عندما سجل اسطورة كرة القدم هدفه الشهير في المرمى الانكليزي بيده .. وقال بعد المباراة ساخرا ومتهكما ومتحديا : انها يد الله .. منذ ذلك التصريح والاعلام الانكليزي يسمي يد مارادونا ساخرا (يد الله) .. واذا وقع شيء من يد مارادونا قال الاعلام الانكليزي (يد الله أوقعت كذا ) .. وفي لحظة ما اشتبك مارادونا مع احد الأشخاص وضربه فكان المانشيت الرئيسي في الصحف البريطانية بعنوان (يد الله تضرب ثانية !!) ..

ولكن هناك يدا أخرى ظهرت في السياسة هي يد أردوغان .. التي صافحت الجميع وطعنت الجميع .. ولكن أشهر ضرباتها على الاطلاق هي ضربة (رابعة) .. التي أصر اردوغان على ان تحمل يده شعار رابعة في كل التحيات .. ويقال المعجبون به انه في احدى الصلوات لم يرفع سبابته في السجود وهو يقرأ (التحيات لله) .. بل رفع أربعة أصابع في تحد للعالم وربما تحد لارادة الله الذي كسر رغبته في أخونة مصر والحاقها بالباب العالي وتحويلها الى جارية من جواري السلطنة ..

انني رأيت خلال حياتي ملايين الايدي التي تتصافح ولكن مصافحة أردوغان والسيسي هي المصافحة التي جعلتني أعرف معنى ان تمسك اليد قبضة من الجمر .. ولاأدري من من الرجلين كانت يده جمرا في يد الاخر .. هل هي يد اردوغان التي كانت ترفع شعار رابعة في التلويح فاذا بها تصافح يد الرجل الذي حاربته باسم رابعة وتؤكد انه صاحب الانقلاب وأنه صاحب رابعة؟ .. فهل تذكرون كم ظل اردوغان يثني ابهامه في التلويح للاصرار على انه لن ينسى رابعة ؟ ظل يوصينا برابعة ويثني ابهامه حتى ظننا ان ابهامه تخشبت وانها نسيت طريق العودة للانبساط وستبقى وفق نظرية دارون في التطور والارتقاء وستكون الاجيال اللاحقة لسلالة الطيب من غير ابهام ..
ام انها يد السيسي هي التي أحست بالجمر وهي تصافح يد اردوغان المجرمة .. وماأدراك ماأردوغان للسيسي الذي كان العالم كله في كفة واردوغان وحقده على السيسي في كفة أخرى .. ولذلك نرى ان السيسي أطبق بكلتا يديه على يد رابعة في إشارة إلى أنه كسرها واذلها .. انني شخصيا أظن ان المصافحة كانت في منتهى الاذلال لاردوغان وانتصارا للسيسي.. ويد السيسي كانت في يد اردوغان بحرارة قنبلة هيروشيما ..

الكفان اللتان التقيتا لهما ذات الشحنة.. والشحنات المتماثلة في شحناتها تتنافر وبالكاد تتلاقى .. كما في طرفي مغناطيسين سالبين او موجبين .. ويكفي ان ننظر في ملامح الرجلين لندرك انهما يكرهان بعضهما جدا ولولا الحياء لأمسكا بتلابيب بعضهما وياقات بعضهما واشتبكا في خناقة حارات ومزقا ربطات العنق ومزقا القمصان وشدا ماتبقى من أشعار بعضهما .. ولولا المناسبة والكاميرات لرأينا خناقة عصرية في مقهى قطر ..
ولكن ماهو اجمل من المصافحة المنافقة التركية او مصافحة الجمر للجمر هو الكلام المحلى والمرطب والمثلج والمعسل والموشى والمقصب والمطرز والمهذب والمسبسب والمدلل والمرقق والمحشو بالشوكولاتة والجوز والسكر .. عن علاقة المحبة والصداقة بين الدولتين والشعبين .. وهنا ستغصون وسيرتفع مستوى السكري لدى كل من يسمع هذه الحلاوة وهذه الطلاوة .. كلام أوله مثمر وآخره مغدق .. و سيبز أحاديث السيد المسيح عن الحب والسلام ..

ولذلك فانني وكعادتي في أن أشكر كل من يسعدني ويطربني ويكسر مللي وويجعلني أبتسم ويقدم لي أجمل عرض في الكذب والنفاق فانني أتوجه بالشكر للرئيسين اللدودين .. لأنهما صاحبا أجمل لقطة في عام 2021 .. وربما أجمل لقطة في هذا العقد .. ولاأدري ان كان علي أن أنتظر ثمانين عاما لأقول انها لقطة القرن ..

ومازاد جمال اللقطة وزاد من قيمتها هي الضحكة الفرحة التي كشفت لنا نواجذ تميم .. وعندما لمحتها قلت ان هذه الابتسامة لم يطلقها صلاح الدين وهو يدخل المسجد الاقصى .. لشدة ماعكست ابتهاجه وافتخاره بهذا الانجاز الذي تم تحت رعايته الكريمة .. ويستحق ان يطلق على ابتسامته اسم (ابتسامة الموناليزا القطرية) او في التعريب يجب ان تكون ابتسامة (التميموزا) .. وتمت اللقطة التاريخية وفيها ثلاثة وجوه في كل وجه لوحة موناليزا لاتترجمها لغة في العالم سوى لغة سرحان عبد البصير ..

وليس لنا الا ان ندعو للامة الاسلامية بالنصر والانتصار .. وان يوضع عود في عيون الحساد والحاسدين وان نقول اللهم خذ اعداء المسلمين أخذ عزيز مقتدر باظهار هذه الصور التي تقهر اعداء الامة وهي ترى هذه المصافحة التي وقف الشيطان نفسه مذهولا وهو يراها .. فمستوى النفاق التركي فيها أكبر مما يتحمله هو نفسه ..

البكاء ودموع التماسيح على ضحايا رابعة