كنت متطوعاً أبيض النزعات في جيوش الليل للكاتب الأميركي نورمان ميلر و لم أكن هارباً من العراة كالموتى ولا من الموتى كالعراة لأنّ زميلي السوري صاحب الفقرات العرجاء كان حيّاً إلى درجة تنصيب موته و ميتاً إلى درجة تنصيب عريّه و هكذا إلى أن بقينا عنوان ترويج العراة و الموتى ما بين موسكو و واشنطن و ما بين أنقرة و طهران و ما بين تلّ أبيب و كلّ العواصم المأهولة بالفوضى و الجوع و العتمة و العطش و اللااستقرار !…….
و إذا ما كانت قسد حصان الليل الأميركي في سورية فإلى متى نبقى هاربين من ترويضه أم أنّ ترويضه يضع حكومتنا في سورية أمام أغنية الجلّاد الأميركيّ جلّاد القهر و العقوبات و الاستنزاف و تجويع الشعوب و هل بعد كلّ هذا المعمول به على أرضنا السورية و على شعبنا المدجّج بتضييع الانتماءات المحشورة في الزاوية المجهولة سنخاف حصان الليل الأميركيّ أم أنّ لاجتماع وزراء دفاع روسيا و تركيا و سورية كلام آخر في رسم مفاهيم ترويضٍ مقبولة في هذه المراحل السوداء على الأرض السورية البيضاء ؟!…….
كان صلاح الدين الأيوبيّ وسط دائرة الحشّاشين يرفع منسوب دعاية البطش بحجّة محاولة قلب الحكم و تقويض الاستقرار بينما رأينا كيف أنّ بيتر الأول في روسيا قد أذاق لحى العالم القديم اندثارها و لكأنّه قد أرسى مراسيها لتولد في بلاد الشام و مصر و بقية الأرجاء العربية و لتعيد تدوير القواعد المدنية بلحى دينية مظلمة تختبئ خلف قواعد “خير الأمور أوسطها !” و “أكذب الخرافات أصدقها !” و “أروع المجازات أتفهها!” فهل عرفنا كيف تولد اللحى و يموت الملتحون أم أنّنا جهلنا كيف يموت الملتحون قبل أن تولد اللحى؟!…….

قام الله يبحث عن دعاية روسية بعد سريان الدعايات الأميركية لكنّه آثر أن لا يخبر البشرية بأنّ العدالة الكونية مفهوم لا وجوديّ و أنّ ما يسري من مفاهيم وجودية إنّما يندرج تحت عبرة التوازن الكونيّ الاندماجيّ هناك حيث تتعالى الدرجات بقدر تدحرجها في الجحيم و تتدحرج بقدر علوّها في الملكوت لكنّه كان حذراً في الفصل بين الملكوت الاثني عشري في طهران و بين الملكوت الدمشقيّ الجنوبيّ الذي يمضي مساءه ما بين السويداء ودرعا و الجولان فهل يضرب بطرس الأكبر بصليب معلولا آرامية الشرق أم يربّت عليها كي لا تكون عقدة العروبة و العربية عائقاً أمام اندماج قسد مع مسلسل المسد و أمام سريان المسد على طاولة قسد ؟!الجواب هناك في الجنوب المقفل على الفينيق الأسير !…….
عندما فتح ابن سلمان باب صفقة القرن لم تكن فلسطين تعبة من الزجل المقاوم لكن عندما أغلق ابن سلمان باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ضاعت فلسطين ما بين معروف ابراهيمي و ما بين منكرٍ موسويّ لم يغب عن عقل الرئيس الأسد أن يحيط بلغتهما الباطنية على جبين حماس و على خاصرة فتح لا لتكون الولادة من الخاصرة و إنّما لتقهر الحقيقة أوهام اللاانهيار في الذاكرة ما بين وعيٍ مولود ولا وعيٍ ممدود و ما بين لا وعيٍ لن ينكمش و وعيٍ يرتعش هناك في دائرة البرزخ حيث الأرواح تعيش لغة الخيال بعد بلاء الجسد في واقع “من التراب خلقنا و إليه نعود” موقنين أنّ علّة الخلق لن تعطينا الأفضلية في جلب الانتصار و الرزق و في كسر قاعدة اللا عدالة متنقلين ما بين زوايا حادة لم تعرف الانفراج في سورية أو قائمة أضاعت مثلث الاندماج في ما بعد بعد سورية؟!…….
في مؤسّسة القيامة السوريّة الفينيقيّة تلاشى الطحين الأوكرانيّ لكنّ النسيج التركيّ يعيد ديدانه و ديدنه من جديد علّ أسعار الغلاء و الخوف و البلاء و نقص الأنفس و الثمرات تتدحرج في هاوية الانخفاض بعد طول تعويم هناك حيث الحروب و التوازنات فوق السلم و التنمية و حيث الدم و المناحرات فوق الحبّ و التروية و إذا ما كانت الخيانة سمة من سمات النزاع و الجدلية فالتفاوض في سبيل تعريف جديد للوطنية ضرورة حتمية هناك حيث ستطير رؤوس التنويريين بعد عودة سيف السلفية إلى غمد القومية أو العكس ليدرك عبّاس بن فرناس أنّ ذيل خلوده لن يغنيه عن سقوط شروده ما بين جوع يولد و بأس لن يموت ، و لنسمع صوت أنينه على صخرة الشعب السوري الموؤود بعد إعلان المساواة ما بين الطفل و الطفلة و الرجل و المرأة حتى في الوأد من المهد إلى اللحد!…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو