آراء الكتاب: صورة سائحة تزعزع إنسانية كامل بلاد اليورو زائد واحدة او إثنتان !!- بقلم: متابعة من ألمانيا

وهكذا ..
صورة سائحة كادت ان تُقيم الدنيا ولم تُقعدها لأن شعور مجاميع المسؤولين والسياسيين وثلاث ارباع شعب بلاد اليورو قد إنجرحَ وأُصيبَ بالصدمة الفورية والكآبة وتعرَّض للإضطراب والإيذاء النفسي الذي تَتطلَّبَ ويتطَّلب تنديداً شنيعاً بالصورة الفاجعة وصاحبتها الرذيلة والبراءة منهما .. ( من الصورة وصاحبة الصورة!) والتهويل والتخويف والتهديد بالويل والثبور لمن تُسَّوِل له نفسه بتكرارها!…

صورة سائحة نسفت ديموقراطيتهم وتاريخهم نسفاً فاضحاً …صورة سائحة قامت بتعريتهم و بإسقاط ورقة التوت عن عورات اخلاقهم .. فتنافسَ المتنافسون هنا في إسقاط ابشع الصفات اللااخلاقية على الصورة وصاحبتها …
فجأةً وبدون مقدمات رأيتهم مثاليون صادقون نزيهون عقلانيون وصار الجميع يسأل عن مراعاة الشعور ويتساءل أين هي الاخلاق الرادعة للنفس الشريرة من التقاط هكذا صورة بشعة امام معتقل !؟. يا للهول

ترى ماذا كان نيتشه ليقول اليوم في الفلاسفة الجدد هنا وفي سياسيين ومسؤولين ونشطاء بلاد اليورو !!؟..
ماذا كان ليقول عنهم و فيهم وبقلوبهم المُرهفة بالاحساس الطافحة بالانسانية حين يتعلق الامر بصورة سائحة امام معتقل أوشفيتز !!؟؟. ماذا كان ليقول في إزدواجية معايير حقوق الانسان بين حقوقنا العربية التاريخية منذ النكبة والنكسة وما بعدهما وبين صورة سائحة ملأت الدنبا وشغلت الناس والميديا والاخبار وكل المواقع الرصينة وغيرها !؟ وماذا كان ليقول في اخلاقهم الرفيعة بما يتعلق في حرية التعبير او النضال من اجل تحرير الاراضي المحتلة !؟.. وماذا كان نيتشة ليقول في نزاهتهم الفاقعة وسياسة الكيل بمكيالين حين يتعلق الموضوع في الدفاع عن النفس ضد الغازي والمحتل!!؟.

أُنبيكَ نيتشة ..لم يرِّف لهم جفن بعد كل صوَّر المجازر المتكررة منذ سرقة فلسطين مروراً بغزو بلاد الرافدين وليس انتهاءً بمجزرة جسر الشغور أولى مجازر الحرب الكونية على سورية .. والمجازر الوحشية التي ارتكبوها على امتداد التراب السوري !!. ولم ينجرح شعورهم ولا إنسانيتهم ولم يشعروا بالغثيان عندما وصلَ طعم الدم العربي الى انوفهم لكنهم اليوم مستنفرون غاضبون منددون بصورة سائحة على سكة الحديد في أوشفيتز !!؟. أُنبيكَ نيتشة.. لقد تمكنت بالأمس صورة واحدة لسائحة من زعزعة إنسانيتهم واعلنوا الطوارئ وربما سيقومون بتعديل قوانين زيارة المعسكر !!. يا للهول

أُنبيكَ نيتشة.. لم يتحرروا بعد!.. ولم ينالوا استقلالهم .. ودليلي على عدم تحررهم انهم بالتأكيد ما داموا يشعرون بالخجل امام أنفسهم ومن أنفسهم !! وفعلاً إن كنا نحن اللاأخلاقيون هل نُلحقُ ضرراً بالاخلاق !؟. أحقاً يتطلّب الامر منا ان نطلق النار على الاخلاق كي يستقيم الميزان ويرضى الاخوان !.

وبالإذن من بلاغة رأس شعراء العرب الشاعر الفارس:
فَلَو لَو ولَو لَو ثمَّ لَو لَو ولَو ولَو
ولَو لم تكن هذه الصورة لكنتُ أَوَّلَ من تصوَّرَ

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s