هل الزلازل صناعة امريكية ؟؟ لكل زمن خرافاته .. ولكن احذروا أن تغضبوا الأنهار

لكل زمن خرافاته .. ولايبدو ان العقل البشري يتغير عندما يواجه أسئلة صعبة .. فقديما كان البشر يظنون ان الكوارث هي عقوبات من الآلهة .. وكان هناك خرافات مضحكة ولكنها كانت جزءا من ايمان البشر حتى زمن قريب .. والزلازل كانت تفسر على انها تحدث لأن الارض تجلس على قرن ثور كوني .. واذا تعب هذا الثور من تموضع الارض فوق قرنه نقلها الى القرن الثاني فيحدث الزلزال .. ولكن نظرية الثور والقرن لاتزال ولم تتلاش بل جرت عليها تعديلات تناسب الرواية الجديدة للخرافة .. وماحدث هو ان الثور صار في الخرافة الجديدة هو أميريكا نفسها ..
وطبعا هناك من يبحث لنفسه عن دور العبد لا دور السيد .. وهناك من يبحث عن اله يعبده وثور كوني يخضع لارادته .. وهؤلاء هم من يبحث عنهم الباحثون عن العبيد .. وأميريكا منذ ولدت تبحث عن عبيد وعن دور الاله والثور ذي القرنين الذي يبيد الحضارات ويقضم الأعراق .. واذا ارادت شيئا ان يكون فيكون .. وهذا صار جزءا من العقلية الفوقية العنصرية في النخب الامريكية .. حتى ان احدى وسائل الحرب النفسية علينا ابان الحرب الكونية ان البعض اعتبر ان قرار اميريكا المتفوقة والامرة والناهية على ههذا الكوكب بأن على الاسد ان يرحل وهو قرار غير قابل للطعن ولاراد لهذا القرار القدري الذي أقرته اميريكا .. وهو لم يصدر على اي رئيس قبل ذلك الا وتم تنفيذه لأن اميريكا ان قالت شيئا فانه قدر محتوم ..


لايمكن ان يغفل احدنا ان اميريكا متطورة ومتقدمة ولكن جزءا كبيرا من صورتها ترسمها آلتها الاعلامية الضخمة وهي توزع صورة اميريكا على انها الاله .. ولاأستبعد ان ادعاءها بزيارة القمر كان له أثر نفسي كبير يقربها من مرتبة الاله لأن الاله وحده هو من يقترب ويلامس الكواكب .. وكلنا نعرف ان هذه الزيارة اليتيمة للقمر لم ولن تتكرر لأنها لم تحدث الا في الاستوديو بعد ان تكشفت حقائق هذه العملية والخديعة .. ولكن القاءها بالقنبلة النووية على اليابان وانتصارها على الشيوعية أضافا لها بريقا جديدا ونوعا من الهيبة والرهبة .. وهي تقف منتصرة وتضع حافرها على جثتي هيروشيما وناغازاكي .. وبعدها على جثث ماركس ولينين والشيوعية في قلب الساحة الحمراء .. وكأنها تقول ان الملحدين هزمهم أنصار الاله أو هزمهم من صار الها ..


القفزة العلمية والتقنية الامريكية استفادت منها كثيرا الالة الاعلامية الامريكية وصارت تنسب كل العلوم الى اميريكا وكلما حدث تقدم تقني او بحثي علمي يخرج الرئيس الامريكي بنفسه ليعلن للعالم الخبر ليعطي العالم انطباعا ان اميريكا تمسك بالكون وتمسك بالمصائر .. كما حدث عندما اعلن عن قراءة الجينوم البشري حيث خرج بيل كلينتون في مؤتمر صحفي ليعلن عن ذلك الانجاز للعالم وقبل ذلك كان هناك خبر عن اكتشاف اميريكا دلائل الحياة على كوكب أخر في المجموعة الشمسية .. وتطور عند الشعوب المغلوبة والمقهورة والمتخلفة شعور ان كل مايصيبها من كوارث يحدث بقرار اميريكا .. فلم تعد مجرد الحروب العسكرية والاقتصادية سببا في هزيمة الشعوب ومعاناتها بل هناك معاناة تصنعها اميريكا عبر أسلحة مناخية .. وتحدث الكثيرون عن سلاح(هـ.ا.ر.ب) وعن قدرته على التحكم بالمناخ .. واحداث الاعاصير والرياح والأمطار والعواصف ..
في زلزال تركيا وسورية عادت الاشارات للدور الاميريكي وركبت نظرية مؤامرة موازية لنظرية المؤامرة السياسية الحقيقية التي تورطت فيها أميريكا في ايذاء البشرية والشعوب عبر خلخلة استقرارها السياسي والاقتصادي .. ولكن نظرية المؤامرة اليوم ربطت حتى الزلازل بقوة اميريكا ..وصار هناك من يدافع وبقوة عن نظرية ان زلزال تركيا وسورية صنع في اميريكا وان هناك تفجيرا ذريا قرب الصفائح التكتونية ادى الى خلخلتها واطلاق طاقة زلزالية كارثية .. واستدل البعض بملاحظات من ان الدول الغربية سحبت قنصلياتها من استانبول قبل الزلزال بأيام .. وهناك عالم اطلق نبوءة زلزلالية قبل 3 ايام من الزلزال وقال انها بقوة 7.8 على مقياس ريختر .. اضافة الى عدم تأثر القواعد الامريكية ومستودعات القنابل الذرية بالزلزال .. ووو ..
وطبعا انضم كثيرون لتأييد هذه النظرية .. وربما سرّت اميريكا بهذه النظرية التي تمنحها دور الاله الذي يهز الصفائح التكتونية .. ولاندري ان كانت الالهة الجديدة ستحرك الشمس غربا وشمالا .. او تلقي النيازك على البلدان العاصية والمارقة .. وطبعا ستساهم هذه النظريات عبيد اميريكا وكلابها والباحثين عن الركوع لها في ايقاد الشعور بأن اميريكا لاتقهر وانها قدر ولاداعي لمواجهتها وأنهم كانوا على صواب ..
ولكن لم يقم احد بتحدي هذه الخرافة الجديدة .. فكما كان في العالم القديم خرافات الالهة التي تحداها العقلاء .. فان في العالم الجديد والحالي خرافات الالهة الجديدة .. والتي يجب ان نتحداها .. ولم يسأل احد ان كان العلم يقبل بهذه النظرية عن قرون اميريكا التي تحدث الزلازل عندما يغضب الثور الامريكي ..
فمثلا اذا كانت اميريكا هي التي زلزلت الارض في تركيا وسورية فلماذا كانت الزلازل تحدث قبل اميريكا في نفس المنطقة ومنذ آلاف السنين بمعدل زلزال كل بضعة عقود؟؟ ولماذا تحدث زلازل في اماكن اخرى من العالم مثل اليابان؟؟ وهل تجرب اميريكا سلاح الزلازل باليابانيين مثلا ام ان زلازل اليابان هي نتيجة لقلق الفوالق الأرضية القديمة الازلية؟ واذا كانت قادرة على احداث الزلازل فهل هي قادرة على ايقاف الزلازل؟
ولماذا لاتهز اميريكا اعداءها في الصين وروسيا وكوريا الشمالية وغيرهم عبر هذه الزلازل وتغرقهم في المعاناة بدل مناطحتهم اقتصاديا وعسكريا؟ أم ان روسيا لديها سلاح زلزالي ايضا وسترد؟ وكيف لم تعلق روسيا على ان الزلزال ليس طبيعيا وانه تلا هزة نووية؟ واذا كانت الى هذا الحد قادرة على احداث العواصف والاعاصير فلماذا لاتقدر على لجم العواصف والاعاصير التي تصيبها هي نفسها وتدمر كل شيء تلاقيه؟؟
ثم ان احداث تفجير ذري في الشقوق التكتونية يحتاج ترتيبات ونقل القنابل الذرية عبر ترتيبات صارمة جدا وعبر ممرات آمنة فكيف نقلت قنابلها الذرية في تركيا وحفرت عميقا ولم تنتبه السلطات التركية الى هذه الاجراءات الضخمة الا اذا كانت اميريكا تنقل القنابل الذرية في أكياس البطاطا وتقول انها تزرع البطاطا في تركيا على شقوق الزلازل !!
الزلزال حدث لأن المنطقة هي منطقة زلازل .. وتفجير قنبلة ذرية سيكون امام الصفائح التكتونية العملاقة الهائلة التي تمتد على مساحات القارات قد يحدث هزة زلزالية خفيفة ولكن مثل ان يطلق احد رصاصة على جدران بناء او يفجر قنبلة يدوية قد تهزه قليلا ولكنها لن ترميه أرضا وتهدمه ..


والزلازل قديمة منذ آلاف السنين وفي كتابات المؤرخين في هذه المنطقة .. ولكن اذا كان للانسان يد في زيادة النشاط الزلزالي فان المنطق سيميل أكثر لدور الجشع الانساني التركي الذي ينى سدودا عملاقة هائلة على الجانب الأخر من تركيا الذي ربما تسبب في خلخلة استقرار الصفيحة التكتونية بسبب الضغط الهائل من ملايين ومليارات أطنان الماء فوق تلك المنطقة التي صممتها الجغرافيا الطبيعية القديمة ووازنتها منذ ملايين السنين وتركتها دون ان تمس الى ان جاء تورغوت اوزال وأراد ان يكون لتركيا قرار العطش والظمأ وان يبيع الماء لنهر دجلة ونهر الفرات .. ويكون لتركيا مصدر مالي من بيع الماء لسورية والعراق ودول الجوار وللعرب عموما .. وبدل الذهب الاسود والنفط سيكون له الذهب الشفاف (الماء) الذي سيعطيه سطوة وسلطة على الجوار لأن في يديه الماء والحياة .. ولكن الاقدار تقول ان هذا كان ممكنا لولا حافة الصفيحة التكتونية .. ومن سوء حظ تركيا أن هذه السدود تقع على هذه الحافة وهذا ماسيمنعها من ان تبقى سليمة دون ثمن باهظ ..


ان حبس الفرات ودجلة في سجن سدود أتاتورك ربما تسبب بخلخلة الطبيعة لان حجم هذه السدود ضخم لدرجة انها صارت بحارا صغيرة .. وتسرب الماء عميقا جدا في الشقوق الزلزالية وفصلها أكثر .. وجعلها أقل ثباتا .. وكان الثقل الهائل على كتف الصفيحة التكتونية سببا في هذا التأرجح العنيف لشبة القارة العربية .. مما زاد في تواتر الزلازل التي كانت موجودة أصلا ..


ان هذا التفسير ربما اكثر قبولا من ان أميريكا صانعة الزلازل رغم انه يحتاج الى قول علمي فاصل وبحث مؤكد .. ولكن اذا صدقنا مقولة ان العبث بالطبيعة خطر جدا فان علينا ان نقول ان حبس دجلة والفرات عمل ضد الطبيعة مثل دفع الشذوذ ليكون طبيعيا ويقود المجتمع رغم أنه سيكسر سلسلة التكاثر والنمو .. ومثل التلاعب بالجينات .. فانت لايمكن ان تعبث بالجينات البيولوجية وتهندس المورثات وتتلاعب بالفيروسات التي قد تنطلق من عقالها الى الجنون والاوبئة والأمراض العجيبة .. ولذلك فان العبث بجينومات الارض والجغرافيا وجينوم الانهار الأزلية يعني انك تعبث بالطبيعة وتدفعها للشذوذ في سلوكها وستقع في فخ الكوارث الطبيعية الغاضبة .. وهذا مايحدث في تركيا التي زاد فيها تواتر الزلازل المدمرة .. فهناك زلزال عام 1999 وزلزال هذا العام بفارق 23 سنة فقط .. وليس بفارق 100 سنة ..
اذا صح هذا التوقع والافتراض العلمي فان على تركيا الان وبسرعة ان تصحح الخطأ قبل ان تطحن الزلازل هذه المنطقة وتسقط تركيا في الجحيم بنفسها .. لأن مافعلته بالفرات ودجلة يشبه الجنون .. وكأن الفرات ودجلة الضامرين والعطشين الظمآنين كانا يقولان لتركيا (هل تبيعين الماء لأنهار الماء ياتركيا؟ هل من العقل ان يعطش جسد نهر الفرات كي ينتفخ بطن أتاتورك؟) .. فقرر ماؤهما الانتقام من السجان .. وهز كل السجن القاري … وطلب الحرية .. قبل ان يقلب الماء كل الصفيحة التكتونية رأسا على عقب على رؤوس الاتراك وسكان المنطقة .. عبر قرنيها في دجلة والفرات ..


دعوني أظن وأفترض أن (الماء يريد اسقاط السدود) .. انه شعار الزلزال .. وثورة الماء .. وثورة الانهار الحبيسة .. فالويل لنا اذا عطش النهر .. واذا كان هذا الزلزال انذارا من الماء الحبيس .. فانه قد أعذر من أنذر ..


لاتخشوا أميريكا فهي ليست الها .. ولن تكون الها .. ونحن مثل الانهار لايمكن لأميريكا ان تفرض علينا طبيعة غير طبيعة الحرية .. فنحن مثل الأنهار الخالدة القديمة لانحبس ولانموت ونجري بكل حرية ومن يحبسنا سنقلب عليه صفائح الغضب ..
لاتخشوا اميريكا .. ولكن اخشوا من الطبيعة واحترموها .. فاياكم ان تعبثوا بجينوم الطبيعة .. واياكم ان تحبسوا الانهار الحرة .. واياكم ان تجعلوها عطشى .. واياكم ان تظنوا أن الماء والأنهار ليست لها مشاعر ولا كرامة .. بل اننا منها نتعلم الحرية والكرامة !!..

سدود تركيا

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to هل الزلازل صناعة امريكية ؟؟ لكل زمن خرافاته .. ولكن احذروا أن تغضبوا الأنهار

  1. عزيزي نارام…
    نعم أمريكا إلاهاً ورب البشرية على هذا الكوكب المنحوس
    هاهي منذ الأمس تحارب الغزو الفضائي بصحونه الطائرة العجيبة وتحمي الكوكب.
    كثافة هذه الاخبار جعلت حتى الأولاد المعتادون على أفلام كارتون ان يحضروا فيديوهات الصحون الطائرة وطريقة إسقاطها
    على مايبدو كانت اليوم مسلية للأطفال ولكن قالوا بماذا يصور الامريكان هذه الصحون ؟!!!بموبايلات قديمة جدا ألا يملكون الأيفونات ذات الكاميرات الخارقة؟!! اعتدنا عليهم اشد حرفية في صناعة الأفلام الهوليودية.
    امريكا مسخرة للأطفال

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s