في عالم الصحافة والاخبار كان دوما هناك مثال يضرب على الخبر او السبق الصحفي الذي يبحث عنه الصحفي .. وفي ايامنا هذه البوست الذي يحصد الاعجاب (او اللايكات) .. والمثال يقول بأنه اذا عض كلب رجلا فان هذا ليس خبرا بل ان الخبر اذا عض الرجل كلبا ..
وتذكرت هذه المقولة وأنا أقرأ خبرا يقول ان مجموهة ارهابية هاجمت رعاة وقتلت 400 رأس من الاغنام السورية في ريف حماة .. وتوقفت عند الحبر: لماذا يقتل الارهابيون الاغنام؟؟ هم ليسوا لصوصا .. فاللصوص لن يقتلوا القطعان التي سيسرقونها .. لكن قتل 400 رأس من الماشية ليس هدفا للصوص بل هو هدف ارهابي بامتياز ولايمكن تفريقة عن عمليات تدمير الاقتصاد وحرق حقول القمح واحراق بساتين الزيتون في الساحل السوري .. انه عملية تجريد تدريجية للارض السورية من اي مقومات للعيش .. وافقار متعمد يكمل فعل قيصر ومافعلته الحرب ولصوص الحرب الاتراك ..

هذه ليست عقلية ارهابيين .. الارهابيون اقل ذكاء وهم ربما يعرفون عقلية الغنيمة والسبي والتي هي في النهاية عقلية قبلية اما تدمير وسائل الحياة والبقاء بغرض ايذاء قدرة الخصم على العيش او الوصول الى ابادة الخصم فهي عقلية اميريكة خالصة .. والتاريخ يحدثنا عن الغزاة البيض الاوروبيين الذين عندما كانوا يوقعون اتفاقات سلام مع الهنود الحمر لم يكونوا يتوقفون عن عقلية الايذاء والتخريب والقتل البطيء للخصم .. فكانوا اول من استعمل السلاح الجرثومي لابادة الهنود الحمر عبر استيراد كل مخلفات المشافي الانكليزية التي كانت تستقبل مرضى الاوبئة والجدري التي كانت قاتلة .. وكان الانكليز يقومون بتقديم هذه الاغطية والبطانيات كهدية للمساكين الهنود الذيم كانوا يموتون كالحشرات وهم لايعرفون من دسّ الموت في بيوتهم .. وعندما كان هناك من ينجو من الموت الجرثومي لم بكن يجد مايقتات منه .. فقد كان المستوطنون البيض يقومون بالاغارة على قطعان البوفالو الكبيرة ويقتلونها في مجازر تقتل مئات من هذه القطعان وتترك في العراء تموت وتتعفن وتتفسخ وتنشر الاوبئة .. وتجعل العيش قربها ممرضا وقاتلا .. ولكن القبائل الهندية التي كانت تعيش على صيد هذه الحيوانات وتقتات من اللحم وتصنع من الجلد اقمشة للبس وبناء الخيام فقدت طعامها وغذاءها الرئيسي .. وكأن الهندي راع فقد كل اغنامه وماشيته ..

