آراء الكتاب: أسد الشرق والأبعاد المجهولة في الحرب..- بقلم: يامن أحمد

قبل أن تصنع صليبا لكي تحيا اصنع قديسا يسوعيا في داخلك فالصلبان يصنعها القتلة أيضا وقبل أن تقول لي إنك مسلم اجب نفسك لماذا تفر من كل جاهلية جديدة كان قد عاشها المسلمون الاوائل في تحمل النار والصلب والحرق ألا ترضى لنفسك ما رضي به أخوك لنفسه ؟! عن أي إيمان تحدثني وأنت تكره أن تكون كما اخيك .

لا تشتبك مع العنوان وتشهر سيف انفعالك في وجوه كلماتي قبل أن تلج قلاع الفكرة أكرمني و اقبلني مصليا في معبد أخلاقك لركعتين و أكثر فإنني أعشق أن أكبر للحق من مأذنة كل آدمي يقدس الشرف الفكري ولاتحدث نفسك عن ضعف تأثيرك في هذه الحرب لأن من يكتب هذه الكلمات هو أشد ضعفا منك ولكنه في طور اجتياز مراحل الضعف الواحدة تلو الأخرى بعد أن فتك به جبروت ضعفه وسبك قلبه بقدس الألم وأطلق هدهد قلبه من قفص الجمجمة فلا تعزز لديك فكرة الإستسلام لما وصلت اليه من “قوة” يقين في قراءة مايجري لأنني أحدثك من بعد هذه النقطة فهي الكمين المحكم ولهذا اقتلع اجنحة فكرك من الضمور في جحور العادات التي صنعتها أنت لنفسك و ادمنت الاصغاء اليها ولنقرأ معا ماذا يعني أن تكون قويا.

إن القوة المضادة للحقيقة العليا هي أخطر مافي الوجود على تقدمك نحو تحقيق الوجود ومثلها القوي المتوهم الناشر للفساد الفكري الوجودي ليصنع من الإنسان قزما محتجزا في سجن الخلافات في زمن السلام و الفتن والحروب حيث فيها يمكنك التعرف على كل ضعيف هدام والذي هو أكثرالعناصر المدمرة في المجتمعات ولا أتحدث هنا عن العنصر البسيط لأن البسيط قوي وليس ضعيفا إنما المفسد هو الضعيف ومثاله انك تشاهد الضعفاء وقت الحرب والفتن مهما امتلكوا من قوى مادية وعلت شهاداتهم العلمية أوزركشت شخوصاتهم بعشق الفلسفة والشعر والنثر والعلوم تراهم ينبشون في قبور الخلافات مع أن الأمةبحاجة للإجتماع لا للتفرقة ولكن هذا البعض المنكوب بالضعف يصر على نشر الضعف وهؤلاء يمثلون الجدار الهش الذي لايمكن لحراس الأمة الاستناد إليه وبهذا يذهب المحارب من خلف أفكارهم إلى الحرب وسيفه من ورق ودرعه من قش وقلبه مطفأ بلا رسالة حيث وضع في نزال مع رفاقه من المحاربين و يساهم هؤلاء بإرسال الفرسان إلى المواجهات كافة منهزمين قبل وقوع المواجهة ولو استطاب فكرهم لتمكنوا من تنظيم الخلافات ضمن الخصوصيات البعيدة عن التداول واستبدالها بحسن شرف العقل حيث لاعدوان ولا تدخل بما يعتقده الآخر كما تنص السماء لابفرضها على الناس كما يفعل الدموي المتدين والمريع في قضية ضرب الفوالق ضمن المكونات صغيرة كانت أم كبيرة وبخاصة في زمن الدم والقتل هو حاجة الشخص لإثبات فكرته لا لإثبات الحقيقة فمن يعلم بأنه يحيا في اقليم تغوص شعوبه في التفرقة والفشل الاجتماعي وهو يفعل فعلهم فهو الضعيف المدمر ..

في التكوين المادي البشري يدرك المرء العاقل معنى قداسة الاختلاف فهو علاقة محرمة إن كانت من جنس واحد وتصبح شذوذا لذا كان لابد أن يكون الاختلاف تكامليا لبقاء الجنس البشري هذا على المستوى الجسدي فهل يستحيل على العاقل أن يكون متكاملا أخلاقيا مع من يختلف عنه في القضايا الاشرف والاعظم من الدم واللحم والتي من أجلها نحن في هذا العالم وألا يمكن لثمة مؤمن بمعتقد أن يرتفع إلى الأسمى من الجسد عند اختلافه الفكري والديني مع غيره ؟؟!! وهل كان وجود الشر الا في قضية اختلاف مادي من صنع ابليس فقد سجدت الملائكة لأدم الطين ولكن من اقر الخلاف في الاختلاف هو ابليس فهل لايمكن لبعض من يدعي أنه وافر العقل وعميق الفكر أن يكف عن محاربة معتقدات ابناء الأمة الواحدة . .. إن قدرة الفصل بين ما يخص نفسك ويخص الآخر مقترنة بالفكر الصحيح وفيما بين هذه الخاصية وتلك مسافة للحياة الاجتماعية وبقدر نقاء هذه المسافة تقترن الأمم مع السمو وهذا بُعد مجهول لايمكن لمتعصب أن يدركه ..وهنا نتحدث الى من يبدع في محاربة كل من يخالفه في المعتقد ضمن الامة وبخاصة ونحن نشهد حربا لم تشهدها البشرية من قبل ليجد كل منا اختلافه لا أن يعلن خلافه مع الآخر والمريب أن حجم العدوان الرهيب على سوريا لايشاهده البعض لكي يعلن عدوانه هو الآخر فمتى يعي هذا البعض هذا البُعد المجهول ولماذا يصر هذا البعض على البقاء في المجهول مع أنهم يحدثونك على صفحاتهم والسنتهم أنهم الموسويون في مواجهة فرعون إلا انهم يتبعون السامرية ضد الموسوية .

من لايمتلك القدرة الفكرية على فصل الفاسد عن مفهوم الدولة ويخلط بينهما عمل كعمل الفاسد في ايذاء الدولة فأنت تحارب الفاسد من أجل الدولة أي من أجل الأمة فكيف تحارب الدولة والفاسد معا؟؟!! كيف استطاع البعض شن هذه الحرب التي لاتحمي الدولة ولاتحاكم الفاسد ..إن دعم الاسوياء العاملين في الدولة هو المراد من النقد البناء وليس التعميم وعلى كل عاقل أن يعمل على إقصاء الاراء المزاجية المنفعلة عند قراءة الحقائق وتجنبها فهي إن نقلت الحقيقة تنقلها كمادة شهية للاعداء يستثمر فيها جهالة وخبثا على حساب الحقيقة. إن العمل للعقل والعقل أمير الكلام وسيد الحلول وليس المزاج وكنت قد كتبت منذ اكثر من خمس سنوات أن النقد شيء والاتهام أمر آخر فالاتهام يفاقم المشكلة ولاينجب حلولا للمشكلة هناك بُعد يتجاهله البعض او يجهله احيانا كثيرة إذ لايمكن أن يكون الجميع معدون مسبقا لفهم الحياة والنظام الاجتماعي فتعظيم عمل مؤسسات الدولة هو ادراك ووعي عميق وفي كل مكون وطائفة يوجد هناك القديس والنبيل والبسيط الشريف وكذلك هناك الخائن واللص والبخيل والنمام والجبان والمتعصب والمتهور .

ولهذا فإن العقل المستنير يأخذ في الحسبان وجود الاقوياء نفسيا وفكريا وكذلك يأخذ في حسبانه الجانب الهش في كل مكون لأنه يمثل البُعد المجهول في كل انتماء وهو الذي يسهل اختراقه واحراقه والتحكم به عند كل حدث ولهذا يجب ضبط الفكر ولجم الإنفعال عند محاكاة الاحداث لأن هناك جيش من الهوائيين تهزهم القشور وتصعقهم جهالة الامور وهنا يكون عمل النواة الاجتماعية فلا يمكن بناء قوة اجتماعية من دون مجتمع محمي من التفكير المظلم ويجب أن يعلم هذا المكون أن محاربة الفساد تكون في أشخاص ولاتكون لمؤسسات لأن مفهوم الدولة في الأمة بعيد كل البعد عن الفاسد والفساد فمن يريد محاسبة ابنه إن ارتكب خطأ لايهدم بيته عليه بل يهدم الخطأ الذي ارتكبه ولذلك فإن البُعد المجهول في ادراك هذه الحقيقة يقول لنا أن نقف مع الدولة في اسوأ الحالات كقوة لاتسقط مهما سقط فيها الموظفون لأن البديل عن الدولة هو الفوضى القبيحة فإن كنت تسافر من دمشق إلى الحسكة من غير أي اذى فإنك لن تتجاوز حيا ضمن مدينتك الا بالتعرض للأمراض الاجتماعية ولهذا نحدثكم عن الدولة حيث يفترض بالمستنيرين من المثقفين بالفطرة بدءا من عامل نظافة الى عالم فيزياء نووية وطبيب جراح أن يعملوا على هذا إذ أن التهجم والسخرية من الدولة تفاقم الضعف لدى الضعفاء فيصبح الجبان وهزيل الفكر واللص والمتعصب الديني سعداء بقتال الدولة فكريا لاعتقادهم أن الدولة تشكل حالة عدوان عليهم فلا يمكن لأي كان أن يقرأ ويفسر الاحداث على الجميع كما لايمكن لمن له حقد شخصي أن يحدثنا عن جمال الامة بحيث لايمكنه الترفع عن النزال الضيق مع احدهم فكيف له أن يسمو لقيادة أمة في مواجهة الاحقاد والجهل والاعداء جميعا ولو كانت قضية التحليل والاراء في المتغيرات الوجودية هي من مهام الجميع ماكان سيدنا موسى ليعطي الخلق درسا وجوديا في قيادة المواجهات الوجودية عندما طلب من ربه عون اخيه هارون عليهما السلام مع أن موسى هو كليم الله وعلى الرغم من هذه المكانة الرفيعة احتاج لفصاحة لسان هارون…كما في قوله تعالى :

وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ .

فليس كل قضية موسوية وليس كل ناطق هو هارون فإنظر إلى من تصغي قبل أن تذهب إلى مواجهة فرعون…

لايمكن أن يقدم لك الخبز من عجن طحينه بماء السم ولايمكن للغارق أن ينقذك من الغرق ويريد البعض أن يكونوا ملوك الخلاص في هذه الحروب وهم يحدثونك عن كيف يجب أن تواجه هذه الحرب وكأنها مجرد اشتباك مسلح مع مهربين فإن كان أحدهم لايقدر على مشاهدة حجم الحرب فكيف له أن ينجب لنا حلولا بقدر هول هذه الحرب ؟؟!!

إعلم يا من مازلت تشك بقيادة الأسد للمواجهة مع العالم أن الأسد ومنذ بدء الحرب العالمية لم يعد رئيسا بل قديسا لأن مقام الرئاسة مجرد وظيفة أما احياء سوريا فهو ليس وظيفة بل هو عمل منقذ و خيار إنسان مضاعف وثبات محارب من نور أمام جحافل الظلمات الدموية وإن كنت لاتؤمن بهذه الحقيقة فخض التجربة التخيلية وكن مكانه لدقائق ثم أضف إلى مخيلتك التعرض لأبيك بالشتائم المقززة وكذلك لعائلتك واصلك ونسبك من قبل معاشر الجاهلية الجديدة فماهو موقفك في الرد وأنت مؤتمن على أمة وترى في أم عينك وتسمع كيف تشتم و يذبح الناس لمجرد وقوفهم مع مفهوم الدولة فليجرب أحدكم قدرة التحمل لساعة في مواجهة عشرات المحطات العالمية وهي تبث الاتهامات بأنه مجرم سفاح ومطارد من العالم في حين أن مايحدث على الأرض أن السفاحين هم من قاموا ضده فماهو الشرف الذي يدعوه إلى أن يدع الأمة للمجهول فيغادر وهو يرى ماذا حدث لليبيا والعراق؟؟ ليل نهار منذ اثنا عشرة عاما وعلى مدار الساعة لايوجد عمل للعالم المادي القذر سوى القول أن الاسد مجرم وسيحاكم وأنه نفذ مجازر كيماوية وليضع أحدكم أباه في هذه المواقف كيف كان سينظر الى من ينتقد أباه والعالم كله يهدده هل ستشفع له عقليا وأخلاقيا؟؟؟ هذا العالم كان ومازال يتعرض للأسد ويعمل على تصفيته في قلوب اهله الأقربين حتى يخافوه ويقولوا إلى أين يأخذنا هذا مع أنه منقذهم هنا يكون الاغتيال الأشد فتكا من التصفية الجسدية. فمن يسأل لماذا لم يغتل هؤلاء الأسد فاعلم انهم اغتالوه ألف مرة في قلوب السوريين الاشراف ولم يمت فما الذي كان يحدث طوال هذه السنين هل هو احياء للأسد أم اغتياله شعبيا .

لمن يأتمن الأسد مصيره ومصير عائلته وهو يعلم أن لاعربيا ولامسلما في المنطقة والعالم هو قادر على حمايته فمن أين استمد طاقة التحمل هذه لقد تم تهديد الأسد بمصير القائد القذافي فماهي قراءتكم العقلية في تحمله هذا مع أن احدكم لم يحتمل الظرف وهو في راحة مما يعانيه الأسد فكريا ونفسيا ومصيريا وعائليا .إن الذي يمكنه الثبات في مكان الأسد هو من بمستطاعه أن يعرف ماهي قيمة هذا القائد العظيم ..

هذا المنشور نشر في المقالات. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to آراء الكتاب: أسد الشرق والأبعاد المجهولة في الحرب..- بقلم: يامن أحمد

  1. أفاتار hassansyr hassansyr كتب:

    شكرا لكل هذا التنوير ….

أضف تعليق