8:54
و أنا أعيش شتاتي الدائم كعربيٍّ و كسوريّ قرأت رواية “بلا عائلة أو الشريد ” للكاتب الفرنسي “هيكتور مالو ” لأكمل شتاتي السياسيّ متسائلاً هل سورية في الرواية هي الطفل ريمي الذي تتاجر به جامعة الدول العربية كي تربح أكثر , أم أنّ جامعة الدول العربية هي الطفل ريمي الذي تحاول سورية كسب عناوين جديدة منه في تعريف شخصية الدول المستقلة القادرة على مواجهة المزايدات بالمزايدات و المقاربات المتشدِّدة بالمقاربات الأكثر تشدّداً , أم أنَّ سورية و جامعة الدول العربية معاً ضحية مشاريع عالمية كبرى لا يمكن صدّها ما دامت قدرة الأنظمة الحاكمة فيها أقلّ من قدرة الشركات الكبرى على التحكّم بمقدَّرات و مصير شعوب هذه المنطقة من الشمال إلى الجنوب و من الشرق إلى الغرب و من الرأس إلى القلب و من الأجنحة إلى الذيول ؟!…….

ستدعو السعودية بعد اتفاق سعودي إيراني تاريخي عزَّز حظوظ الطفل ريمي غير المعلن عن هويته و انتمائه رئيس سورية الدكتور بشار الأسد إلى القمة المقبلة لجامعة الدول العربية على أرضها , ممّا يجعلنا نتساءل هل وجد الطفل ريمي سواء أكان هو سورية أم جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد مضى على الصراع السياسي المفتعل أميركياً و صهيونياً ما بين دول الخليج العربي و على رأسها السعودية و ما بين إيران و المفعَّل تحت مسمَّى الصراع السنّي الشيعي عائلته الحقيقية , أم أنَّه سيمر مرور اللقطاء كلٌّ يحمل له صناديق المجوهرات و المكاسب و صناديق المشاورات و المطالب , و لا أدري مع من سيكون قلب الطفل ريمي ليكسر قواعد الشتات بعد كلِّ ما جرى من تخريب ممنهج في منظومة عمل عربي مشترك كانت أصلاً في حالة إنعاشٍ مزمن و لن تمرّ قواعدها و قممها بأكثر من التنديد مهما جرى من انتهاكات تتعرض لها سورية في الليل و النهار على سبيل المثال لا الحصر من جيوش المنظِّرين الأمريكيين و الصهيونيين بقوانين المجتمع الدولي و حقوق الإنسان , بينما هم أول من يغتصبون تلك الحقوق في حال جانبت مصالحهم هذا إذا ما تجاوزنا علّة القضية الفلسطينية المزمنة , و هي تلاحق جلجامش الروسيّ في إيجاد نبتة الخلود المغموس بزوال الهولوكوست من على مبكى الأوهام ناسية كلّ الأفاعي المتكاثرة مذ وضع آدم الساميّ سياسة إسرائيل و حتى يتلاشى مجرى الدم بنفخة في بوق إسرافيل الأوكرانيّ ؟!…….
في مؤسَّسة القيامة السوريّة الفينيقية بات الأطفال الريميون بوصلة الشتات الداخليّ و الخارجيّ فهل تستفيد سورية الأم من طفل الجامعة العربية المكتنز بالتساؤلات النفطية و غير النفطية من التسريع إلى التطبيع , أم أنَّ جامعة الدول العربية هي الأم التي ستعيد طفل سورية التائه إلى مؤسسة عبّاس بن فرناس , هناك حيث بوصلة الذيول تنجي أجسام الدول و الحكومات من السقوط و الأفول ؟!…….
بقلم
الكاتب المهندس الشاعر
ياسين الرزوق زيوس
روسيا موسكو
يجب عليَّ قراءة الرواية اولاً ..