منذ سنوات ويد الكاهن تدق على ابواب حكام العالم الذين يمنعون السيد المسيح من ان يصل الى الناس .. ويغلقون أبواب السماء يريدون ان يبقى السيد المسيح حبيسا في صفحات الانجيل ولايقدر ان يغادره كأن الانجيل صار قبرا للمسيح بعد ان اريد للمغارة التي أغلقت عليه بالصخور ان تكون قبرا .. السيد المسيح لاتحبسه مغارة ولا يقيده صليب ولايمكن ان يحبس في الانجيل والكنائس .. بل مداه العالم كله .. فمنذ أن قام وهو يجول على الناس .. والمكان الذي لايصله المسيح يصير قبرا .. والمكان الذي يصله يخرج من الظلمات الى النور ويخرج من قبور الوجود ..
ان مايحبس السيد المسيح هو ان نغلق ابوابنا وهو يدق عليها بيده .. ولانفتحها له .. وواجبنا ان نسير معه كما سار معنا منذ الفي سنة .. في هذه المنطقة .. وفيما هو يتجول في هذا العالم الذي افسده الشيطان والشياطين فاننا سنسير معه .. وندق على الابواب .. يدنا مع يده .. كتفا بكتف .. ومن لايفعل فانه لن يكون مع السيد المسيح في اي زمان او في اي مكان .. بل سيكون مع قيصر والشيطان ..
بعد الفي سنة توقف كثير من الناس عن طرق الابواب وانصرفوا لأهوائهم وحياتهم .. وبقي السيد المسيح يدق على أبواب القياصرة ولم يتعب منذ الفي سنة .. وبقي معه المخلصون والمؤمنون به وبرسالته ..
من بين هؤلاء الذين يسيرون مع السيد المسيح ويدقون معه على أبواب القياصرة كاهن دمشقي اسمه الياس زحلاوي .. لايزال يكتب ويدق على ابواب كل من يصنع القرار .. لم يتعب رغم ان من في القصور تعب من دقاته المتواصلة طوال عقود .. وظن القياصرة ان تسعين عاما كافية كي يتعب هذا الكاهن وتتعب يده .. ولكنه في عامه الواحد والتسعين .. يسمع القياصرة يد الكاهن التي تدق من جديد على الابواب والتي تذكر القياصرة ان السيد المسيح لايزال على موعد معنا وان الروح القدس لها الكلمة الفصل في كل شيء ..
من بين هؤلاء الذين يتصرفون كالقياصرة ويعيشون كالقياصرة ويصمتون كالقياصرة .. وربما أصابهم الصمم .. هو قداسة البابا نفسه الذي كلف في الايمان المسيحي بأن يدق على أبواب الزعماء ليذكرهم ان الله يرى كل شيء وسيحاسب الخاطئين .. لكن البابا يسمع دقات كاهن دمشق على بابه منذ زمن .. الا انه يفضل الصمت .. وربما يخشى البابا ان يفتح الباب ليجد ان من يقف الى جانب كاهن دمشق هو السيد المسيح بنفسه الذي سيعاتبه وسيذكره ان مهمة البابا هي ان يكون ظل المسيح وليس ليس ظل قيصر وظل اميريكا !! ..


لايزال الكاهن الدمشقي يطرق باب البابا منذ سنوات .. والبابا ليس هنا .. لايرى ولايسمع ولاينبس ببنت شفة .. يد الكاهن لاتزال تدق الباب تبحث عن الكأس المقدس المفقود .. فالكأس المقدس هو تعاليم السيد المسيح التي سكبت فيها الروح القدس وليست أقداحا .. والبابا لايدري ان من يدق بابه ليس كاهنا عاديا ..
ليس المهم ان يرد البابا او لايرد .. لكن المهم ان فهمنا للسيد المسيح هو مايفعله كاهن دمشق .. المسيح الذي لايتخلى عن رسالته ولو علق على الصليب .. ولايتوقف عن التبشير .. يولد في مغارة ويقوم من المغارة ولاتتوقف مهمته مهما أصاب الوجود من صمم ..
اي خطيئة في ألا يرد البابا على صوت كاهن يحمل رسالة السيد المسيح من الصوفانية .. ومن قلب دمشق ..؟؟!!









