قبلة الأمير السوري للضفدعة العربية .. المسك والحظيرة


ليست بي حاجة لأشق على قلوب الناس .. واعرف ماذا أحسوا عندما سمعوا قرار الجامعة العربية باعادتنا الى الجامعة العربية .. ولكني على يقين ان القلوب لم تهتز ولم تخفق وان الدموع لم تطفر فرحا .. ولم يتوقف البيع والشراء ولم توزع الحلوى في الطرقات ابتهاجا .. بل على العكس فان القلوب كانت لامبالية وكأنها تلقت خبر اكتشاف نوع من الاسماك في المحيط الهادي .. اذا لم نقل ان في الخبر نوعا من الاهانة للسوريين .. فالجامعة العربية ليس فيها شيء عربي .. وهي مؤسسة ضد العرب والعروبة .. واذا كنت أكثر دقة فانها مؤسسة من انتاج عهد الاستعمار الذي استولد الكثير من المنظمات التي يتلاعب بها وبخيوطها سرا ويتحكم بأرجلها وحركات عنقها وفمها كما الدمية وذلك لاشغال الناس بهذه الدمى وحركاتها في مسرح العرائس فيما هو يغرس انيابه في اعناق الشعوب واراضيها وثرواتها ..


والجامعة العربية لاتشبه الا نظام المشيخات النفطي حيث الواجهة حاكم عربي والقرارات عربية ولكن تلك الدويلات تدار عبر مكاتب في السفارات والشيخ المسكين لاحول له ولاقوة الا على نسائه وسائقيه وعلى العمال الفقراء الذين يعملون في مشيخته من أجل لقمة عيشهم .. وطبعا لاننسى تطاولهم على شعوبهم المغلوبة على امرها .. والجامعة كذلك هي مشيخة تدار من قبل السفارات الغربية وتكلف بمهمة احباط الشعوب العربية عبر الظهور بمظهر العجز والقنوط والشلل .. وهي مهمة نفسية تلعب دورا قذرا لأن العربي يتفاءل وهو يرى كثرة الوفود العربية ويظن كما ظن المسلمون في غزوة حنين وهم يقولون (لن نهزم بعد اليوم من قلة) وعندما تضع الجامعة مولودها في قرارات بائسة مليصة فانه يعرف ان الحمل ولد ميتا من بعد طول انتظار .. فالعربي يرى أمامه تنظيما عربيا وسلالات لانهاية لها لفعاليات اقتصادية وامنية ويحسب انه امام تنظيم مثل الاتحاد الاوروبي او حلف الناتو او مجموعة البريكس او الوكالة اليهودية او المؤتمر اليهودي العالمي .. لكنه في الجامعة العربية فانه يرى منظمة محنطة محطمة .. وهي تحنطه هو وتحنط شعوره وتفاؤله وامله واحلامه .. زيتمنة لو كان كمن سكان الادغال ولم يتعرف على هذا المخلوق المشوه ..


ولكن العودة السورية الى الجامعة العربية لاينظر اليها السوري الوطني على انها مكافأة لنا بل عقوبة اضافية تضاف الى كل العقوبات التي فرضت علينا مثل قيصر بعد ان كنا خرجنا منها أحرارا .. فالأميريكي يرى ان اعتقالنا أسهل وحركتنا اكثر ضبطا داخل ذلك البيت العربي المشبوه .. بعد ان كنا قد كسرنا تلك القيود والسلاسل التي يضعها العرب في ايديهم وارجلهم .. وكنا بخروجنا من الجامعة العربية قد خرجنا من ذلك البيت الدنيء .. وحظيرة العبيد .. او حظيرة الأعنام .. وهاهي الأغنام تريد منا أن ننظف صوفها وتطبيعها مع اسرائيل وممارستها القادمة للرذيلة الوطنية وننظف حظيرتها باسمنا الجليل والنقي .. وان تتطهر بما لدينا من دماء الشهداء التي جعلت رائحة سورية كالمسك بين الامم .. فحيثما مشينا في شوارع الشرق الاوسط تضوّع منا المسك المصنوع بخلطة من دماء الشهداء ورماد البارود

هذه الجامعة تريد ان تزداد شرفا بنا .. وأن تستثمر في دمنا .. وتغتسل بعطر صنعه الابطال .. وهي مثل المومس الآثمة الخاطئة التي تدرك كم هي ملوثة وكم هي نجسة وكم هي رخيصة اللحم .. تريد ان يدخل السيد المسيح بيتها ليطهره .. فمن سيطهر اسم الجامعة العربية غير اسم سورية التي قاتلت الكون ولم يقدر عليها .. وقاتلت الشر ولم يقدر عليها؟؟ .. صلبت وقامت وآثار المسامير في راحتيها .. والخنازير التي رأى فيها السيد المسيح ملاذا للشياطين تريد ان تتمسح اليوم بأشواك السيد المسيح وصليبه .. وتلعق من دمه ..


لايهمنا ان نعود الى الحظيرة ولكن يهمنا ان ندخل الى الحظيرة كي نقول للخرفان والجواميس والخنازير التي كانت تضربنا بقرونها في الحظيرة أنه آن الاوان كي نخرج بها لترعى بحرية .. وآن للعبيد ان يدخلوا في محو الامية ومحو العبودية .. أمية الكرامة والاستقلال والقرار السيادي ..


طبعا جامعة سايكس بيكو لن تفهم ولن تتطور ولن تتعلم وستبقى تبحث عن ظهرنا لتغرز قرون الجواميس والتيوس فيه .. ولكن دخولنا اليها بالسوط سيكون أكبر هزيمة لها .. ودخولنا اليها بدعوة منها يعني ان صاحب حظيرة سايكس بيكو يقر اننا الساسة وأن الجواميس والأنعام التي فيها .. لم يعد لها دور في ابطاء نهوض الشرق ..


عودتنا للجامعة ليس فيها أي مكسب بل هي هزيمة للجامعة العربية وهي اول انتصار عربي ضد المستعربين وضد سفراء سايكس بيكو .. وقبلتنا للجامعة العربية هي تشبه قبلة الامير للضفدعة المسحورة كي تتخلص من تعويذة سحرية قلبتها من أميرة الى ضفدعة .. الأمير السوري مضطر وعلى كراهة لتقبيل هذه الضفدعة المسماة الجامعة العربية رغم نفوره منها ورغم تقززه منها .. ولكن ربما تقلبها هذه القبلة الى أميرة عربية جميلة بعد ان ينتهي مفعول السحر للساحرين سايكس و بيكو .. فتعود أميرة كما يجب ان تكون .. لأنه عندما غابت سورية تدنى المستوى الاخلاقي للعرب .. وتدنى مستوى الكبرياء للعرب .. وعندما غابت سورية غاب المتنبي وكبرياؤه عن لغة العرب .. لأنه حيث تكون سورية تتكلم الارض باللغة العربية .. وحيث تكون سورية يرتفع مستوى الاحساس بالكرامة .. وحيث تكون سورية ترتفع سوية الامل .. وحيث تكون سورية فان الشياطين تتوارى .. وحيث تكون سورية فان العرب يعودون عربا ..


هذا هو قدرنا أن نكون أمراء وأن نعيش لنقبل الضفادع .. علها تنهض وترتقي الى مستوى الامراء .. ولذلك فاننا سنقبل هذه الضفدعة القميئة .. فلعلها تنهض بثياب الاميرات وتيجانها .. ولكن هيهات .. هذه الضفدعة العربية تحتاج ألف أمير .. وألف نبي ..كي تعود أميرة وتتوقف عن النقيق .. وعن العيش على ضفاف المستنقعات ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

3 Responses to قبلة الأمير السوري للضفدعة العربية .. المسك والحظيرة

  1. Safa Syrea كتب:

    أثلجت قلبي نارام العظيم

    كم كنت بحاجة لهذه الكلمات وخاصة اليوم بعد تصريحات رسمية للحقيقه أخذلتنا .
    لاأعلم كيف نطبطب للأمير الشاب إن لم يكن له يداً في قتلنا كما ادعى سراً… فهو حتماً امام العالم اجمع قتل اخوتنا في اليمن.
    هل تغفر له هيئته الترفيهة دماء اليمنيين والسوريين بهذه البساطة؟؟!!
    نارام ألف سؤال يدور في عقل كل منا… نحن غير مطلوب منا أن ننسى دماء شهدائنا وهو ينزف حتى الآن على مذبح الوطن.
    شكرا نارام…

  2. الشعبي كتب:

    لله درك 🌹🌹🌹

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s