ليت لي سلطة على قلبي كي يحب من أريد ويكره من أريد .. ولكنه حر كريم مستقل .. لايخضع الا لسلطان الحب .. ولاسلطة لأحد في الكون عليه الا سلطة من يحبه .. وليت لي سلطة اكراه عليه لأذكره بالتزاماته القومية وماتعلمه في المدرسة ونشيد بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان .. ومن نجد الى يمن .. الى مصر فتطوان .. ولكن للأسف لا سلطة لي على قلبي وهو يختار وينتقي وينفر ويقترب .. ويميل ويهوى .. ولذلك وان كان لايزال يحب ذلك النشيد العروبي .. الا انه يرفض ان يهوى العرب بسبب عباءاتهم وشماغاتهم بل يهواهم لما في قلوبهم من عروبة .. وقلبي يحتقر كل من يعتبر ان العروبة عباءة عربية ولسان واسلام وقرآن .. وهذا هو حاله كلما عثر على عباءة نفطية فيها رائحة النفط تصل الى المريخ وقماشها من قماش الكاباه .. وهو حاله كلما رأى قرآنا يتلى وقد تحول في فم قارئه وسامعيه الى توراة وتلمود كما هو قرآن هذه الايام الذين يفسره لنا أفيخاي ادرعي .. كاتب الأحاديث النبوية ومفسر الاسلام ..وامام الاخوان المسلمين ..
من هذا الباب فان قلبي لم تقدر كأس العالم ان تجعله يحب قطر .. ولا عائلة قطر .. ولا ألاعيب قطر الدعائية .. فالكل يروج اليوم لعروبة قطر كما روج لها يوم اعطاها راية التحرير من الاستبداد والديكتاتوريات لأنها لعبت دور جان جاك روسو وصارت تكتب العقد الاجتماعي لشعوب عتيقة هي التي كتبت أهم عقود الحقوق والحريات في عراق حمورابي وسورية اوغاريت ومصر الحضارة الفرعونية .. والكل اليوم يحتفل بأن هذه القطر جاءت بالعالم الى بيت العرب وألبستهم العقالات وانها أدخلت العرب الى العالم من بوابة كاس العالم .. وصارت قطر تمثل العرب الآن وتبيض وجوههم التي اسودت بالارهاب وصور اللاجئين رغم ان كل الارهاب الاسلامي واللاجئين شاركت قطر في صناعته بدور وظيفي وبث السم في القرآن والانسان .. والكل يرى في مهرجان كأس العالم وكأنه فتح الفتوح .. وكأن قطر صارت دولة نووية او جعلت العرب في الكرسي السادس للدول الدائمة العضوية لمجلس الامن .. وأدخلت حتى الطيور والاسماك في دين الاسلام .. ويبكي البعض وهو يسمع القرآن في الملاعب او يرى عباءة عربية على جسم ميسي .. ويمجّد منع احد المثليين من ارتداء قميصه .. ويسقط الكثيرون في فخ العواطف وفخ (انصر أخاك ظالما او مظلوما) .. ويعجب المعجبون بالفخ القطري الجميل ويضعون أقدامهم وعقولهم فيه كما الأرانب والظباء فيطبق عليها دون رحمة .. كما أطبق عليها في الربيع العربي بنفس الطريقة ونفس الخدعة الجذابة وتسبب بلجوء الملايين ونشر الارهاب الاسود الذي لوث وجوه العرب وشنباتهم وقرآنهم ..


هناك أشياء لاتستقيم مع الواقع .. ولاتستقيم مع العقل .. ولايأخذ بها الا كل ساذج وكل غبي وكل من يريد ان يلعب دور الغشيم في هذه الحياة او دور من له عقل الطيور وعقل الدجاج وعقل العصافير .. عقول العصافير هي التي ورطتنا في الربيع العربي وقبله في حروب عبثية عربية لأنها لاتحلل ولاتفكر .. بل تهوي على كل طبق وكل بيدر تسكنه الافاعي ..
لاأدري كم اتمنى ان أصفع كل من قال شكرا قطر على مافعلته ورفعته من اسم العرب .. ولاادري ان كان يكفيه ان يصفع بالكف أم أنه يستحق لكمة على الوجه كي يستفيق .. لأن مافعلته هذه الامارة هو انها فعلت كل شيء الا نصرة العرب .. فما أنفقته دولة السفهاء على المونديال وترتيباته يقال انه لامس 300 مليار دولار وربما تجاوزها بكثير وبأرباح لم تتجاوز 2 مليار دولار .. ولكن هذه المئات من المليارات دفعت لآلاف الشركات الغربية وحقنت الدم في شرايين المجتمعات الاوروبية .. وقبل هذا المبلغ دفعت قطر ماقيمته 250 مليار دولار عدا ونقدا في أقل التقديرات لرفع مشروع الربيع العربي وقتل الجمهوريات العربية واعدامها بالحرب القذرة .. وكانت هذه الاموال تدفع ثمنا لاسلحة وذخائر وخبراء دعاية ونقل مقاتلين عبر القارات واجهزة اعلام ومراسلين وخبراء الحرب النفسية واستوديوهات التضليل الاخباري وحملات العلاقات العامة والدعاية والترويج ورشوة الدول والمؤسسات الدولية لتطرد ممثلي الحكومة السورية او تمويل حرب الناتو ودفع نفقات الحشود العسكرية .. وهكذا بحسبة بسيطة دفعت هذه القطر 550 مليار دولار عدا ونقدا للشركات والحكومات والدول الغربية في ايام السلم والحرب من أجل تدمير الشرق تدميرا لم يبلغه حتى في اسوأ فترات الدمار خلال التاريخ .. وكانت هذه الاموال قادرة على ان تحل مشاكل 200 مليون عربي ومسلم اليوم ليس لديهم تعليم ولاصحة ولابنى تحتية ولامشروعات تنمية في عدة دول .. وكانت هذه المليارات كفيلة بأن تجعل من غزة وحدها أثقل عسكريا من اسرائيل ثلاث مرات .. ولكن العقل العربي الساذج مسح كل هذه الذنوب والخطايا وابتهج انه رأى عباءة عربية على جسد لاعب كرة قدم لثوان وسمع القرآن في مباراة كرة قدم وكأن أمم الارض ستدخل في دين الله أفواجا بصوت تجويد القرآن .. وبعد ذلك يقول غبي من الاغبياء او مرتزق في مجلة او موقع عربي .. شكرا قطر ..
هناك ماهو دائما أقوى من الحواس .. أقوى من العين والاذن .. انها قوة العقل الجبار الذي لايسلم نفسه للعين والاذن واللمس والذوق .. فالحواس ساذجة وتخدع بسهولة .. ولذلك فانها ترسل كل ماتتلقاه الى العقل لأن العقل وحده هو الذي يملك برامج التحليل والتفسير والتركيب .. لذلك ارى ان العين الساذجة لاتفهم لغة الجسد بل ان الاذن هي التي ترى .. وترى ان الأذن الساذجة هي التي ترى فتجد ان البسطاء يسمعون لشيخ الجامع ولرجل الدين وللقرضاوي ولكل شيوخ الفتنة رغم انهم يرونهم بأم أعينهم أثرياء ويتزوجون الصغيرات يكنزون الذهب ويرسلون ابناءهم لبلاد الكفار وليس للجهاد ..
قوة العقل لاتقبل ان يستقيم العقل مع فكرة ان السعودية والخليج هي بلاد الاسلام فيما هذه البلدان لاتخدم اي قضية اسلامية ولاتصدر اي فتوى جهادية نحو القدس رغم انها تفتي في كل شيء حتى في أحكام اطلاق الريح في الصلاة .. ولكن 100 سنة كاملة من خدمة الحرمين الشريفين لم تبادر نحو القدس .. ومئة سنة من أموال الحج والزكاة والنفط الهائلة لم تنقذ أطفال فلسطين ولا فقراء المسلمين .. بل ان هذه الاموال دفعت لتدمير بلاد المسلمين ودفعت لتجنيد شباب المسلمين للقتال فقط الحروب الجهادية العبثية والاهلية والطائفية ولم تدفع فلسا واحدا ثمنا لرصاصة فلسطينية .. وهذا التعريف لاسلامية السعودية ودول الخليج لأنها تكتب على علمها الشهادة الاسلامية أو لأنها تطبع المصاحف وتوزعها مجانا فانه اهانة للعقل .. فالاسلام لاتبنيه المصاحف المطبوعة بل نشر فكر المصاحف الانساني .. والدفاع عن حملة المصاحف في فلسطين .. والدفاع عن نصف المصحف لأن نصفه في فلسطين عن السيد المسيح والسيدة العذراء وعن الاسراء والمعراج وعن المسجد الاقصى .. وغير ذلك يصدقه من له عقل عصفور جميل .. لأن الاسلام والعروبة ليسا شكلا وديكورات بل هما مضمون وسلوك ونهج في الحياة ورسالة بين الامم ..
وقوة العقل لم تعد تقبل ان التطبيع مع اسرائيل هو فقط بالزيارات والسفارات والمعاهدات .. بل هناك أشكال لانهاية لها من التطبيع .. فالتطبيع مع العدو هو عندما يكون سلوكك مع العدو غير عدواني .. فعدم المشاركة في اي حرب مع اسرائيل هو تطبيع غير مباشر .. ونشر الفتن المذهبية في محيط اسرائيل هو تطبيع لانه يبعد الناس عن الصراع مع اسرائيل ويقويها ويضعف ماحولها .. وهو جهد مشارك في الهدف الاسرائيلي كما اي صديق بعلاقة طبيعية وفوق طبيعية .. وعدم منع الاسرائيليين من القدوم الى كأس العالم هو تطبيع .. والدفع لمحاربة اي قوة تحارب او ترفض اسرائيل هو تطبيع مع اسرائيل لأن الاشتراك مع العدو في مناصبة العداء لأي طرف هو تطبيع مع العدو ومناصرة له .. فدعم كل جهود الحرب على ايران منذ ولادة ثورتها الاسلامية حتى هذه اللحظة هي عملية تطبيع مع اسرائيل .. ولان عملية تدمير العراق التي شارك فيها العرب هي عملية تطبيع مع اسرائيل لانها خلصت اسرائيل من العدو العراقي .. ولأن الحرب على سورية هي ذروة من ذرى التطبيع مع اسرائيل لان الحرب على سورية خدمة جليلة لاسرائيل وهي نوع من التطبيع عندما يتفق العربي مع اسرائيل في الهدف .. وكذلك فان ارهاق حزب الله في مناوشات داخلية لانهاية لها والتحريض عليه هو منتهى التطبيع
العين والاذن لم يعد مقبولا ان تخدعاننا الى هذا الحد .. ولم يعد مقبولا ان نقرأ الشعارات والصور والخطابات ونبكي ونجهش بالبكاء اذا سمعنا القرآن في كاس العالم دون ان نحاكمها وان نطلب ان تقدم دليلها بالفعل والعمل .. والا كان قبولنا للعروبة المحمولة على أكتاف أي كلام عربي مصابا بالكوليرا .. والاسلام الذي نتعلمه من آذاننا هو اسلام الأسماك ..
وأصدقكم القول بأنه عندما لعبت قطر أولى مباريات مونديالها مع الاكوادور .. فانني كنت أصفق لكل هدف يسجله الاكوادوريون .. لايهمني كيف هي سياسة الاكوادور ولا من يحكمها ولا ان كانت تعترف باسرائيل .. ولكني أعرف انني سأحترم مشاعر قلبي وحريته وسأحترم عقلي الذي يقول لي .. بأن كل صور اعلام فلسطين الهزيلة هي صور تافهة ولاتساوي حجم ماخسرته فلسطين بسبب قطر .. وانها لضآلة في العقل وضألة في الشعور ان نحتفي بفلسطينية وعروبة واسلام قطر ونحن نعلم ماهي هذه الدولة المارقة والاسرة المارقة ووكر التجسس والتآمر .. وأمارة السفهاء ..
شكرا قطر .. فعلا ..


شكرا نارام سرجون.. عن إنسان الضمير وضمير الإنسان وعقل العقلاء والشرفاء والوعي.. أمير المؤمنين بالله وبذاتهم وإخوتهم وأوطانهم والإنسانية والحقيقة والصدى للحق.. ومترجم الشعور و الواقع بآنية ماضيه وحاضره وغده حتى نتحسس أننا نلحظ ما بعد الرؤية..
الكل عربان إسرائيل وأمريكا ، ومن لم تكن عروبته هي محاربة إسرائيل وأمريكا فلا عروبة له.
أحسنت بارك الله فيك ،
ولعنة الله على دويلة قطر التي أحرقت ليبيا وسوريا والعراق