أقبح مافي المواجهات الوجودية التي شهدتها سورية أن تعتقد شياطين كتائب الزنكي التي ذبحت الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى وفصلت رأسه الصغير عن جسده الهزيل المريض أنهم مجاهدون وأن رفاق السفاح( أبو صكار) المشهور بجريمة شق صدر جندي سوري وأكل قلبه هم أيضا أهل للنصر الإنساني وأن قطيع الضباع الذي هشم و نهش لحم وعظام الفلاح نضال جنود في شوارع مدينة بانياس من قبل أي وجود عسكري للجيش خارج ثكناته هم أهل للحق إذ كل ماشهدناه كان جاهلية تريد تدخل نبي وليس موظف رئاسة بل نورا قدسيا في صورة بشر هو أعظم من الحقد وأقوى من الانتقام وأشد قوة من التأثر الإنفعالي في فظائع ماشهده السوريون من ذبح وتنكيل وتقطيع اوصال وشواء للرؤوس المقطوعة فكان لهم الأسد حيث يجب أن تثبت الأمة . فياللقبح حين يعتقد من كفر بنعمة أمته بأنه هو نعمة أمته وأن جحور الصدور الضيقة هي التي سوف تتسع لمصير أمة ومصير من لايشبهها في كل شيء . يتابع معشر المخدوعين بفرض الهزيمة على الأمة المنتصرة أخلاقيا وفكريا على أنها الموقف المقابل ( لن نصالح ) ومن قال لكم إننا نريد أن نصالح فالطبيب لايصالح المرض بل يبحث له عن دواء نحن لايمكننا مصالحة المرض ولكننا نستوعب المرضى وليس المرض ولو أن السوري شهد هذا الموقف المتشدد في رفض قبول العودة إلى الدولة السورية مع أردوغان والأمريكي والاسرائيلي ماكنا لنراكم شيعا وفرقا متناحرين في الأماكن (المحررة) وفق ماتعتقدون .. إنه الحقد سيد ثورة الدم ومرجعيتها الخفية والمعلنة وآلة حركتها وقوة انفجارها وليس الثبات إنه الجهل وليس العقل فقد شبه لكم أن الحق هو الحقد حتى في معارككم الفكرية الأخيرة تشكلون اقبح ظاهرة بشرية شهدتها البشرية في الصراعات الوجودية انكم تخالفون كل شرع ونص رباني وبهذا سوف نستدل على هزيمتهم أمام ماتعتقدونه و تتوهمونه إيمانا من كتاب الله القرآن الكريم بقوله تعالى :
.وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ.
حين ندقق في الآية السابقة نجد أنها المخالفة الصريحة منكم لماجاء في كتاب الله أنكم تقدمون الحقد على الدين وعلى الأخلاق وعلى الحقيقة .
ما الذي نجحتم فيه فكريا واجتماعيا على الصعيد “الثوري” لكي ترفضوا “الصلح” ؟! يجب أن يكون هناك عوامل تحققت في مجتمعاتكم وتبلورت معه قوة بقاء لا قوة فرار تعمل لأجل كل السوريين ولكن لايوجد ايا من هذا فمن فر منكم من سوريا لم يفر من واقع صنعته الدولة بل مماصنعته ايديكم أنتم فلماذا لم يبق هؤلاء في مناطق (المحرر) وهل الدولة السورية هي من تقول لن نصالح حتى يفر من جحودها وحقدها بعض السوريين وكيف يبقى السوري عند من يريد ماهو غيرالقتل والقتال ؟! وهل الدولة السورية هي من نصبت اردوغان خليفة وهل الدولة السورية هي من صدقت كهنة الخليج أن مايحدث في سوريا جهاد وأن الشيخ العريفي المحرض يشاهد الملائكة وهي تحارب معكم ؟!

نصف ممن يرفضون الصلح هم اقحاح الداعشية والنصف الآخر مستفيدون ماديا من سرقة اهاليهم في مناطقهم و نفذوا عمليات قتل بحق مدنيين وعسكريين .فمن أعظم نتائج نجاح ثورة التدمير جفاف بحور القمح وسرقة النفط من قبل التركي والامريكي والانفصالي ومما يسجل لأغرب (ثورة اسلامية) مع تاريخ وجود تل ابيب أنها لم تستنفر إسرائيل بسبب واحد مدة اثني عشر عاما ولم يصدر تقرير امني واحد يتحدث عن الخشية من سيطرة المسلحين على دمشق بل على خلاف ذلك اشتد وتضاعف عدوان العدو الصهيوني ضد الجيش العربي السوري وعلماء الصواريخ السوريين في ذروة قوة المسلحين العسكرية وسيطرتهم على مساحات شاسعة من سوريا ومع هذا كان ومازال العدو الصهيوني يخشى القوة الأخرى .قد يستغرب العقلاء من السوريين لماذا هذا الحزن والاحباط وقد حققت (ثورتكم) لسوريا مالم تستطيع تل ابيب تحقيقه ضد دمشق لقد نجحتم بوضع السوريين جميعا في مواجهة الجوع ونجاحكم وصل إلى موائد السوريين وإلى امعائهم فلماذا تشعرون بأنكم لم تفعلوا شيئا ؟! فما الذي يرضيكم اقبح مما اوصلتم اليه سوريا فهل انحسار كميات الخبز كانت قبل ثورتكم أم بعدها ؟؟! هل جن جنون الغلاء قبل “ثورتكم العظيمة” أم بعدها ونسأل أين الواقع الذي يحترمه الأشخاص و الدول في ذوات هؤلاء إنك لم تجد فيهم سوى الفرقة فيما بينهم والاقتتال وتصريحات الحقد والكراهية وهو أعظم فكر قدمه هؤلاء إذ يقولون لمن يخالفهم التوجه أنتم مجوس مع شتائم طائفية وبرامج ساخرة ماذا قرأ لهم العالم من فكر حتى يحترم وجودهم؟! أين الأيقونة الملهمة في “ثورتهم ” ماهي الأفكار التي استنار بها شباب الأمم منها وما إلهام (ثورتكم) لشعوب العالم وبم استنهضت قلوب المساكين ؟! اثنا عشر عاما لايوجد شيء تقدمه النخب المثقفة في ثورة الحقد سوى المزيد من السخرية و لاوجود لفكر ولا لرسالة أخلاقية . اثنا عشر عاما وأنتم تستهزئون من الأوضاع المعيشية التي وصل إليها السوريون بفضل جهالتكم المفرطة واليوم يستهزئ بكم من لم ينصركم ونعود لنستدل على مالا تجرؤ قلوبكم التوقف عنده والتفكر به وهو قول الله تعالى :
إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
عندما يدقق القارىء في الآية السابقة سوف يدرك أن ماحدث للمسلحين هو مايستحقونه فقد استغاثوا بالله ولم يستجب لهم ولم ينصرهم لأن الله جل جلاله يقول: (وماالنصر إلا من عند الله) أي أن الله عز عزه لم ينصركم لأن النصر من عنده ولمن ينصره حقيقة فمن تشكون اليوم ؟! تقولون إن الثورة استغلها فلان وفلان و..و..الخ لا أيها الضائعون لم يكن هناك ثورة في الاصل بل كان هناك اتفاق واحد موحد على نفي الآخر من الوجود وهذا عدوان لا ثورة والله لاينصر المعتدين تقولون ثورة ونقول لكم لقد نصرتم احقادكم ولم تنصروا الله فالله يقول : إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) واليوم لقد نصرتم اردوغان ولم تنصروا الله لقد نصرتم قطر ولم تنصروا الله لقد نصرتم كل العالم المادي على اخوتكم في الامة ولم ينصركم الله ..
اثنا عشر عاما وتقولون أنكم مظلومون ومجاهدون ولكن يوما خلف يوم وعقلاء العالم يشهدون بأنكم ظلمتم انفسكم اثني عشر عاما ولم يجد العالم فيكم عاقلا يقرأ حقيقة تركيا لقد اعمى الحقد قلوبكم فكيف لنا أن نأمن الجانب العقلي لكم وأنتم تشاهدون الوقائع بخلاف حقيقتها فاثنا عشر عاما لم تشاهدوا في اردوغان سوى خليفة وسلطانا وهو اجبن من أن يرسل سكينا إلى مقاوم فلسطيني خدعتم أمتكم فخدعكم امامكم المخادع اردوغان ….
في عودة حماس اجابات وكشف لماطمسه هؤلاء من حقائق على مدار سنين الحرب ففي عودة حماس إضافة معرفية عميقة لإظهار حقيقة من أنتم وغاية دوركم وحجم جهالتكم وماهي قيمة (ثورتكم) فالعبرة في النهايات حيث تظهر الحقائق عارية من قلب من احتضن مايزعم انه ثورة و حماس التي تشكل في العالم السني المتشدد الصورة المقاومة والأفضل في الفكر السني المتشدد أيضا هي لم تعد إلى دمشق لأنها فقط عرفت قيمة الدولة السورية وصحة موقف الدولة بل عادت أيضا لأنها لم تجد سوى سوريا أهلا لاحتضان المقاومة ولم تجد أيضا فكرا يمكنه استيعاب الخلافات الفكرية في المعتقدات المذهبية العادية بين ذات المعتقد السني فالدولة السورية بإمكانها أن تسمح لحماس بالعودة وتضع هذا من ضمن حساباتها الوجودية في توحيد التناقضات في وجه عدو اصيل وهو تل ابيب ففي عودة حماس اعلن هذا الجزء من المقاومة الفلسطينية أن الأسد هو الضمان لحماس وغيرها في استمرارية المقاومة فحماس اقتربت من قطر وتركيا وحتى السعودية ولكنها لم تدرك شرفا عربيا اسلاميا سوريا وجوديا للمقاومة الفلسطينية إلا لدى الأسد وحماس أدركت الحقيقة لأن رؤية الأحداث من أعين قناص مقاوم في مواجهة العدو الصهيوني لايمكن أن تقترن مع أعين قناص مسلح في مواجهة الجيش العربي السوري فمن يحارب العدو الصهيوني هو وحده من يعرف قيمة الجيش العربي السوري أما من يقاتلون الجيش العربي السوري فلايعرفون سوى مايريدون هم معرفته فقط وكل مقاوم فلسطيني متزن الفكر عرف قيمة من يرسل الصواريخ التي ترتعد منها تل ابيب وتخلق تغييرا مهولا في المواجهات وهي من الأسد والكورنيت صائد الدبابات وصاهر لحوم اليهود انما هو من الاسد فمن يكون اولئك الذين يحاربون الأسد ؟!’ ولماذا على المقاوم الفلسطيني أن يؤمن بمن يمنعه من الاتصال مع كافة أعمدة محور المقاومة عبر دمشق أمن أجل مجانين لايشاهدون من الحرب أبعد من سعي مكروب على جناح ذبابة لقد كان هناك عملية فصل لفلسطين عن عالمها أي فصل غذاء قوة المقاومة عن وجود فلسطين فالذين يحاربون ضد الأسد كانوا ومازالوا يحاربون لفصل دمشق وباقي المحور عن القدس علموا أم لم يعلموا بل إنها الحقيقة إذ ماهي قيمة المسلحين في وجود تل ابيب بل هم قوة اضافية لبقاء تل ابيب قوية لأن ضعف دمشق لايعني سوى قوة تل ابيب وفي النهاية نقول لكم لقد خدعكم فرعون المخادعين أردوغان ولايمكن لمخدوعين طوال اثني عشر عاما أن يكونوا أصحاب فكر تقي نقي شفاف فنحن لانتحدث عن علاقة شخصية بل عن اردوغان العثماني والناتو وقادة الخليج الذين قتلوا صدام حسين السني وكانوا في صمت وقح ومشاركة فعلية في تدمير العراق فلا ذنب لنا نحن يابقية الضياع فيما فعله بكم الخارج الذي اظهر لكم الحب والتأثر والتودد واذ هم في صيدة لاتقولوا لنا لن نصالح فالقضية صالحوا انفسكم أولا وتصالحوا مع الحقيقة لقد دمرتم سوريا فإلى من تقولون لن نصالح ..في النهاية سوف يصلي أردوغان في المسجد الاموي صلاة الميت على جثمان “الثورة ” بخلاف ماوعدكم ..