إن لم ترَّ قبح الحرب لايمكنك أن تتحدث عن جمال مرادك، فعن أي جمال يتحدث الذي لا يرى قباحة الاحتلال الأمريكي، ولا مايفعله الانفصاليون ورواسب التطرف الدموي في الشمال السوري،و التي لن تصالح بقية السوريين وتعمق جرح سوريا بفساد فكرها الإقصائي فمن لايشاهد قبح هذا الفساد لاشرف له في التحدث عن الكرامة ؛.لايمكنك أن تحدث الناس عن الشمس وجمجمتك لم تغادر الظل ، كيف تتحدث عن الكرامة وأنت لاترى العار ،فالعار أن تحدثنا عن الكرامة وسوريا يحتلها عار الانفصاليين ولاتراه، وعار الاحتلال وأنت لاتراه فمن أنت؟! من الذي اقنعك بأنك صاحب قضية ؟! فلايمكنك أن تقدم لنا القيح على أنه عسل ونحن من حاربنا جيوش الحقد بأشكاله كافة ،وغرسنا عظامنا ولحمنا أعمدة لثبات سوريا في وجه الفناء، فقد طهرنا سوريا من رجس الحقد والجهل لالكي تسيل به مجددا، ويمكنك أن تتلو ماتشاء على مسامع الغير ؛ولكن إعلم أن النار لاتصغي إلى استغاثة الهشيم، وإن كنت تزعم أنك سوري وطني وعروبي لكنا رأينا كرامتك تشب وتلتهب لنزال المحتل الأمريكي قبل أن تتأهب لنزال الدولة التي رمى عليها هذا العالم قذارته كلها بل لوكنت تغار على كرامة سوريا لانتظرت انتهاء المعارك، حيث كان هناك ظهور لفرسان الجيش العربي السوري الذين يدافعون عن كرامة سوريا، وهي بحاجة لمن لهم كرامة، ولمن يحمون ظهورهم ،لا أن يكشفوها للخونة والأعداء ..
يقول (البلعوس )مخاطبا الدولة السورية ((لم تقدم لي شيء لماذا أنت قاعد بيناتنا )) .،ونقول لك إن اردنا معاملتك بالمثل يجب أن أعاملك كمستوطن ،لأنك كسوري أنت وأمثالك لم تقدموا شيئا لسوريا في قتال داعش واخواتها في الرقة والدير وتدمر وكل سوريا ،فلا يليق بكم التحدث عمن دافع عن كل سوريا وأنتم كنتم خارج هذا الدفاع الوطني العظيم، لايحق لمن لم تجرؤ بندقيته على تجاوز حدود مدينته ومحاربة الدمويين أن يحدثنا عن الكرامة، فالكرامة التي تنحصر ضمن حدود مدينة هي ليست كرامة بل استيطان داخل أمة.
لايحق لك ولأمثالك تكرار الإساءة إلى ملايين السوريين والتحدث عن الكرامة، وكأنك متقدم على باقي السوريين بالدفاع عن الكرامة وأنت من لم يرض أن يكون شريكا متساويا مع باقي السوريين بالكرامة عند الدفاع عن كل سوريا فإن كانت الكرامة لديك تنفصل عند مشاركة السوريين في قتال جحافل الدم وتريدها ضمن مدينتك فقط وهذه الكرامة تتصل مع الدولة عند حاجتك لها فقط فإعلم أنك تبحث عن البقاء ؛ لا عن الكرامة فجميع المخلوقات تصارع من أجل البقاء .أما صاحب الحق فيقاتل لأجل الكرامة ؛لأن صراع البقاء يكون خشية على نفسك. أما صراع الكرامة فخشية على أمة .إنك حينها تصارع لأجل ذاتك لا أمتك فلا تحدثنا عن الكرامة وأنت منفصل عنها .الكرامة أبعد من محيط رغيف الخبز لأن مركزها حبة قمح في يد محتل أمريكي فمن يريد الكرامة يقاتل اللص وليس الحارس أيها الأعمى .
لايمكن أن تغمد السيوف وتغض الأبصار عن مواجهة المعتدي إلا لفكر اقبح من المعتدي نفسه، فلا يمكن (لبلعوسي) من البلاعسة أن يحدثنا أنه وطني وعروبي وسوري ولم يستنفر كرامته لتجييش من معه ضد من تسبب بما نحن عليه ،ومن العقل ضرب السبب وليس النتائج.

البلعوس يحارب التشيع ..هذه الاتهامات قبيحة من جهة تفسير عميق يمس مباشرة الموحدين لأنهم عاصروا كل تلك النكبات والتحموا معها وجاوروا الجميع ولم يتأثروا بمعتقدات الآخرين، ايمانهم راسخ بمعتقدهم، وكل كلمة تقال عن التشيع هي تهجم مباشر على عقيدةالموحدين ،أي وكأنك تخشى على علمك الذي يأمرك ألاتخشى إلا الرب، لا أن تخاف عليه ،فهو ليس كائن ضعيف حتى تخاف عليه من مذهب آخر ، أما إن كنت لاتعلم أنك سبب في تشيع أحدهم فهذه هي المصيبة فإن لم تعظم الزعيم السوري سلطان باشا الاطرش وتكون سليل كرامته فلن يجد فيك ضعيف قومك سوى الهزيمة لأنك اعددته لحرب في جوف البلاد والمدينة لا مع المعتدي إذ تكون حينها قزمت المواجهات، وجعلتها ضمن فكرك الضيق، وهنا يذهب رفاقك الى من يمتلك القضية التي حملها سلطان باشا الأطرش ولكن بمعتقد آخر فكن سلطان باشا الأطرش ليس لكي لاتتشيع فقط بل لكي لاتكون من شيعة أمريكا كما وليد جنبلاط ،فالأمم بحاجة للكبار وليس للخائفين على معتقداتهم، وهي من يجب أن تكون أمنهم وأمانهم ، إن جميع العقلاء يعلمون علم اليقين أن سوريا لو قبلت بالتشيع لهدمت هدما من غالبية السوريين؛ لأن العقلاء السنة مع الدولة، ولو أرغمهم أحد على التشيع ماكان ليقف سني واحد مع دولة تسمح بتغيير مذهب انتصرت به سوريا، فكيف لعاقل أن يهدم انتصار أمته بهذه السذاجة المفرطة؟؟! هذا المذهب يمثل ثقل المجتمع في سوريا وهذا الثقل له دورا كبير في حرب تشرين وحرب بيروت في الثمانينات، نحن ضد الدعوات إلى فرض مذهب على بقية المذاهب، ليس لأننا ضد أي مذهب بل لأننا لانقبل بإظهار المذاهب أنهابحاجة للهداية وهي في سوريا ذات المذاهب في التي ساهمت بهداية المنطقة إلى شرف المقاومة و بنهضة الثمانينات لايران ثوريا ،ولولا قوة الأخلاق لتنوع المذاهب في سوريا ماوصلت ايران الى قوة اقليمية ،فقد كان هناك إجماع سوري لدعم ايران ضد حلف واشنطن والخليج وتم ارسال الضباط وعتاد صاروخي الى ايران انذاك، وكانت الطواقم من كل سوريا ،وكانت قوة ايران تستمد من قوة تنوع السوريين . ونحن نعلم أن المجتمع الشيعي في أذربيجان حليف الاخونجية التركية واسرائيل وامريكا ولم يعتنق المقاومة فالقضية قضية أخلاق أولاوأخيرا ..
أي أننا نؤمن أن القوة في الأخلاق، فكل الأديان لامعنى لوجودها بلا أخلاق، ولكن للتذكير أن اشتعال سوريا بالنار الطائفية كان سببه توهب بعض من المسلمين لدينا في السعودية، ولم يكن سببه التشيع فمن دمر ليبيا هم الاخونج والوهابية ومن ساعد في دك العراق وليبيا هم الوهابيون والاخونج وليس الشيعة، واعلم أن كل طائفي مسعور مهما كان انتماؤه المذهبي هو عدو للمجتمع وليس للدولة فقط.
إن التوجه التلاحمي للسوري السني الذي يقبل بتحالفه مع إيران تراه أكثر من شيعي في ذلك ، دون أن يصبح شيعي المذهب،على الرغم من كل تهديد له بالقتل أو الذبح ، فمن نطق بجملته الشهيرة ضد داعش هو البطل الكربلائي السوري السني يحيى الشغري ،ولم يكن يحيى شيعيا ولكنه كربلائيا في موقفه..لذلك أيها البلعوس حاول أن تكون موحدا حقيقيا ولن تجد خطرا عليك.
وكلما استقمت وعظمت معتقداتك ستبتعد عن التشبه بأراء المنهزمين بمعتقداتهم فلا يعقل لمن يتبع العقل أن يشاطر الوهابي والاخواني خوفهم ومعتقداتهم، أنت تتكلم لغة من هزمهم السوريون ، ويتوجب عليك أن تحترم سوريتك ومعتقدك قبل أن تتحدث عن التشيع، لأن تلك لغة من هزمهم السوري المقاوم.
أنت (بلعوس )ولست سوريا، أي أنت تعبر عن نفسك لا عن أبناء سوريا، وسوريا لم ترض بتسيلم دمشق لشيعة الاخونجية والوهابية ولا للأمريكيين، ولن تسلمها لأي أهل مذهب كان، بل سوف تسلم سوريا للسوريين فقط .
الحرب لاتكشف معادن البشر فقط بل وتكشف القدرات العقلية لديهم، وأخطر مافي الحرب أن يواجهها مجتمع يستوطنه الانتماء الكاذب، عندها تصبح الحرب أكثر من مجرد حرب بل جحيما، لايمكن مواجهته إلا بقدرات عقلية تفوق القدرة العادية للدماغ البشري؛ فطوبى لمن مازال يقاوم في دمشق ومن حوله نزاعات لاترقى لمقام حجم هذه الحرب، بل هي ترقى لمستوى عدو .طوبى لمن يصبر على جهالة بعض من قومه لكي لا يسيطر المجهول على أمته .طوبى لطبيب لم يغادر غرفة العمليات وفي الخارج شيطان مريض يريد الشفاء بقتل الطبيب لابقتل المرض