تهنئة حارة لاسرائيل .. ياآخر أرض للآثام .. اعلان كالرصاص

لاتصدق ان هناك آثما لايعرف خطيئته ..ولاتصدق أنها لاتعيش في أعماق ضميره مهما أنكرها ولو كان مجرما .. ولاتصدق أنها لا تتغلغل في لاشعوره .. فمشكلة الخطيئة هي أنها الشيء الوحيد الذي لايموت .. فهي أقوى من أن تموت .. يموت صاحبها ولاتموت هي .. لكنها تحبس ويقفل عليه الضمير وتعزل في الأعماق .. او تغيب في التاريخ كنا الاثار الدارسة .. ولكنها تبقى .. ويحاول الاثمون ان يعيشوا وكأن خطيئتهم ماتت اذا غابت عن المحاكم .. والعقاب والجزاء ..
هناك من صلب السيد المسيح وعذبه وقتله .. ولكن ليست قيام السيد المسيح مايؤرقه بل ان الاثم في قلبه هو الذي قام .. وصار لاينام ..


ولذلك ادعى اليهود انهم وجدوا عقارا يريحهم من الخطيئة ويخلصهم من ضمائرهم .. وهذا العقار هو في اختراع عبارة (الغاية تبرر الوسيلة) .. فهذه تبرئة المجرمين واللصوص ..

والاسرائيليون عن بكرة أبيهم .. وبالذات المتطرفون منهم والحاريديم يدركون ان التمسك بوعد الله المزعوم هو افتراء على الله .. وأنه لايقنع سمكة ولا يقنع عنكبوتا في الأمازون ولا يقنع شيطانا .. ولكن درعهم المتين هو ماتتقيأه اعماقهم من ان الغاية تبرر الوسيلة .. فغايتهم هي التقاط أي ارض لتكون وطنا لهم .. ولأن الغاية لايمكن الوصول اليها بسهوله فان القتل والشر مبرران .. ويتدثر اليهودي بشرشف أسود كبير اسمه المحرقة .. وينام قرير العين على هدهدات و تصريحات اوروبية تحقن ضميره المريض بالمخدرات وتثني عليه وتبكي عليه وتستغفره وتحييه وتمجده وتمجد انجازه في القيام من المحرقة لبناء وطن في الصحراء ..


مشكلة الضمير انه لايقهر .. ولذلك لايجرؤ المجرمون والخاطئون على الاعتراف بما ارتكبت ايديهم بل يقولون دوما انما هو وحي يوحى .. وأنه أمر الله وقدره .. وقد يقولون انهم ينفذون أمر الله مباشرة .. ويبحثون عن أي رجل دين وأي فتوى وأي محام وأي حكاية في التاريخ تبرر لهم .. ولكن يموتون وضميرهم لايتخلص من بقع الاثم وبقع الدم وتبقى الخطايا كالدرنات على ذلك الضمير .. واذا مادفنوا .. هامت الآثام التي كانت حبيسة وخرجت من أرواحهم وتناقلتها الحكايات وحملتها على أكتافها وطافت بها .. وحملتها الشفاه والكتب وجعلت لها أجنحة .. ولذلك لن يرتاح من قتل الأنبياء .. ولن يرتاح من استعبدوا الناس .. ولن يرتاح من أبادوا الامم .. ولن يرتاح من صنعوا الديناميت .. ولن يرتاح من صنعوا المحارق ورموا القنابل الذرية على رؤوس البشر كأنها تفاح على رأس نيوتن ..


منذ أيام حاولت اورسولا فون ديرلاين أن تغسل ضمير اسرائيل .. وضمير الاسرائيليين .. كي ينام من لاضمير له .. فمسحت ضمير اسرائيل .. بدماء الفلسطينيين .. وغسلت أوجاع اليهود بدموع الفلسطينيين .. وأسهبت في التبرير وأسهبت في الشرح والتعبير .. وأراحت ضميرها وضميرهم .. *


وامام هذه الحالة فان الانسان يجد انه عاجز عن ابداء الاحتقار .. لأن الاحتقار لايكفي .. فالتزوير يبلغ مرحلة لايمكن تخيلها .. فاليوم ليس عصر القرون الوسطى حيث لاكاميرات ولا صور ولاتقارير .. ولاشهود .. بل مؤرخون ووعاظ ومنافقون ومزورون ..
وقد يحار الانسان في طريقة الرد على هذه الفاجرة .. فلا ينفع مع هؤلاء الادانة .. ولاينفع الصراخ .. ولاينفع المرافعات في المحاكم .. فكل هذا جربناه .. وماينفع هو استئصال هذا الكيان من جذوره .. وعندها لها ولاوروباها ان تتغزل بالكيان والمقتلع والمومياءات كما تشاء ..
لكن هؤلاء الوقحون المؤلفة قلوبهم .. والموظفون في خدمة رأسالمال .. قد يسحقهم تعليق ساخر .. فالسخرية أقوى من أكبر محكمة .. لذلك كانت النكتة أكثر تعبير عن الضمير الذي لايسمح له ان ينطلق .. ويكون حبيسا كما هو ضمير اوروبة ..


في هذا الاعلان ستحس أنه أقوى رد على تهنئة اورسولا لاسرائيل .. فهو في منتهى السخرية .. لشدة مافيه من حقيقة .. المفارقة القوية بين الحقيقة والسخرية هي التي تقتل تهنئة اورسولا .. قتلا نهائيا .. ولو وصل هذا الاعلان السياحي الى اورسولا فهو سيكون أقوى على ضميرها الرخو المهترئ من أي تنديد ومن اي صراخ .. وقد فعل حسنا من صممه وقدمه .. فهو عمل فيه ابداع وافحام وعبقرية ..


فهو يشير بسخرية الى عمر هذا الكيان القصير جدا والذي يهنئه العالم بعيد ميلاده مقابل آلاف السنين لمن هم فلسطينيون ..
وهو بمهارة وحذق يدعو الزوار لحجز اقاماتهم في مستوطنات غير شرعية مسروقة من الفلسطيميين .. فهي كثيرة .. واذا دفعت ايها الزائر بعض المال للاستمتاع فستذهب الى رحلة قصف بالقنابل على السوريين .. تمتع بالبحر والشمس والرمال والظلم .. ولاتكترث فستغادر وضميرك مرتاح بلا عقدة ذنب كما كل من يزورنا .. ولاتفكر في زيارة غزة .. فمن سيفكر في زيارة سجن مفتوح على الهواء الطلق .. تعال وتناول الحمص والتبولة والأطباق الاسرائيلية .. وتعال في أيام المهرجانات الانتخابية حيث الالعاب النارية بالفوسفور الابيض في سماء غزة .. التي تضيء سماء غزة وتسمع فيها أصوات القنص بالبنادق بلا توقف .. وانس الرحلات في البراري والسفاري الافريقية لأن هناك أدغالا في الضفة العربية .. ويمكن ان تلمح مخلوقات منقرضة فيها مثل الصحفيين .. فمثلا الصحفيون انقرضوا هنا لأنهم صيد للاسرائيليين .. بل لماذا بعد هذا لاتفكر بالانتقال الى اسرائيل؟؟ .. فماعليك الا ان تجد لك شخصا يهوديا في شجرة عائلتك (بشرط لال يكون فلسطينيا) .. أو تزوج من أي يهودية او يهودي .. وعندها سنفرغ لك أرضا من سكانها .. واذا لم تنتقل الى تلك الارض المسروقة فان غيرك سيسرقها .. فماذا تنتظر ؟؟ هذه فرصة لزيارة أخر أرض فيها نظام الفصل العنصري على الكرة الارضية ..
هذا الاعلان هو الجواب الشافي لتهنئة اسرائيل وكل من يهنئ اسرائيل ..

ليست فلسطين هي المظلومة فقط .. بل كل هذا الشرق .. وآخر من ظلم في ها الشرق هو الشعب السوري .. ولذلك فان قتل الشعب السوري والتآمر على سلامه ووئامه .. سيبقى يلاحق المجرمين الى يوم القيامة .. مهما صافحوا ومهما سالموا .. ومهما ابتسموا عن النواجذ في وجوهنا .. ومهما فرشوا لنا السجاد الاحمر .. وعانقونا .. سواء كانو من العرب او من الاوروبيين الذين يفكرون في ينتقلوا الى ضفة المسالمين والعائدين ..


لذلك انا لاأصدق ان من شارك في الحرب على سورية او باحتلال فلسطين لايدرك انه كان آثما ومعتديا .. وان ضميره ملوث كضمير مجرم وضمير مومس .. وروحه مسرح للكوابيس السوداء .. ولكن لايملك الآثمون من دروع لأرواحهم سوى الانكار وادعاء الرضا عن الذات .. فاثمهم قام وسيسير الى يوم الدين كما قام السيد المسيح .. وقام شعور الاثم من صلبه في طول الارض وعرضها .. ولن يعود ولن يهدأ الى ان ينتهي الانسان ..

ترى لو أردنا أن نكتب اعلانا عما يسمى الربيع العربي أو الثورة السورية .. كيف كنا سنكتب عن هذا العمل الانساني الخلاق الذي اشتهر بالذبح والابادة والكذب والكراهية والجنون ؟؟

=================================

* اعتذر عن الاستعانة بمادة من انتاج الجزيرة على اليوتيوب لكن غياب المصادر الاخرى جعل اللجوء الى هذا المصدر مبررا .. رغم ان وسم الجزيرة وحده كاف لاسقاط قيمة او مصداقية اي مادة ويقربها من التزوير والتلفيق ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to تهنئة حارة لاسرائيل .. ياآخر أرض للآثام .. اعلان كالرصاص

  1. لويزا كتب:

    مقالة في غاية الاهمية فلا يجوز ان نسمح لإنسانة بدون ضمير انساني ان تشوه التاريخ، وتحتفل بآخر دولة عنصرية في هذا القرن. هل سألت نفسها من سكن ارض فلسطين قبل ان يغتصبها الصهاينة؟ كيف تغرق في النوم وضميرها ملوث هكذا؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s