السخرية من المؤامرة الكونية .. آآآآه ياابني .. بلادك قلبك اعطيها

كم يؤلمني من يغير دينه من أجل كسرة خبز .. ولكم حزنت نفسي على من غيّر عقيدته مقابل حفنة مال تسكن وجع قلبه من فقر الحال .. ان تغيير العقيدة والدين من أجل ان يعيش الناس هي عملية قسر وليس فيها دين ولاثواب .. وكل يقين يقايض بالخبز ليس يقينا ولادينا .. ولافرق بينه وبين ارغام امرأة حرة عفيفة لتبيع ثدييها كي تأكل .. وكما يلحق الافارقة العراة الجياع ببعثات التبشير الفرنسية والاوروبية من أجل يحصلوا على كيس طحين وبعض الذرة وبعض الحلوى والثياب .. ويعتنقون اي دين تأتي به أي بعثة تبشيرية من أجل بعض الطحين والذرة .. أهو ايمان ويقين أم أنه مقايضة الجوع بالايمان قسرا؟؟


لايهمني مايؤمن به الناس بل يهمني كيف يؤمنون وكيف يصلون الى اليقين الجديد .. فلايهمني ان يؤمن الكون بديني وعقيدتي اذا كان هذا الايمان تحت السيف .. سيف القتل .. او سيف الجوع .. أو سيف الحاجة .. أو سيف الاذلال .. وهذا ماأعتبره ارتدادا ولو دخل الناس في دين الله افواجا .. وايمانا تحت الاكراه .. كالحب بالاكراه .. والزواج بالاكراه .. والطلاق بالاكراه .. لاشرعية فيه ولا سعادة ..
وفي يوم من الايام أراد هذا الكون منا أن نغير عقيدتنا في حب ارضنا وأوطاننا .. وأتوا لنا بدين جديد ومذاهب شتى اسمها الحرية والديمقراطية .. والثورات الملونة .. وكان دينا بالاكراه اسمه الحرية والديمقراطية .. وحملوا الدين الجديد على مذاهب شتى .. وحملوه بالاسلام والعثمانية والاخوان المسلمين .. فصار دين الاسلام دينا بالاكراه ومحملا بالاكراه والكراهية ..


يومها رفضنا ذلك الدين الكوني الذي بشر به النبي (جورج بوش) وحواريوه من المحافظين الجدد .. ورفضناه أكثر عندما تولاه خطاب اوباما وخطاب اردوغان وخطاب كل متكبر مرور .. ولو كان الرأي في كلامه يقول عنها فقهاء الدين: ان له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى، وإنه ليحطم ما تحته ..
يومها رفضنا المؤامرة الكونية .. ووقفنا في وجه هذا الدين الجديد الذي يريد هذا العالم اكراهنا على اعتناقه رغما عنا ..


واليوم تستمر المؤامرة الكونية وتدخل الى البيوت والجيوب وتدخل الى غرف نومنا وحماماتنا ..وتأكل من صبرنا وقوتنا ومن ايماننا القديم .. تأكل أبطالنا .. وتأكل من الدماء التي نزفت في الدفاع عن يقيننا القديم .. تأل من أحلام أطفالنا وألعابهم وسعادتهم واطمئنانهم .. وتتسلل المؤامرة اليوم عبر الكلمات وتأكل من سخريتنا من المؤامرة الكونية .. وصارت عقيدة المؤامرة الكونية تموت فينا لتحيا فينا مؤامرة من نوع جديد .. صرنا نبيع عقيدتنا مقابل حفنة من النفط تدفئنا .. ونبيع يقيننا قطعة قطعة في كل يوم وكسرة كسرة من أجل ان نطعم أطفالنا ونتدفأ .. وصرنا نضحك مع الضاحكين الذين يسخرون من المؤامرة الكونية .. وصار بعضنا يتذاكى ويظن انها نكتة .. او انها كانت ممرا لوصول أمراء الحرب وأثرياء الحرب الى مرادهم ..
ان أخطر شيء على العقيدة هي ان تتحول الى نكتة .. وأن تتحول الى مقولة تباع مع ضحكة .. وأن يكون مقابلها حفنة من المال كما يفعل بعض المثقفين الجياع الذين يظهرون هنا او هناك من غير ميعاد .. وهم الذين تركوا الثقافة وتركوا المؤامرة الكونية وذهبوا ليبيعوا عراضات استعراضية من أجل ان ينالوا ثناء اصحاب الدين الجديد .. وينالهم بعض الحظ ويشموا رائحة النفط ..


ان مانمر به مؤامرة كونية مستمرة .. والا لماذا هذا الفقر والمعاناة في الشرق؟ .. ولماذا هذه الازمات الخانقة الاقتصادية في كل بلاد تحاول ان ترفض المؤامرة الكونية من ايران الى العراق ولبنان وسورية وليبيا واليمن؟ .. فيما ان دويلة مثل قطر تنفق 300 مليار دولار تهبها لشركات اوروبية كانت كافية لانهاض الشرق من تعبه وارهاقه وجوعه ؟ ولماذا تذهب 300 مليار دولار اخرى من قطر الى شركات الغرب وشعوب الغرب من اجل الربيع العربي .. ؟؟ هل هي صدفة ؟؟
ولماذا تنفق السعودية أموال العرب والمسلمين والحج وتسكبها في الغرب وعلى شعوب الغرب او على لاعبي كرة القدم فيما أولاد اليمن جوعى واطفال سورية يعانون وأطفال العراق صاروا أميين وأطفال ليبيا بلا وجود .. ؟ هل هي صدفة؟؟؟


لماذا لاتنفق دول الخليج استثماراتها الا في سيناء تحديدا والاردن حيث الشركات متعددة الجنسيات وهي شركات اسرائيلية في معظمها ولذلك فان كل مشاريع السياحة في الاردن وسيناء وشرم الشيخ .. وكل برامج السياحة الغربية ورحلاتها تخصص الى استثمارات فيها استثمارات اسرائيلية تحديدا في الاردن وسيناء ومصر وتركيا حصرا .. أليست مؤامرة كونية؟ أم هي صدفة؟


هذه أيام من أقسى ايام المؤامرة الكونية .. وكل من يرى ان معاناته تعنيه وان حلها هو ان يتنكر للمؤامرة الكونية ويعتنق مؤامرة الفساد والفاسدين فانه يأكل من لحوم الشهداء الذين قضوا وهم يحاربون المؤامرة الكونية .. وكل من يريد ان يبيع دينه وأن يعتنق مذهبا جديدا ويلحق بالمبشرين كما يلحق الافارقة الجياع ببعثات التبشير الفرنسية والاوروبية من أجل يحصلوا على كيس طحين وبعض الذرة وبعض الحلوى والثياب .. فان هذا شأنه .. فلا أكراه في الدين .. فقد تبين الرشد من الغي ..


أنا لن أبدل ديني .. ولن أغير عقيدتي .. ولن أضحك اذا ماذكرت امامي المؤامرة الكونية بل سيكفهر وجهي .. وأقول وأردد ماقاله الزعيم العظيم أنطون سعادة متسائلا بصيغة العارف بالامور والذي بلغ اليقين: من هذا الذي جلب كل هذا الويل على شعبي؟؟


نعم .. من الذي جلب كل هذا الويل على شعبنا؟؟


اياكم أن تنسوا ان المؤامرة الكونية تريدكم ان تغيروا دينكم وعقيدتكم وان تضحكوا كلما ذكرت المؤامرة الكونية وكانها كانت خيالا .. وانها انتهت ..
انها باقية .. ومستمرة ..


ولاأملك كلما سمعت ضحكات من يسخر من المؤامرة الكونية الا ان أستمع لهذه الاغنية الشجية والموال الجميل لصوت جميل .. قيل لي انها لابن الفنان الجميل والسلطان جورج وسوف سلطان الطرب وسلطان الحب وسلطان الوفاء للوطن .. وان صاحب هذا الصوت الشجي والوصية الوطنية هي لابنه الراحل وديع ..


آآآآه ياابني …
ياابني بلادك قلبك اعطيها ..

بيّك موصيلك قبل مامات

بلادك صلاة للحب صليها

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to السخرية من المؤامرة الكونية .. آآآآه ياابني .. بلادك قلبك اعطيها

  1. مرام أحمد كتب:

    شكرا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s