يوثق تلقي (المجاهدين) للعلاج على أيادي اطباء الاحتلال الصهيوني وحوريات التمريض في مستشفيات تل أبيب وتعمد إلى سجنه مرة أخرى فإني أؤمن حقا أن من يجب أن يدافع عن هؤلاء الخونة ليس الساخرون فقط بل وكل لقطاء هذا العالم ..فمن تمسح جراحهم أيادي اليهود المحتلين وترحمهم بعين الرعاية لايمكن أن يكونوا سوى ساخرين من الدين ..
قوله تعالى :’مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ.
نقرأ الآية السابقة فندرك أن مخالفتها قائمة في ثورة الجهاد حتى أصبح اليهود الأشد عداء للذين آمنوا رحماء على ((ثوارنا المجاهدين )) فكيف لاتكون السخرية هي قيادة هذه الثورة فإن كان هناك سخرية في هذا العالم فهي هذه الثورة التي دعمها غالبية سكان العالم الغربي والشرقي ودولهم بأموالهم واعلامهم ودعائهم ومع ذلك لم تستطع أن تحقق في الواقع سوى مزيدامن السخرية فهناك من قال وتحدث عماجرى بأنه الصيدة وهناك أردوغان الذي بات يعلنها ليلا نهارا بأنه يريد لقاء الأسد بعد أن كان يعد المجاهدين بالصلاة في المسجد الأموي اليوم أردوغان سيد من يسخر من استثمار اثني عشر عاما في جهل هؤلاء .
يسخر هؤلاء من دولة كانت قد اسست لأمان أمة وكانت فيها أمهاتهم تعبر خرائطها بكل اطمئنان ويسخرون مما فقدته أمهاتهم واخواتهم وأهاليهم فمن عمل على تهجير الأمان من سوريا لايحق له أن يبكي المهاجرين فقتل الأمان هو بداية لهجرة كل حياة ..كانت بدايتكم من سخرية وتستمر اليوم بالسخرية إن الذي قام بسخرية دق الطناجر على الأسطح والشرفات لتسقط الدولة لن ننتظر منه العقل والحكمة في فهم معنى وجود الدولة بل السخرية فقط ..وكل عاقل يعلم أن السخرية في لبنان كان لها مسرح ساخر ومنابر اعلامية ساخرة والنتيجة اليوم العالم كله يسخر من واقع لبنان ..
إنني على يقين بأن الثائر يخطب الناس من منابر الأنبياء وليس من منابر الأعداء لأن الساخر الأكبر من كل هذا الشذوذ المتعاطي مع تفسخ مجتمعات المنطقة هو العدو الصهيوني فهناك إنهيارات إجتماعية فكرية وتمزق جغرافي وعليه فإنه لمواجهة هذه الأخطار وجب علي أن أكون محاربا ضد وقوعها لأنه إن تم تحديد هوية العدو (العدو اليهودي المحتل) فسوف يعمل العاقل على إعادة دمج المجتمع وإحياء مواقع موته وليس السعي في قتله ..
ثق أيها السوري المقاوم بأن لوقع الهزيمة في نفس عدوك هزائم مزلزلة تنسف كل ما تبقى لديه من شهوة الثورة الوهمية ليحل مكانها الرعب بعيد قبح هزيمته التي ظنها محصنة من “جنود لم تروها” إذ به لم ير إلها يؤيده بنصره ولهذا فإن عدوك يحاول بعث الحياة في إيمانه المقتول بسخرية ظاهرها ضحك وفي باطنها العويل على هزيمته الكبرى ..
ولسوف يقول لي بعض السوريين النبلاء إن المهرجين لايستحقون الرد لأقول :
إن كشف الطبيب الشرعي على جثة القتيل المتفسخة التي لاتملك أي قيمة حياتية يمنح التحقيق حقيقته الكاملة ولذلك نحن في حرب وجب تحليل كل ما قد ولج فيها وإنني أعمل على إظهار السقوط المدوي في أنفس هؤلاء image1.jpeg