المكان : برلين شارع Unter Den Linden امام مبنى السفارة الروسية
الحدث: تم وضع دبابة روسية محطَّمة من نوع T-72 Bأُحضرت خصيصاً من أوكرانيا !
نعم، إنها دبابة روسية مدمَّرة تم وضعها بالامس في الرابع والعشرين من شباط الجاري أمام مبنى السفارة الروسية في وسط برلين بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لإندلاع العمليات العسكرية ضد اوكرانيا في خطوة إستفزازية ولاَّدية غير مسبوقة !.
تم إحضار الدبابة الروسية الى المانيا براً عبر بولندا محمولة على قاطرة ومقطورة ،وتم توجيه فوهة مدفعها نحو مدخل السفارة الروسية!! يبلغ عرض الدبابة الروسية 3.46 متراً وارتفاعها 2.23 متراً وطولها 6.90 متراً. يقول المبادرون القائمون على هذا المشروع والذي بلغت تكلفته ما يقارب 100 ألف يورو، جُمعت من أموال التبرعات وقيل أن “وضع الدبابة الروسية المحطمة يهدف إلى إرسال إشارة واضحة ووضع علامة قوية على احتجاجنا ضد الحرب الروسية، وللتعبير عن تضامننا الكامل مع أوكرانيا!!
. (المصدر: dpa / Paul Zinke : rbb TNN | الصورة: dpa / Paul Zinken
قبل عام بالضبط ، بدأت العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا. لذلك سنرى على مدار الساعة تلك الدبابة المحطمة أمام السفارة الروسية في برلين تحرسها رجال الامن أيضاً على مدار الساعة !!. اللافت ان هذه الخطوة الهجينة المستهجنة والقائمون عليها قد حصلوا على إذنٍ مُسبق من المحكمة لتنفيذ هذه الوقفة الاحتجاجية المُستفزَّة لإحياء ذكرى الهجوم الروسي على أوكرانيا حسب تعبيرهم !!. ويقال إن الدبابة الروسية T-72 المدمرة سوف تقف أمام مبنى Unter Den Linden لبضعة أيام كنصب تذكاري ضد الحرب.!!

وفي التفاصيل، فإنه تم تدمير هذه الدبابة المصنوعة عام 1985 بواسطة لغم مضاد للدبابات في 31 آذار 2022 خلال معركة كييف بالقرب من بوتشا ، كما قال وايلاند جيبل وإينو لينزي ، المبادرون في متحف برلين ستوري بانكر. جاء ذلك من مبنى متحف التاريخ العسكري في كييف ، الذي عمل معه أصحاب هذه الفكرة ، وفقًا لموقعهم على الإنترنت.
“أظهر للإرهابيين ضعفهم وضَّع حطام دباباتهم أمام باب سفاراتهم “
وعلق أصحاب هذه المبادرة حرفياً :
“نريد وضع “الخردة” او ” الحطام ” أمام باب الإرهابيين مرة أخرى”. قال جيبل: “لقد قتلوا ونهبوا وشردوا الملايين من الناس واستمروا ويستمرون في هذا العمل كل يوم”. !!
وعلى ذمة أصحاب المبادرة ايضاً فإنّ بعض الدبابات الروسية التي تقدمت في اتجاه كييف قبل عام كان عليها نقش “إلى برلين”. وأوضح المبادرون سبب هذه المبادرة أن “المعرض يحقق رغبة الإرهابيين الروس: دباباتهم موجودة الان في برلين. لكنها مختلفة الشكل والمضمون تمامًا عما كانوا يعتقدون ويتمنون”.!!!! يا للهول
وكي يكتمل هذا المشهد الهزلي فقد قام السفير الأوكراني أوليكسي ماكييف بالوقوف كالطاووس على أطلال الدبابة الروسية بالأمس الجمعة وشكر ألمانيا على تسليم ودعم اوكرانيا بالأسلحة. وما حطام الدبابة الروسية هذه سوى تذكير بسيط يوضح ما يلزم لإنهاء الحرب. وقال ميكييف “سنبذل قصارى جهدنا لضمان إعادة الدبابات الروسية إلى روسيا”.
وحضر السفير الاوكراني صباح الجمعة مناسبة أقامها الرئيس الالماني الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير في قصر الرئاسة بلفيو إيذاناً ببدء الحرب قبل عام. في المساء أراد التحدث في مظاهرة كبيرة لدعم أوكرانيا عند بوابة براندنبورغ.!!!
وحول معارضي المزيد من شحنات الأسلحة ، الذين يريدون التظاهر في برلين يوم السبت ، قال السفير الاوكراني الكيوت ماكييف: “عليك أن تقول بوضوح من هو المعتدي ومن يدافع عن نفسه. يجب القتال من أجل السلام”. وانا أيضًا مع مظاهرات السلام التي تطالب بوقف الحرب ، و لكن يجب أن تتم المظاهرات هناك أمام السفارة الروسية وليس امام بوابة براندنبورغ !!!
وبالأمس أيضاً أقيمت العديد من النشاطات والوقفات والمظاهرات التذكارية في برلين وبراندنبورغ لإحياء الذكرى السنوية للهجوم الروسي على أوكرانيا.!!!
الجدير بالذكر بأنه على مدى شهر تقريبا كان هناك نزاع إداري حاد حول مكان الدبابة الروسية المحطّمة وكان مكتب برلين ميتي المسؤول قد رفض هذا الإجراء في البداية. في أكتوبر ، لكن المحكمة الإدارية في برلين ألزمت مكتب المقاطعة بالموافقة على وضع موقت للدبابة . ثم قام اصحاب الفكرة والمبادرة بفرض مشروعهم بالتالي في المحكمة بالحصول على اذن رسمي بذلك !!. يا للهول !
ويبقى السؤال:
أي تصرّف أحمق ساذج هذا !!؟.
أي دركٍ أسفل وأي زمنٍ هذا!!؟.
أي أداء كارثي هذا لوزيرات الغفلة من داخلية وخارجية المانية!؟!؟..
المهم هنا ليس الوقوف على اطلال الدبابة المدمرة التي تثير ذعرا في قلوب من حارب من النازيين ضدها، بل حقيقة ان هذه الدبابة قد وصلت للعاصمة برلين
فالحذر الحذر ايها الالمان من ان تصل احدث منها لنفس المكان لانكم لم تتعلمو من ماضيكم النازي الدموي