آراء الكتاب: عندما تتَفَتَّح قريحة أعتى عتاة السياسة في بلاد اليورو، سترى وستسمع العجب العجاب!!- بقلم: متابعة من ألمانيا

غلاء فاحش وأزمة طاقة تتعاظم هنا وتتفاقم ومسؤولون يستهبلون! .. نداء.. ونصائح!!

مرةً بعد أخرى، حجم المفاجأة بما يُقال وما يُعمَل أطاحَ و يُطيح بكل الحواس لا محالة.. وكأننا في كرنفال الماني مفتوح للم…!!.
ما هذه السياسة الرعناء وما هذا الدرك الأسفل من الطقم الحاكم !؟؟ وما سبب هذا الإنفصام الحاصل والإنفصال عن الواقع الذي يعشعش هنا!!؟. أهي الوصاية !؟

بعد إبداعات وزيرة الخارجية الالمانية الصبيانية ووزيرة الدفاع الحبَّابة ومعها وزيرة الداخلية ووزير الاقتصاد و الطاقة ووزير الصحة وتصريح رئيس ولاية بادن فوتنبيرغ ( فخر صناعة حزب الخضر!) الشهير بالحَّث على التوفير وبإستخدام المناشف المبلّلة بدلاً من الإستحمام وووو وبعد تعابير نائب رئيس البرلمان السابق جاء دور السيد فولفغانغ شويبله المؤمن ليقدم لنا نصائح ساخرة قيّمة ! يا للهول

خرجَ علينا السياسي الالماني المخضرم العنيد السيد شويبله بنداء من فوق الأساطيح أتبعهُ بنصيحة ما انزل الله بها من سلطان خلال مقابلة له بالأمس مع صحيفة ” بيلد” !! السيد فولفغانغ شويبله الثمانيني الخبرة صديق و زميل المستشاران السابقان “كوول وميركل”، والذي تولّى ذات يوم رئاسة البرلمان الالماني وكان على رأس وزارة الداخلية المالية ووو يطلع علينا بنداء غريب عجيب لم يصدر عن أصغر سياسي عربي بلا صغرة ولا حتى …. !! وطبعاً خلال المقابلة لم يَسلَم ” الدكتاتور لوكاشنكو ( كما وصفه) من لسانه وإنتقاداته كما لم يسلَم الرئيس الروسي من إنتقاده اللاذع اللافت، حيث أتى هذا النقد الشديد للرئيس الروسي مخالفاً بالكامل لرأي زميلته في الحزب المستشارة السابقة ميركل التي صرَّحت جهاراً نهاراً وللمرة الثالثة على التوالي، بأن اوروبا لن تنعم بالسلام والامان والبحبوحة بدون شراكتها وتعاونها مع روسيا ارضاً وشعباً ورئيساً وغازاً !!

وقعَ نداء السياسي الالماني عضو حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي “بربط الأحزمة” هنا بسبب الحرب (الدائرة هناك خارج الأراضي الالمانية) على شريحة كبيرة جداً من الألمان (وحتى على محازبيه وانصار حزبه الذي خسر الكثير الكثير من شعبيته واصواته في انتخابات الاحد الماضي) كالصاعقة!!، والأهم والأكثر غرابة كان نداؤه ب” الشَّد او العَّض على الأسنان” في أمرٍ صريح للشعب الالماني بالتحمُّل أكثر وأكثر وعدم الشكوى والتَّذمر من إنعدام الغاز او غلاء الطاقة الفاحش ووو، لأنه حسب رأي السيد Schäuble، ان المجتمع الالماني مجتمعاً مدللاً جداً !! ًوقام بإنتقاد الفئة الغير عاملة او التي تعمل عملاً جزئياً وقام بتوزيع النصائح يميناً وشمالاً وكأنه لا يعيش معنا على نفس الكوكب !! يا للهول

بعدها نصحنا السيد بأن نرتدي كنزة صوفية عندما نبرد داخل منازلنا .. وكنزتان ايضاً ومعطف عند الضرورة كي نشعر بالدفئ ولا نتذَّمر ولا نطالب الدولة بالمساعدة !!. بل يجب علينا ان نتنازل عن إجازاتنا ونعمل وتعمل وتعمل حتى في نهاية الاسبوع حتى الله يفرجها !! يا للهول

للمفارقة ، دعا السيد شويبله في المقابلة الألمان ايضاً الى تخزين الشموع وعيدان الكبريت ومصباح اليد الذي يعمل على البطاريات بدلاً من التذَّمر ومطالبة الدولة بحلول لا تستطيع الحكومة توفيرها بسبب سياسة المستشار وحكومة الغفلة!!

يبقى السؤال:
لماذا يجب على عامة الشعب تقييد أنفسهم أكثر وأكثر داخل منازلهم ولبس كنزة ومعطف وووو !!؟. هل لأن حكومتنا الفيدرالية متورطة بالوكالة في عقوبات وحرب اقتصادية تضرنا نحن في الداخل الالماني ولم ولن تؤثر على روسيا؟!!
ما قيمة ما تقدمه كنزتان ضد حقيقة أننا نشعر بالبرد الشديد و نعيش على حافة الفقر ونفقد ازدهارنا وأن ألمانيا أصبحت غير صناعية؟ على أي حال ، فإن مقترحات لجنة الخبراء التي أشاد بها المستشار شولتز لن تكون قادرة على حماية أي شخص او اي عائلة هذا الشتاء!.. . الدفعة لمرة واحدة تعوض فقط جزء بسيط ولشهر واحد من فواتير الغاز المتراكمة و المتزايدة بشكل باهظ.! ولا ينبغي أن يأتي قرار تثبيت سقف سعر الغاز الربيع المقبل ، عندما لا يكون هناك حاجة للتدفئة ما هذا التسويف!!؟. “الازدهار المزدوج” الذي اعلنتموه في لجنة الخبراء للمساعدة المالية في هذه الحالة الطارئة لا يعني سوى شيئًا واحدًا:
خداع المواطنين مرتين!!.

أخيرًا .. كما قالت المستشارة السابقة ، يجب معالجة هذه الأزمة المستجِّدة من جذورها وعدم إستعداء روسيا عبر دعم اوكرانيا الى ما لا نهاية ، ويجب المبادرة فوراً بمد اليد الى روسيا ورفع حرب العقوبات العبثية بالوكالة وتأمين أسعار الطاقة المعقولة مرة أخرى وإلاّ!!.

ربما يمكننا الاستغناء عن مثل هذه النصائح الذهبية للسيد شويبله ولكن من المؤكد انه بسبب سياسات هذه الحكومة سيضطر اغلبية الألمان إلى الشعور بالبرد الشديد وربما التجميد هذا الشتاء …لأنه حتى مسألة وجود الكهرباء لم تعد مسألة بديهية او طبيعية هنا في قلب اوروبا !؟

ليت ميركل تعود يوماً للمستشارية .. هذا هو لسان حال الكثيرين هنا..لو كانت اليوم هي المستشارة لإستطاعت ان تمنع وقوع هذه الحرب وتبعاتها كما صرّح رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان لجريدة برلينر تسايتونغ هذا اليوم الثلاثاء ، حين قال ان المستشارة السابقة منعت فعلياً وقوع الحرب بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم و نجحت بالفعل بالتفاهم والتعاون مع الرئيس الروسي عام 2014 ووضعت مصالح بلادها وشعبها في الطليعة، ووصف اوربان سياسة ميركل آنذاك ب ” تحفة فنيّة سياسية”!!

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s