ينتابني احساس يشبه الاحساس الذي تحكي عنه الاساطيرعندما يتبارز أخوان لايعرفان ان الاله فصل بينهما منذ ولادتهما ونشأا غريبين .. وان سيف أحدهما ان قتل غريمه فانما يقتل أخاه .. وربما مثل شعور أوديب وهو يقتل اباه وهو لايدري انه طعن اباه في قلبه .. ولذلك فان الحديث عن زلزالين واحد في سورية وآخر في تركيا غير واقعي .. والحقيقة العارية هي ان كل الزلزال وقع في سورية .. ولم يمسس تركيا الا بأطراف أنامله .. لان جنوب تركيا هو الشقيق التوأم لشمال سورية .. ولكن الشقيق الذي يرتدي الطربوش التركي مخطوف منذ مئة سنة والشقيق الجنوبي أضاع شقيقه الشمالي ونسيه وهو يلملم أشلاء كبده المبعثرة بين عصابات الهاغاناة وعصابات دولة لبنان الكبير حيث فراخ وحراس سايكس بيكو .. سايكس وبيكو الجزاران اللذان فصلا الأشقاء السوريين .. ولايزال الاخوة الى الأن يلتقون في طرقات الشرق الاوسط ولايعرفون انهم أشقاء .. بل ربما تباروزا وتقاتلوا وسفك بعضهم دماء بعض ..
لااريد أن أثير اي نقاش وجدل حول تداخل مشاعري الوطنية مع ميلي السياسي وعقيدتي .. لكن التاريخ يأبى الا ان يهمس في أذني ويقول لي ان الزلزال الذي وقع انما عض سورية في لحمها ولامس تركيا ولعقها مجرد لعق .. وان المصاب في معظمه وقع على أرض سورية الطبيعية ..
فالخرائط الجديدة للدول كما نعلم كلها مزورة وكاذبة وهي لاتعكس واقع الأعراق والدم ومنطق التاريخ .. وهي خرائط سايكس بيكو التي صنعت خارطة اسرائيل من لحم سورية وابنتها فلسطين .. وخارطة تركيا من لحم سورية واليونان .. أما خرائط الله فانها تقول شيئا آخر ولاتعترف بسايكس بيكو .. واذا أردنا أن نصدق خرائط التاريخ وخرائط الدم فان الارض التي وقع عليها الزلزال هي أرض سورية .. لأن بطن تركيا الحالية كله تشكله كيليكيا السورية والجزيرة الفراتية .. وسكانها سوريون .. والزلزال دمر انطاكية السورية ولواء اسكندرون وشمال سورية وادلب وحماة واللاذقية .. ولكن وحش الزلزال لعق وجه تركيا شمالا لعقا فقط .. بعد ان عض وجه سورية ومزقه في أرض كيليكية واسكندرونة وادلب وحماة واللاذقية وحلب ..
ولذلك فان الحقيقة يجب ألا تغطى بالاكاذيب .. فالدم ليس ماء كما يقال .. ودم الارض في جنوب سورية هو من نفس فصيلة دم الارض في شمال سورية .. وهناك مشاهد يخفيها الاعلام هي التي تكشف الخرائط الحقيقية .. فسلوك البشر يكشف حقيقة خرائطهم وانتماءاتهم .. والحقيقة الساطعة الأن هي ان هناك عنصرية تركية ضد العنصر العربي والسوري تجلت بوقاحة في الزلزال .. وأدرك ذلك السوريون اللاجئون الذين عاملتهم السلطات التركية باهمال وتقزز مفضلة العنصر التركي وغير مكترثة بحياة أي منهم وهم المعارض ن المقاتلون الذين سرقوا سورية ودمروها كي يهدوها لعيون السلطان العثماني .. ولكن العنصرية التركية لم تتوقف هنا بل استيقظت فجأة ضد السوريين الاصليين في كيليكية وانطاكية والذين تصفهم انهم مواطنون أتراك وان تلك المدن هي تركية .. ولكن الزلزال كشف ان الاتراك لايعترفون بهؤلاء المواطنين على انهم أتراك .. وهم لايكترثون بهم .. ويبدو أن الاتراك يدركون ان هذه المنطقة لاتزال تتذكر في قرارة نفسها وقلبها وجيناتها انها ليست تركية .. وان في أعماق ذاكرتها حنينا الى الحقيقة .. وهي انها أرض سورية .. فكثيرا ماوجد عمال الانقاذ الاتراك بين الانقاض دلائل على ان سكان تركيا الجنوبيين لايزالون يحسون بسوريتهم التي يخبئونها كالاسرار العظيمة .. وأنهم اذا ماسنحت الفرصة لهم والظروف فانهم سينفصلون يوما عائدين الى وطنهم الأم سورية .. وأن خريطة أتاتورك بضم حلب والموصل وفق الميثاق الملي تهددها خريطة أخطر وهي انفصال الجنوب التركي عائدا للالتحاق يوما بحلب والموصل .. اخلاصا لميثاق أكثر قدسية هو الميثاق السوري او مايسميه الزعيم انطون سعادة (الأثم الكنعاني) .. كما كان لآلاف السنين ..
في تفاصيل الزلزال ويومياته كان السوريون الاصليون سكان الجنوب التركي (المسروق من سورية) يعانون من اكتشاف انهم مواطنون من الدرجة الثانية في تركيا .. فقد حطم الزلزال أستار الوهم .. فهذه مجموعة من المنشورات التي تسربت من سوريين وقفوا وجها لوجه أمام الحقيقة وهي انهم يعاملون بتمييز عنصري فيما الاولوية لانقاذ العنصر التركي أولا .. وأنهم كأتراك من أصول سورية مشكوك بانتمائهم دوما حتى في ظروف الزلزال .. وان قلوبهم يتم التجسس عليها ..
انه سفربرلك جديد بلباس الزلزال .. السفربرلك القديم أظهر عنصرية الاتراك في زلزال الحرب العالمية الاولى .. وهذا الزلزال الطبيعي أظهرهم على حقيقتهم مجددا .. حتى أن البعض وصف اهمال الاتراك لحياة السوريين أو الاتراك من أصول سورية على انها ابادة عرقية مقصودة ..
رسائل خاصة من كيليكا ولواء اسكندرون السليب
في بلدة اليردة، في لواء اسكندرون السليب، وهي البلدة التي تظهر من كسب على بعد بضعة كيلومترات أو أقل، وهي بلدة عربية أساساً تم ترحيل أغلب سكانها وإسكان مستوطنين مكانهم في الثلاثينات، وتغيير اسمها إلى يايلاداغ (أغلب أهالي حي المارتقلا والأمريكان في اللاذقية ينحدرون من هذه البلدة) تم منع النازحين السوريين حتى من دفن موتاهم بعد الزلزال، واضطروا لدفنهم في تخوم غابة بعيدة، ولم يكن هناك ماء للوضوء، فتيمموا بالتراب.
ينقل الصحفي التقدمي مراد باي عن أحدهم أنه قال ما معناه “فهمنا أن البشر غير متساوين فوق التراب، ولكن كنا نظن أنهم متساوون تحته”
حتى الآن لم تسمح دولة الإخوان في تركيا بدخول خيم إلى مدينة السويدية الساحلية، في لواء اسكندرون السليب. وهي تصادر الخيم الواردة من متطوعين في الخارج. ويقول الأهالي إن الدولة تقوم بتحضير مخيم جماعي تسكِن الأهالي فيه قسراً، وذلك تمهيداً لحملة إعلامية تحاول إخفاء الإهمال، أو ربما القصد، الذي تسبب بوفاة المئات دون داع عبر تصوير المخيم وإظهار الأمر وكأنها أنقذت الضحايا.
هناك عشرات الأبنية المنهارة، التي لم تقترب منها فرق الإنقاذ حتى الآن، رغم تأكيد أشخاص بأنهم سمعوا أصواتاً حية منها. ولكن الفرق أصمت أذنها، والأصوات نفسها صمتت أخيراً ولا سيما بعد البرد القارص الذي ضرب المنطقة.
عناصر الأمن يقومون باستخدام القوة المفرطة بحق المواطنين بلا مبرر، ولا يقومون بدورهم في مكافحة عصابات السطو التي أتت من حيث لا يدري أحد. وبالمقابل شكل من بقي من شبان البلدة لجاناً شعبية عفوية، مسلحة بالسلاح الأبيض، للتدخل في كل حالة مشتبهة لعصابات تنبش الأنقاض. وقد وردت أخبار عن أشخاص يقومون بكسر حنك الضحايا كي يحصلوا على الأسنان الذهبية منها.
ولا تزال العنصرية التركية الشهيرة تطل بقرنها بحق السوريين. يقول أحد التقارير إن المناطق المتضررة أخليت من سكانها ولم يبقى إلا السوريون الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه. وفي مرسين انتفض أتراك بسبب إسكان مجموعة من السوريين المتضررين في سكن جامعي، وأجبروا السلطات على إخلائه، وليس معروفاً مصيرهم بعد.







ملاحظة مهمة: تم اغفال ذكر مصدر المعلومات والصور حرصا على سلامة المصادر من الداخل السوري المحتل في لواء اسكندرون المحتل حيث الرقابة البوليسية والاستخبارات التركية تلاحق اي نشاط سوري وطني وتعامله بمنتهى القسوة والبطش دون أي تردد مثل أي قوة احتلال .. فعذرا من الجميع.. واخص المصدر بالاعتذار لان الاغفال المقصود لم يكن بغاية التجاهل بل الحرص والخوف على سلامته وسلامة المتواصلين معه.
ساذكرك بهذا المقال غدا عندما ترسم خرائط جديدة
ستاخذ سوريا كل مساحتها الطبيعية وتضم جنوب تركيا ولينان وفلسطين وحتى جزء من الاردن ولكنك كقومي عربي ستعارض حين تاخذ ايران خرائط الله خاصتها في كردستان او المدائن مثلا وستستحضر عبد الناصر الذي لم يصن بيته وترك عبد الحكيم وبرلنتي والسادات يصولون ويجولون فيه!
تذكر ماقاله شوبنهاور بان ارخص انواع الكبرياء هو الكبرياء القومي
ساذكرك غدا لنرى هل طبعك الانصاف ام غيره
وانت ياصديقي .. هل ستتذكر منشورك وتتذكر ان اضعف انواع الجدل هو تذكر بعض الحقيقة وليس كلها؟ للأسف ردك فيه ثقوب كثيرة ومن كثرة الثقوب في أسطرك القليلة لايمكن الرد عليه إلا بمحاضرة في التاريخ والفلسفة..